الذاكرة .. وصف وتحليل .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الذاكرة .. وصف وتحليل .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    الذاكرة .. وصف وتحليل

    الذاكرة

    وصف وتحليل

    ۱ - الذاكرة والشعور : الشعور يقتضي التذكر ، ومن الصعب تصور حياة نفسية مقصورة على مطلق الحاضر ، أي على إدراك نقطة رياضية تفصل الماضي عن المستقبل . فالشعور إذن دوام ، واتصال ، وتركيب ، وبقاء شيء من الماضي في الحاضر . ولو اقتصرنا في حياتنا النفسية على الحاضر المطلق ، لكان التفكير غير ممكن ، لأن الذاكرة هي التي تصل الحاضر بالماضي . وهي بالنسبة إلى العقل كالعادة بالنسبة إلى الجسد . وأبسط صورة للتذكر ، الذاكرة الأولية ( Memoire Primordiale ) ، وهي عبارة عن بقاء الأحوال الجديدة في حاضر النفس مدة من الزمان . أما الذاكرة الحقيقية فهي القدرة على إحياء حالة شعورية مضت وانقضت ، مع العلم والتحقق أنها جزء من حياتنا الماضية .

    ان الذاكرة الأولية تحفظ الحالة النفسية في الشعور مدة من الزمان ، ولكنها لا تسترجع هـ هذه الحالة بعد زوالها . ثم ان التكرار ليس كالتذكر ، فقد اكرر اليوم جملة فهت بها أمس من غير أن يكون تكراري لها تذكراً . لأن التذكر يقتضي شعوراً بالماضي وعلما بأحوال الشعور المنبعثة منه . ولا يزداد ترداد القول بغير وعي إلا عند الشيوخ ، أي عندما تضعف الذاكرة . الساعة تدق اليوم كما دقت أمس ، ولكن تكرر دقاتها لا يشبه تكور الذكريات ان الذاكرة لا تكون إلا حيث يكون الشعور بالماضي .

    ٢ - قيمة الذاكرة : للذاكرة أثر عميق في الحياة النفسية ، حق لقد قال ( او غسطينوس ) : النفس هي التذكر .
    فالإدراك لا يقوم إلا على تذكر الصور السابقة ، كما أن الشخصية لا تقوم إلا على تذكر
    الماضي . فلولا الذاكرة لما تكونت الشخصية ، ولا تم الإدراك ، ولا اكتسبت العادات ، ولا أمكن التخيل والحكم والاستدلال . وكلما كانت الذاكرة أقوى كان العقل أوسع وأغنى . والذين يمارسون الأعمال العقلية محتاجون إلى الذاكرة أكثر من غيرهم . لأن الذاكرة تعينهم على حفظ المعلومات والمعارف وتسهل لهم الفهم . والرجال العظام معروفون بقوة ذاكرتهم وسعة إحاطتهم . لقد كان القدماء من علمائنا يحفظون القرآن والحديث وكتاب الأغاني وكثيراً من دواوين الشعر . وكان ( ليبنيز ) نفسه كما قال ) ويليم جيمس ) دائرة معارف واسعة .

    والحياة الانفعالية نفسها لا تقوم إلا على التذكر ، فلولا الذاكرة الجفت العواطف . ولولا الالتفات إلى الماضي لغاب عن الإنسان وجها التأسي . فالذاكرة تحيي العواطف ، وتوقظ الميول ، وتجدد الانفعالات .

    ولولا الذاكرة لضاقت أيضاً حياتنا الفاعلة ، فتجاربنا الماضية توجه أفعالنا الحاضرة والآتية ، والتنبؤ بالمستقبل إنما هو كما قال ( هو كسلى ( ذاكرة معكوسة . أضف إلى ذلك أن الإرادة تستلزم التذكر ، كما أن الأخلاق نفسها تستلزم الاعتماد على التجارب الماضية .

