الصور الذهنية .. تعريف الصورة الذهنية
تعريف الصورة الذهنية
ما هي الصورة الذهنية ؟
- الصورة هي بقاء اثر الاحساس في النفس بعد زوال المؤثر الخارجي ، ولذلك قال بعضهم انها ذكرى الاحساس . قال بوسويه :
ليذهب الشيء ، الذي أنظر اليه ، من أمامي ، و لتهدأ الضجة التي اسمعها ، ولأنقطع عن تجرع الشراب الذي احدث في لذة ، ولتنطفىء النار التي كانت تدفئني ، وليعقب الحرارة - إذا شئت - احساس البرودة ، فانا اتصور واتخيل هذا اللون وهاتيك الضجة ، وهذه الحرارة ، وتلك اللذة . فاذا عادت الي في الظلام والسكون ، صورة ما سمعت وما رأيت ، لم أقل اني أراها أو أسمعها ، بل قلت اني اتخيلها . ( ١ )
فالصورة إذن من طبيعة الاحساس ، لانها في الغالب نسخة منه ، وهي ظاهرة نفسية بسيطة إلا انها ليست كالاحساس أولية ، وقد قيل : الاحساس صورة اولى ، والصورة احساس ثان .
سنبحث بعد قليل في مشابهة الصورة للاحساس واختلافها عنه ، أما الآن فاليك صفات الصورة التالية ( Image Consecutive ) .
١ - الصورة التالية :
- الصورة التالية هي الصورة التي تلي الاحساس مباشرة . إذا حدقت إلى جسم مضيء ثم اغمضت عيني رأيت صورة ذلك الجسم المضيء في الظلام . وإذا حدقت إلى جسم مضيء ثم نظرت إلى جدار أبيض رأيت صورة ذلك الجسم بالوانه الطبيعية ، أو بألوان متممة للاولى . فإذا رأيت الجسم بألوانه الطبيعية كانت صورته التالية ايجابية ، وإذا رأيته بألوانه المتممة كانت صورته سلبية ( ١ ) .
ان للسمع والشم والذوق وغيرها من الحواس صوراً ثالية كما للبصر . ولكن هذه الصور كلها ايجابية أي انها تلي الاحساس من غير ان تبدله .
وقد فرق العلماء بين الصورة التالية والصورة الذهنية الحقيقية التي تعود إلى الشعور بعد -- زوال الاحساس ، فقالوا أن الصورة التالية هي التي تعقب الاحساس مياشرة ، أما الصورة الحقيقية فهي التي تعود إلى الشعور بعد غياب الاحساس عنه . وأحسن فارق بين الصورة الحقيقية والصورة التالية ما ذكره ) ويليم جيمس ) في كتاب علم النفس . قال : الصورة التالية تعظم إذا أبعدت الحاجز وتصغر إذا قربته ، أما الصورة الحقيقية فتبقى هي هي . وهذا يدل على ان الصورة التالية تنشأ عن تأثير عصبي لا يزال محفوظاً في الأعصاب بعد زوال المؤثر . فهي إذا أشبه بالاحساس . والأولى ان نسميها أحساساً تالياً ، لا صورة تالية .
٢ - الصورة الحقيقية :
- الصورة الحقيقية لا تتولد من تأثير حاضر بل تتولد من تأثيرات غائبة ، وهي حالة نفسية شبيهة بالاحساس ، إلا انها لا تعود إلى الشعور إلا بعد غياب المحسوس عنه . وفرقوا بين الصورة والتصور فقالوا : الصورة حالة نفسية بسيطة منعزلة عن غيرها ، أما التصور فهر حالة نفسية مركبة تنطوي على كثير من الصور .
ان للسمع والشم ولسائر الحواس صوراً مختلفة . مثال ذلك اني أرى وأنا أكتب هذه السطور صورة لبنان من البحر عند مدخل بيروت ، فقد تتجلى لي هذه الصورة بوضوح إذا أغمضت هيني ، وقد أسمع ، وأنا أقرأ حفيف الأغصان وخرير المياه ، وأشم أريج الزهر ، وأذو قطعم النبيذ ، وليس شيء من ذلك أمامي .
قد يكون رجوع الصور إلى ساحة الشعور تلقائياً وقد يكون اراديا . ولكن الناس متفاوتون في القدرة على أحياء صورهم الذهنية . ومن الناس من يكون قريباً من الحس ، لا يفكر إلا بالصور . ومنهم من يميل إلى المعقولات المجردة من اللواحق الحسية ، إلا ان علماء زماننا ( الفرد بينه ومدرسة فرز بورغ ) يثبتون ان تخيل الصور ليس ضرورياً للتفكير في الاشياء .
فقد يفكر الانسان في المثلث أو الثلج مثلا ولا يحتاج في تفكيره إلى تخيل صورة المثلت المحسوس أو الثلج البارد . ان في العلماء طائفة تبلغ من التفكير درجة لا تحتاج معها إلى استرجاع صور الامور المحسوسة . وقد أثبت ) غالتون ( ان كثيرين من العلماء محرومون هذه الرؤية الباطنية ، وان القدرة على أحياء الصور البصرية بألوانها الواضحة موجودة بكثرة لغير المتعلمين ، والنساء ، والشبان ، والشابات . ولكن إذا كانت القدرة على أحياء الصور موجودة لكل انسان ، فان القدرة على التفكير المجرد غير متوقفة على أحياء الصور .
