الاعتقاد أن هناك وجوداً خارجيا ، معرفة العالم الخارجي .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاعتقاد أن هناك وجوداً خارجيا ، معرفة العالم الخارجي .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    الاعتقاد أن هناك وجوداً خارجيا .. معرفة العالم الخارجي

    الاعتقاد أن هناك وجوداً خارجيا

    لقد بينا كيف تتركب الأشياء الخارجية من الاحساسات والصور ، وكيف تتميز بعضها عن بعض ، ونريد الآن أن نبين أين توجد هذه الأشياء ، هل هي موجودة في النفس أم خارج النفس ؟ لو كنا نعتقد أن الأشياء نسيج النفس وحدها لكان وجودها وهمياً ، ولكننا نعتقد أنها موجودة خارج النفس وأنها مستقلة عنا ، لا تبطل إذا بطل الإدراك ، ولا تزول عن الوجود بزواله . إني أعتقد مثلاً انه لا بد من بقاء هذا الكتاب على منضدتي بالرغم من خروجي من مكتبي ، وأعتقد اني سأجده في مكانه إذا رجعت اليه فأنا اذن أتصور الأشياء وأعتقد مع هذا التصور إن الاشياء موجودة خارج النفس . فكيف حصل لي هذا الاعتقاد ؟ ولماذا لم أقتصر على القول أن الأشياء نسيج النفس وحدها وانها داخلية وخيالية ، وان كل ما أراه أو أدركه وهم لا حقيقة له ؟

    لا شك أن هناك وجوداً خارج النفس . غير أن
    ( بر كلي ) وجميع الخياليين ينكرون وجود الأشياء الخارجية . فالموجود عند ( بركلي ) هو المدرك ، ومعنى الوجود الإدراك والشيء موجود لأني أدركه وأشعر به .

    لا نريد الآن أن نبحث في هذا المذهب الخيالي ، ولكننا نريد أن نبحث في كيفية حصول هذا الاعتقاد لنا لا في قيمته وحقيقته . فكيف نتوصل إلى الاعتقاد ان للأشياء وجوداً خارج النفس ؟

    ۱ - نظرية ( توماس ريد ) أو نظرية الايحاء المباشر - زعم ( توماس ريد ) ان احاساتنا توحي الينا بهذا الاعتقاد مباشرة . قال : ان شهادة الحواس الواضحة والبيئة عند كل رجل صحيح الحكم تحمل معها اعتقاداً مباشراً لا يقاوم بوجود الأشياء خارج نفوسنا . ومعنى ذلك ان اقتناعنا بأن الأشياء التي ندركها وجوداً خارج النفس لا يكون بالإستدلالات والبراهين ، بل يكون بنوع من الإيحاء المفاجيء ، أو السحر الطبيعي ، الذي يكشف لنا عن الأشياء ، ويحملنا على التصديق بوجودها خارج نفوسنا » .

    وهي إن نظرية ( ريد ) غامضة : لا تفسر كيفية حصول هذا الإعتقاد ، بل تقرر حصوله تحكماً ، حتى ان ( ريد ) نفسه يقول انه لا يريد ايضاح حقيقة هذا الاعتقاد ، بل يريد أن يشير إلى ظاهرة معروفة ، وهي ان التصور والاعتقاد يتبعان الاحساس مباشرة .
    ولكن ما هذا الايحاء المباشر ، وما ذلك السحر الطبيعي ؟ هل هو استدلال أم حدس ؟ إن ( ريد ( ينكر تأثير الاستدلال العقلي في توليد هذا الإعتقاد ، ويتقرب من نظرية الحدس المباشر . ولكن نظريته في هذه الحالة الثانية لا تفيد شيئاً ، لأنها لا تبين لنا أي الإحساسات يولد هذا الحدس .

    ٢ - نظرية الحدس - إننا نعتقد أن هناك أشياء خارج النفس . لأننا نرى هذه الأشياء ونسمعها ونلمسها ، أي نطلع عليها مباشرة ، ولا حاجة للايحاء ، ولا لغير الإيحاء • في اطلاعنا عليها .

