القسطلاني (أحمد بن محمد ـ)
(851 ـ 923هـ/1448ـ 1517م)
شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك القسطلاني الأَصل المصري الشافعي، الحافظ، المؤرخ، الفقيه، المقرئ، الخطيب.
وُلد بمصر ونشأ فيها. حفظ القرآن، وتلا القراءات السبع، وحفظ الشاطبية، والوردية في القراءات، وغير ذلك، وقرأ «صحيح البخاري» في خمسة مجالس على أبي العباس الشاوي وتلمذ له، وتلمذ أيضاً لشمس الدين السخاوي وقرأ عليه بعض مؤلفاته، ومن شيوخه الشيخ خالد الأزهري، وفخر الدين المقسي، وجلال الدين البكري وغيرهم.
حجَّ مرات، وجاور بمكة سنة أربع وثمانين وثمانمئة وسنة أربع وتسعين وثمانمئة، وأخذ بمكَّة المكرمة عن جماعة من أعيانها منهم نجم الدين ابن فهد المكي.
ولِيَ مشيخة مقام الشيخ أحمد بن أبي العباس الحرَّار بالقرافة الصغرى بمصر، وعمل تأليفاً في مناقبه سمّاه «نزهة الأبرار في مناقب الشيخ أبي العباس الحرار» وأعطي قدرة فائقة في الوعظ فلم يكن له نظير فيه وكان يعظ بالجامع العمري بالقاهرة، وأقرأ الطَّلبة مدة من الزمن، ثم اعتزل الناس وأقبل على التأليف، فأعطي فيه حظاً وافراً.
أصيب بفالج نشأ له من تأثره بخبر سيء، ثم مات بعد أيام وكانت وفاته بالقاهرة، وصُلِّيَ عليه بعد صلاة الجمعة بالجامع الأزهر، ودفن بمدرسة بدر الدين العيني بجوار منزله قريباً من الأزهر، ووافق يوم وفاته دخول السلطان سليم العثماني عَنْوة إلى مصر وتملُّكه بها.
قال ابن إياس: كان علامة في الحديث وله شهرة طائلة بين الناس.
ترك عدداً كبيراً من المؤلفات، في مختلف العلوم، كُتِب لعدد منها القبول والاشتهار، وسارت بها الركبان في حياته، منها «إرشاد الساري على صحيح للبخاري» فرغ من تأليفه سنة 916هـ صدَّره بمقدمة في علوم الحديث ومصطلحه، ثم ترجمة الإمام البخاري، وهو في عشر مجلدات ويعدُّ من أحسن شروح الصحيح وأجمعها وأكثرها اختصاراً، بل يقدِّمه بعض المحدثين على كلِّ ما عُرف من شروحٍ للصحيح بما فيها «فتح الباري» للحافظ ابن حجر العسقلاني، و«منهاج الابتهاج لشرح الجامع الصحيح لمسلم بن الحجاج» بلغ فيه إلى نحو نصفه في ثمانية مجلدات، و«المواهب اللَّدنِّيَّة بالمِنَح المُحمدية» تناول فيه السيرة والشمائل النبوية بأسلوب متميز، وتبويب واضح فقد رتبه على عشرة مقاصد، ولذا فقد اعتنى به العلماء عناية فائقة، ونسجوا على منواله وتأثروا بمنهجه، وفرغ من تبييضه سنة 899هـ، و«لطائف الإشارات في علم القراءات» عمدة في بابه، و«فتح الداني في شرح حرز الأماني» شرح الشاطبية في القراءات، زاد فيه زيادات ابن الجزري مع فوائد غريبة لا توجد في شرح غيره من شروح الشاطبية على كثرتها.
وله أيضاً «الإسعاد في تلخيص الإرشاد» في الفقه الشافعي، و«تحفة السامع والقاري بختم صحيح البخاري»، و«الروض الزاهر في مناقب الشيخ عبد القادر»، و«العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد»، و«فتح المواهبي في مناقب الشاطبي»، و«الكنز في وقف حمزة وهشام على الهمز»، و«مدارك المرام في مسالك الصيام»، و«مراصد الصِّلات في مقاصد الصلاة»، و«مشارق الأنوار المضية في شرح البردة»، و«نفائس الأنفاس في الصحبة واللباس»، و«النور الساطع في مختصر الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي»، و«يقظة ذوي الاعتبار في موعظة أهل الاعتبار»، وغيرها من الكتب والمصنفات.
