وظيفة الإحساس وقيمته .. الإحسَاس
وظيفة الإحساس وقيمته
ما هي قيمة الاحساس ؟
ربما كان الانسان محروماً بعض الحواس الموجودة للحيوان ، لأن لبعض الحيوانات حاسة الرطوبة وحاسة الكهرباء .
ولبعض أنواع الحشرات حواس عجيبة لا نعرف طبيعتها ، أضف إلى ذلك أن بعض حواس الإنسان اضعف من حواس بعض الحيوانات ، فالطيور أقوى بصراً ، والكلاب أقوى شما ، والحمام أقوى توازناً وأحسن اهتداء ، ولعل الإنسان لا يمتاز على الحيوان من هذه الجهة إلا بحاسة السمع .
ولكن قيمة الاحساس لا تعرف بالمقايسة بين الإنسان والحيوان ، بل تعرف بنسبته إلى الحقيقة الخارجية ، فهل الاحساس مطابق للشيء الخارجي أم هو وهم محض ؟
قلنا أن الاحساس نسبي ، ومعنى ذلك أنه : تابع
١ - الانتقال العصبي ٢ - للمراكز العصبية ٣ - للاحوال النفسية السابقة أو المقارنة .
وربما كان احساس الإنسان مختلفا عن احساس الحيوان ، بل ربما كان تابعا لبنية الجسد . فان من كان ذا فم مرير وجد الطعوم فيه مرة ، فهل تدل نسبية الاحساس على أن الاحساس وهم باطل ؟
لا شك أن الاحساس ليس نسخة مطابقة للشيء المحسوس لانه كما رأيت اضافي . ولكنك لا تستطيع أن تقول أنه وهم محض ، لأن حواسنا تصطفي من العالم الخارجي ما يخصها من المؤثرات فتنقله الينا وتبدله . وليس اختلاف احساساتنا ناشنا عن اختلاف حواسنا فقط ، وإنما هو ناشيء عن كثرة حقيقية في الطبيعة . وقد فندنا فيما سلف نظرية وحدة الاحساس ، ونظرية ) هلمولتز ) و ( موللر ) ، ونقول الآن أن وظيفة الاحساس اعانة الكائن الحي على التكيف بحسب شروط الحياة . فهو إذن آلة عمل واداة نظر معا ، لولاء لما اطلع الحيوان على ما يحيط به ، ولهلك في تنازع البقاء ، ولذلك كان احساسه بالأمور المتحركة اشد من احساسه بالأمور الساكنة .
ونقول أيضا إن دقة احساسنا توحي الينا بشيء من الثقة بما نطلع عليه . فالحواس تدرك ما لا تدركه الآلات . وقد أشار ( ابينغوس ، إلى أن المخترعين لم يخترعوا بعد آلة ادق احساسا من الأذن ، دع أن العين أدق احساسا من آلة التصوير ، لأنها ترى الأشياء في ضوء القمر وفي الظلمة ، في حين أن آلة التصوير لا ترسم الصورة واضحة إلا في ضوء المغنزيوم نعم ان الإنسان أضعف شما من الحيوان ، ولكنك تستطيع بحاسة الشم أن تدرك الاجزاء الصغيرة من التبغ والمسك ، وتستطيع إذا كانت المادة قوية أن تشم رائجة جزء من مليون جزء من الغرام . ان حواس الإنسان واسعة النطاق . أما الآلات فلا تتأثر إلا بالمنبهات المعتدلة والمحددة . الميزان الذي تزن به الذرة لا تزن به القناطير . ولكنك تزن باليد الواحدة ما لا تزنه بالآلات الكثيرة ، وتدرك بالأذن نفسها صوت سقوط الورق وصوت انفجار المناجم ، وترى بالعين الواحدة شعاع القمر الضئيل ونور المغنزيوم الساطع .
ومع ذلك فنحن لا نستطيع أن نقول ان الحواس تطلعنا على حقائق الأشياء ، لان في الطبيعة امواجا لا تدركها حواسنا ، فاعظم مدرك لحاسة السمع لا ينتهي حيث يبتدىء أصغر مدرك لحاسة الحرارة والبرودة . ولذلك قيل : الاحساس منفصل ، والمؤثر و كثيراً ما كذب حاكم العقل ، حاكم الحس . ان الاحساس حدس ضروري للعلم ، ولكنه إذا تجرد من حاكم العقل كان حدسا ذاتيا لا ادراكا موضوعيا مطابقا لما في الخارج وستنجلي لك حقيقة هذه المطابقة عند البحث في ادراك العالم الخارجي .