تعريف الصورة الذهنية
ما هي الصورة الذهنية ؟
- الصورة هي بقاء اثر الاحساس في النفس بعد زوال المؤثر الخارجي ، ولذلك قال بعضهم انها ذكرى الاحساس . قال بوسويه :
ليذهب الشيء ، الذي أنظر اليه ، من أمامي ، و لتهدأ الضجة التي اسمعها ، ولأنقطع عن تجرع الشراب الذي احدث في لذة ، ولتنطفىء النار التي كانت تدفئني ، وليعقب الحرارة - إذا شئت - احساس البرودة ، فانا اتصور واتخيل هذا اللون وهاتيك الضجة ، وهذه الحرارة ، وتلك اللذة . فاذا عادت الي في الظلام والسكون ، صورة ما سمعت وما رأيت ، لم أقل اني أراها أو أسمعها ، بل قلت اني اتخيلها . ( ١ )
فالصورة إذن من طبيعة الاحساس ، لانها في الغالب نسخة منه ، وهي ظاهرة نفسية بسيطة إلا انها ليست كالاحساس أولية ، وقد قيل : الاحساس صورة اولى ، والصورة احساس ثان .
سنبحث بعد قليل في مشابهة الصورة للاحساس واختلافها عنه ، أما الآن فاليك صفات الصورة التالية ( Image Consecutive ) .
١ - الصورة التالية :
- الصورة التالية هي الصورة التي تلي الاحساس مباشرة . إذا حدقت إلى جسم مضيء ثم اغمضت عيني رأيت صورة ذلك الجسم المضيء في الظلام . وإذا حدقت إلى جسم مضيء ثم نظرت إلى جدار أبيض رأيت صورة ذلك الجسم بالوانه الطبيعية ، أو بألوان متممة للاولى . فإذا رأيت الجسم بألوانه الطبيعية كانت صورته التالية ايجابية ، وإذا رأيته بألوانه المتممة كانت صورته سلبية ( ١ ) .
ان للسمع والشم والذوق وغيرها من الحواس صوراً ثالية كما للبصر . ولكن هذه الصور كلها ايجابية أي انها تلي الاحساس من غير ان تبدله .
وقد فرق العلماء بين الصورة التالية والصورة الذهنية الحقيقية التي تعود إلى الشعور بعد -- زوال الاحساس ، فقالوا أن الصورة التالية هي التي تعقب الاحساس مياشرة ، أما الصورة الحقيقية فهي التي تعود إلى الشعور بعد غياب الاحساس عنه . وأحسن فارق بين الصورة الحقيقية والصورة التالية ما ذكره ) ويليم جيمس ) في كتاب علم النفس . قال : الصورة التالية تعظم إذا أبعدت الحاجز وتصغر إذا قربته ، أما الصورة الحقيقية فتبقى هي هي . وهذا يدل على ان الصورة التالية تنشأ عن تأثير عصبي لا يزال محفوظاً في الأعصاب بعد زوال المؤثر . فهي إذا أشبه بالاحساس . والأولى ان نسميها أحساساً تالياً ، لا صورة تالية .
٢ - الصورة الحقيقية :
- الصورة الحقيقية لا تتولد من تأثير حاضر بل تتولد من تأثيرات غائبة ، وهي حالة نفسية شبيهة بالاحساس ، إلا انها لا تعود إلى الشعور إلا بعد غياب المحسوس عنه . وفرقوا بين الصورة والتصور فقالوا : الصورة حالة نفسية بسيطة منعزلة عن غيرها ، أما التصور فهر حالة نفسية مركبة تنطوي على كثير من الصور .
ان للسمع والشم ولسائر الحواس صوراً مختلفة . مثال ذلك اني أرى وأنا أكتب هذه السطور صورة لبنان من البحر عند مدخل بيروت ، فقد تتجلى لي هذه الصورة بوضوح إذا أغمضت هيني ، وقد أسمع ، وأنا أقرأ حفيف الأغصان وخرير المياه ، وأشم أريج الزهر ، وأذو قطعم النبيذ ، وليس شيء من ذلك أمامي .
قد يكون رجوع الصور إلى ساحة الشعور تلقائياً وقد يكون اراديا . ولكن الناس متفاوتون في القدرة على أحياء صورهم الذهنية . ومن الناس من يكون قريباً من الحس ، لا يفكر إلا بالصور . ومنهم من يميل إلى المعقولات المجردة من اللواحق الحسية ، إلا ان علماء زماننا ( الفرد بينه ومدرسة فرز بورغ ) يثبتون ان تخيل الصور ليس ضرورياً للتفكير في الاشياء .
فقد يفكر الانسان في المثلث أو الثلج مثلا ولا يحتاج في تفكيره إلى تخيل صورة المثلت المحسوس أو الثلج البارد . ان في العلماء طائفة تبلغ من التفكير درجة لا تحتاج معها إلى استرجاع صور الامور المحسوسة . وقد أثبت ) غالتون ( ان كثيرين من العلماء محرومون هذه الرؤية الباطنية ، وان القدرة على أحياء الصور البصرية بألوانها الواضحة موجودة بكثرة لغير المتعلمين ، والنساء ، والشبان ، والشابات . ولكن إذا كانت القدرة على أحياء الصور موجودة لكل انسان ، فان القدرة على التفكير المجرد غير متوقفة على أحياء الصور .
تعليق