الخطور والنسيان .. الذاكرة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخطور والنسيان .. الذاكرة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    الخطور والنسيان .. الذاكرة

    الخطور والنسيان

    خطور الأمر بالبال هو ذكره بعد نسيانه ، واستعادة ما مضى ، وإحضاره ، حق يصبح الموجود بالقوة موجوداً بالفعل .
    والذاكرة كما رأيت شبيهة بعض الشيء بالعادة فإذا أتمت فعلها خطرت الذكريات بالبال ، وإذا عاقها عن القيام بفعلها عائق وقع النسيان .

    ١ - الخطور وآليته النفسية

    تخطر الذكريات بالبال بتأثير تداعي الأفكار ، وذلك اما بصورة تلقائية ، واما بصورة تأملية .
    ۱ - الخطور التلقائي أو الذكر ( ۲ ) : قد تعود الذكرى إلى مسرح الشعور من غير أن تكون معدة للرجوع اليه بأسباب ظاهرة تستحضرها فيكون حضورها تابعاً لأسباب عضوية مجهولة وتسمى عند ذلك بالذكريات الحرة Souvenirs libres الا ان خطور الذكريات بالبال على هذه الصورة الحرة لا يحدث إلا في بعض حالات الانحلال الذهني . أما في الحالات الطبيعية فإن خطورها يتبع نظاماً خاصاً وقانوناً ثابتاً ، فتتسلسل الذكريات ، ويتبع بعضها بعضاً بحسب مناسبتها ، وملامتها ، وجاذبيتها ، وشوق صاحبها و اهتمامه ، وشواغل فكره .
    ۲ - الخطور الارادي أو التذكر : وهو أن يلقي الانتباه الإرادي على الذاكرة سؤالاً يطلب بـه منها أن تطلعه على اسم منسي ، أو تاريخ ، أو شيء ضائع ، فتعرض الذاكرة على العقل ما حفظت من الامور ، وتأتيه بما خبأت من الصور ، فينتخب العقل منها ذكرى صحيحة ، ولا يتم هذا الإحضار الإرادي إلا بالتداعي المكتسب .

    والخطوو الإرادي ( أو التذكر ) ، يقتضي :

    ۱ - الذكر الجزائي : لأن الإنسان لا يحتال لاستعادة ما اندرس من الأمور إلا إذا كان . لها أثر في نفسه ، فهو يذكر الشيء وإن نسي إسمه ، ويعرف الحادثة وإن غاب عنه تاريخها . فكأنه شاعر بالفراغ الذي أحدثه النسيان في نفسه ، وهـو فراغ فعال ، إلا أنه وقد قال ( باسكال ) بهذا المعنى : ( لو لم تجدني ، لما فتشت عني . أن هذا البحث يتضمن فة ناقصة ترید أن تصبح تامة ، وذلك يجمع أجزائها بعضها إلى بعض . ولذلك قيل إن
    لقانون الجمع أي لقانون عودة المجموع الشعوري ( Loi de rédintegration ، ، تأثيراً في التذكر إلا أن المجموع المقصود هنا هو المجموع الإرادي الخاضع للجهد والانتباه ( ۱ ) .
    ب - التذكر : التذكر خاضع للقوة النطقية لأن العقل يحذف الذكريات الكاذبة ويختار الذكريات الصادقة ولا يتم له ذلك إلا بالمعرفة ، والمقايسة ، والحكم . وهذا يدل على ان التذكر ( الخطور الإرادي ) لا يوجد إلا في الإنسان ، لأنه يقتضي الاستدلال والقياس من الملكات العقلية التي يظن أن الحيوان خال منها . على ان تحكم الإرادة في الخطور ، أو الإحضار ، قد يؤخر التذكر ، ويجعل الحصول على الذكريات متعذراً في حالات الانتباه الشديد ، وخير واسطة للتغلب على هذه الحالة أن يعرض الإنسان برهة من الزمان عن الأمر الذي يريد استحضاره ، ويلهو عنه بأمر آخر ، فتعود الصور إلى مجراها الطبيعي ، وتحضر الذكرى بنفسها من غير جهد إرادي .

