مراكش السينمائي يعرض بانوراما من أحدث الأفلام المغربية
المهرجان يعرض "موغا يوشكاد" وهو فيلم وثائقي يرصد حكايات عمال مغاربة في مناجم الفحم شمال فرنسا.
الخميس 2023/11/30
"على الهامش" لجيهان البحار ضمن البانوراما
مراكش (المغرب) - يقترح قسم بانوراما السينما المغربية ضمن فعاليات الدورة 20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، على جمهور الفن السابع اكتشاف مجموعة مختارة من الأفلام الروائية والوثائقية من الإنتاجات السينمائية المغربية الجديدة.
أحد هذه الأفلام، فيلم “شيوع” وهو من تأليف وإخراج ليلى كيلاني، وموسيقى تصويرية من تصميم لورون مالان وميشال دونوف ويلكيميكس.
يأخذنا الفيلم في رحلة مميزة إلى عالم جميل ومعقد على تلال طنجة وسط الغابة، وتكشف الأحداث حياة عائلة متواضعة في مسكن يحمل اسم “المنصورية”، إذ يعيش أفراد العائلة حياة بسيطة ومليئة بالشغف، خاصةً بين الأب أنيس وابنته لينا اللذين يشتركان في حبهما للطيور.
تتغير حياة العائلة إلى حد بعيد عندما تقترح جدة لينا، أمينة، إقامة حفل زفاف وتخطط لصفقة عقارية تهدف إلى جعلهم أغنياء، حيث يعارض أنيس الفكرة ويتحدى القرار بالتخلي عن حقوقه في الملكية لصالح بناء مأوى للطيور.
كذلك يعرض المهرجان فيلم “أبي لم يمت” وهو عمل سينمائي مؤثر يأخذنا في رحلة عاطفية ومؤلمة عبر مدينة الملاهي، حيث يعيش الشخصان الرئيسيان، مالك ووالده مهدي، حياة كحرفيين في هذه البيئة الفنية والمليئة بالمفاجآت، وتأتي نقطة التحول في حياة مالك عندما يُعْتَقَل والده مهدي بشكل عنيف من قبل قوات الشرطة، وذلك بسبب اتهامات بالدعاية ضد الحكومة، حيث تصاعدت الأحداث، مما يدفع مالك لينطلق في رحلة بحث مثيرة عن والده بتعاون مع فناني الاستعراض الآخرين.
الفيلم من إخراج عادل الفاضلي الذي وفر للجمهور تجربة بصرية ملهمة، بالإضافة إلى تصوير ماتيو دو مونكرون الذي يعزز تفاصيل الفيلم والأحداث التي تعيش فيها الشخصيات. كما أن السيناريو الذي كتبه الفاضلي بالتعاون مع ألكسيس كارو يقدم قصة محبوكة تشد المشاهد من أول لحظة وتبقيه في عوالم الفيلم حتى نهايته، حيث تتعمق الأحداث في قضايا اجتماعية حادة، مع التركيز على قوة العلاقات العائلية والصداقة.
ويحضر أيضا فيلم “سوق الخميس الكارة” وهو رحلة مؤثرة وشخصية تأخذ المشاهد لاستكشاف معاناة المكان وتاريخه من خلال عيون المخرجة إيزة إيديري – جنيني. الفيلم يعتبر لوحة فنية تعكس العلاقة الخاصة بين الفنانة وسوق الخميس الأسبوعي، الذي يعد قلبًا نابضًا للمنطقة وجزءًا حيويًا من حياة السكان المحليين.
ولمحبي الاطلاع على كواليس العمال، وخاصة أولئك العاملين في المناجم، يقترح المهرجان فيلما بعنوان “موغا يوشكاد” وهو فيلم وثائقي مؤثر يرصد حكايات عمال المناجم المغاربة الذين استُدعوا للعمل في مناجم الفحم شمال فرنسا خلال الفترة من خمسينات حتى نهاية السبعينات من القرن الماضي، هذا الفيلم الذي أخرجه خالد زايري، يقدم نظرة مؤثرة ومفصلة حول الحياة الصعبة والتحديات التي واجهها هؤلاء العمال.
يتناول الفيلم القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تعرض لها عمال المناجم بشكل متأن مما يسلط الضوء على تحدياتهم وصراعاتهم في مواجهة التمييز العنصري وظروف العمل الصعبة.
ويكشف الفيلم جمالية التصوير الفوتوغرافي للمصورين محمد كارا ورفيق زكان اللذين وثقا لحظات مهمة ونقلا ببراعة الظروف الصعبة التي عاشها هؤلاء العمال.
ويشارك أيضا فيلم “مروكية حارة” الذي يحكي قصة حياة خديجة الملقبة بـ”كاثي” في مدينة الدار البيضاء، وهي امرأة على عتبة الثلاثين، تبحث عن الهوية الخاصة بها وتتحدى التحديات التي تواجهها في مجتمعها.
تنطلق القصة من لحظة العزلة الصادقة، حيث تكتشف خديجة الاستغلال الذي تتعرض له، ليس فقط من قبل عائلتها بل أيضًا من قبل خطيبها، إذ تعالج الأحداث بشكل جريء القضايا الاجتماعية والثقافية التي تؤثر في حياة المرأة في المجتمع المغربي.
الفيلم من إخراج هشام العسري الذي التقط بمهارة جوانب المدينة والحياة اليومية، مع تركيزه على التفاصيل الصغيرة التي تعكس تجربة خديجة.
وكذلك يحضر فيلم “على الهامش” للمخرجة جيهان البحار الذي يستعرض ثلاث قصص حب لأناس مهمشين، حيث تتقاطع مصائرهم بشكل غير متوقع، تاركًا للجمهور مساحة للتأمل في الحياة وعقباتها. وينسج السيناريو الذي كتبته جيهان البحار بالتعاون مع نادية كمالي مروازي بمهارة قصص الحب المتشابكة والتي يبرز تنوعها الديناميكي، عبر أداء الممثلين، بما في ذلك ماجدولين الإدريسي، عزيز داداس وهند بن جبارة، الذي عزز قوة القصة وأضفى عليها المزيد من العمق والواقعية.