    وهي تنشا إذا دققنا في شروط الإحساس الفسيولوجية والنفسية ، علمنا أننا لا نطلع بالإحساس على الوجود الخارجي اطلاعاً مباشراً ، لأن الإحساس ظاهرة نفسية داخلية . عن شيء خارجي يترك أثراً في الجسد ، ثم ينتقل هذا الاثر بوساطة الاعصاب إلى المراكز العصبية ، ثم ينقلب إلى احساس . وهذا يدل على أن بين الاحساس والشيء الخارجي حدوداً متوسطة تمنع حصول ذلك الاعتقاد بالحدس .

    ولكن ( مین دو بیران ) يزعم أن هناك إحساساً ممتازاً يولد فينا هذا الاعتقاد مباشرة وهو الإحساس بالجهد ، ولا سيما الجهد العضلي . كل جهد يقتضي فاعلية تبذل ، وعائقاً يمنع تلك الفاعلية من الظهور . ونحن نشعر بتلك القوة المبذولة ، ونشعر في الوقت نفسه بذلك العائق ، فنطلع مباشرة على الأنا ، واللاأنا في وقت واحد .

    لا شك أن للإحساسات العضلية شأناً كبيراً في الإدراك ، إلا أنها لا تطلعنا على شيء خارجي . فأنا أحس بفاعليتي ، وأحس بالتعب والجهد والتقبض ، إلا أن هذه الإحساسات ، لا تختلف عن غيرها . لأنها واردة من المحيط إلى المركز ، فهي لا تدل إذن على فاعلية مبذولة ، وقوة صادرة من الداخل إلى الخارج ، أي من المركز إلى المحيط .

    ومما يؤيد ذلك أني استطيع ان احس بالجهد ، من غير ان يكون هناك مقاومة خارجية ، كالاحساس الذي أشعر به عندما اقبض سبابتي واشنجها كمن يريد ان يضغط زناد بندقية . فالاحساس بالجهد العضلي لا يختلف عن غيره من الاحساسات . والحدس كالايحاء المباشر لا يكفينا مؤونة البحث عن السبب الحقيقي لاعتقادنا ان هناك حقيقة خارجية مستقلة عنا ...

    ٣ - نظرية ديكارت وفيكتور كوزان ، او نظرية الاستدلال إن المناقشة في نظريات الحدس والايحاء المباشر تحملنا على البحث في النظرية التي ترجع هذا الاعتقاد الى أسباب عقلية . لقد نسبت هذه النظرية الى ديكارت ، وقال بها فيكتور كوزان و براون Brown ، وكثير من الفلاسفة المعاصرين .
    قال صاحب التأملات : السبب الذي حملني على الاعتقاد ان الاشياء المادية موجودة خارج النفس هو اني وجدت في نفسي احساسات وصوراً لم تكن تابعة لارادتي ، فدفعني ذلك الى فرضها متولدة من علة خارجية .

    لم يكن غرض ديكارت من هذا القول ان يبين لنا كيف نشأ هذا الاعتقاد ، بل كان قصده إثبات وجود العالم الخارجي ، بأدلة ميتافيزيقية ، غير ان ( فكتور كوزان ) ، وغيره من الفلاسفة الروحيين ، ظنوا ان هذا البرهان الفلسفي ايضاح نفسي . قال فيكتور كوزان ) : الاحساس ظاهرة شعورية ، فإذا كانت هذه الظاهرة حقيقية ، وكان لكل ظاهرة علة ، اضطرنا العقل الى ارجاع ظاهرة الاحساس الى علة ، ولما كنت ، انا نفسي ، لست هذه الملة كان من الواجب عقلاً ارجاع هذا الاحساس الى علة اخرى ، غريبة عني ، إي الى العالم الخارجي ، وقال ايضاً : ( ان مبدأ السببية هو الجسر الذي تمر عليه عند انتقالنا من الانا الى العالم المادي .

    الخارجي قيل في الرد على هذه النظرية : ان الطفل والحيوان يعتقدان أن العالم موجود ، وان هذا الاعتقاد لم يحصل لها بطريق الاستدلال العقلي . ليس هذا الاعتراض مقنعاً ، لان الطفل يطبق مبدأ السببية من غير أن يكون هذا المبدأ واضحاً في ذهنه ، ألا تری أنه كثير السؤال ، يريد معرفة أسباب الاشياء التي تحيط به ؟ حتى لقد قال علماء النفس : ان هذه السن هي سن السؤال . أما الحيوان فاننا نجهل حقيقة ما يجرى في نفسه ، ولا يمكننا أن نبني تفسيرنا لهذه النظرية على علم النفس الحيواني ونحن على ما لحن عليه من الجهل بحقيقة الحيوان .

