علي مروان الشكي: "كل سنة مرة" يطرح قيما توشك على الاندثار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي مروان الشكي: "كل سنة مرة" يطرح قيما توشك على الاندثار

    علي مروان الشكي: "كل سنة مرة" يطرح قيما توشك على الاندثار


    الفيلم الأول للمخرج حقق عشر جوائز مهمة في فترة وجيزة.
    الجمعة 2024/01/12

    مخرج يركز على القيم والمبادئ

    يخوض المخرج التونسي على مروان الشكي تجربته الأولى في الإخراج السينمائي التي جاءت بعد تجربة طويلة في مساعدة مخرجين كبار، ولأنه راهن على الاهتمام بالقيم النبيلة والقصص الإنسانية استطاع بهذا الفيلم لفت الانتباه وتحقيق عدد من الجوائز.

    تدور قصة فيلم “كل سنة مرة” للمخرج التونسي علي مروان الشكي حول شخصية الأسعد الشاب الذي يبلغ الأربعين من عمره، يعمل بائعا متجوّلا، يلتقي بامرأة مسنة تُدعى عائشة، والتي فقدت طريق العودة إلى المنزل حيث تقيم ابنتها الوحيدة حسناء، فيقرر الأسعد مساعدتها وينطلق في رحلة البحث عنها.

    العمل من إنتاج مجدي الحسيني وسيناريو أحمد الأندلسي، ويشارك في بطولته كل من أحمد الأندلسي ولطيفة الڨفصي. فاز هذا العمل الفني بجوائز متميزة، منها أفضل إخراج في مهرجان الفيلم المغربي الدولي بوجدة، وأفضل فيلم قصير في مهرجان داكا الدولي للأفلام الثقافية، وجائزة النقاد في مهرجان باريس سيني فييستا، كما نال المخرج علي مروان الشكي تقديرًا على مستوى الإخراج الجديد في مهرجان دبي الدولي للسينما، ونال جائزة لجنة التحكيم في مهرجان الفيلم الفرنكوفوني بالقاهرة.


    العمل الفني فاز بجوائز متميزة، منها أفضل إخراج في مهرجان الفيلم المغربي الدولي بوجدة


    وفاز الممثل أحمد الأندلسي بجائزة أفضل ممثل في مهرجان الفيلم الشهري، إلى جانب جوائز أخرى مهمة، مما أضفى عليه طابعًا فريدًا، كما وصل الفيلم إلى نصف النهائي في مهرجان كان العالمي للأفلام، وتم اختياره رسميًا في شبكة ليفت – أوف العالمية، مما يظهر تأثيره البارز والإبداعي في عالم السينما الدولية.

    وفي هذا الصدد أجرت “العرب” حوارا مع مخرج فيلم “كل سنة مرة” في إطار اختياره ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بمهرجان الإمارات السينمائي بدبي في دورته العاشرة، الذي يُقام في أواخر يناير الجاري.

    وفي حديثه حول كيفية وضع فكرة الفيلم حيز التنفيذ من بداية السرد إلى نهايته يجيب المخرج علي مروان قائلا “فكرة الفيلم هي للممثل أحمد الأندلسي، هي في الأساس حلم، حلم به أحمد فدوّنه كفكرة، ثم طوّرها كسيناريو للفيلم، واقترحها عليّ بحكم الصداقة، وسبق لنا أن عملنا في العديد من الأعمال حيث كنتُ ممثلًا وهو كمخرج منفذ إذ قمنا ببعض التعديلات في الجانب الإنساني”.

    ويوضح أن “طريقة طرح الفكرة كانت مميزة، لذا وافقت دون تردد، وقد حدث نفس الأمر مع المنتج الذي تكفل بجميع المصاريف واتصل بأبرز التقنيين في تونس كمدير التصوير بشير المهبولي، ومهندس الصوت محمد شوقي الكعلي، والمخرجة المساعدة فريال بوڨرين، والسكريبت سلمى الجازي، ومصممتي الملابس إيمان شقرون وألفة قريعة، وخبيرة الماكياج شيماء بوجنفة، ثم انطلقنا في التصوير”.

    أما في ما يتعلق بعملية اختيار الممثلين خاصة الممثل أحمد الأندلسي في الدور الرئيسي، فيرى علي مروان أن “أحمد الأندلسي ولطيفة الڨفصي من أبرز الممثلين في تونس، تجمعني بهما علاقة صداقة بحكم الأعمال التي شاركناها مع بعضنا، وخاصة تطلعاتهما إلى الأمام، وعندما قمنا بالتعديلات على السيناريو، ونحتنا الشخصيات في جميع الجزئيات، وتبنيناها، لم يعد من الممكن أن أطمئن على شخصية الأسعد مع ممثل آخر سوى أحمد الأندلسي الذي أبدع في أدائه”.

