أفكار تجريدية متنوعة (الشرق الأوسط)
- القاهرة : محمد الكفراوي
يضم 43 لوحة عن الأشجار ورمزية الألوان
16 يناير 2024 م ـ
تحتفظ الطبيعة بالعديد من الأسرار والرموز التي يحاول الفنانون توظيفها في أعمالهم بطرق عدة، وفي معرضه الذي يستضيفه المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية حتى 31 يناير (كانون الثاني) الحالي، يستدعي الفنان التشكيلي المصري محمد برطش سحر الطبيعة من خلال رمزية الألوان وتداخلها على سطح الأشجار.
وعبر 43 لوحة يضمها المعرض، يستخدم الفنان اللونَ بطريقة مكثفة، في محاولة لصنع جسر من التواصل بين الأفكار المختلفة، باعتبار أن الألوان تحمل رموزاً، كما تأتي الشخوص داخل اللوحات مستوحاةً من تكوينات الأشجار وألونها، ويعدُّ الفنان أن معرضه يتبنى فلسفة الفن للمجتمع، وأنه بطريقة أو بأخرى يرتبط بالمجتمع والتعليم، حسب ما ذكره في الورقة التعريفية للمعرض.
إحدى لوحات معرض «التوحيد وسطح الأشجار» (الشرق الأوسط)
وعن معرضه الذي يحمل عنوان «التوحيد وسطح الأشجار»، يقول الفنان محمد برطش لـ«الشرق الأوسط» إن فكرة المعرض جاءته خلال زيارة قام بها لدولة تايلاند، مضيفاً: «أثناء تجولي في إحدى الغابات وجدت شجرة عليها نحت مميز، ثم سافرت إلى أوروبا وتجولت داخل غاباتها ووجدت أن سطح الأشجار يمكن أن يكون مادة غنية على المستوى الثقافي والفني لتناول فكرة التوحيد الموجودة في الأديان الثلاثة».
ويتابع: «بعد ذلك قرأت موسوعة الأديان، وظللت عامين أفكر في طريقة نقل الفكرة النظرية عن التوحيد إلى حالة فنية في اللوحات».
تأتي اللوحات أقرب للمدرسة التجريدية في الفن، وتلعب الألوان دور البطولة في تقديم حالة تعبر عن فلسفة المعرض، أو عما يمكن رؤيته من تكوينات لونية على سطح الأشجار، وفقاً لفلسفة المعرض.
يذكر برطش أن مشواره الفني بدأ منذ أكثر من 20 عاماً، وأنه تتلمذ على يد الفنان الكبير صبري راغب، وتعلم منه الرسم الكلاسيكي مثل البورتريه والمناظر الطبيعية قبل أن يتجه إلى التجريد.
الفنان محمد برطش أمام عدد من لوحاته بالمعرض (الشرق الأوسط)
ويقول: «رأيت أن اللون يلعب دوراً مهماً في كل ديانة من الديانات التوحيدية، الأزرق يشير إلى المسيحية، والأخضر يشير للإسلام، والأبيض والرمادي والأسود والأحمر الداكن يرتبطون بالديانة اليهودية، كما أدخلت فكرة التوحيد عند المصريين القدماء في المعرض، مستدعياً دعوة إخناتون للتوحيد، باعتبارها من أقدم الدعوات التي عرفتها البشرية في هذا الصدد».
ويضيف: «كي نرسم لا نحتاج سوى التأمل، فالأعمال الفنية موجودة حولنا من صنع الخالق، كل شيء حولنا ملهم لجميع الفنانين، سواء النحات أو الرسام أو الموسيقي».
وعن رؤيته للفن ودوره في المجتمع يقول: «لا أؤمن بمبدأ الفن للفن، بل بأن الفن للمجتمع؛ حتى الأوبرا بدايتها كانت قصصاً شعبية تقدم للجمهور في الشارع، كما أن الفنانين التشكيليين كانوا يرسمون في الشارع الطبيعة والبورتريه».
تعليق