    ولعل أحسن ما جاء في الاعتراض على هذه النظرية ، قولهم : اننا لا ننتقل من الاحساس الى علته الخارجية ، أي من الاحساس باللون او بالصوت مثلا الى شيء خارجي مختلف عنها ، بل نعتبر هذه الاحساسات نفسها ، متحققة في الخارج .
    نحن لا نقول إن لاحساساتنا علة ، وان هذه العلة . المستقل عنا . العالم الخارجي مي واذا احسنا مثلاً بلون ابيض مستطيل الشكل ذي ملامة ، لم نقل هذه صورة داخلية ، لعلة خارجية ) هي صفحة الورق ) ؛ بل قلنا : إن صفحة الورق التي نراها مؤلفة من احساساتنا نفسها .

    ٤ - نظرية استوارت میل زعم ( استوارت میل ) أن الجسم مجموع احساسات حاضرة أو ممكنة . انظر الى هذا الكتاب ، انه مجموع احساسات حاضرة لا تزول عن الوجود بانقطاع احساسي بها أو خروجي من هذه الغرفة ، بل تبقى ممكنة الوجود ، ومعنى هذا الامكان : أني إذا رجعت الى الغرفة ، استرجعت تلك الصور التي انقطع احساسي بها خلال مدة من الزمان . وعلى ذلك ، فان استقلال الاشياء المادية عن اذهاننا ، ليس اكثر من هذا الامكان الدائم ، لأني كلما دخلت الى غرفتي ، استرجعت هذه الاحساسات ، فليس خروجي من الغرفة إذن مبطلاً للكتاب ، ومعطلاً له . ان جميع الاجسام مركبة من هذه الاحساسات الحاضرة أو الممكنة . الحاضر مجموع إحساسات حاضرة ، والغائب مجموع احساسات ممكنة .

    لا جرم ان ظواهر الاجسام تنحل الى جمل من الاحساسات ، ولكن حقيقة الاجسام لا تنحل الى احساسات ممكنة الادراك . نعم ان ) ستوارت ميل ) يقول ان امكان ادراك الاجسام امكان دائم ، ولكن ما معنى الامكان الدائم ؟ هل هو إمكان ، أم وجوب ؟ رؤيتي للكتاب بعد رجوعي الى غرفتي ليست مقصورة على الامكان ، وانما هي متصفة بالوجوب . ولو كان وجود الاجسام عبارة عن امكان ادراكها فقط ، لكان وجود الاشباح والاوهام لا يقل حقيقة عن وجود الاجسام ، لأنها امور ممكنة أيضا ( ١ ) ، فهناك اذن وجوب لا إمكان . وهذه الاحساسات التي يتألف منها العالم الخارجي متصلة بعضها ببعض ، تتعاقب وفق نظام ضروري ثابت يسمى بنظام الطبيعة .

    ينتج مما تقدم ان الاعتقاد بوجود العالم الخارجي لا ينشأ عن حكم أو استدلال عقلي ، ولا عن إيحاء مباشر ، ولا عن تصور امكان دائم . بل يتولد من اسباب اخرى ، فما هي هذه الاسباب ؟

    رأينا عند البحث في تصور المكان ، ان الاحساسات ذات امتداد ، وانها ليست احوالاً داخلية محضة لا صلة لها بالعالم الخارجي : ، وانما هي احساسات منشورة ومبسوطة في المكان ، فنحن اذن في غنى عن قلب الداخلي الى خارجي . ألا ترى ان الطفل في أول أمره يظن ان كل ما يحس به جزء من وجوده ، وانه يفرق بعد ذلك بالتدريج بين جسده والأجسام الاخرى ؛ ثم يرتقي من هذه الحالة الى معرفة جسده ، ويرتقي في النهاية من معرفة جسده الى معرفة نفسه ؟

    كيف نميز جسدنا من الاجسام الاخرى ؟
    ۱ - ان احساسي يجسدي حاضر معيد دائما لا يفارقني ، اما إحساسي بالاجسام الأخرى ، فتارة يكون حاضراً واخرى غائباً ، أينما اذهب أحس يجدي ، سواء أكنت في البيت ، أم في القطار ، ام في السفينة . ولكني لا ارى القطار اذا كنت في البيت ، ولا ارى السفينة اذا كنت في القطار ؛ فالجسد مؤلف إذن من احساسات ممتازة تختلف تمام الاختلاف عن غيرها .

