وليلي.. موقع أثري مغربي استثنائي لم يبح بعد بكل أسراره

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وليلي.. موقع أثري مغربي استثنائي لم يبح بعد بكل أسراره

    وليلي.. موقع أثري مغربي استثنائي لم يبح بعد بكل أسراره


    تعتبر وليلي التي ترمز إلى زهرة الزنبق الملونة، أحد المواقع الغنية جدا لحقبة الإمبراطورية الرومانية بشمال أفريقيا.
    الثلاثاء 2024/01/16
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    مدينة الفسيفساء الملهمة

    مكناس (المغرب) - على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا من مدينة مكناس المغربية وغير بعيد عن مدينة مولاي إدريس زرهون، ينتصب واحد من المواقع الأثرية الغنية والاستثنائية بشمال أفريقيا. إنها وليلي، المدينة التي استمدت اسمها من الكلمة الأمازيغية وليلي، التي تعتبر معلما أثريا وسياحيا لجهة مكناس والمغرب بشكل عام.

    وتعتبر وليلي التي ترمز إلى زهرة الزنبق الملونة، وهي نبتة تنتشر بكثرة في المنطقة، أحد المواقع الغنية جدا لحقبة الإمبراطورية الرومانية بشمال أفريقيا. وبفضل حفرياتها والغنى الكبير للنقوش التي تزينها، تحولت إلى موقع استثنائي ذي قيمة ثقافية وتاريخية متميزة، وذلك من وجهة نظر مؤرخين وخبراء في المجال.

    وأضحى هذا الفضاء الذي لم يبح بعد بكل أسراره، منذ سنوات، الوجهة المفضلة للباحثين الأثريين سعيا إلى اكتشافات جديدة. ويتميز موقع وليلي ببقاياه وأعمدته الرخامية البيضاء ومعبده وفسيفسائه وقوس النصر المنتصب فيه، بكونه الموقع الأثري الأكبر في المغرب بمساحة تقدر بـ18 هكتارا، وتناهز مساحته الإجمالية 40 هكتارا.

    ويعتبر هذا المعلم الأثري نتاج تبادل التأثيرات منذ العصور القديمة حتى وصول الإسلام. وتعاقبت على هذا الموقع العديد من الثقافات من بينها المتوسطية والمورية والبونيقية والليبية والرومانية والعربية الإسلامية، إضافة إلى الثقافات الأفريقية والمسيحية.


    ◙ بفضل حفرياتها والغنى الكبير للنقوش التي تزينها تحولت إلى موقع استثنائي ذي قيمة ثقافية وتاريخية متميزة


    هذا الغنى الثقافي والتاريخي مكن من إدراج المدينة كموقع للتراث العالمي لليونسكو في سنة 1997، من أجل -خاصة- تثمين الفسيفساء التي تزين منازله القديمة. ويعزو علماء الآثار هذه الفسيفساء إلى الصناع التقليديين المحليين، نظرا إلى بساطة الديكور والزخارف الهندسية الخاصة بهم في الكثير من الأحيان، على غرار السجاد الذي نسجه الأمازيغ. ومنذ عدة سنوات أصبحت هذه الزخارف المتميزة تحظى باهتمام خاص.

    ومن أجل الحفاظ على الغنى الأثري والتاريخي للموقع المذكور تم سنة 2022 الإعلان عن انطلاق مشروع الحفاظ على الفسيفساء التاريخية لموقع وليلي. واختتم هذا المشروع الذي يعد ثمرة تعاون بين سفارة الولايات المتحدة وجمعية محلية بدعم من وزارة الثقافة في ديسمبر الماضي، ما مكن من إعطاء حلة جديدة للفسيفساء، من خلال تدريب الحرفيين المحليين على ترميم الفسيفساء والحفاظ عليها تحت إشراف خبراء مغاربة.

    ويسعى هذا المشروع، الممول بقيمة 189 ألف دولار، إلى الحفاظ على الفسيفساء التاريخية للموقع المذكور، وترميم وصيانة العشرات من الألواح الفسيفسائية الواردة من موقع مدينة بناسا الرومانية القديمة.

    من جهة أخرى، مكن هذا المشروع من تدريب الحرفيين المحليين على ترميم الفسيفساء والحفاظ عليها من أجل بناء سبل عيش مستدامة في المنطقة. وقد تم تمويل مشروع وليلي من قبل صندوق خاص مكرس للاحتفال بالذكرى السنوية العشرين لإنشاء صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي، والذي أنشأه الكونغرس الأميركي سنة 2001 للحفاظ على مجموعة واسعة من التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم.

    وأوضح ياسين المغاري، محافظ موقع وليلي، في تصريح له أن الغنى التاريخي والأثري لوليلي جعلها وجهة مفضلة للباحثين وعلماء الآثار الراغبين في اكتشاف الحقائق التاريخية والأثرية، والمساهمة في كتابة تاريخ المغرب ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.

    وأكد أن الجهود المبذولة من قبل وزارة الثقافة ومديرية التراث الثقافي مكنت من إدراج الموقع سنة 1997 ضمن التراث العالمي لليونسكو، وإعلانها سنة 2022 منطقة محمية. كما توقف المغاري عند تاريخ وليلي ومختلف الثقافات والحضارات التي طبعت هذا الموقع الأثري، مشيرا إلى مواصلة الجهود الرامية إلى تثمين والحفاظ على هذا الموقع الأثري على جميع الأصعدة.

    من جهتهم أعرب عدد من السياح الذين التقيناهم في المكان عن إعجابهم بجمالية وروعة هذا الموقع الذي يعود تاريخه إلى قرون عديدة، مشيرين إلى أن مثل هذا الموقع يتيح للزوار التعرف بالخصوص على الكيفية التي صمم بها، والمعمار الهندسي الذي يميزه.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X