    ٣ - أنواع الذاكرة : ان للذاكرة أنواعا كثيرة ، تختلف باختلاف الميول الفطرية والكسبية . مثال ذلك أن الإنسان قد يكون قادراً على حفظ الأعداد ، ويكون في الوقت نفسه عاجزاً عن حفظ مفردات اللغة . وقد يكون قويا في حفظ الأنساب والأسانيد ، ويكون ضعيفاً في حفظ الأنغام . فهناك إذن ذاكرة للأعداد ، وذاكرة للألفاظ ، وذاكرة للموسيقى إلخ ... وهذا يكسب المرء قوة في مهنة دون اخرى ، فالجغرافي ، والمؤرخ ، والموسيقي ، والرياضي كل منهم يحتاج إلى ذاكرة خاصة . غير أن علماء النفس يقسمون الذاكرة بحسب طبيعة الذكريات أقساماً مختلفة ، كالذاكرة الحسية ، والذاكرة الانفعالية ، والذاكرة العقلية .

    ١ - الذاكرة الحسية : أو ذاكرة الصور ، وهي : تختلف باختلاف أنواع الصور التي تستحضرها . فإذا كانت هذه الصور بصرية سميت بالذاكرة البصرية ، وإذا كانت سمعية سمیت بالذاكرة السمعية . وكما يوجد للإنسان ذاكرة بصرية ( Mémoire visuelle ) وذاكرة سمعية ( Memoire auditive ) ، فكذلك يوجد له ذاكرة حركية ( Mémoire motrice ) ،
    وذاكرة ذوقية ( Memoire gustative ) ، وذاكرة لمسية ( Memoire tactile ) ، وذاكرة شمية ( more olfactive ، الخ . •

    ٢ - الذاكرة الإنفعالية ( ١ ) - اختلف العلماء في أمر الذاكرة الانفعالية - فمنهم من قال انها حقيقية « كريبو وبولهان » . ودليلهما على ذلك أن من خواص الأحوال النفسية عامة سواء كانت عقلية أو انفعالية أن تبعث من زوايا النسيان . وهذا أمر مؤيد بالتجربة ، إذ كثيراً ما نتذكر الحوادث الماضية مصحوبة بخوف شبيه بالخوف القديم . وإذا رجع الإنسان إلى وطنه بعد الغياب الطويل شعر بكثير من العواطف القديمة التي كان يشعر بها في شبابه - ومنهم ( كويلم جيمس ) وغيره من أنكر وجود الذاكرة الانفعالية ، فقال : ان الشيوخ لا يسترجعون انفعالات الشباب ، وأن ذكرى الألم ليست ألما في كل وقت ، بل قد يكون في ذكرى الألم لذة ، وفي ذكرى اللذة ألم ، حق لقد قال ( دانته ) : أن في تذكر أيام السعادة الماضية آلاماً قاسية . وقالوا أيضاً : أننا لا نشعر عند تذكر الحادثة السابقة بالانفعال الذي رافقها في ذلك الوقت ، بل نشعر بانفعال جديد .

    ولعل رأي الفريق الأول أقرب إلى الحقيقة من رأي الفريق الثاني . فقد ذكر ( سوللي برودوم ) عن نفسه أنه كان إذا تذكر دخول الألمان مدينة باريز شعر من جديد بالغم الذي ساوره يوم استيلائهم عليها . فإذا قيل أن هذا الغم انفعال جديد ناشيء عن ذكرى عقلية ، قلنا ولماذا لا تكون الذكرى العقلية نفسها حالة نفسية جديدة . كل حالة نفسية حاضرة فهي جديدة بالنسبة إلى ما قبلها سواء أكانت عقلية أم انفعالية - والتذكر ليس إحياء للحالات السابقة بذاتها ، وإنما هو إبداع حالات جديدة مشابهة للحالات الماضية . والإنسان يتذكر أحواله العقلية كما يتذكر أحواله الانفعالية . ألا ترى أن ذكرى الطعام الكريه تجعلنا نتقياً ، وأن رؤية الذباب تولد فينا شعوراً بالحكة ، وأن قراءة بيت من الشعر تحيي العواطف التي شعرنا بها عندما قرأناه لأول مرة .

