مسألة الحفظ .. الذاكرة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسألة الحفظ .. الذاكرة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    مسألة الحفظ .. الذاكرة

    مسألة الحفظ

    ولكن أين تحفظ الذكريات ؟ وإلى أين تذهب بعد خروجها من ساحة الشعور ؟ فإما أن يقال إن الأحوال النفسية التي تخرج من ساحة الشعور تبقى في الدماغ ، واما أن يقال إنها لا تزول عن النفس ، بل تبقى كامنة في اللاشعور . ولنبحث الآن في كل من هذين المذهبين :

    ۱ - النظرية الفيسيولوجية : زعم الماديون أن الذكريات مخزونة في خلايا المخ . لأن الإدراك يترك أثراً في الخلايا ، فإذا . حدث تأثير جديد انبعث ذلك الإدراك القديم من سباته . ولو لم يكن الأمر على هذه الصورة لما كان الفساد خلايا المخ أو لاضطراب الجسد تأثير البتة . على أن التجربة تثبت لنا أن لاختلال الهضم ودوران الدم والتنفس تأثيراً في التذكر ، وأن بعض المواد التي تهيج الجملة العصبية أو تسكنها تنبه الذاكرة ، أو تضعفها ، وأن فساد المخ يولد فقدان الذاكرة ( الامنيزيا ( الكلي أو الجزئي . وقد أثبتت تجارب ) بروكا ) أن نزيفاً دموياً في قاعدة التلفيف الثالث من ناحية الجبهة الشمالية يولد مرض الحبسة ( phasis ) ( ۱ ) ، وان فساد التلفيف الثاني من يسار الناحية الجدارية يولد العمى النطقي أو اللفظي ( Cécite verbale ، وان فساد التلفيف الأول من يسار الجبهة يولد الصمم النطقي أو اللفظى ( Surdit verbale ؛ حتى لقد قال ( ريبو ) : « ان الذاكرة ظاهرة حيوية بالذات ، نفسية بالعرض . لأن من خواص الأعضاء حفظ الآثار وتكرارها . فالذاكرة إذن عادة ، أو هي بالأحرى وظيفة من وظائف الجهاز العصبي وكلما كان تماسك الآثار أقوى كان الحفظ أثبت .

    وقد اختلف الفيسيولوجيون في كيفية حفظ المخ لهذه الآثار ، فقال ( ديكارت ) : ان الأرواح الحيوانية توقظ الذكريات من نومها عند مرورها بغضون المسالك العصبية المضافة إلى امور كانت موجودة في الماضى . وقال ( هارتلي Hartley ) : ان الدماغ يحفظ ذلك على صورة اهتزاز ، وقال ( موليشوت Moleschott : انه بحفظه على صورة ( تفسفر ) ) وقال غيرهم : على صورة تفاعل كيميائي .

    مناقشة هذه النظرية : لو اقتصر الفيسيولوجيون على القول ان للدماغ أثراً في الذاكرة ، أو - على الأخص - في استرجاع بعض الحالات السابقة ، لما تبادر إلى الذهن نقدهم ؛ ولكنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك ، وقالوا أن لكل صورة ذهنية خلية عصبية خاصة بها ، وهذا شبيه بما قاله أصحاب نظرية الشعور الملحق . أي نظرية الظاهرة الثانوية ناقشناها سابقاً ( ص ۸۸ ) ، ولنناقش الفيسيولوجيين الآن في أدلتهم :
    ۱ - الحبسة : أو فقدان النطق : مرض ينشأ عن آفة تحدث فساداً في قاعدة التلفيف الثالث من ناحية الجبهة الشمالية ، من غير أن يكون هناك خلل في أعضاء الصوت . فلو كانت نظرية الفيسيولوجيين صحيحة لوجب أن يكون بين فساد الخلايا الدماغية وخلل الكلام مطابقة ، ولكان ينبغي للمريض أن ينسى في أول الأمر بعض الألفاظ دون غيرها إلا أن ( هنري برغسون ) قد أثبت أن المرض يولد ضعفاً عاماً في تذكر الألفاظ ، فلا يجد المريض ألفاظه التي يريد التعبير بها عن أفكاره ، بل يتردد في الكلام . وكثيراً ما يعسر عليه إيجاد اللفظ ، فيستبدل به عبارة تدل على المعنى المقصود . فكأن الدماغ آلة تترجم عن الفكر ، أو كأنه واسطة لانتقال الذكريات من القوة إلى الفعل . ثم أن ( هنري برغسون ( يبيّن أيضاً أن قانون ( ريبو ) ( ١ ) لا يؤيد النظرية الفيسيولوجية ، قال : لو كانت الذكريات مخزونة في خلايا المخ ، لوجب أن يختلف النسيان باختلاف الفساد الذي يطرأ عليها ، على أن النسيان يلحق أولاً الأسماء الخاصة ، فالأسماء العامة . ثم يعم الأفعال ، ولا يمكننا أن نقول أن فساد الخلايا يتبع في كل مرة نظاماً ثابتاً شبيهاً بهذا النظام ( ۲ ) .

