تويت
القبالة
القبالة Cabalism مذهب صوفي يهودي، يراد به التعليم الباطني المتعلق بالله ونزوله وحياً على حكماء بني إسرائيل، ويسمونها الحكمة المستورة، ويطلق على دارسيها اسم طلاب النعمة. والقبالة نابعة من التلمود[ر]، وهي مجموعة من الأسرار ادّعت الرواية عن الأوائل، وتقوم على التنجيم، وتعود بأصلها إلى أيام السبي حين اختلطت تعاليم التلمود بالديانات الشرقية وخاصة الزرادشتية، وقامت في فلسطين بعد العودة من السبي، وانتقلت إلى الإسكندرية، ومزجها فيلون اليهودي[ر] بالفلسفة اليونانية، ووضع شبتاي لاوي Lawi كل تعاليمها في كتاب «الزوهار» ويعني «الإشراق»، وصار دستور القبالة السرية، وخلطت في الأندلس بالفلسفة الإسلامية، وتسللت إلى أفكار الإسلاميين، لكنها ما لبثت أن ظهرت علانية فيما يعرف باسم الفرقة العيسوية، نسبة إلى مؤسسها عيسى إسحاق بن يعقوب الأصفهاني، المعروف عند اليهود باسم عوفيد ألوهيم، أي عابد الله، ويرى بعض الباحثين أن العيسوية أصل القرامطة، والإسماعيلية خاصة، وأن أولاد القداح مؤسسي الإسماعيلية كانوا يهوداً من الفرقة العيسوية. وأن الفرقة اليهودية المسماة المقاربة أو اليوذعانية نسبة إلى يوذعان، كانت أصلاً من أصول الباطنية، وأنه كان يقول بالظاهر والباطن والتنزيل والتأويل في تفسير التوراة.
وللحروف عندهم منطق باطني وخاصة الحروف الأربعة المكونة لكلمة «يهوه» ولكل حرف من الأبجدية العبرية قيمة عددية. ولا ينكر تأثير الصلوات والترنيمات القبالية في المعابد اليهودية في القرون الوسطى، ويقال إن هذه الصلوات والترنيمات بجمالها الصرف وقوتها التعبدية قد فرضت نفسها للاستخدام العالمي العملي بين اليهود. ويجب الاعتراف بأن العناصر الرئيسية في القبالة هي من تأثيرات خارجية، وتنتمي إلى عالم الغنوصية والأفلاطونية المحدثة وتعاليم فلاسفة الإسكندرية، خاصة أنها قدمت تفسيراً شمولياً للكون والخلق.
وفي القرن العشرين جاء مارتن بوبر Martin Popper بفلسفة صوفية مسيحية تبشر بمجيء المسيح؛ هذه الفلسفة هي امتداد للحصدية، (وهي الفئة اليهودية الثابتة على معتقداتها ولا يطالها منجل الحصاد، أي لا تتأثر بالمعتقدات الأخرى) والتي نشأت في أوربا الشرقية في القرن السابع عشر.
والحقيقة أن الصوفية بمختلف أنماطها وطقوسها ليست علماً ولا ديناً، وإنما هي ممارسات لتفجير الطاقات الداخلية في الإنسان، وتزكية النفس وإحياء الوجدان والتركيز على محبة الله، ومحبة خلق الله والتخلق بالأخلاق الفاضلة الحميدة، والبعد عن الشرور.
سوسن بيطار
القبالة Cabalism مذهب صوفي يهودي، يراد به التعليم الباطني المتعلق بالله ونزوله وحياً على حكماء بني إسرائيل، ويسمونها الحكمة المستورة، ويطلق على دارسيها اسم طلاب النعمة. والقبالة نابعة من التلمود[ر]، وهي مجموعة من الأسرار ادّعت الرواية عن الأوائل، وتقوم على التنجيم، وتعود بأصلها إلى أيام السبي حين اختلطت تعاليم التلمود بالديانات الشرقية وخاصة الزرادشتية، وقامت في فلسطين بعد العودة من السبي، وانتقلت إلى الإسكندرية، ومزجها فيلون اليهودي[ر] بالفلسفة اليونانية، ووضع شبتاي لاوي Lawi كل تعاليمها في كتاب «الزوهار» ويعني «الإشراق»، وصار دستور القبالة السرية، وخلطت في الأندلس بالفلسفة الإسلامية، وتسللت إلى أفكار الإسلاميين، لكنها ما لبثت أن ظهرت علانية فيما يعرف باسم الفرقة العيسوية، نسبة إلى مؤسسها عيسى إسحاق بن يعقوب الأصفهاني، المعروف عند اليهود باسم عوفيد ألوهيم، أي عابد الله، ويرى بعض الباحثين أن العيسوية أصل القرامطة، والإسماعيلية خاصة، وأن أولاد القداح مؤسسي الإسماعيلية كانوا يهوداً من الفرقة العيسوية. وأن الفرقة اليهودية المسماة المقاربة أو اليوذعانية نسبة إلى يوذعان، كانت أصلاً من أصول الباطنية، وأنه كان يقول بالظاهر والباطن والتنزيل والتأويل في تفسير التوراة.
وللحروف عندهم منطق باطني وخاصة الحروف الأربعة المكونة لكلمة «يهوه» ولكل حرف من الأبجدية العبرية قيمة عددية. ولا ينكر تأثير الصلوات والترنيمات القبالية في المعابد اليهودية في القرون الوسطى، ويقال إن هذه الصلوات والترنيمات بجمالها الصرف وقوتها التعبدية قد فرضت نفسها للاستخدام العالمي العملي بين اليهود. ويجب الاعتراف بأن العناصر الرئيسية في القبالة هي من تأثيرات خارجية، وتنتمي إلى عالم الغنوصية والأفلاطونية المحدثة وتعاليم فلاسفة الإسكندرية، خاصة أنها قدمت تفسيراً شمولياً للكون والخلق.
وفي القرن العشرين جاء مارتن بوبر Martin Popper بفلسفة صوفية مسيحية تبشر بمجيء المسيح؛ هذه الفلسفة هي امتداد للحصدية، (وهي الفئة اليهودية الثابتة على معتقداتها ولا يطالها منجل الحصاد، أي لا تتأثر بالمعتقدات الأخرى) والتي نشأت في أوربا الشرقية في القرن السابع عشر.
والحقيقة أن الصوفية بمختلف أنماطها وطقوسها ليست علماً ولا ديناً، وإنما هي ممارسات لتفجير الطاقات الداخلية في الإنسان، وتزكية النفس وإحياء الوجدان والتركيز على محبة الله، ومحبة خلق الله والتخلق بالأخلاق الفاضلة الحميدة، والبعد عن الشرور.
سوسن بيطار