تصور الشيء الخارجي .. معرفة العالم الخارجي .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تصور الشيء الخارجي .. معرفة العالم الخارجي .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    تصور الشيء الخارجي .. معرفة العالم الخارجي

    معرفة العالم الخارجي .
    تصور الشيء الخارجي .
    الاعتقاد أن هناك وجوداً خارجياً .
    فوارق الصورة الحقيقية .

    ۱ - تصور الشيء الخارجي

    إن العالم الخارجي ، الذي تطلعنا عليه الحواس ، مؤلف من جملة من الاحساسات البصرية ، والسمعية ، واللمسية ، والعضلية ، المتصلة بعضها ببعض .
    إن حاسة البصر مثلا تطلعك على جملة من الألوان المتصلة . نعم ، إن لكل لون شکلا ، ولكن الطفل الذي يلقي بصره لأول مرة على هذه الألوان الاكنة ، لا يجد داعياً للتفريق بينها ، بل يحسبها كلها شيئاً واحداً ، ثم ان حاسة اللمس تشبه في ذلك حاسة البصر ، لأنها تطلعنا على الصلابة ، والملاسة ، والخشونة ، والنعومة ، من غير أن تفصل هذه الأحوال بعضها عن بعض ، فكأن العالم الخارجي الذي نطلع عليه مباشرة كل متصل لا ينقسم .

    كيف نتوصل إذن إلى تمييز الأشياء بعضها من بعض ؟
    ١ - ما هي العناصر التي يتركب منها تصور الشيء الخارجي ؟ ـ لنحلل تصور شيء من الأشياء كتصور هذا الكتاب مثلا ؟ .

    إن في هذا التصور عناصر مختلفة :
    ففيه أولاً : صورة امتداد محسوس ذي شكل معين مختلف الألوان ؛ وفيه جملة من الاحساسات كالاحساس بالبرودة أو الخشونة أو الملاسة أو المقاومة الخ .
    إن هذه الاحساسات المتولدة من البصر ، واللمس ، والحرارة ، والحركة ، تؤلف تصور واحد ، وهو الكتاب . وهي ، بالرغم من اختلافها ، متصلة ، أي متحدة بعضها ببعض ، يجمعها شيء هذا الكتاب الذي أشعر بلونه وشكله وملاسته ومقاومته الخ .. وقد أحس بإحدى هذه الصفات من غير أن أحس بالأخرى . فالمس الكتاب من غير أن أراه ، أو أراء من غير أن ألمسه . إلا انني في هذه الحالة الأخيرة أجمع احساساً إلى صورة . فأرى لون الكتاب وأتصور مقاومته ، أو ألمس أطرافه وأتصور شكله ، كما أسمع صوت الرجل وأتخيل وجهه .

    فتصور الكتاب ليس مؤلفاً اذن من الاحساسات فقط ، وإنما هو مؤلف من الاحساسات والصور .

    ٢ - تأثير الحركة :
    - غير أن العالم الخارجي ليس ثابتاً ساكنا ، وانما هو متحرك ؛ هذا اللون مثلا قد يتحرك من غير أن يتحرك غيره معه . ولكن الطفل يتعود شيئاً فشيئاً أن يجمع بين الألوان التي تتحرك معا ، كلون الشعر ولون الوجه . ويتعود أيضاً التفريق بين الألوان المتجاورة ، كلون الشعر ولون الطربوش ، لأن الطربوش قد يتحرك من غير أن يتحرك الشعر معه .. . وهكذا تنقسم الألوان المتصلة إلى أجزاء منفصلة . إذا دفعت هذا الكتاب بيدي ، حركت مستطيلا أسود من غير أن أُحرك المنضدة الخضراء التي ترك عليها .

    ان هذه التجارب ، التي نسيناها في سن الرشد علمتنا ، ونحن أطفال ، أن نفرق بين احساساتنا المختلفة .

    ٣ - تأثير التجربة وتداعي الأفكار :
    - غير أن التفريق بين احساس وآخر ليس كافياً لتصور الشيء الخارجي .
    إذا عزلت لون الكتاب عن سائر الألوان المجاورة له ، وعزلت احساسي اللمسي به عن غيره من الاحساسات اللمسية ، فهل يكفي ذلك لتصور الكتاب ؟ كلا ، لأنه من الضروري . أن أعرف أن هذا اللون ملازم لهذه الملاسة ، وأن هذا الشكل ملازم لتلك المقاومة .
    لكل حاسة من الحواس لغة تعبر بها عن الأشياء ، فالشيء في لغة اللمس ليس كالشيء في لغة البصر ، ولا يتم تصور الشيء إلا إذا جمعنا حدود هذه اللغات المختلفة وجعلنا بعضها مطابقا لبعض . قال ( مولينو ) وهو أحد مراسلي ( لوك ) : « إذا علمنا الاكمه قليلا . من الهندسة حق صار يفرق بين الكرة والمكعب ، ثم عالجناه فشفي ، ثم وضعنا أمامه كرة ومكعباً ، فهل يستطيع قبل التجربة الحسية ، ان يدرك بالبصر كلا منهما على حدته وأن يفصله عن الآخر ؟