    ٢ - الصمم النطقي والعمى النطقي : ينسى المصاب بالصمم النطقي معاني الألفاظ فيسمعها ولا يفهمها كأنك تكلمه بلغة أجنبية . فلو كانت الذكرى مخزونه في الخلية على صورة انطباع مادي لوجب أن تكون خلية الادراك عين خلية التذكر – فإذا حدث فساد في خزائن الذكريات السمعية عقبه بالضرورة خلل في فهم معاني الألفاظ وفي سماع أصواتها معاً . على أن المريض يسمع الألفاظ ولا يفهم معانيها ، أو يراها ولا يدرك معنى • صورها ، وهذا يدل على أن الانطباع المادي في خلايا المخ لا يكفي لتعليل التذكر الأمنزيا العامة : ينسى المصاب بهذا المرض ذكريات عشر أو خمس عشرة سنة من علما حياته ، أو ينسى . ا من العلوم . فالنسيان في هذا المرض محدود بين زمانين ، وهو واضح
    الأطراف ، لكنه ليس مصحوباً بفساد ثابت معين ، فلو صحت النظرية الفيسيولوجية لتولد النسيان من خلل معين . إلا أن هذه الأمنزيا العامة تنشأ في الغالب عن اصطدام ، أو عن جرح ، أو هيجان شديد ، الخ . أو من غير أن يؤدي ذلك مادي معنوی إلى فساد ناحية معينة من الدماغ .

    النتيجة : هل يمكننا أن نستنتج من هذه المناقشات بطلان كل تأويل فيسيولوجي ؟ . ان انتقاد ) هنري برغسون ( لا يبطل علاقة الذاكرة بالدماغ . بل يهدم النظرية التي تحل الذكريات بمراكز دماغية ثابتة لقد دلت دراسة الاضطرابات النفسية المتولدة من الحرب ( ۱ ) على أن بين أمراض الذاكرة وفساد الدماغ صلة عميقة . إلا أنه من الضروري تأويل هذه الصلة تأويلا متناسباً مع اتجاهات علم النفس الحديث . الصور ليست مخزونة في خلايا المخ كالرسوم في الألواح ، لأن في الدماغ سطوحاً مختلفة ومراكز منظمة تتوزع ما ينقل إليها من تأثيرات الحواس وتجمعه . وقد بين العلماء أن لهذه المراكز المنظمة أثراً في استرجاع الذكريات ، واستبدلوا بالخزائن الساكنة مراكز ووظائف حركية . ولكن كيف ينقلب الأثر العضوي إلى صورة نفسية ؟ هذا ما نؤجل البحث فيه إلى علم بعد الطبيعة ما •

    ۲ - النظرية النفسية : يستنتج من المناقشة في النظرية الفيسيولوجية انه لا يمكن إرجاع الذكريات إلى رسوم منطبعة في خلايا المخ ، ولا إرجاع الذاكرة إلى العادة . ولذلك رأى ) هنري برغسون ) ان يقسم الذاكرة قسمين ، فقال : ان الماضي يعود إلى مسرح النفس بصورتين مختلفتين :