    ۲ - النسيان

    و كانت الذاكوة قوة مطلقة ومتماسكة تماما لتعذر عليها النسيان ، ولكانت غير صالحة للتفكير ، لأنها إذا أحضرت دقائق الامور ، واستعادت جميع أجزائها ، شغلت بهذه الأجزاء عن ارتباط المعاني بعضها ببعض . وهذا مخالف لشروط التفكير ، لأن التفكير يوجب الاختصار والاقتصار على الأهم والبسيط ، والاعراض عن اللواحق ، ولعل النسيان من محاسن الذاكرة ، إذ لو اضطر الإنسان إلى حفظ كل شيء لتعبت حويصلاته الدماغية ، ونفذت قوة استيعابها ، ولأصبح غير قادر على اكتساب الامور الجديدة ، فيجب أن يزول عن الذهن شيء ويبقى فيه شيء ، ولولا النسيان لبقي الحزن في النفس على ما كان عليه وقت الفراق ، ولما صبر الإنسان على مانابه ، وإذن خير للذاكرة أن تكون ملكة نساءة . - أسباب النسيان : ان قانون الحياة يوضح لنا أسباب النسيان ، لأن الحياة تقتضي تناسباً وتناسقاً في التمثيل والتجديد والحذف .
    فمن أسباب النسيان العضوية إنحاء المسالك العصبية القديمة ، وتولد مسالك جديدة عوضاً عنها . ان شدة التماسك العصي محدودة . وهذا يدل على تأثير الزمان في النسيان . ومن أسباب النسيان النفسية تأثير الانتباه ، والاهتمام . ان الانتباه يعين على الكسب و الحفظ ، كما يعين على النسيان ، لأن النفس لا تهتم بالحديث إلا لتهمل شيئاً من القديم المخزون في الحافظة ، وكلما عادت الذكريات إلى النفس تغير اهتمامنا بها فيتضاءل منها قسم نجلي قسم ، ولا يزال الانتباه يصطفي شوارد الصور ، حتى يزول بعضها ، ويسدل النسيان حجابه على ما لا نهتم به منها .

    ويرى ( فرويد ) ان مسألة النسيان أعوص من مسألة التذكر وأعمق منها ، لأن الأشياء التي نظن أننا نسيناها منذ زمن بعيد قد تعود إلى الذاكرة فجأة . وفي الانسان ميل طبيعي إلى نسيان الامور المنافية . فالنسيان هو النفور من تذكر بعض الأشياء التي تثير في نفوسنا انفعالاً مؤلماً . ففيه إذن عوامل مجهولة لا تقر النفس بها . اننا ننسى اسم الشخص الذي لا نحبه ، وننسى مكان الشيء الذي نريد أن نضيعه . ان بعض المرضى ينسون عند مراجعة الطبيب ان يقولوا له ان والديهم ماتوا بملة السل . وإذا نسي العاشق موعد اللقاء فذلك دليل على تناقص حبه . ان الحياة العاطفية كالحياة العسكرية لا تعذر على النسيان . فأنت ترى ان آراء ( فرويد ) على ما فيها من مبالغة مشتملة على كثير من الملاحظات الصادقة ، وهي تثبت ان لميولنا ونزعاتنا أثراً عميقاً في ذاكرتنا .

    ٢ - آلية النسيان : ان زوال الذكريات كزوال العادات :

    ١ - ان لاستعمال الذكريات أو عدم استعمالها تأثيراً في النسيان . لأنه يـ يقوي أو يضعف تثبيتها . وكلما كان تثبيتها أقوى ، كان نسيانها أبطأ ، وعلى ذلك فإن للنسيان قانونين :
    أ - ان نسيان الصور المهملة يكون بالتدريج من الماضي إلى الحاضر ، لأن أحسنها ثبوتاً أحدثها ، وعلى ذلك فالإنسان يذكر الامور الحديثة أحسن مما يذكر الامور القديمة ويسمى هذا القانون بقانون التماسك الطبيعي .
    ب - ان نسيان الصور المستعملة يكون على عكس الأولى بالرجوع من الحاضر إلى الماضي ( ريبو ) ، فينسى الانسان القريب قبل البعيد ، لأن تكرار الصور يكسبها قوة تماسك وتلاحم ، ويجعل الذكريات القديمة احسن ثبوتاً ، وأكثر رسوخاً في النفس من الذكريات الحديثة . وعلى ذلك فالإنسان ينسى اللغات الأجنبية قبل لغته الأصلية ، وينسى أسماء الاعلام قبل الأسماء العامة ، والأسماء العامة قبل الأفعال ، ولذلك أيضا كانت ذكريات أيام الصبا آخر ما ينساه الشيوخ .