    ٢ - ثم انني لا أطلع على الاجسام الاخرى الا بوساطة جسدي . اذا حذفت عضواً ، ابطلت جميع الاحساسات الحادثة عنه ، واذا اغمضت عيني بي . فالجسد اذن هو الحد الفاصل بيني وبين العالم الخارجي من اعضاء جسدي أضعت رؤية الأجسام المحيطة .

    ٣ - ثم ان ملمس جسدي يختلف عن ملمس الاجسام الاخرى ، لان لمس الأجسام يحدث احساساً بسيطاً ، أما لمس الجسد فيحدث إحساساً مضاعفاً . اذا وضعت يدي على جسدي ، شعرت باحساس مضاعف ، لان يدي تكون إذ ذاك لامسة وملموسة . ولكني اذا وضعت يدي على كتابي ، شعرت بإحساس واحد ، واذا اتفق في بعض الامراض ان فقد هذا الاحساس المضاعف ظن الانسان ان عضوه المريض ليس من جسده .

    كيف نفرق بين النفس والجسد ؟
    كلما ازداد شعورنا بشخصيتنا وضوحاً ، ازداد شعور تا بوجود العالم الخارجي تميزاً . إن شخصيتنا في اول العمر لا تختلف عن جسدنا ، غير اننا نرتقي بعد ذلك الى تجريدها من الجسد ، حتى يصبح هذا الجسد شبيها بالاجسام الخارجية من حيث حقيقته ، هكذا انجرد احوالنا النفسية من الصفات المادية ، وندرك بالحدس لا بالعقل اننا مجموع من اللذات والآلام والرغائب والارادات والافكار ، تختلف حقيقتها عن حقيقة الاجسام ؛ ونعلم مباشرة ان للجسم حجماً ، وان الاحوال النفسية عارية من الامتداد . وعلى ذلك فان ادراك العالم الخارجي ليس نتيجة معرفتنا العقلية بالاسباب الخارجية للاحساس ، وانما هو نتيجة معرفة الانسان بنفسه وشعوره بشخصيته وتأمله لذاته . وكلما كان تأمل الذات أبلغ كانت حدود الأنا واللاأنا أوضح . وسنعود الى بيان هذا الامر في مبحث الشخصية .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٤.٥٢_1(2).jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	126.5 كيلوبايت 
الهوية:	186268 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٤.٥٤_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	121.2 كيلوبايت 
الهوية:	186269 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٤.٥٥_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	123.1 كيلوبايت 
الهوية:	186270 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٤.٥٥ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	114.8 كيلوبايت 
الهوية:	186271 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٤.٥٦_1(2).jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	114.7 كيلوبايت 
الهوية:	186272

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٤.٥٩_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	73.0 كيلوبايت 
الهوية:	186274

    Belief that there is an outside existence...knowledge of the outside world

    Believing that there is an outside presence

    We have shown how external things are composed of sensations and images, and how they are distinguished from each other. We now want to explain where these things exist: do they exist within the soul or outside the soul? If we believed that things were the fabric of the soul alone, their existence would be illusory, but we believe that they exist outside the soul and that they are independent of us. They do not cease to exist if perception ceases, nor do they cease to exist when they disappear. I believe, for example, that this book must remain on my desk even though I leave my office, and I believe that I will find it in its place if I return to it. Therefore, I imagine things, and I believe with this perception that things exist outside the self. How did I get this belief? Why did I not limit myself to saying that things are the fabric of the soul alone and that they are internal and imaginary, and that everything I see or perceive is an illusion and has no reality?

    There is no doubt that there is an existence outside the self. However
    (Total righteousness) All imaginists deny the existence of external things. According to Berkeley, what exists is the perceiver, and the meaning of existence is perception, and the thing exists because I perceive it and feel it.

