معرفة العالم الخارجي .. الإدراك
( الإدراك )
فرقنا في الفصل السابق بين الادراك والاحساس ، وقلنا : إن الادراك ليس ظاهرة نفسية أولية ، وإنما هو ظاهرة مركبة تقتضي كثيراً من الافعال الذهنية . فكيف ندرك العالم الخارجي ، وكيف نفهم معاني الأشياء ، وما هي عناصر الادراك ؟
ان هذه المسائل نفسية بحتة ، وهي تختلف تماماً مسألة عن وجود العالم الخارجي التي يدرسها الفلاسفة . لأن الفيلسوف اما أن يثبت وجوداً مستقلا عنه ، ، وأما أن ينكر ، فاذا أثبت وجود الاشياء في الخارج كان مذهبه وجودياً ، وإذا أنكر وجودها ، وجوده وزعم انها موجودة في الأذهان فقط ، كان مذهبه خيالياً . اما العالم النفسي فإنه لا يبحث إلا في الأفعال الذهنية اللازمة لهذا الادراك . فما هي المسائل النفسية التي يتضمنها ادراك العالم الخارجي ".
١ - المسألة الأولى هي مسالة تصور المكان وتولده في الذهن . ان تصور المكان مقارن لإدراك العالم الخار ـارجي ، والأشياء كلها منسوجة منه . حتى ان الألوان نفسها تظهر لنا كأنها على سطح ، والأصوات تبدو لنا كأنها ذات حجم . وسنبين بعد قليل ان الامتداد ملازم للاحساس . فكيف يتوصل الذهن البشري إلى إدراك المكان ؟
٢ - المسألة الثانية مسألة هي تصور الأشياء والموضوعات ، ان العالم الخارجي ليس مؤلفاً من مكان وأوضاع هندسية فحسب ، بل هو مؤلف أيضاً من أشياء مشخصة ذات لون ووزن وصوت ورائحة وطعم الخ . لكل منها حدود يتميز بها عن غيره . أنظر إلى هذا الكتاب الموضوع امامك ، انه ذو لون ووزن وملاسة . فكيف تفصل لونه عن الألوان المتصلة به ، وكيف تجمع هذا اللون إلى هذا الوزن وهذه الملاسة ؟ ان هـــذا الأمر محتاج إلى فعلين : فعل الفرق وفعل الجمع . وسنوضح لك ذلك في الفصل التالي من هذا الكتاب .
٣ - ثم اننا نعتقد ان هذه الموضوعات التي الفناها من الاحساسات المختلفة موجودة في العالم الخارجي . ونعتقد أن وجودها مستقل عن وجودنا ، فكيف تولد فينا هذا الاعتقاد وما هي أسبابه ، لماذا لم نقل ان ما نحس به وهم باطل . فالمسألة الثالثة تنقسم إذن إلى مسألتين :
١ ) لماذا يعتقد الانسان ان هناك وجوداً خارجياً مستقلاً عنه ،
٢ ) اذا كان للعالم الخارجي وجود حقيقي ، فما هي مميزات الصورة الحقيقية المتولدة من سبب خارجي ، وكيف نفرق بينها وبين الوهم ؟
ولنبحث الآن في كل من هذه الأمور على حدته .
( الإدراك )
فرقنا في الفصل السابق بين الادراك والاحساس ، وقلنا : إن الادراك ليس ظاهرة نفسية أولية ، وإنما هو ظاهرة مركبة تقتضي كثيراً من الافعال الذهنية . فكيف ندرك العالم الخارجي ، وكيف نفهم معاني الأشياء ، وما هي عناصر الادراك ؟
ان هذه المسائل نفسية بحتة ، وهي تختلف تماماً مسألة عن وجود العالم الخارجي التي يدرسها الفلاسفة . لأن الفيلسوف اما أن يثبت وجوداً مستقلا عنه ، ، وأما أن ينكر ، فاذا أثبت وجود الاشياء في الخارج كان مذهبه وجودياً ، وإذا أنكر وجودها ، وجوده وزعم انها موجودة في الأذهان فقط ، كان مذهبه خيالياً . اما العالم النفسي فإنه لا يبحث إلا في الأفعال الذهنية اللازمة لهذا الادراك . فما هي المسائل النفسية التي يتضمنها ادراك العالم الخارجي ".
١ - المسألة الأولى هي مسالة تصور المكان وتولده في الذهن . ان تصور المكان مقارن لإدراك العالم الخار ـارجي ، والأشياء كلها منسوجة منه . حتى ان الألوان نفسها تظهر لنا كأنها على سطح ، والأصوات تبدو لنا كأنها ذات حجم . وسنبين بعد قليل ان الامتداد ملازم للاحساس . فكيف يتوصل الذهن البشري إلى إدراك المكان ؟
٢ - المسألة الثانية مسألة هي تصور الأشياء والموضوعات ، ان العالم الخارجي ليس مؤلفاً من مكان وأوضاع هندسية فحسب ، بل هو مؤلف أيضاً من أشياء مشخصة ذات لون ووزن وصوت ورائحة وطعم الخ . لكل منها حدود يتميز بها عن غيره . أنظر إلى هذا الكتاب الموضوع امامك ، انه ذو لون ووزن وملاسة . فكيف تفصل لونه عن الألوان المتصلة به ، وكيف تجمع هذا اللون إلى هذا الوزن وهذه الملاسة ؟ ان هـــذا الأمر محتاج إلى فعلين : فعل الفرق وفعل الجمع . وسنوضح لك ذلك في الفصل التالي من هذا الكتاب .
٣ - ثم اننا نعتقد ان هذه الموضوعات التي الفناها من الاحساسات المختلفة موجودة في العالم الخارجي . ونعتقد أن وجودها مستقل عن وجودنا ، فكيف تولد فينا هذا الاعتقاد وما هي أسبابه ، لماذا لم نقل ان ما نحس به وهم باطل . فالمسألة الثالثة تنقسم إذن إلى مسألتين :
١ ) لماذا يعتقد الانسان ان هناك وجوداً خارجياً مستقلاً عنه ،
٢ ) اذا كان للعالم الخارجي وجود حقيقي ، فما هي مميزات الصورة الحقيقية المتولدة من سبب خارجي ، وكيف نفرق بينها وبين الوهم ؟
ولنبحث الآن في كل من هذه الأمور على حدته .
تعليق