    ٢ - يتم النسيان الارادي باستبدال بعض الذكريات ببعض ، أو بإسقاطها مباشرة ، وذلك بأن يقطع الانسان ، بقوة ارادته ، كل ما كان يربطه بالماضي ، فيغير مسكنه ، أو يلهو بالسياحة لزيارات أو بالزيارات أو ببعض الأعمال .

    ان آلية الخطور والنسيان تدل على أن تأثير الذاكرة في الحياة العاقلة أعظم من تأثير الأفكار ، لأن الصورة الذهنية تختلف عن الذكرى اختلاف البسيط عن المركب .
    وليس معنى النسيان فقدان الذكريات وزوالها التام عن النفس وإنما هو غياب الصور عن ساحة الشعور . ان عدم شعورنا بالصورة النفسية لا يدل على فقدانها ، لأن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود ، فكأن العالم النفسي شبيه بالعالم المادي ، لايضيع فيه شيء أبداً .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٨.٣٢_1(2).jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	49.3 كيلوبايت 
الهوية:	186774 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٨.٣٤_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	117.7 كيلوبايت 
الهوية:	186775 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٨.٤٢_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	124.8 كيلوبايت 
الهوية:	186776 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٨.٤٤_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	123.5 كيلوبايت 
الهوية:	186777 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٨.٤٥_1(2).jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	71.5 كيلوبايت 
الهوية:	186778

  • #2
    Danger and forgetfulness... memory

    Danger and forgetfulness

    The danger of a matter in the mind is remembering it after forgetting it, recalling what was past, and bringing it to life, so that what is potentially present becomes actually present.
    Memory, as you saw, is somewhat similar to habit. If it completes its action, memories come to mind, and if an obstacle prevents it from performing its action, forgetfulness occurs.

    1 - Danger and its psychological mechanism

    Memories come to mind as a result of the association of thoughts, either automatically or contemplatively.
    1 - Spontaneous danger or remembrance (2): The memory may return to the scene of feeling without being prepared to return to it with apparent reasons that evoke it, so its presence is due to unknown organic causes, and in that case it is called free memories, but the danger of memories to the mind in this free form does not occur. Except in some cases of mental degeneration. As for natural situations, their danger follows a special system and a fixed law, so the memories are sequenced, and follow one another according to their occasion, their relevancy, their attractiveness, the longing and interest of their owner, and the preoccupations of his thought.
    2 - Voluntary danger or remembrance: which is when voluntary attention poses a question to the memory asking it to show it a forgotten name, a date, or a lost thing, so the memory presents to the mind the things it has memorized, and brings to it the images it has hidden, and the mind selects a memory from it. Correct, and this voluntary bringing is only achieved through acquired association.

    Voluntary stepping (or remembering) requires:

    1 - Punitive Remembrance: Because a person does not deceive himself to recover what he has learned from matters unless he... It has an effect on him, as he remembers the thing even if he forgets its name, and he knows the event even if he has forgotten its history. It is as if he feels the emptiness that forgetfulness has created in himself, and it is an effective emptiness, except that he (Pascal) said in this sense: (If you had not found me, you would not have searched for me. This search includes an incomplete piece that wants to become complete, and that brings its parts together. Therefore it was said that
    The law of summation, that is, the law of the return of the emotional sum (Loi de rédintegration), has an effect on remembering, but the sum intended here is the voluntary sum subject to effort and attention (1).
    B - Remembering: Remembering is subject to verbal power because the mind deletes false memories and chooses true memories, and this is only achieved through knowledge, comparison, and judgement. This indicates that memory (voluntary risk) only exists in humans, because it requires inference and analogy from the mental faculties of which animals are thought to be devoid. Provided that the will’s control over dangers, or bringing them up, may delay remembering and make obtaining memories impossible in cases of intense attention. The best way to overcome this situation is for a person to take a moment of time away from the matter he wants to bring up, and distract from it with another matter, so the images return to Her natural course, and she attends the memory on her own without voluntary effort.