    يدري إن ( مولينو ) نفسه أجاب عن هذا السؤال بالسلب ، ووافقه ( لوك ) على ذلك قائلا : د الاكمه يعلم كيف يفرق بين المكعب والكرة بحاسة اللمس لا بحاسة البصر ، انه لا . كيف تظهر الملموسات لعينيه . فإذا عرف باللمس زاوية المكعب ، لم يعرف شكلها بالنسبة إلى حاسة البصر .

    ونقول في الجواب عن سؤال ( مولينو ) ، ان هذا السؤال يتضمن أمرين :
    ۱ - هل يدرك الاكمه شكلين مختلفين بعد شفائه ؟ .

    ۲ - وإذا أدرك شكلين مختلفين ، فهل يعرف كلا منهما ويفرق بينه وبين الآخر . ؟
    اننا نميل الى الاعتقاد أن الاكمه الذي استرد بصره لا يفرق بين المكعب والكرة ، لأن المكان اللمسي مختلف عن المكان البصري . وهذا كاف لوقوع ا الاكمه في الخطأ .

    ان المطابقة بين مسلمات الحواس المختلفة تحتاج الى التجربة وتداعي الأفكار . كلما أدركت جسماً من الأجسام حصلت على الإحساسات نفسها . هذا كتابي : اني أراه كل مرة بشكله ولونه ومقاومته وملامته . وكلما تكرر ادراكي له انضمت هذه الاحساسات بعضها الى بعض ، واقترنت بكثير من الصور ، وألفت كلا متسقاً ، بحيث لا يرجع أحد أجزائه الى ساحة الشعور الا اذا رجع غيره معه . وهكذا تتألف الأجسام كلها من الاحساسات والصور .

    ان احساساً بصرياً واحداً يذكر النفس بجملة من الاحساسات السمعية واللمسية والذوقية . فإذا نظرنا إلى مثلاً ، عرفنا انه من خشب أو من حديد أو فضة . واذا نظرنا الى رجل حزرنا عمره ، وعرفنا أنه مريض أو صحيح أو شريف أو دنيء .

    وكذلك حاسة السمع : انك تسمع صوت الجسم فتعرف أنه من زجاج أو فضة ، وتفرق بين الأجوف والممتلىء ، والصحيح والمنشق ؛ وتسمع بعض الألفاظ فتفهم أفكار قائليها وتدرك عواطفهم . ولا تتم هذه الامور كلها الا و بالإدراكات المكتسبة ( Perceptions acquises ) . والادراكات المكتسبة ليست في الحقيقة ادراكات ، وانما هي صور و معارف توحي بها الادراكات الطبيعية وتضمها اليها .

    وهكذا تفرق التجربة الاحساسات ثم تجمعها ، لان هناك فعلين ذهنيين : فعل الفرق وفعل الجمع ، فيتألف من هذا الفرق وهذا الجمع جمل من المحسوسات لها شيء من الوحدة والثبوت ، إلا أنها تتغير . وليست الأشياء الخارجية سوى هذه الجمل المركبة . أنظر إلى قطعة الشمع ( مثال ديكارت ) : إن لها صفات متغيرة وصفات ثابتة : فالصفات المتغيرة هي : اللون والصلابة والحرارة والملاسة ، لانك إذا وضعت قطعة الشمع على النار ذابت وتغير لونها وازدادت حرارتها . وتسمى هذه الصفات المتغيرة بالصفات الثانية . أما الصفات الثابتة فهي الامتداد والمقاومة ، وهي موجودة في كل جسم ، لا بل هي أعظم شأناً من غيرها ، لانك لا تستطيع أن تتصور الجسم خالياً منها . ولذلك سميت بالصفات الأولى .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٤.٤٩_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	94.1 كيلوبايت 
الهوية:	186262 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٤.٥٠_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	114.7 كيلوبايت 
الهوية:	186263 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٤.٥١_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	117.5 كيلوبايت 
الهوية:	186264 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٤.٥٢_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	87.5 كيلوبايت 
الهوية:	186265

  • #2
    Perceiving the external thing...knowing the external world

    Knowledge of the outside world.
    Perception of the external object.
    Believing that there is an external presence.
    Real image differences.

    1 - Visualizing the external thing

    The external world, which the senses inform us of, is composed of a number of visual, auditory, tactile, and muscular sensations that are connected to each other.
    The sense of sight, for example, shows you a set of connected colors. Yes, every color has a form, but the child who first lays his eyes on these dark colors finds no reason to differentiate between them, but rather considers them all as one thing. Moreover, the sense of touch is similar to the sense of sight, because it informs us of hardness, smoothness, and roughness. And softness, without separating these states from one another, as if the external world, which we directly see, is continuous and indivisible.

