تثبيت الذكريات وحفظها .. الذاكرة
تثبيت الذكريات وحفظها
لو لم أر اطلال تدمر لما تذكرت الآن صورتها ، فكل ذكرى مبنية إذن على اطلاع سابق يزداد بالتكرار ثبوتاً .
على أن التكرار ليس ضرورياً دائماً ، إذ كثيراً ما تثبت الذكريات بمرة واحدة إذا كان التأثير قوياً . فأنا لم أر تدمر إلا مرة واحدة ولكن صورتها الآسية لاتفارق نفسي .
يرجع تثبيت الذكريات إلى عاملين : فيسيولوجي ، ونفسي .
- فالعامل الفيسيولوجي يرجع إلى مرونة الجملة العصبية ، أي إلى سهولة تأثر الأعصاب ، وشدة استمساك الآثار بها ، وهو يختلف باختلاف الأشخاص ، وأحسنهم ذاكرة من كان سریع تأثر الأعصاب ، شديد استمساك الآثار ، لا يحتاج في التثبيت إلى التكرار ، ولا إلى تداعي الأفكار .
- والعامل النفسي تابع لقوة الانتباه وشدة الاهتمام . فكلما كان الانتباه أقوى أشد ، كانت الذكريات أثبت . وقد جمعوا العوامل النفسية في الامور التالية :
( ۱ ) شدة المؤثر : ان أكثر الحوادث ثبوتاً أقواها تأثيراً في النفس ، كالحرب والحريق والمرض وغير ذلك .
( ۲ ) الميول الغريزية والكسبية : ان ميلنا إلى بعض الأشياء يقوي انتباهنا لها ، وكلما كان ميلنا إلى بعض المواد العلمية أقوى كان حفظنا لها أسهل .
( ۳ ) ان تثبيت الذكريات تابع أيضاً المشاغل النفس الحاضرة ، فإذا كنت واله النفس منخوب القلب ، ذهلت عن أشياء كثيرة .
( ٤ ) ثم ان تثبيت الذكريات ، كتثبيت العادات ، خاضع لقانون الاستعمال وعدم الاستعمال . فقد تثبت الذكرى من غير تمرين ، ولكن التمرين يقويها .
( ه ) والتمرين تابع للتكرار وتداعي الأفكار ، لأن التكرار يثبت المسالك العصبية عددها . وكلما كثر التكرار ثبتت الذكريات . ثم ان تداعي الأفكار المسالك العصبية ، فإذا كانت الفكرة قليلة الثبوت أمكن تثبيتها بالتداعي ، وذلك بربطها ببعض الفكر المألوفة . حتى إذا خطرت لك هذه الفكرة المألوفة جذبت اليها تلك الفكرة الصعبة ، فيمكن إذن تقوية الذاكرة بتداعي الأفكار ، والناس يعرفون ذلك ، لأنهم إذا أرادوا تذكر أمر ، ربطوا أصابعهم بالخيوط ، أو عقدوا مناديلهم ، وإذا أرادوا حفظ بعض الأشياء ، عمدوا إلى صناعة التذكر ) Mnemotechnie ) فربطوا الأشياء الصعبة بالأشياء المألوفة ، ولذلك كان حفظ الجمل أسهل من حفظ المفردات ، ولذلك أيضا كانت الطريقة الكلية أنفع في الحفظ من الطريقة الجزئية ، لأن قراءة القطعة ـ كاملة ـ تمنع تبعثر المعاني ، وتربط الأفكار بعضها ببعض ، حتى لقد قال ( ويليم جيمس ) : السر في الذاكرة الجيدة أن يربط الإنسان ذكرياته بالمعاني المألوفة لديه ليتم بها تداعي الأفكار ، وهذا يدل على أن لتداعي الأفكار أثراً كبيراً في الذاكرة العقلية .
✰✰✰
لقد درس بعض العلماء علاقة تداعي الأفكار بالذاكرة دراسة تجريبية . فعرضوا على الأطفال مجموعات من الألفاظ المفهومة التي ليس بينها ارتباط ، ثم عرضوا عليهم جملا مفهومة بين ألفاظها ارتباط .
ففي التجربة الاولى يقرأ المجرب أمام الأطفال بعض الألفاظ المتتابعة بسرعة قدرها ثانية واحدة لكل لفظين ، ويكتب الأطفال مباشرة ما سمعوه وحفظوه .
وفي التجربة الثانية يقرأ المجرب أمام الأطفال جملا مؤلفة من الفاظ مرتبطة بعضها ببعض كهذه :
أعطت الام / ولدها / حصاناً جميلاً / من خشب / مكافأة لــــه / على حسن سلوكه | في المدرسة / .
ثم يكتب الأطفال بعد الانتهاء من قراءة الجملة ما علق في أذهانهم منها . ان هذه التجارب المختلفة تثبت لنا أن حفظ الجمل أسهل من حفظ الألفاظ المتفرقة .