    إحداهما صورة حركات مخزونة في الجسد ، وثانيتهما صورة ذكريات نفسية محضة مستقلة عن الدماغ . وقد بين ( هنري برغسون ذلك بمثال ، قال : إذا أردت حفظ قطعة من الشعر قسمتها بيتا بيتاً ، ثم كررتها عدة مرات ، وكلما أعدتها مرة تحسن حفظي لها ، وارتبطت الألفاظ بعضها ببعض ، فلا يقال اني حفظتها إلا إذا أصبحت قادراً على تكرارها دون ا وهي جملة من الحركات مجتمعة في الأعضاء الصوتية ، لم أكتسبها إلا بالتكرار المتتابع
    وبتقسيم الحركات ، وجمعها بعضها إلى بعض ، كما تكتسب كل عادة فاعلة مبنية على الحركة . ونتيجة هذا التكرار تنظيم سلسلة من الحركات في جسدي ، فإذا بدأت الحركة الاولى جاءت الحركات الاخرى بعدها في نظام . ان هذه الذاكرة شبيهة بالعادة الحركية .

    ثم اني أستطيع أن أتذكر أثر كل قراءة مفردة في نفسي ، فأتذكر ما أحدثه هذا الشعر في من الأحاسيس عند قراءته للمرة الأولى . ان هذه الذكرى الثانية لاتشبه العادة ، ولا تحتاج إلى التكرار ، لأن التكرار قد يمحوها . انها ذكرى حادثة واحدة من حياتي لا ينفعها التكرار ، بل قد يضعفها . ان لها تاريخاً . انها تامة منذ ولادتها لا يكسبها المستقبل شيئاً . وهي صورة نفسية محضة يمكننا استرجاعها في كل وقت ، ولا نحتاج في هذا الاسترجاع إلى زمان طويل . أما الذكرى الحركية فنحتاج في استعادتها إلى وقت ، لأنها فعل ، وكل فعل يحتاج إلى زمان .

    يتبين مما تقدم ان هناك ذاكرتين : ذاكرة حركية ، وذاكرة نفسية . الأولى أشبه شيء بالعادة منها بالذاكرة . والثانية ذاكرة الصور النفسية ، لأنها تتمثل الماضي وتستحضره . أما الذاكرة الحركية فإنها لا تتمثل الماضي بل تستفيد منه . مثال ذلك أنك إذا تعودت الرقص رقصت من غير أن تتذكر الاستاذ الذي علمك الرقص والظروف التي تعلمته فيها . وقد تنسى أنك تعلمت الرقص ، وتحسب هذه الحركات طبيعية لك ، وأنت لو رجعت إلى ذاتك وجدت أنك إنما تعيد أموراً مضت ولكنك تستفيد منها من غير أن تتمثل ماضيها . ولو لم تر الأطفال يتعلمون المشي لما استطعت أن تعلم أنك قد اكتسبت هذه العادة مثلهم ، م ، فأنت كلما مشيت استفدت من الماضي ولكن من غير أن تتصوره وتتذكره . وكلما اكتسبت عادة حركية كفتك هذه العادة مؤونة تصور الماضي فتحسبها جزء أمن الحاضر ، وتظنها غريزية ، ولولا ذاكرة الصور التي تنير الماضي لكورت جميع هذه الحركات كالآلة .

    وعلى ذلك ، فإذا اصيب المخ بآفة ، أثرت هذه الآفة مباشرة في الذكريات الحركية لا في الذكريات النفسية المحضة ؛ لأن الذكريات الحركية مخزونة في الدماغ والجسد ، أما الذكريات النفسية فمحفوظة في اللاشعور ، فلا تعود إلى ساحة الشعور إلا عند الحاجة ، ولا تنتقل من القوة إلى الفعل إلا بوساطة المخ نفسه . كأن المخ مصفاة تصفى به الذكريات الضرورية للفعل الحاضر . فللمخ إذن أثر في استرجاع الذكريات النفسية لا في حفظها .

