"شاعر يمر" استكشاف للعالم الفنّي والأدبي لعبداللطيف اللعبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "شاعر يمر" استكشاف للعالم الفنّي والأدبي لعبداللطيف اللعبي


    "شاعر يمر" استكشاف للعالم الفنّي والأدبي لعبداللطيف اللعبي


    المعرض يمثل فرصة لعشاق الشعر والرسم والفنّ عموما لاكتشاف العالم المتنوع والمركب للعبي.
    الخميس 2024/01/11
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    من أعمال عبداللطيف اللعبي التشكيلية

    الرباط- يشكّل معرض “شاعر يمر” للكاتب والشاعر والرسام المغربي عبداللطيف اللعبي، المنعقد بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، دعوة للغوص في العالم الإبداعي لهذا الكاتب والفنّان متعدد المشارب.

    “شاعر يمر” عنوان مقتبس من رواية بالاسم نفسه للكاتب اللعبي، ويسلّط المعرض الضوء على العمل الغني والملتزم لهذه الشخصية البارزة في المشهد الثقافي المغربي التي استطاعت من خلال أعمالها أن تتحدث باسم جيل يبحث عن معنى للوجود باستخدام الفنّ كوسيلة للتفكير والتأمل.

    ويعتبر معرض “شاعر يمر” فرصة لعشاق الشعر والرسم والفنّ عموما لاكتشاف العالم المتنوع والمركب للعبي. ويكشف المعرض عن إبداع فترة زمنية بأكملها، حيث يقدّم مجموعة متنوعة من المنشورات الأدبية والوثائق الأرشيفية واللوحات والفيديوهات التي تبرز مختلف الجوانب الإبداعية لهذا الفنّان.

    وأبرز عبداللطيف اللعبي في ندوة صحفية حول هذا الحدث، أن المعرض يحكي قصة الحركية الثقافية متعددة الأبعاد التي غيّرت وجه الساحة الأدبية المغربية، بالإضافة إلى تجارب الشخصيات التي شاركت في هذه الحركية.

    وأضاف الكاتب “أن المعرض يشكّل أيضا صلة وصل بين تجربته الشخصية وتجربة مجلة ‘أنفاس’ التي تأسست سنة 1966 والتي مكّنت من الإسهام في خدمة الثقافة المغربية واستطاعت تلبية الحاجيات الثقافية في تلك المرحلة”.



    وعن عنوان المعرض “شاعر يمر”، أوضح اللعبي أنه أراد من خلاله التعبير عن المزج بين تجربة الرواية والشعر والفنّ التشكيلي التي عاشها بكامل جوارحه، مبرزا أنه يأبى إلا أن يترك بصمة فريدة وخالدة رغم قصر فترة مروره في الحياة بالنسبة للتاريخ البشري.

    من جانبه، قال رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، إن المؤسسة ارتأت أنه من المهم تكريم عبداللطيف اللعبي باعتباره شخصية أدبية وفنية بارزة، وذلك للدور التاريخي الذي اضطلع به في تطوير العمل الفني بالمملكة.

    وصرّح قطبي أن المتحف يحتفي بحرارة باحتضان معرض لهذه الشخصية التي طبعت المجتمع الثقافي والساحة الفنية بتاريخها الشخصي والأدبي والتشكيلي، مضيفا أن عبداللطيف اللعبي ينتمي لذلك الجيل من الشخصيات التي حرّكت ركود الأفكار من أجل تحقيق التقدم الاجتماعي، ولاسيما من خلال مجلة “أنفاس”.

    ويفتتح المعرض بقسم أول مخصص لمجلة “أنفاس” التي أسسها عبداللطيف اللعبي سنة 1966 رفقة الشعراء مصطفى النيسابوري ومحمد خيرالدين والرسامين فريد بلكاهية ومحمد شعبة ومحمد مليحي. كما يحيي هذا الفضاء تكريما لمحمد مليحي، الذي قام بابتكار تصميم للمجلة من خلال لوحات أبدعها الفنان الراحل بمناسبة الذكرى الخمسين لـ”أنفاس”.