    How then do we come to distinguish things from one another?
    1 - What are the elements that make up the perception of an external thing? - Let us analyze the perception of something, such as the perception of this book, for example? .

    There are different elements in this vision:
    Firstly, it contains the image of a tangible extension of a specific shape and different colours. It contains a number of sensations, such as the feeling of coldness, roughness, smoothness, resistance, etc.
    These sensations generated by sight, touch, temperature, and movement constitute one perception, which is the book. Despite their differences, they are connected, that is, they are united with each other, united by something, this book, whose color, shape, smoothness, resistance, etc. I feel. I may feel one of these qualities without feeling the other. I touch the book without seeing it, or opinions without touching it. However, in this last case, I combine a feeling into an image. So I see the color of the book and imagine its resistance, or I touch its edges and imagine its shape, just as I hear a man’s voice and imagine his face.

    The concept of a book is not therefore composed of sensations only, but rather it is composed of sensations and images.

    2- The effect of movement:
    However, the external world is not static, but rather moving. This color, for example, may move without another color moving with it. But the child gradually gets used to combining colors that move together, such as hair color and face color. It is also used to differentiate between adjacent colors, such as hair color and the color of the fez, because the fez may move without the hair moving with it... Thus, the connected colors are divided into separate parts. If I pushed this book with my hand, I would move a black rectangle without moving the green table on which it was left.

    These experiences, which we forgot in adulthood, taught us, as children, to differentiate between our different feelings.

    3- The influence of experience and the association of ideas:
    However, distinguishing between one feeling and another is not sufficient to visualize the external thing.
    If I isolate the color of the book from all the colors surrounding it, and isolate my tactile sensation of it from other tactile sensations, is that sufficient to visualize the book? No, because it is necessary. To know that this color is inherent in this smoothness, and that this shape is inherent in this resistance.
    Each of the senses has a language in which it expresses things. Something in the language of touch is not like something in the language of sight, and the perception of a thing cannot be achieved unless we combine the boundaries of these different languages ​​and make some of them identical to each other. Molyneux, one of Locke's correspondents, said: “If we teach the blind a little. From geometry, he began to distinguish between a sphere and a cube, then we treated him and he was cured, then we placed a sphere and a cube in front of him. Is he able, before sensory experience, to perceive each of them individually and separate them from the other?

    It is known that Molyneux himself answered this question in the negative, and Locke agreed with him, saying: The blind man knows how to differentiate between a cube and a sphere by the sense of touch, not by the sense of sight. He does not. How do objects appear to his eyes? If he knows the angle of the cube by touch, he does not know its shape with respect to the sense of sight.

    In answer to Molyneux's question, we say that this question includes two things:
    1 - Does the blind person realize two different forms after his recovery? .

    2 - If he perceives two different forms, does he recognize each of them and differentiate between it and the other? ?
    We tend to believe that the blind person who has regained his sight does not differentiate between a cube and a sphere, because the tactile place is different from the visual place. This is enough for the blind person to make a mistake.

    The correspondence between the assumptions of the different senses requires experience and the association of ideas. Whenever you perceive an object, you get the same sensations. This is my book: I see it every time in its shape, color, resistance, and blame. The more I perceived it repeatedly, the more these sensations joined together, were coupled with many images, and formed a coherent whole, such that none of its parts returned to the arena of feeling unless others returned with it. Thus, all bodies are composed of sensations and images.

    A single visual sensation reminds the soul of a number of auditory, tactile and gustatory sensations. If we look at, for example, we know that it is made of wood, iron, or silver. If we look at a man, we guess his age, and we know whether he is sick, healthy, honorable, or vile.

    Likewise, the sense of hearing: you hear the sound of an object and know that it is made of glass or silver, and you differentiate between hollow and full, sound and split; You hear some words and understand the thoughts of those who say them and understand their emotions. All of these things cannot be achieved except with acquired perceptions. Acquired perceptions are not in fact perceptions, but rather they are images and knowledge that natural perceptions suggest and add to them.

    Thus, experience separates the sensations and then brings them together, because there are two mental actions: the action of difference and the action of combining. Thus, from this difference and this combination are composed of sentences of senses that have some unity and stability, except that they change. External things are nothing but these compound sentences. Look at the piece of wax (descartes example): It has variable qualities and fixed qualities. The changing qualities are: color, hardness, heat, and smoothness, because if you put the piece of wax on the fire, it melts, its color changes, and its temperature increases. These variable attributes are called second attributes. As for the constant qualities, they are expansion and resistance, and they are present in every body. Indeed, they are greater in importance than others, because you cannot imagine a body devoid of them. That's why it's called the first qualities.

    تعليق

    يعمل...
    X