تثبيت الذكريات وحفظها
لو لم أر اطلال تدمر لما تذكرت الآن صورتها ، فكل ذكرى مبنية إذن على اطلاع سابق يزداد بالتكرار ثبوتاً .
على أن التكرار ليس ضرورياً دائماً ، إذ كثيراً ما تثبت الذكريات بمرة واحدة إذا كان التأثير قوياً . فأنا لم أر تدمر إلا مرة واحدة ولكن صورتها الآسية لاتفارق نفسي .
يرجع تثبيت الذكريات إلى عاملين : فيسيولوجي ، ونفسي .
- فالعامل الفيسيولوجي يرجع إلى مرونة الجملة العصبية ، أي إلى سهولة تأثر الأعصاب ، وشدة استمساك الآثار بها ، وهو يختلف باختلاف الأشخاص ، وأحسنهم ذاكرة من كان سریع تأثر الأعصاب ، شديد استمساك الآثار ، لا يحتاج في التثبيت إلى التكرار ، ولا إلى تداعي الأفكار .
- والعامل النفسي تابع لقوة الانتباه وشدة الاهتمام . فكلما كان الانتباه أقوى أشد ، كانت الذكريات أثبت . وقد جمعوا العوامل النفسية في الامور التالية :
( ۱ ) شدة المؤثر : ان أكثر الحوادث ثبوتاً أقواها تأثيراً في النفس ، كالحرب والحريق والمرض وغير ذلك .
( ۲ ) الميول الغريزية والكسبية : ان ميلنا إلى بعض الأشياء يقوي انتباهنا لها ، وكلما كان ميلنا إلى بعض المواد العلمية أقوى كان حفظنا لها أسهل .
( ۳ ) ان تثبيت الذكريات تابع أيضاً المشاغل النفس الحاضرة ، فإذا كنت واله النفس منخوب القلب ، ذهلت عن أشياء كثيرة .
( ٤ ) ثم ان تثبيت الذكريات ، كتثبيت العادات ، خاضع لقانون الاستعمال وعدم الاستعمال . فقد تثبت الذكرى من غير تمرين ، ولكن التمرين يقويها .
( ه ) والتمرين تابع للتكرار وتداعي الأفكار ، لأن التكرار يثبت المسالك العصبية عددها . وكلما كثر التكرار ثبتت الذكريات . ثم ان تداعي الأفكار المسالك العصبية ، فإذا كانت الفكرة قليلة الثبوت أمكن تثبيتها بالتداعي ، وذلك بربطها ببعض الفكر المألوفة . حتى إذا خطرت لك هذه الفكرة المألوفة جذبت اليها تلك الفكرة الصعبة ، فيمكن إذن تقوية الذاكرة بتداعي الأفكار ، والناس يعرفون ذلك ، لأنهم إذا أرادوا تذكر أمر ، ربطوا أصابعهم بالخيوط ، أو عقدوا مناديلهم ، وإذا أرادوا حفظ بعض الأشياء ، عمدوا إلى صناعة التذكر ) Mnemotechnie ) فربطوا الأشياء الصعبة بالأشياء المألوفة ، ولذلك كان حفظ الجمل أسهل من حفظ المفردات ، ولذلك أيضا كانت الطريقة الكلية أنفع في الحفظ من الطريقة الجزئية ، لأن قراءة القطعة ـ كاملة ـ تمنع تبعثر المعاني ، وتربط الأفكار بعضها ببعض ، حتى لقد قال ( ويليم جيمس ) : السر في الذاكرة الجيدة أن يربط الإنسان ذكرياته بالمعاني المألوفة لديه ليتم بها تداعي الأفكار ، وهذا يدل على أن لتداعي الأفكار أثراً كبيراً في الذاكرة العقلية .
✰✰✰
لقد درس بعض العلماء علاقة تداعي الأفكار بالذاكرة دراسة تجريبية . فعرضوا على الأطفال مجموعات من الألفاظ المفهومة التي ليس بينها ارتباط ، ثم عرضوا عليهم جملا مفهومة بين ألفاظها ارتباط .
ففي التجربة الاولى يقرأ المجرب أمام الأطفال بعض الألفاظ المتتابعة بسرعة قدرها ثانية واحدة لكل لفظين ، ويكتب الأطفال مباشرة ما سمعوه وحفظوه .
وفي التجربة الثانية يقرأ المجرب أمام الأطفال جملا مؤلفة من الفاظ مرتبطة بعضها ببعض كهذه :
أعطت الام / ولدها / حصاناً جميلاً / من خشب / مكافأة لــــه / على حسن سلوكه | في المدرسة / .
ثم يكتب الأطفال بعد الانتهاء من قراءة الجملة ما علق في أذهانهم منها . ان هذه التجارب المختلفة تثبت لنا أن حفظ الجمل أسهل من حفظ الألفاظ المتفرقة .
تعليق