    2- Forgetting

    Memory was an absolute and completely coherent power that would make it impossible for it to forget, and it would be unsuitable for thinking, because if it brings up the minutest matters, and recalls all their parts, these parts will be distracted from relating the meanings to each other. This is contrary to the conditions of thinking, because thinking requires brevity and confinement to the most important and simple, and ignoring affixes, and perhaps forgetting is one of the virtues of memory, because if a person were forced to memorize everything, his brain vesicles would become tired, his ability to absorb them would be exhausted, and he would become unable to acquire new things, so he must Something disappears from the mind and something remains in it, and were it not for forgetfulness, sadness would remain in the soul for what it was at the time of separation, and a person would not be patient with what happened to him, and therefore it is better for the memory to be possessed by women. Reasons for forgetting: The law of life explains to us the reasons for forgetting, because life requires proportionality and consistency in representation, renewal, and deletion.
    One of the organic causes of forgetting is the destruction of old neural pathways and the creation of new ones in their place. The intensity of sticky cohesion is limited. This indicates the effect of time on forgetting. One of the psychological causes of forgetting is the effect of attention and interest. Attention helps in gaining and preserving, just as it helps in forgetting, because the soul does not care about the conversation except to neglect something of the old stored in the clipboard, and whenever memories return to the soul, our interest in them changes, and some of them diminish, part by part, and attention continues to filter out strays of images, until they disappear. Some of them, and forgetfulness lowers its veil over what we do not care about.

    Freud believes that the issue of forgetting is more difficult and deeper than the issue of remembering, because things that we think we have forgotten a long time ago may suddenly return to memory. Humans have a natural tendency to forget contradictory matters. Forgetting is the aversion to remembering some things that arouse a painful emotion in our souls. Therefore, there are unknown factors that the soul does not acknowledge. We forget the name of the person we don't like, and we forget the location of the thing we want to lose. Some patients forget, when they see a doctor, to tell him that their parents died of tuberculosis. If the lover forgets the date of the meeting, this is evidence of the decline of his love. Emotional life, like military life, does not excuse forgetting. You see that Freud's opinions, despite their exaggeration, contain many honest observations, and they prove that our inclinations and tendencies have a profound effect on our memory.

    2 - The mechanism of forgetting: The disappearance of memories is like the disappearance of habits:

    1 - The use or non-use of memories has an effect on forgetting. Because it strengthens or weakens its stability. The stronger it is fixed, the slower it is to be forgotten. Accordingly, forgetting has two laws:
    A - Forgetting neglected images occurs gradually from the past to the present, because the best-established ones are the most recent ones. Accordingly, a person remembers modern matters better than he remembers ancient matters. This law is called the law of natural coherence.
    B - Forgetting used images is the opposite of the first, by returning from the present to the past (repo), so a person forgets the near before the far, because repeating images gives them strength of cohesion and cohesion, and makes old memories better established and more ingrained in the soul than modern memories. Accordingly, a person forgets foreign languages ​​before his native language, and he forgets proper nouns before general nouns, and general nouns before verbs, and for this reason also the memories of his childhood days were the last thing that the elders would forget.

    2 - Voluntary forgetting is accomplished by replacing some memories with others, or by dropping them directly. This is done by the person, by the force of his will, cutting off everything that connected him to the past, so he changes his place of residence, or enjoys tourism for visits, visits, or some work.

    The mechanism of danger and forgetting indicates that the influence of memory on rational life is greater than the influence of thoughts, because the mental image differs from the memory as the simple differs from the complex.
    Forgetting does not mean the loss of memories and their complete disappearance from the soul, but rather the absence of images from the arena of feeling. Our lack of awareness of the psychological image does not indicate its loss, because the absence of existence does not indicate the absence of existence, as if the psychological world is similar to the physical world, in which nothing is ever lost.

    تعليق

    يعمل...
    X