    وقد قرر علماء النفس أن هذه الذاكرة الانفعالية تختلف باختلاف الأشخاص ، فقد تكون قوية واضحة ، وقد تكون ضعيفة . وقد يتذكر الإنسان آلامه الجسمانية فيشعر بها أكثر مما يشعر بآلامه النفسانية ، وقد يتذكر الغم ، والقلق ، والأمل ، ويشعر بها من جديد من غير أن يحس بآلامه الجسمانية . ومما ذكره ( ليتره ) مثلا أن عينيه كانتا تغرورقان بالدموع عند تذكر موت شقيقته . فكان يشعر من جديد بالحزن الذي أصابه يوم وفاتها ، وهو في العاشرة من سنه .
    ثم ان للذاكرة الانفعالية تأثيراً في الحياة ، لأنها تبعد عنا أسباب الآلام أو قديم أحزاننا ومسراتنا . فتجدد تشاؤم الحزانى ، وتزيد تفاؤل السعداء .

    ٣- الذاكرة : العقلية وهي ذاكرة الافكار ، والأحكام ، والبراهين . فإذا تذكرت حديثاً يجميع ألفاظه كانت ذاكرتي حسية ، وإذا لم أتذكر من الحديث إلا معانيه ومن الكتاب إلا نظرياته كانت ذاكرتي عقلية .

    ان للذاكرة العقلية أثراً عميقاً في مطالعة الكتب واكتساب العلوم ، وهي نامية جداً عند الفلاسفة والعلماء ، لأنهم يفكرون أكثر مما يتخيلون . وهذه الذاكرة العقلية تنضم أنواع الذاكرة ، فتؤلف معها كلا عضوياً واحداً ، وأقل الناس تفكيراً يستمين جميع بالفهم على الحفظ ، ولذلك كانت الذاكرة الحسية غير مجردة عن العقل ، وقد قيل : ان فهم المعاني خير وسيلة للحفظ .

    ٣ - فعل التذكر : ان فعل التذكر التام يقتضي أربعة شروط :

    ۱ - التشبت والحفظ ، ٢ - الخطور ، ٣ العرفان ، ٤ - التحديد . ولنأت بمثال نوضح به هذه الشروط الاربعة .

    هبني تذكرت الآن زيارتي لقلعة بعلبك منذ خمس سنوات ، ان هذه الذكرى لاتكون تامة إلا إذا استوفت الشروط الآتية :
    ١ - يجب تثبيت الاحساسات التي شعرت بها وحفظ الامور التي أدركتها ، فأنا أذكر الآن أني لما زرت قلمة بعلبك شاهدت طائفة من التماثيل والنقوش والأعمدة ، ووقفت أمام معبد ) باخوس ( معجباً بما فيه من جمال وروعة ، وأتذكر أيضاً أن أحد الأصحاب الذين كانوا معي صورني واقفاً على باب المعبد ، وأن حديثنا قد تناول اذ ذاك موضوع المقارنة بين البناء الروماني والبناء العربي . فلولا تثبيت هذه الرسوم في نفسي وحفظها فيها لما أمكنني الآن تذكرها .

    ۲ - يجب أن تعود الصورة المحفوظة في نفسي إلى ساحة الشعور . ولولا ذلك لبقيت ذكرى قلعة بعلبك مطوية في زوايا النسيان .

