عيد القوزلة
==========
اصل القوزلة
=========
هو احد الاعياد الذي كان السوريون يحتفلون به ايام الفينيقيين والكنعانيين والاراميين وهو مرتبط بالزراعة والارض
كانوا يحتفلون به مرتين في العام الاحتفال الاول بالانقلاب الخريفي 21 تشرين اول اثناء طمر البذور بعد اول مطرة(رش القمح والشعير وحراثة الارض)
والاحتفال الثاني في الاول من نيسان عيد رأس السنة السورية(الاكيتو) وبدء نضوج الموسم وحصاده وجني المحاصيل وكانت طقوس الاحتفال هي نفس الطقوس في وقتنا الحاضر والذي ساتكلم عنها لاحقا واستمرت الاحتفالات منذ ذلك الزمن حتى وقتنا الحاضر
==========
اصبح الاحتفال بالقوزلة هو الاحتفال بعيد راس السنة الميلادية حسب التقويم الشرقي
حيث يحتفل به ب13 كانون ثاني غربي اي ( 1) كانون اول شرقي والفرق بين التقويمين هو التالي
========
كان لكل شعب من الشعوب ولكل حضارة تقويمها الخاص بها تقويم فرعوني مصري وفارسي وتقويم سوري ورافدي واغريقي الى ان ابتكر يوليوس قيصر(قيصر روما) تقويم اطلق عليه التقويم اليولياني الشرقي نسبة للاسم يوليوس وطبقه في 45 ق م واتبعته كافة الشعوب تقريبا لانه تقويم شمسي زراعي يناسب الذين يعملون في الزراعة وحساباتهم للمطر والطقس والمناخ وخاصة في ريف الساحل السوري وبمجيء المسيحية اعتنق قسم من السوريين الارامين الدين المسيحي وصاروا يحتفلون بعيد رأس السنة الشرقية هم والسوريون محتفظين باعيادهم وعاداتهم وتقاليدهم القديمة واستمرت الاحتفالات بهذا العيد حتى بعد مجيء الاسلام واستمر الاحتفال به من قبل المسيحيين وقسم من المسلمين الذين يسكنون الريف
الى ان جاء التقويم الغريغوري الغربي عام 1582 على اساس انه ادق من التقويم الشرقي فاتبعه قسم من المسيحيين وبقيت الطوائف الشرقية المسيحية وبعض من الطائفة المسلمة يحتفلون به حسب التقويم الشرقي حتى وقتنا الحاضر لانه الاصح بالنسبة لهم ولحساباتهم الزراعية واعيادهم الدينية
========
معنى كلمة قوزلة
===========
هي بالسريانية من الفعل قزل اي اشعل النار وحتى وقتنا الحاضر نستخدم كثير من الكلمات السريانية والفارسية والارامية في سوريا وخاصة في الساحل السوري حيث نقول قزلت النار اي اشتعلت وارتفعت السنة اللهب وبالارامية قزلو اي البداية وتعني بداية سنة جديدة
=========
العادات والتقاليد في القوزلة
==========
قديما كان السوريون يقدمون الاضاحي خروف اوعجل اوجدي ويشعلون النار(يقزلون) على اسطح المنازل او في الساحات او على رؤوس التلال القريبة ويسلقون الذبيحة مع الحمص على النار المشتعلة حتى يستوي اللحم فيضعونه في قصعة من الخشب حتى يبرد ويطبخون البرغل مع الحمص على زوم(مرقة) الجدي فياكلون البرغل واللحم ويضعون اللحم المتبقي في سلة يعلقونها بسقف المنزل لياكلوا منها طيلة اسبوع كامل (لعدم وجود اجهزة تبريد في ذلك الزمن)
بقيت الاحتفالات مستمرة حتى وقتنا الحاضر في بعض قرى ريف اللاذقية واضافوا على العادات والتقاليد عادات وتقاليد جميلة منها
========
تحضير الذبيحة(الجدي) من شهر ايلول واطعامه ورق التين اليابس الاصفر ومن ثم السنديان وثمره ليذبح ليلة ١٣ك٢ ويتم تحضير الكبيبات بسلق واقراص البرغل المحشية بالبصل والحمص واحيانا باللحمة حيث تخبز على التنور وتدهن بالزيت بالاضافة الى خبز التنور المزنن اي المدهون بالزيت وتحضير الكعك والزليبة(زنكل) والبعض يسميها(اصابع زينب) والكبيبات بالسلق مع حامض دبس الرمان والثوم وايضا تحضير الحلويات كالدبس والطحينة والحلاوة والتين اليابس وكان يستمر اشعال النار طيلة الليل والنهار لمدة ثلاثة ايام واحيانا سبعة ايام حتى ١٩ك٢ عيد القداس(الغطاس)وقال لي احد المعمرين وهو جد صديقي الذي دعاني( لاقوزل) اي لاحتفل معهم في عيد القوزلة في سبعينيات القرن الماضي ان والدهم وكل اهالي القرية والقرى المجاورة كانوا ياخذون اولادهم الى اقرب ساقية او نبع ماء ليغطسوا (يتقدسوا) هم واولادهم بالماء واحيانا يكون مجلد (جليد) فيكسرون الجليد ويغطسونهم بالماء لان المياه تكون في هذه الفترة مقدسة من ١٣ك٢ حتى ١٩ك٢ وكانوا يملؤون الجرار بالماء ويرشون الطرقات بالماء المقدس لتطهيرها وكذالك الاشجار والبيوت وكل ما يجب تطهيره بهذا الماء المقدس لتبدأ سنة مقدسة وكانوا يربطون الاحجار بالحبال ويعلقونها بالاشجار من اجل ان تحمل ثمار اكثر في الموسم القادم وخاصة اشجار الزيتون ومن العادات الجميلة المرافقة لهذه الاحتفالات هي انهاء الخصومات والمنازعات فتتم المصالحات بين الاهل والاقارب في القرية وحتى في القرى المجاورة بمعنى ان العام الجديد يبدأ بدون اية خصومات اما عادة اشعال النار قد تكون مأخوذة من المجوس الفرس الذين يقدسون النار ولا يعبدونها مثلما هو شائع انهم يقدسون النور الساطع من النار والنار هي مصدر الضوء فتخفي الظلمة وهي مصدر الدفء
======= الغطاس(القداس) عادة متوارثة
من ايام الكنعانيين ونقله اليهود عنهم ثم نقلته المسيحية ويعني الولادة الروحية(التوبة) عن الخطيئة تطهير الروح
والغطس بالماء يعني الطهارة الجسدية
والسيد المسيح عليه السلام تم تعميده من قبل يوحنا المعمدان قبل البدء بعمله التبشيري علما انه لم يرتكب خطيئة في حياته لكنه ذهب مع الناس للتعميد اتضاعا
=========
كل قوزلة وانتم بخير
تعليق