لبنانيون يحتفون بذكرى سعيد عقل شاعر الأغنية المثير للجدل
شعر سعيد عقل حلقة مهمة في تاريخ الشعر العربي الحديث.
الخميس 2024/01/11
ShareWhatsAppTwitterFacebook
شاعر يجمع بين المتنبي ونيتشه
بيروت - تحول استذكار الشاعر اللبناني سعيد عقل (1912 – 2014) إلى حدث أدبي وموسيقي في الذكرى العاشرة لرحيله في ملتقى نظمه “مركز التراث اللبناني” في الجامعة اللبنانية الأميركية، ضم مؤتمرا من ثلاث جلسات أدبية وأمسية موسيقية وغنائية في حرم الجامعة.
شعر سعيد عقل حلقة مهمة في تاريخ الشعر العربي الحديث. وإضافة إلى شعره وشخصيته وآرائه التي أثارت جدلا كبيرا، كتب للأغنية الكثير من النصوص التي تغنى بها كبار المطربين أمثال فيروز، كما ألف أبرز الأغاني الشعبية اللبنانية التي نالت شهرة واسعة في العالم العربي.
وافتتح المؤتمر رئيس الجامعة الأكاديمي ميشال معوض بكلمة أعلن فيها أن هذا الحدث يصادف استعداد الجامعة لإعلان احتفالاتها بالذكرى المئوية لتأسيسها (1924 – 2024)، وأن الاحتفال بسعيد عقل هو “احتفاء بشاعر غنى لبنان، وكرس له شعره ونثره ونشاطه الكتابي والمنبري، حتى بات يتماهى به ذوبان قلب في قلب، وحضارة تنفتح على حضارات، هو الذي نشر عطاءات لبنان فأظهر عبقرية هذا الوطن الفريد، وجعله عالميا على مستوى الفكر والإبداع”.
الشاعر قدم تجربة أدبية هامة جعلته من رموز القصيدة اللبنانية وكتب أشهر أغاني فيروز والأغاني الشعبية
وتعذر على الكاتبة اللبنانية مي الريحاني مجيئها من واشنطن فأرسلت كلمتها مصورة، ومما جاء فيها: “كان سعيد عقل خيال الشعر على حصان أبيض من قمة إلى قمة، حاملا شعرا مجنحا بمذاق النبيذ المعتق، نابعا من مجد لبنان، من أصالة العربية، ومن تأثير الجماليات الآتية من الأدب والشعر الإغريقي والعربي والفرنسي”.
وأضافت “هو المجد الذي أعطى سعيد عقل طاقة لامحدودة على قدرة الإيمان بعظمة الوطن، وباستمرارية لبنان. وهو المجد الذي أعطاه قدرة التحليق الدائم في فضاءات الشعر حتى غدا شعره كاتدرائية تتطلع دائما إلى فوق، في أبيات من نور تطير من نوافذ الكاتدرائية وتسرح في سماء مضيئة”.
وكانت كلمة من الأديب عبدالله نعمان أرسلها من باريس وتلاها نيابة عنه هنري زغيب، اعتبر فيها “سعيد عقل شاعرا متوهجا بنى مملكة للجمال ذات ألق، وإرثه قيمة مضافة في سجل الشعر العربي، وهو ذو شخصية مركبة، كاد يتبرأ من نفسه، حتى أنكر اللذة الحسية الإنسانية كي يقدس اللذة الأكبر المتجسدة والمتمثلة في الخلق والإبداع”.
وتحدث الكاتب سهيل مطر عن الشاعر “المعلم” تدريسا جامعيا، والمعلم في رأيه هو الذي “يكتب كتاب الكون من جديد: المسيح هو المعلم، كبار التاريخ هم المعلمون، العظماء، لا الزعماء هم المعلمون”.
أما الشاعر شوقي بزيع فألقى كلمة بعنوان “اللغة القصوى والتحليق فوق الحياة”، جاء فيها “يبدو سعيد عقل غير معني بما يدور على أرض الواقع من نثار العيش ويومياته وتفاصيله. فهنا لا إصغاء إلى نأمة وجع، ولا تحديق في الوجه القبيح للكائنات، ولا اجتراحا للكتابة من المناجم المظلمة للضعف الإنساني، ولا رؤية إلى الحب بوصفه سقوطا في النواح والعمى والاختبال، ولا احتفاء بالألم شأن الرومنسيين. وإذ تبدو نظرته إلى الحياة مزيجا متفاوت المقادير من نظرتي المتنبي ونيتشه”.