    ويحدثنا المخرج التونسي عن التحديات التي واجهته أثناء تصوير الفيلم، خاصةً مع تنوع أماكن التصوير، مؤكدا “في كل عمل هناك تحديات. ‘كل سنة مرة’ هو أول فيلم لي كمخرج، وكان التحدي هو الخروج من قبعة المخرج المساعد، ولم تكن هناك عراقيل حيث مكننا المنتج من فترة لابأس بها في التحضير، ووفر لنا كل السبل لإنجاح التجربة مع فريق الإنتاج القائم على العمل”.


    بطل الفيلم نموذج للرجل الشهم


    ويصف علي مروان العلاقة بين شخصيتي “الأسعد” و”عائشة”، وكيف ساهم نجاح هذه الديناميكيات في التأثير العاطفي في الأحداث قائلا “كل الفريق نشأ على أدوار لطيفة الڨفصي، فهي تتفوق علينا جميعًا سنا وخبرة وأعمالا، والعلاقة التي تربط الممثلين بعيدًا عن عدسات الكاميرا أثّرت بشكل إيجابي على الأداء وطريقة طرح العلاقة الدرامية، وكانت إنسانية بالأساس. حاولنا أن يرى المتلقي الشاب نفسه في الأسعد، ويرى والدته، إن صح التعبير في عائشة، ويهتم بالقيم التي يطرحها الفيلم والتي بدأت تغيب نوعًا ما عن مجتمعاتنا، وتظهر في الفيلم بشكل متزايد مع مزج الكوميديا والدراما العميقة”.

    ويصف المخرج التونسي الأسلوب السينمائي الذي اعتمده في فيلمه هذا، وكيف ساهم في نجاحه عبر مختلف المهرجانات، قائلا “اعتمدنا أسلوبًا سينمائيًا يتناسب مع القصة والشخصيات، ومع تقنيات الكاميرا المحمولة. كان التصوير سلسا، حيث حافظنا على جوهر القصة وقمنا بتصوير بعض المشاهد المتتابعة لتعزيز العواطف، وحاولنا أن نجمع بين الألم والابتسامة في نفس الوقت وهذا أمر إنساني بحت”.


    يجب أن تبقى قيم الإنسانية والحب أساسًا للحياة


    ونوه علي مروان بالجوائز التي نالها وكيف أثرت هذه التقديرات من الجمهور على مسيرته كمخرج معبرًا “يرجع الفضل لجميع التقنيين والمشاركين في العمل ويعود خاصة للصديق المنتج مجدي الحسيني الذي قام بمجهود جبار في الإنتاج والتسويق، ولا يزال ساهرًا على ذلك حتى اللحظة، مما مكّن الفيلم من الحصول على عشر جوائز في غضون شهرين، وتعد هذه التتويجات انتصارًا للأفلام الحاملة لقضية إنسانية بالأساس”.

    ويأمل المخرج التونسي أن يتذكره الجمهور بعد مشاهدة الفيلم وشخصية الأسعد متمنيا أن يلقى استحسان الجمهور وأن يؤثر إيجابيا في المتلقي مهما كانت خلفياته وأيديولوجياته، مشددا على أنه “يجب أن تبقى قيم الإنسانية والحب أساسًا للحياة”.

    ويرى المخرج الشاب أن دور مهرجانات السينما في تعزيز السينما المستقلة والأفلام القصيرة بشكل خاص أمر حيوي، إذ تعتبر الأفلام القصيرة تعيش من خلال المشاركة في المهرجانات والفعاليات السينمائية، حيث لا يحقق المنتج والمخرج ربحًا ماليًا إلا بشكل فني ومعنوي.

    وشاركنا علي مروان آخر أعماله قائلاً “بعد نجاح أول تجربة تجد نفسك متعطشًا للإنتاج مرة أخرى، لذا هناك بعض الأفكار التي تراودني وكما قالت أم كلثوم كل شيء بأوان”.

    تجدر الإشارة إلى أن المخرج علي مروان الشكي من مواليد العام 1991، وقد عمل كمخرج منفّذ في العديد من الأعمال التونسيّة على غرار مسلسل “شورّب” ومسلسل “قلب الذّيب”، والأعمال العربيّة على غرار السلسلة الهزليّة الجزائريّة “عاشور العاشر” والمسلسل التاريخي السّعودي “شرار”، وقد كانت له مشاركات في العديد من الأعمال الغربية نذكر منها الفيلم الوثائقي “برباشة” للمخرجة الأميركيّة آمي ويليامز والمسلسل الروسي “ترايدر” للمخرج الإنجليزي أنتوني والر.


    عبدالرحيم الشافعي
    كاتب مغربي
يعمل...
X