    We do not want now to investigate this imaginary doctrine, but we want to investigate how this belief came to us, not its value and reality. How do we come to believe that things exist outside the self?

    1 - Thomas Reid’s theory or direct suggestion theory - Thomas Reid claimed that our sensations suggest this belief to us directly. He said: The testimony of the clear senses and environment of every man of sound judgment carries with it a direct and irresistible belief in the existence of things outside our souls. This means that our conviction that the things that we perceive exist outside ourselves does not come through inferences and proofs, but rather through a kind of sudden revelation, or natural magic, that reveals things to us and makes us believe in their existence outside our souls.

    It is that Reid's theory is ambiguous: it does not explain how this belief occurs, but rather determines its occurrence under control, so much so that Reid himself says that he does not want to clarify the truth of this belief, but rather wants to point to a well-known phenomenon, which is that perception and belief follow sensation directly. .
    But what is this direct suggestion, and what is this natural magic? Is it inference or intuition? Reed denies the effect of rational inference in generating this belief, and approaches the theory of direct intuition. But his theory in this second case is of no use, because it does not show us which sensations generate this intuition.

    2 - Intuition theory - We believe that there are things outside the self. Because we see, hear, and touch these things, that is, we see them directly, and there is no need for suggestion or anything other than suggestion in our knowledge of them.

    It arises if we examine the physiological and psychological conditions of sensation, and realize that we do not have direct knowledge of external existence through sensation, because sensation is an internal psychological phenomenon. About something external that leaves an effect on the body, then this effect is transmitted through the nerves to the nervous centers, then it is transformed into a feeling. This indicates that there are intermediate boundaries between the sensation and the external thing that prevent the occurrence of that belief by intuition.

    But Maine de Biran claims that there is an excellent feeling that directly generates this belief in us, which is the feeling of effort, especially muscular effort. Every effort requires an activity to be exerted, and an obstacle that prevents that effectiveness from appearing. We feel that exerted force, and at the same time we feel that obstacle, so we see directly the ego and the non-ego at the same time.

    There is no doubt that muscular sensations have a major role in perception, but they do not inform us of anything external. I feel effective, and I feel tired, exhausted, and cramped, but these feelings are no different from others. Because it comes from the periphery to the center, it does not therefore indicate an effort exerted or a force emanating from the inside to the outside, that is, from the center to the periphery.

    This is supported by the fact that I can feel the effort, without there being any external resistance, such as the feeling I feel when I clench my index finger and clench it like someone wanting to pull the trigger of a gun. The feeling of muscular effort is no different from other sensations. Intuition, like direct suggestion, does not suffice us with the effort of searching for the real reason for our belief that there is an external reality independent of us...

    3 - The theory of Descartes and Victor Cousin, or the theory of inference. The discussion of the theories of intuition and direct suggestion leads us to investigate the theory that attributes this belief to rational reasons. This theory has been attributed to Descartes, and Victor Cousin, Brown, and many contemporary philosophers have said it. The author of Meditations said: The reason that led me to believe that material things exist outside the soul is that I found in myself feelings and images that were not subject to my will, so this prompted me to assume that they were generated by an external cause.

    Descartes' purpose in saying this was not to show us how this belief arose. Rather, his intention was to prove the existence of the external world, with metaphysical evidence. However, Victor Cousin and other spiritual philosophers thought that this philosophical proof was a psychological clarification. Victor Cousin said: Sensation is an emotional phenomenon. If this phenomenon is real, and every phenomenon has a cause, we are forced by reason to attribute the phenomenon of sensation to a cause, and since I, myself, am not of this religion, it is necessary rationally to attribute this sensation to another, strange cause. About me, that is, to the outside world. He also said: (The principle of causality is the bridge over which we pass when we move from the ego to the material world.

    In response to this theory, it was said that the child and the animal believe that the world exists, and that this belief did not come to them through rational reasoning. This objection is not convincing, because the child applies the principle of causality without this principle being clear in his mind. Don’t you see that he asks a lot of questions, wanting to know the causes of the things that surround him? Psychologists have even said: This age is the age of questioning. As for animals, we are ignorant of the reality of what is happening within themselves, and we cannot base our interpretation of this theory on animal psychology while we are in the state of ignorance of the reality of animals.