    وصفوة القول أن التفسير الفيسيولوجي لا ينطبق إلا على الذاكرة الحركية ، لأنها شبيهة بالعادة ، وهي تكتسب بالتكرار كسائر الاستعدادات المكتسبة . أما الذاكرة النفسة ، أي ذاكرة الصور المحضة ، فهي مستقلة عن الحركات .

    - نقد النظرية النفسية : تتميز النظرية النفسية بانتقادها نظرية الفيسيولوجيين وبتقسيمها الذاكرة قسمين . ولا غبار على هذا التقسيم لولا ان ( هنري برغسون ) قد بالغ فيه بتأثير بعض الغايات الفلسفية . وقد بين العلماء اليوم ان للتكرار الارادي تأثيراً في اكتساب بعض الذكريات النفسية ، وان الإنسان قد يحفظ قطعة صغيرة من الشعر من غير تكرار . وان الحركات الجسدية ضرورية أيضاً لرجوع الذكريات النفسية . وان النظرية النفسية لاتبين لنا أين تحفظ الذكريات المحضة ، لأن فرضية اللاشعور لا توضح كيفية حفظ الذكريات ولا تبدد جميع الظلمات فهل اللاشعور وعاء غير مقيد بالزمان والمكان أو قربة لا تمتلىء . لقد دلت التجارب على أن للذاكرة أساساً عضوياً . وان لها أيضاً أساساً اجتماعياً ، فهي إذن فعل مركب لا تشابه بينه وبين خطور الصور للنفس في حالة النوم .

    وقد حاول الاجتماعيون ان يرجعوا الذاكرة إلى عوامل اجتماعية ، فقالوا : ان الماضي إنما يحفظ في ذاكرة الجماعة لا في ذاكرة الفرد وحدها ، وان للاسرة كما للطائفة والامة تاريخاً وتقاليد تنظم عقد الذكريات الشخصية . فإذا تذكر الفرد أمراً تذكره داخل نطاق الاسرة أو المدرسة أو المهنة . وهذا يدل على تأثير الحياة الاجتماعية في حفظ الذكريات ، إلا أنه لا يكفي لإرجاع الذاكرة إلى عوامل اجتماعية محضة .

    وقصارى القول إذا كانت الذاكرة أمراً مركباً صعب إيضاحها بالعامل الفيسيولوجي وحده ، لأنها في الواقع مبنية على ثلاثة عوامل :
    العامل العضوي ، والعامل الاجتماعي ؛ والعامل النفسي .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٨.٢٦_1.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	115.8 كيلوبايت 
الهوية:	186766 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٨.٢٨_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	121.0 كيلوبايت 
الهوية:	186767 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٨.٣٠_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	111.8 كيلوبايت 
الهوية:	186768 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٨.٣١_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	120.7 كيلوبايت 
الهوية:	186769 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٨.٣٢_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	134.8 كيلوبايت 
الهوية:	186770

  • #2
    The issue of preservation...memory

    Conservation issue

    But where are the memories stored? Where does she go after leaving the arena of feeling? Either it can be said that the psychological conditions that emerge from the realm of feeling remain in the brain, or it can be said that they do not disappear from the soul, but rather remain latent in the subconscious. Let us now examine each of these two doctrines:

    1 - Physiological theory: Materialists claimed that memories are stored in brain cells. Because perception leaves a mark on the cells, so... A new effect occurred that brought that old awareness out of its slumber. If things were not like this, the corruption of the brain cells or the disorder in the body would not have any effect at all. However, experience proves to us that imbalances in digestion, blood circulation, and breathing have an effect on memory, and that some substances that irritate or soothe the nervous system stimulate or weaken memory, and that brain corruption generates amnesia (complete or partial). Broca’s experiments have proven that Blood bleeding at the base of the third gyrus on the northern side of the forehead generates aphasia (1), and corruption of the second gyrus from the left of the parietal side results in speech or verbal blindness (Cécite verbale), and corruption of the first gyrus from the left of the forehead generates speech or verbal deafness ( Surdit verbale; Ribot even said: “Memory is a vital phenomenon in itself, psychological in appearance. Because one of the properties of the organs is the preservation and repetition of traces. Memory is therefore a habit, or rather it is a function of the nervous system, and the stronger the coherence of the traces, the more proven is the preservation.”

