طبيعة الصورة .. الصور الذهنية
طبيعة الصورة
لا يمكننا ان نعرف طبيعة الصورة إلا إذا قايسنا بينها وبين الإحساس . ولهذه المقايسة وجهتان :
أ - الوجهة الفيسيولوجية
تفسر الصورة التالية ببقاء التبدل العضوي في الأعصاب بعد زوال المؤثر ، فلا فرق إذن بين الصورة التالية والإحساس من الوجهة الفيسيولوجية ، لانهما يحدثان عن مؤثر خارجي مباشر . أما الصورة الحقيقية فتنشأ عن تبدل في المراكز العصبية . وقد قيل ان تأثير الإرادة في إحياء الصور النفسية تابع لفاعلية المخ .
ب - الوجهة النفسية
إذا قايسنا بين الصورة والإحساس من الوجهة النفسية وجدنا بينهما تشابهاً واختلافاً .
١ - المشابهة بين الصورة والإحساس .
- بين الإحساس والصورة تشابه يدل على انهما من طبيعة واحدة ، لان صورة الصوت صوت وصورة اللون لون أيضا . ان الملاحظة تؤيد هذا التشابه ، وتبين ان الإحساس والصورة لا يختلفان بنتائجهما ، فصورة الشيء القذر تولد الاستقذار ، وصورة المشهد الملائم تولد اللذة . نعم قد تولد ذكرى الحادثة السعيدة ألما ، ولكن ذلك لا يكون إلا في الاحوال النفسية المركبة ، حيث تمتزج الصورة بغيرها من الذكريات والصور .
۲ - الفرق بين الصورة والإحساس
- تختلف الصورة عن الإحساس بالصفات الآتية : ١ ) الصورة أقل شدة من الاحساس : ليست صورة دمشق المحفوظة في ذهنك كمنظرها من حي المهاجرين . ان هذا الإحساس أشد وأقوى وأوضح من تلك الصورة . ولكن هذه الصفة لا تكفي للتفريق بين الإحساس والصورة ، إذ كثيراً ما تقوى الصورة وتتسلط على وهمك حتى تجعلك عاجزاً عن التفريق بينها وبين الإحساس الحاضر .
٢ ) الصورة أفقر مادة من الاحساس : ان منظر غروب الشمس يتضمن عناصر كثيرة متعددة الألوان كهبوط الشمس إلى الأفق ، وتغير الوان الجبال ، وتبدل الحرارة ، واختلاف النور ، وغير ذلك من الاحساسات المقارنة . أما الصورة النفسية لغروب الشمس فهي فقيرة جداً ، لأنها صورة قرص من النور لا يحيط به شيء ، فلا يضيء ، ولا يدفيء ، ولا يرافقه شيء من الاحساسات التي تحيط بالمشاهدة الحقيقية .
٣ ) ليس للصورة مكان معين في العالم الخارجي : أما أمكنة الأشياء المحسوسة تبدلات فحدودها معينة ، لأن الاحساس ينشأ عن أسباب خارجية ، والصورة تحدث عن : مركزية . نعم ان للصورة امتداداً كالاحساس . وأن لها في الخيال ما للمكان من الأبعاد .
ولكن هذا المكان الذي تقتضيه الصورة ليس شبيهاً بالمكان المحسوس ، وإنما هو مكان غير معين ، فليس للصورة إذن مكان محدود ، ، لأنك تتوهم أنها في كل مكان .
٤ ) إن الصورة خاضعة لرغبقي وارادتي : لأنني قد استرجعها واستبقيها وقد اطردها من نفسي . استطيع الآن ، وأنا اكتب هذه السطور ، أن اغمض عيني و واتخيل ساحة الكونكورد بباريز . واستطيع بارادتي أن أعرض عن هذه الصورة واستحضر غيرها ، أما الاحساس فلا تستطيع أن تبدله وفق رغائبك . أنك لا تستطيع مثلاً أن تبدل منظر دمشق من جبل قاسيون ، فتجعل المدينة على شكل دائرة في قلبها بحيرة ، لأن الاحساس كما قلنا تابع للمؤثرات الخارجية .
إلا أن الصورة النفسية كثيراً ما تشتد وتقوى حق يخيل اليك انها حقيقية ، ويصعب التفريق عند ذلك بينها وبين الاحساس . ومنعود إلى هذا البحث عند الكلام على مميزات الصورة الحقيقية .