    Perhaps the best statement of objection to this theory is their saying: We do not move from sensation to its external cause, that is, from the sensation of color or sound, for example, to something external that is different from it. Rather, we consider these sensations themselves to be realized externally.
    We do not say that our feelings have a cause, and that this cause. Independent of us. The external world is empty, and if we use, for example, a white rectangular color with a clear shape, we would not say that this is an internal image, perhaps an external cause (which is the page of paper); Rather, we said: The page of paper that we see is composed of our feelings themselves.

    تعليق


    • #3
      4 - Stuart Mill’s theory Stuart Mill claimed that the body is a sum of present or possible sensations. Look at this book. It is a collection of present feelings that do not cease to exist if I stop feeling them or leave this room. Rather, they remain possible for existence. The meaning of this possibility is that if I return to the room, I will regain those images that my feeling of them ceased over a period of time. Accordingly, the independence of material things from our minds is nothing more than this permanent possibility, because whenever I enter my room, I recall these feelings, so my leaving the room does not invalidate the book or disrupt it. All bodies are composed of these present or possible sensations. The present is the sum of present feelings, and the absent is the sum of possible feelings.

      There is no doubt that the phenomena of bodies are decomposed into a set of sensations, but the reality of bodies is not decomposed into perceivable sensations. Yes, Stuart Mill says that the possibility of perceiving objects is a permanent possibility, but what is the meaning of permanent possibility? Is it a possibility, or a necessity? My vision of the book after I returned to my room is not limited to possibility, but rather is characterized by necessity. If the existence of bodies were only the possibility of perceiving them, then the existence of ghosts and illusions would be no less real than the existence of bodies, because they are also possible things (1), so there is necessity, not possibility. These feelings that make up the external world are connected to each other and succeed in a necessary and fixed system called the system of nature.

      It follows from the above that belief in the existence of the external world does not arise from a rational judgment or inference, nor from a direct suggestion, nor from the perception of a permanent possibility. Rather, it is generated from other causes. What are these causes?

      We saw, when researching the perception of place, that sensations have an extension, and that they are not purely internal conditions that have no connection to the external world: rather, they are sensations spread and spread out in the place, so we are in no need of turning the internal into the external. Don't you see that at first a child thinks that everything he senses is part of his existence, and that after that he gradually differentiates between his body and other bodies? Then he rises from this state to knowing his body, and in the end he rises from knowing his body to knowing himself?

      How do we distinguish our body from other bodies?
      1 - My feeling in my body is always present and never leaves me. As for my feeling in other bodies, it is sometimes present and sometimes absent. Wherever I go, I feel it works, whether I am at home, on the train, or on the ship. But I do not see the train if I am at home, and I do not see the ship if I am on the train; The body is therefore composed of excellent sensations that are completely different from others.

      2- Then I do not see other bodies except through my body. If I delete a limb, I nullify all the feelings it experiences, and if I close my eyes to me. The body, then, is the border between me and the outside world, consisting of the parts of my body that prevent me from seeing the surrounding objects.

      3 - Then the texture of my body differs from the texture of other bodies, because touching objects produces a simple sensation, while touching the body produces a double sensation. If I put my hand on my body, I feel a double sensation, because my hand is then tactile and tactile. But if I put my hand on my book, I feel one sensation, and if in some diseases this double sensation is lost, the person thinks that his sick organ is not part of his body.

      How do we differentiate between the soul and the body?
      The clearer our sense of our personality becomes, the more distinct our sense of the existence of the outside world becomes. Our personality at the beginning of life is no different from our body, but after that we rise to its abstraction from the body, until this body becomes similar to external bodies in terms of its reality. Thus, we strip our psychological conditions of material characteristics, and we realize by intuition, not by reason, that we are a sum of pleasures, pains, desires, and wills. Thoughts, their reality differs from the reality of bodies. We know directly that the body has volume, and that psychological conditions are devoid of extension. Therefore, perception of the external world is not the result of our rational knowledge of the external causes of sensation, but rather it is the result of a person’s knowledge of himself, his feeling of his personality, and his self-reflection. The more self-reflection, the clearer the boundaries of ego and non-ego. We will return to explaining this matter in the section on personality.

      تعليق

      يعمل...
      X