بديع السيد اللحام
(851 ـ 923هـ/1448ـ 1517م)
شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك القسطلاني الأَصل المصري الشافعي، الحافظ، المؤرخ، الفقيه، المقرئ، الخطيب.
وُلد بمصر ونشأ فيها. حفظ القرآن، وتلا القراءات السبع، وحفظ الشاطبية، والوردية في القراءات، وغير ذلك، وقرأ «صحيح البخاري» في خمسة مجالس على أبي العباس الشاوي وتلمذ له، وتلمذ أيضاً لشمس الدين السخاوي وقرأ عليه بعض مؤلفاته، ومن شيوخه الشيخ خالد الأزهري، وفخر الدين المقسي، وجلال الدين البكري وغيرهم.
حجَّ مرات، وجاور بمكة سنة أربع وثمانين وثمانمئة وسنة أربع وتسعين وثمانمئة، وأخذ بمكَّة المكرمة عن جماعة من أعيانها منهم نجم الدين ابن فهد المكي.
ولِيَ مشيخة مقام الشيخ أحمد بن أبي العباس الحرَّار بالقرافة الصغرى بمصر، وعمل تأليفاً في مناقبه سمّاه «نزهة الأبرار في مناقب الشيخ أبي العباس الحرار» وأعطي قدرة فائقة في الوعظ فلم يكن له نظير فيه وكان يعظ بالجامع العمري بالقاهرة، وأقرأ الطَّلبة مدة من الزمن، ثم اعتزل الناس وأقبل على التأليف، فأعطي فيه حظاً وافراً.
أصيب بفالج نشأ له من تأثره بخبر سيء، ثم مات بعد أيام وكانت وفاته بالقاهرة، وصُلِّيَ عليه بعد صلاة الجمعة بالجامع الأزهر، ودفن بمدرسة بدر الدين العيني بجوار منزله قريباً من الأزهر، ووافق يوم وفاته دخول السلطان سليم العثماني عَنْوة إلى مصر وتملُّكه بها.
قال ابن إياس: كان علامة في الحديث وله شهرة طائلة بين الناس.
ترك عدداً كبيراً من المؤلفات، في مختلف العلوم، كُتِب لعدد منها القبول والاشتهار، وسارت بها الركبان في حياته، منها «إرشاد الساري على صحيح للبخاري» فرغ من تأليفه سنة 916هـ صدَّره بمقدمة في علوم الحديث ومصطلحه، ثم ترجمة الإمام البخاري، وهو في عشر مجلدات ويعدُّ من أحسن شروح الصحيح وأجمعها وأكثرها اختصاراً، بل يقدِّمه بعض المحدثين على كلِّ ما عُرف من شروحٍ للصحيح بما فيها «فتح الباري» للحافظ ابن حجر العسقلاني، و«منهاج الابتهاج لشرح الجامع الصحيح لمسلم بن الحجاج» بلغ فيه إلى نحو نصفه في ثمانية مجلدات، و«المواهب اللَّدنِّيَّة بالمِنَح المُحمدية» تناول فيه السيرة والشمائل النبوية بأسلوب متميز، وتبويب واضح فقد رتبه على عشرة مقاصد، ولذا فقد اعتنى به العلماء عناية فائقة، ونسجوا على منواله وتأثروا بمنهجه، وفرغ من تبييضه سنة 899هـ، و«لطائف الإشارات في علم القراءات» عمدة في بابه، و«فتح الداني في شرح حرز الأماني» شرح الشاطبية في القراءات، زاد فيه زيادات ابن الجزري مع فوائد غريبة لا توجد في شرح غيره من شروح الشاطبية على كثرتها.
وله أيضاً «الإسعاد في تلخيص الإرشاد» في الفقه الشافعي، و«تحفة السامع والقاري بختم صحيح البخاري»، و«الروض الزاهر في مناقب الشيخ عبد القادر»، و«العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد»، و«فتح المواهبي في مناقب الشاطبي»، و«الكنز في وقف حمزة وهشام على الهمز»، و«مدارك المرام في مسالك الصيام»، و«مراصد الصِّلات في مقاصد الصلاة»، و«مشارق الأنوار المضية في شرح البردة»، و«نفائس الأنفاس في الصحبة واللباس»، و«النور الساطع في مختصر الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي»، و«يقظة ذوي الاعتبار في موعظة أهل الاعتبار»، وغيرها من الكتب والمصنفات.
بديع السيد اللحام