    Physiologists disagreed about how the brain preserves these traces. Descartes said: Animal spirits awaken memories from their sleep when they pass through the nerve pathways related to things that existed in the past. Hartley said: The brain preserves this in the form of vibration. Moleschott said: It preserves it in the form of phosphorescence. Others said: In the form of a chemical reaction.

    Discussing this theory: If physiologists limited themselves to saying that the brain has an effect on memory, or - especially - in recalling some previous situations, their criticism would not have come to mind; But they went further than that, and said that every mental image has its own nerve cell, and this is similar to what the owners of the attachment theory of feeling said. That is, the theory of the secondary phenomenon. We discussed it previously (p. 88), and let us now discuss the physiologists’ evidence:
    1 - Aphasia: or loss of speech: a disease resulting from a lesion that causes havoc at the base of the third gyrus on the northern side of the forehead, without there being a defect in the vocal organs. If the theory of physiologists were correct, then there should be a correspondence between the corruption of brain cells and speech dysfunction, and the patient should initially forget some words and not others. However, Henri Bergson has proven that the disease generates a general weakness in remembering words, so the patient does not find the words that he remembers. He wants to express his thoughts with it, but he hesitates to speak. It is often difficult for him to find the word, so he replaces it with a phrase that indicates the intended meaning. It is as if the brain is a machine that translates thought, or as if it is a means of transferring memories from force to action. Then Henri Bergson also shows that Ribot's law (1) does not support the physiological theory. He said: If memories were stored in brain cells, forgetfulness would have to vary depending on the corruption that occurs to them, provided that forgetting first applies to specific names, so names Then it applies to actions, and we cannot say that cell corruption follows a fixed system similar to this system every time (2).

    2 - Speech deafness and speech blindness: The person with speech deafness forgets the meanings of words and hears them but does not understand them, as if you were speaking to him in a foreign language. If the memory was stored in the cell in the form of a physical impression, then the perception cell must be the same as the memory cell. If corruption occurs in the storehouses of auditory memories, it will necessarily be followed by a defect in understanding the meanings of words and in hearing their sounds together. However, the patient hears words and does not understand their meanings, or sees them but does not understand the meaning of their images, and this indicates that the physical impression in the brain cells is not sufficient to explain memory. General amnesia: The person suffering from this disease forgets the memories of ten or fifteen years of significant aspects of his life, or forgets. A of science. Forgetting in this disease is limited to two periods of time, and it is clear
    Parties, but it is not accompanied by a certain fixed corruption. If the physiological theory were correct, forgetfulness would result from a specific defect. However, this general amnesia often results from a collision, injury, severe agitation, etc. Or without this leading, materially or morally, to corruption of a certain part of the brain.

    Conclusion: Can we conclude from these discussions that every physiological interpretation is invalid? . Criticism of Henri Bergson does not invalidate the relationship between memory and the brain. Rather, it destroys the theory that replaces memories with fixed brain centers. The study of psychological disorders resulting from war (1) has shown that there is a deep connection between memory diseases and brain corruption. However, it is necessary to interpret this connection in a comprehensive manner. In line with the trends of modern psychology, images are not stored in brain cells like drawings on tablets, because the brain has different surfaces and organized centers that distribute and collect the influences of the senses that are transmitted to them. Scientists have shown that these organized centers have an effect in retrieving memories, and they replaced the static closets with centers and functions. Kinetics. But how does the organic effect turn into a psychological image? This is what we postpone research into until some post-natural science.