    ٣ - قد تعود الصورة إلى ساحة الشعور من غير أن يكون رجوعها تذكراً . مثال ذلك انني قد أكتب عبارة قرأتها في بعض الكتب وأظن أنها لي . فالذكرى لا تكون إذن تامة إلا إذا تعرفتها النفس وعلمت أنها صورة منبعثة من حياتها الماضية . ولولا العرفان لكانت صورة بعلبك تخيلا . ٤ - وأخيراً يجب أن أكون قادراً على تحديد الزمان الذي زرت فيه قلعة بعلبك ، أي يجب أن يكون للذكرى التامة تاريخ . وسنبحث في كل من هذه الشروط الأربعة على حدته .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٧.٥٢_1.jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	96.8 كيلوبايت 
الهوية:	186471 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٧.٥٩_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	115.6 كيلوبايت 
الهوية:	186472 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٨.٠٢_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	122.2 كيلوبايت 
الهوية:	186473 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٨.٠٥_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	106.4 كيلوبايت 
الهوية:	186474 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ١٨.٠٥ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	67.6 كيلوبايت 
الهوية:	186475

  • #2
    Memory... description and analysis

    memory

    Description and analysis

    1 - Memory and feeling: Feeling requires remembering, and it is difficult to imagine a psychological life that is limited to the absolute present, that is, to realizing a mathematical point that separates the past from the future. Feeling, then, is permanence, connection, composition, and the persistence of something from the past in the present. If we limited our psychological life to the absolute present, thinking would not be possible, because memory is what connects the present to the past. It is for the mind as it is for the body. The simplest form of remembering is primary memory, which is the retention of new conditions in the present soul for a period of time. True memory is the ability to revive an emotional state that has passed and passed, knowing and verifying that it is part of our past life.

    The primary memory preserves the psychological state of feeling for a period of time, but it does not recover this state after it disappears. Moreover, repetition is not the same as remembering. Today I may repeat a sentence that I mentioned yesterday without my repeating it being a reminder. Because remembering requires a feeling for the past and knowledge of the emotional states emanating from it. The frequency of saying things increases unconsciously only among the elderly, that is, when memory weakens. The clock is ticking today as it ticked yesterday, but the repetition of its ticks is not like the gathering of memories. Memory only exists where there is a feeling of the past.

    2 - The value of memory: Memory has a profound impact on psychological life. It is true that he (or Justinus) said: The soul is remembrance.
    Perception is based only on remembering previous images, just as personality is based only on remembering
    the past . Without memory, personality would not have been formed, perception would not have been completed, habits would not have been acquired, and imagination, judgment and reasoning would not have been possible. The stronger the memory, the broader and richer the mind. Those who practice mental work need memory more than others. Because memory helps them memorize information and knowledge and makes it easier for them to understand. Great men are known for the strength of their memory and the breadth of their knowledge. Our ancient scholars memorized the Qur’an, the Hadith, the Book of Songs, and many poetry collections. Leibniz himself, as William James said, had a wide circle of acquaintances.

    Emotional life itself is based only on remembrance. Without memory, emotions would dry up. If it were not for turning to the past, man would have lost the face of sorrow. Memory revives emotions, awakens inclinations, and renews emotions.

    Were it not for memory, our effective life would also be narrow, as our past experiences direct our present and future actions, and predicting the future is, as he (Hu Lazi) said, reversed memory. In addition, will requires remembering, just as morality itself requires relying on past experiences.

    3 - Types of memory: There are many types of memory, which differ according to innate and acquired inclinations. An example of this is that a person may be able to memorize numbers, and at the same time be unable to memorize the vocabulary of the language. He may be strong in memorizing lineages and chains of transmission, but weak in memorizing melodies. So there is memory for numbers, memory for words, memory for music, etc., and this gives a person strength in one profession rather than another. The geographer, historian, musician, and athlete each need a special memory. However, psychologists divide memory into different parts according to the nature of the memories, such as sensory memory, emotional memory, and mental memory.