وتحدثت الأكاديمية زهيدة درويش جبور عن سعيد عقل وهويته المركبة المتعددة، ومما جاء في مقطع عن لبنانية الشاعر “لبنان الذي تغنى به سعيد عقل ورفعه إلى قمم المجد ليس مجرد بقعة على خارطة العالم بل هو صنو للحرية والكرامة والعنفوان والانتصار للحق. ولبنان رسالة نور حملها قدموس إلى العالم كما تقول الأسطورة التي استلهمها سعيد عقل ليكتب واحدا من أجمل دواوينه بل مسرحية شعرية يجدر أن تعتمد في مناهج التعليم المدرسي إن أردنا أن نبني جيلا أصيل الانتماء فخورا بوطنه متمسكا بالقيم الإنسانية السامية”.
وتحدثت الأكاديمية هند أديب عن مسيرتها الأدبية والإنسانية مع سعيد عقل، ومما قالت “لبنان سعيد عقل كناية عن تاريخ أسطوري وإنساني، وقد أراد له الشاعر أن يكون مبتدأ كل الحضارات وكل القيم وكل العلوم، كما أراد له أن يكون مركزا للإشعاع يختزن كما من التاريخ الإنساني والإنجازات”.
وتحدث المحامي والكاتب إسكندر نجار عن علاقته بسعيد عقل منذ لقائهما الأول عام 1989 لملف أعده نجار حول المئوية الثانية للثورة الفرنسية، وفوجئ بإدانة الشاعر الثورة “لأنها دمرت النظام الملكي الذي جعل من فرنسا منارة ثقافية في أوروبا”. ولاحقا ترجم له قصيدة إلى الفرنسية ونشر عنه مقالات في ملحق الأوريان الأدبي. وتقرب منه فاطلع على أفكاره حول اللغة والشعر والله والجمال والحب وشغفه بلبنان وتراثه الفينيقي.
ختام المؤتمر كان أمسية موسيقية غنائية بقيادة المايسترو أندريه الحاج الذي اختار من إبداعات سعيد عقل عشر قصائد غنتها كارلا رميا في مسرح غولبنكيان الذي غص بحضور كثيف.
شعر سعيد عقل حلقة مهمة في تاريخ الشعر العربي الحديث.
الخميس 2024/01/11
ShareWhatsAppTwitterFacebook
شاعر يجمع بين المتنبي ونيتشه
بيروت - تحول استذكار الشاعر اللبناني سعيد عقل (1912 – 2014) إلى حدث أدبي وموسيقي في الذكرى العاشرة لرحيله في ملتقى نظمه “مركز التراث اللبناني” في الجامعة اللبنانية الأميركية، ضم مؤتمرا من ثلاث جلسات أدبية وأمسية موسيقية وغنائية في حرم الجامعة.
شعر سعيد عقل حلقة مهمة في تاريخ الشعر العربي الحديث. وإضافة إلى شعره وشخصيته وآرائه التي أثارت جدلا كبيرا، كتب للأغنية الكثير من النصوص التي تغنى بها كبار المطربين أمثال فيروز، كما ألف أبرز الأغاني الشعبية اللبنانية التي نالت شهرة واسعة في العالم العربي.
وافتتح المؤتمر رئيس الجامعة الأكاديمي ميشال معوض بكلمة أعلن فيها أن هذا الحدث يصادف استعداد الجامعة لإعلان احتفالاتها بالذكرى المئوية لتأسيسها (1924 – 2024)، وأن الاحتفال بسعيد عقل هو “احتفاء بشاعر غنى لبنان، وكرس له شعره ونثره ونشاطه الكتابي والمنبري، حتى بات يتماهى به ذوبان قلب في قلب، وحضارة تنفتح على حضارات، هو الذي نشر عطاءات لبنان فأظهر عبقرية هذا الوطن الفريد، وجعله عالميا على مستوى الفكر والإبداع”.
الشاعر قدم تجربة أدبية هامة جعلته من رموز القصيدة اللبنانية وكتب أشهر أغاني فيروز والأغاني الشعبية
وتعذر على الكاتبة اللبنانية مي الريحاني مجيئها من واشنطن فأرسلت كلمتها مصورة، ومما جاء فيها: “كان سعيد عقل خيال الشعر على حصان أبيض من قمة إلى قمة، حاملا شعرا مجنحا بمذاق النبيذ المعتق، نابعا من مجد لبنان، من أصالة العربية، ومن تأثير الجماليات الآتية من الأدب والشعر الإغريقي والعربي والفرنسي”.