    تعليق


    • #3
      2 - Psychological theory: It is concluded from the discussion in the physiological theory that memories cannot be traced back to drawings imprinted on brain cells, nor can memory be traced back to habit. Therefore, Henri Bergson decided to divide memory into two parts, and he said: The past returns to the theater of the soul in two different forms:

      One of them is an image of movements stored in the body, and the second is an image of purely psychological memories independent of the brain. Henri Bergson explained this with an example. He said: If I wanted to memorize a piece of poetry, I divided it verse by verse, then repeated it several times, and every time I repeated it, my memorization improved. A set of movements combined in the vocal organs, which I only acquired through successive repetition
      By dividing the movements and combining them together, every active habit based on movement is acquired. The result of this repetition is the organization of a series of movements in my body. If the first movement begins, the other movements follow in an orderly manner. This memory is similar to a motor habit.

      Then I can remember the impact of each single reading on myself, so I remember the feelings this poetry created in me when I read it for the first time. This second memory does not resemble a habit, and does not need to be repeated, because repetition may erase it. It is a memory of one incident from my life that repetition is of no benefit, and may even weaken it. It has a history. She has been perfect since her birth, and the future gains nothing for her. It is a purely psychological image that we can recall at any time, and this recall does not require a long time. As for the kinetic memory, it takes time to recover it, because it is an action, and every action needs time.

      It is clear from the above that there are two memories: motor memory and psychological memory. The first is more like a habit than a memory. The second is the memory of psychological images, because it represents and evokes the past. As for motor memory, it does not represent the past, but rather benefits from it. An example of this is that if you get used to dancing, you dance without remembering the professor who taught you to dance and the circumstances in which you learned it. You may forget that you learned to dance, and consider these movements to be natural to you, and if you return to yourself, you will find that you are merely repeating things of the past, but you are benefiting from them without imitating their past. If you had not seen children learning to walk, you would not have been able to know that you have acquired this habit like them. Every time you walk, you benefit from the past, but without imagining it or remembering it. Whenever you acquire a habit of movement, this habit deprives you of the support of imagining the past, and you consider it a part of the security of the present, and you think it is instinctive. Were it not for the memory of images that illuminate the past, all these movements would have stopped like a machine.

      Accordingly, if the brain suffers a lesion, this lesion directly affects motor memories and not purely psychological memories. Because motor memories are stored in the brain and body, while psychological memories are stored in the subconscious, so they do not return to the arena of feeling except when needed, and they do not move from force to action except through the mediation of the brain itself. It is as if the brain is a filter that filters the memories necessary for the present action. The brain therefore has an effect in retrieving psychological memories, not in preserving them.

      In short, the physiological explanation only applies to motor memory, because it is similar to habit and is acquired through repetition, like all acquired dispositions. As for the psychological memory, that is, the memory of pure images, it is independent of movements.

      - Criticism of psychological theory: Psychological theory is distinguished by its criticism of the theory of physiologists and by dividing memory into two parts. There is no doubt about this division, had Henri Bergson not exaggerated it under the influence of some philosophical goals. Scientists have shown today that voluntary repetition has an effect on the acquisition of some psychological memories, and that a person may memorize a small piece of poetry without repetition. Physical movements are also necessary for the return of psychological memories. The psychological theory does not show us where pure memories are preserved, because the subconscious hypothesis does not explain how memories are preserved and does not dissipate all darkness. Is the subconscious a vessel not restricted by time and place or a waterskin that cannot be filled? Experiments have shown that memory has an organic basis. It also has a social basis, so it is a complex act that has no similarity to the danger of images to the soul during sleep.

      Sociologists have tried to attribute memory to social factors. They said: The past is preserved in the memory of the group, not in the memory of the individual alone, and that the family, as well as the sect and the nation, have a history and traditions that regulate the holding of personal memories. If an individual remembers something, he remembers it within the family, school, or profession. This indicates the influence of social life on preserving memories, but it is not enough to attribute memory to purely social factors.

      In short, if memory is a complex matter, it is difficult to explain it with the physiological factor alone, because in reality it is built on three factors: the organic factor, the social factor; And the psychological factor.

      تعليق

      يعمل...
      X