طبيعة الصورة
لا يمكننا ان نعرف طبيعة الصورة إلا إذا قايسنا بينها وبين الإحساس . ولهذه المقايسة وجهتان :
أ - الوجهة الفيسيولوجية
تفسر الصورة التالية ببقاء التبدل العضوي في الأعصاب بعد زوال المؤثر ، فلا فرق إذن بين الصورة التالية والإحساس من الوجهة الفيسيولوجية ، لانهما يحدثان عن مؤثر خارجي مباشر . أما الصورة الحقيقية فتنشأ عن تبدل في المراكز العصبية . وقد قيل ان تأثير الإرادة في إحياء الصور النفسية تابع لفاعلية المخ .
ب - الوجهة النفسية
إذا قايسنا بين الصورة والإحساس من الوجهة النفسية وجدنا بينهما تشابهاً واختلافاً .
١ - المشابهة بين الصورة والإحساس .
- بين الإحساس والصورة تشابه يدل على انهما من طبيعة واحدة ، لان صورة الصوت صوت وصورة اللون لون أيضا . ان الملاحظة تؤيد هذا التشابه ، وتبين ان الإحساس والصورة لا يختلفان بنتائجهما ، فصورة الشيء القذر تولد الاستقذار ، وصورة المشهد الملائم تولد اللذة . نعم قد تولد ذكرى الحادثة السعيدة ألما ، ولكن ذلك لا يكون إلا في الاحوال النفسية المركبة ، حيث تمتزج الصورة بغيرها من الذكريات والصور .
۲ - الفرق بين الصورة والإحساس
- تختلف الصورة عن الإحساس بالصفات الآتية : ١ ) الصورة أقل شدة من الاحساس : ليست صورة دمشق المحفوظة في ذهنك كمنظرها من حي المهاجرين . ان هذا الإحساس أشد وأقوى وأوضح من تلك الصورة . ولكن هذه الصفة لا تكفي للتفريق بين الإحساس والصورة ، إذ كثيراً ما تقوى الصورة وتتسلط على وهمك حتى تجعلك عاجزاً عن التفريق بينها وبين الإحساس الحاضر .
٢ ) الصورة أفقر مادة من الاحساس : ان منظر غروب الشمس يتضمن عناصر كثيرة متعددة الألوان كهبوط الشمس إلى الأفق ، وتغير الوان الجبال ، وتبدل الحرارة ، واختلاف النور ، وغير ذلك من الاحساسات المقارنة . أما الصورة النفسية لغروب الشمس فهي فقيرة جداً ، لأنها صورة قرص من النور لا يحيط به شيء ، فلا يضيء ، ولا يدفيء ، ولا يرافقه شيء من الاحساسات التي تحيط بالمشاهدة الحقيقية .
٣ ) ليس للصورة مكان معين في العالم الخارجي : أما أمكنة الأشياء المحسوسة تبدلات فحدودها معينة ، لأن الاحساس ينشأ عن أسباب خارجية ، والصورة تحدث عن : مركزية . نعم ان للصورة امتداداً كالاحساس . وأن لها في الخيال ما للمكان من الأبعاد .
ولكن هذا المكان الذي تقتضيه الصورة ليس شبيهاً بالمكان المحسوس ، وإنما هو مكان غير معين ، فليس للصورة إذن مكان محدود ، ، لأنك تتوهم أنها في كل مكان .
٤ ) إن الصورة خاضعة لرغبقي وارادتي : لأنني قد استرجعها واستبقيها وقد اطردها من نفسي . استطيع الآن ، وأنا اكتب هذه السطور ، أن اغمض عيني و واتخيل ساحة الكونكورد بباريز . واستطيع بارادتي أن أعرض عن هذه الصورة واستحضر غيرها ، أما الاحساس فلا تستطيع أن تبدله وفق رغائبك . أنك لا تستطيع مثلاً أن تبدل منظر دمشق من جبل قاسيون ، فتجعل المدينة على شكل دائرة في قلبها بحيرة ، لأن الاحساس كما قلنا تابع للمؤثرات الخارجية .
إلا أن الصورة النفسية كثيراً ما تشتد وتقوى حق يخيل اليك انها حقيقية ، ويصعب التفريق عند ذلك بينها وبين الاحساس . ومنعود إلى هذا البحث عند الكلام على مميزات الصورة الحقيقية .
تعليق