    1 - Sensory memory: or image memory, which varies according to the types of images that it conjures. If these images are visual, they are called visual memory, and if they are auditory, they are called auditory memory. Just as a person has a visual memory (visuelle memory) and an auditory memory (auditory memory), so he also has a motor memory (motor memory).
    And gustatory memory, tactile memory (tactile memory), and olfactory memory (more olfactive, etc. •

    2 - Emotional memory (1) - Scientists differed regarding the matter of emotional memory - some of them said that it is real, “Crepeau and Bulhan”. Their evidence for this is that one of the characteristics of psychological conditions in general, whether mental or emotional, is that they arise from the corners of forgetfulness. This is supported by experience, as we often remember past incidents accompanied by a fear similar to the old fear. If a person returns to his homeland after a long absence, he feels many of the old emotions that he felt in his youth - among them (Quillem James) and others who denied the existence of emotional memory, and said: The elderly do not recall the emotions of youth, and that the memory of pain is not pain all the time. Indeed, there may be pleasure in the memory of pain, and in the memory of pleasure there may be pain. It is true that Dante said: In remembering the past days of happiness, there is severe pain. They also said: When we remember the previous incident, we do not feel the emotion that accompanied it at that time, but rather we feel a new emotion.

    Perhaps the opinion of the first team is closer to the truth than the opinion of the second team. Solly Prodhomme mentioned about himself that when he remembered the Germans entering the city of Paris, he would feel again the sadness that had gripped him on the day they seized it. If it is said that this grief is a new emotion arising from a mental memory, we ask: Why is the mental memory itself not a new psychological state? Every present psychological state is new in relation to what came before it, whether mental or emotional - and remembering is not a revival of previous states per se, but rather the creation of new states similar to past states. A person remembers his mental states as well as his emotional states. Don't you see that the memory of unpleasant food makes us pious, that the sight of flies creates an itchy feeling in us, and that reading a line of poetry revives the emotions we felt when we read it for the first time?

    Psychologists have determined that this emotional memory varies depending on the person. It may be strong and clear, or it may be weak. A person may remember his physical pain and feel it more than he feels his psychological pain. He may remember sadness, anxiety, and hope, and feel them again without feeling his physical pain. For example, Litra mentioned that his eyes filled with tears when he remembered the death of his sister. He was feeling again the sadness that had befallen him on the day of her death, when he was ten years old.
    Moreover, emotional memory has an impact on life, because it distances us from the causes of pain or our old sorrows and joys. It renews the pessimism of the sad, and increases the optimism of the happy.

    3- Memory: Mental memory, which is the memory of ideas, judgments, and evidence. If I remember a hadith with all its words, my memory is sensory, and if I remember nothing from the hadith except its meanings and from the book except its theories, my memory is rational.

    Mental memory has a profound impact on reading books and acquiring knowledge, and it is very developed among philosophers and scientists, because they think more than they imagine. This mental memory joins the types of memory, forming with it one organic whole, and the least thoughtful people all rely on understanding rather than memorization. Therefore, sensory memory is not devoid of reason, and it has been said: Understanding meanings is the best means of memorization.

    3 - The act of remembering: The complete act of remembering requires four conditions:

    1 - Clinging and preserving, 2 - Danger, 3 - Knowledge, 4 - Determination. Let us provide an example to illustrate these four conditions.

    Let me remember now my visit to Baalbek Citadel five years ago. This memory will not be complete unless the following conditions are met:
    1 - The feelings that I felt must be recorded and the things that I realized must be preserved. I remember now that when I visited the village of Baalbek, I saw a group of statues, inscriptions, and columns, and I stood in front of the Temple of Bacchus, admiring the beauty and splendor it contained. I also remember that one of the friends who was with me took pictures of me. Standing at the door of the temple, and our conversation at that time dealt with the topic of comparison between Roman construction and Arab construction. If I had not fixed these drawings in myself and preserved them in them, I would not have been able to remember them now.

    2- The image preserved in myself must return to the arena of feeling. Had it not been for that, the memory of Baalbek Castle would have remained hidden in the corners of oblivion.

    3 - The image may return to the arena of feeling without its return being a memory. For example, I might write a phrase that I read in some books and that I think is mine. Therefore, the memory is not complete unless the soul recognizes it and knows that it is an image emerging from its past life. If it were not for gratitude, the image of Baalbek would have been an illusion. 4 - Finally, I must be able to determine the time in which I visited Baalbek Citadel, that is, the complete memory must have a date. We will examine each of these four conditions separately.

    تعليق

    يعمل...
    X