    ويخصص القسم الثاني للإنتاج الوفير الذي قدّمه اللعبي في الشعر والأدب، بدءا من مجموعاته وقصصه الأولى حتّى أحدث أعماله ومقالاته.

    ويستكمل هذا المعرض الاستعادي بمجموعة مختارة من المتن الفنية والشعر المرئي الذي تم إنتاجه بالتعاون مع الرسامين والنحاتين المعاصرين.

    وفي فضاء سمعي بصري، ستبث مقابلات أجريت مع الفنان وتسترجع اللحظات الأساسية في مسيرته، فيما يكشف الجزء الأخير عن الجانب الأقل شهرة للعبي باعتباره رساما، ويقدم نظرة عن انتقاله بين الشعر والرسم وتطور مساره الفنّي.

    يشار إلى أن عبداللطيف اللعبي ولد سنة 1942 في مدينة فاس، وأسس عام 1966 مجلة “أنفاس” التي لعبت دورا بارزا في تحديث الإبداع والفكر المغربيين. وتتوزع أعماله ما بين الشعر والرواية والمسرح وكتب الأطفال والدراسات حول الثقافة والسياسة، وترجمت إلى كثير من اللغات. كما نال على أعماله الشعرية عدة جوائز دولية، منها جائزة غونكور الفرنسية لعام 2009.


    وتتوزع أعمال الفنان المغربي ما بين الفن التشكيلي والشعر والرواية والمسرح وكتب الأطفال والدراسات حول الثقافة والسياسة، وترجمت إلى كثير من اللغات، ومن بينها “مجنون الأمل”، “تجاعيد الأسد”، “قاع الخابية”، “شاعر يمر” (روايات)، “يوميات قلعة المنفى” (رسائل من السجن)، “القراءة العاشقة” (حوارات).

    وكان اللعبي قد قرر منذ العام 2018 عرض أعماله التشكيلية، حين نظم أول معرض له، وقدّم له بمقالة بعنوان “قصتي مع الرسم” برّر فيها سبب خوضه تجربته الخاصة في الفنّ التشكيلي بعد أن ألفه جمهوره شاعرا ومترجما وأديبا.

    وقال في تلك المقالة “لقد سبق لي أن كتبتُ أن الإنسان لا يتوقف عن أن يُوَلّدَ نفسه بنفسه. شيئا فشيئا يكتشف ذواتَه المختلفة والأوجُه المتعدد للُغزِه الخاص… هذا الوجه أو ذاك من لُغزنا الذي لم تكن لنا به دراية من قبل. هذا ما حدث لي مع عوالم التشكيل، منذ قرابة نصف قرن”.

    وأوضح “عاشرتُ الكثير من الرسامين، شاهدتهم أثناء عملهم، تأمّلتُ طريقة اشتغالهم وكتبتُ أحيانا عن أعمال هذا الفنان أو ذاك. لقد أضحى فنّ الرسم مألوفا وحميميا لدَي كما هو الحال مع الشّعر، إلى أن جاء اليوم الذي وجدتُ نفسي من دون أن أدري لماذا، «أخربش» على بياض ورقة عادية أوّلَ رسمٍ لي. انتقلتُ بعدها رأساً إلى ورق الرسم ثم نحو فضاء اللوحة، في وقت وجيز جداً. بدأتُ أرسم كلّما أمكنني ذلك.. طاقة مجهولة كانت تندسّ في دواخلي فتنبَجِسُ منها مُتحَكّمة في نوع من التعبير جديدٍ أستغني فيه عن رُفقتي القديمة، أي الكلمات. إنّها يدي التي صارت تأخذ زمام الأمور، يحرّكها الجسد المتوتر كقوس. هكذا كانت كيمياء الألوان تحُلّ مَحلّ كيمياء اللغة”.

    هكذا انتقل عبداللطيف اللعبي من إمتاعنا بكلماته إلى إمتاعنا بنصوصه البصرية، التي تسرد هذه المرّة حكاية شاعر مولع بالألوان كما هو مولع بالكلمات.

يعمل...
X