وأضافت “هو المجد الذي أعطى سعيد عقل طاقة لامحدودة على قدرة الإيمان بعظمة الوطن، وباستمرارية لبنان. وهو المجد الذي أعطاه قدرة التحليق الدائم في فضاءات الشعر حتى غدا شعره كاتدرائية تتطلع دائما إلى فوق، في أبيات من نور تطير من نوافذ الكاتدرائية وتسرح في سماء مضيئة”.
وكانت كلمة من الأديب عبدالله نعمان أرسلها من باريس وتلاها نيابة عنه هنري زغيب، اعتبر فيها “سعيد عقل شاعرا متوهجا بنى مملكة للجمال ذات ألق، وإرثه قيمة مضافة في سجل الشعر العربي، وهو ذو شخصية مركبة، كاد يتبرأ من نفسه، حتى أنكر اللذة الحسية الإنسانية كي يقدس اللذة الأكبر المتجسدة والمتمثلة في الخلق والإبداع”.
وتحدث الكاتب سهيل مطر عن الشاعر “المعلم” تدريسا جامعيا، والمعلم في رأيه هو الذي “يكتب كتاب الكون من جديد: المسيح هو المعلم، كبار التاريخ هم المعلمون، العظماء، لا الزعماء هم المعلمون”.
أما الشاعر شوقي بزيع فألقى كلمة بعنوان “اللغة القصوى والتحليق فوق الحياة”، جاء فيها “يبدو سعيد عقل غير معني بما يدور على أرض الواقع من نثار العيش ويومياته وتفاصيله. فهنا لا إصغاء إلى نأمة وجع، ولا تحديق في الوجه القبيح للكائنات، ولا اجتراحا للكتابة من المناجم المظلمة للضعف الإنساني، ولا رؤية إلى الحب بوصفه سقوطا في النواح والعمى والاختبال، ولا احتفاء بالألم شأن الرومنسيين. وإذ تبدو نظرته إلى الحياة مزيجا متفاوت المقادير من نظرتي المتنبي ونيتشه”.
وتحدثت الأكاديمية زهيدة درويش جبور عن سعيد عقل وهويته المركبة المتعددة، ومما جاء في مقطع عن لبنانية الشاعر “لبنان الذي تغنى به سعيد عقل ورفعه إلى قمم المجد ليس مجرد بقعة على خارطة العالم بل هو صنو للحرية والكرامة والعنفوان والانتصار للحق. ولبنان رسالة نور حملها قدموس إلى العالم كما تقول الأسطورة التي استلهمها سعيد عقل ليكتب واحدا من أجمل دواوينه بل مسرحية شعرية يجدر أن تعتمد في مناهج التعليم المدرسي إن أردنا أن نبني جيلا أصيل الانتماء فخورا بوطنه متمسكا بالقيم الإنسانية السامية”.
وتحدثت الأكاديمية هند أديب عن مسيرتها الأدبية والإنسانية مع سعيد عقل، ومما قالت “لبنان سعيد عقل كناية عن تاريخ أسطوري وإنساني، وقد أراد له الشاعر أن يكون مبتدأ كل الحضارات وكل القيم وكل العلوم، كما أراد له أن يكون مركزا للإشعاع يختزن كما من التاريخ الإنساني والإنجازات”.
وتحدث المحامي والكاتب إسكندر نجار عن علاقته بسعيد عقل منذ لقائهما الأول عام 1989 لملف أعده نجار حول المئوية الثانية للثورة الفرنسية، وفوجئ بإدانة الشاعر الثورة “لأنها دمرت النظام الملكي الذي جعل من فرنسا منارة ثقافية في أوروبا”. ولاحقا ترجم له قصيدة إلى الفرنسية ونشر عنه مقالات في ملحق الأوريان الأدبي. وتقرب منه فاطلع على أفكاره حول اللغة والشعر والله والجمال والحب وشغفه بلبنان وتراثه الفينيقي.
ختام المؤتمر كان أمسية موسيقية غنائية بقيادة المايسترو أندريه الحاج الذي اختار من إبداعات سعيد عقل عشر قصائد غنتها كارلا رميا في مسرح غولبنكيان الذي غص بحضور كثيف.