وظيفة الإحساس وقيمته
ما هي قيمة الاحساس ؟
ربما كان الانسان محروماً بعض الحواس الموجودة للحيوان ، لأن لبعض الحيوانات حاسة الرطوبة وحاسة الكهرباء .
ولبعض أنواع الحشرات حواس عجيبة لا نعرف طبيعتها ، أضف إلى ذلك أن بعض حواس الإنسان اضعف من حواس بعض الحيوانات ، فالطيور أقوى بصراً ، والكلاب أقوى شما ، والحمام أقوى توازناً وأحسن اهتداء ، ولعل الإنسان لا يمتاز على الحيوان من هذه الجهة إلا بحاسة السمع .
ولكن قيمة الاحساس لا تعرف بالمقايسة بين الإنسان والحيوان ، بل تعرف بنسبته إلى الحقيقة الخارجية ، فهل الاحساس مطابق للشيء الخارجي أم هو وهم محض ؟
قلنا أن الاحساس نسبي ، ومعنى ذلك أنه : تابع
١ - الانتقال العصبي ٢ - للمراكز العصبية ٣ - للاحوال النفسية السابقة أو المقارنة .
وربما كان احساس الإنسان مختلفا عن احساس الحيوان ، بل ربما كان تابعا لبنية الجسد . فان من كان ذا فم مرير وجد الطعوم فيه مرة ، فهل تدل نسبية الاحساس على أن الاحساس وهم باطل ؟
لا شك أن الاحساس ليس نسخة مطابقة للشيء المحسوس لانه كما رأيت اضافي . ولكنك لا تستطيع أن تقول أنه وهم محض ، لأن حواسنا تصطفي من العالم الخارجي ما يخصها من المؤثرات فتنقله الينا وتبدله . وليس اختلاف احساساتنا ناشنا عن اختلاف حواسنا فقط ، وإنما هو ناشيء عن كثرة حقيقية في الطبيعة . وقد فندنا فيما سلف نظرية وحدة الاحساس ، ونظرية ) هلمولتز ) و ( موللر ) ، ونقول الآن أن وظيفة الاحساس اعانة الكائن الحي على التكيف بحسب شروط الحياة . فهو إذن آلة عمل واداة نظر معا ، لولاء لما اطلع الحيوان على ما يحيط به ، ولهلك في تنازع البقاء ، ولذلك كان احساسه بالأمور المتحركة اشد من احساسه بالأمور الساكنة .
ونقول أيضا إن دقة احساسنا توحي الينا بشيء من الثقة بما نطلع عليه . فالحواس تدرك ما لا تدركه الآلات . وقد أشار ( ابينغوس ، إلى أن المخترعين لم يخترعوا بعد آلة ادق احساسا من الأذن ، دع أن العين أدق احساسا من آلة التصوير ، لأنها ترى الأشياء في ضوء القمر وفي الظلمة ، في حين أن آلة التصوير لا ترسم الصورة واضحة إلا في ضوء المغنزيوم نعم ان الإنسان أضعف شما من الحيوان ، ولكنك تستطيع بحاسة الشم أن تدرك الاجزاء الصغيرة من التبغ والمسك ، وتستطيع إذا كانت المادة قوية أن تشم رائجة جزء من مليون جزء من الغرام . ان حواس الإنسان واسعة النطاق . أما الآلات فلا تتأثر إلا بالمنبهات المعتدلة والمحددة . الميزان الذي تزن به الذرة لا تزن به القناطير . ولكنك تزن باليد الواحدة ما لا تزنه بالآلات الكثيرة ، وتدرك بالأذن نفسها صوت سقوط الورق وصوت انفجار المناجم ، وترى بالعين الواحدة شعاع القمر الضئيل ونور المغنزيوم الساطع .
ومع ذلك فنحن لا نستطيع أن نقول ان الحواس تطلعنا على حقائق الأشياء ، لان في الطبيعة امواجا لا تدركها حواسنا ، فاعظم مدرك لحاسة السمع لا ينتهي حيث يبتدىء أصغر مدرك لحاسة الحرارة والبرودة . ولذلك قيل : الاحساس منفصل ، والمؤثر و كثيراً ما كذب حاكم العقل ، حاكم الحس . ان الاحساس حدس ضروري للعلم ، ولكنه إذا تجرد من حاكم العقل كان حدسا ذاتيا لا ادراكا موضوعيا مطابقا لما في الخارج وستنجلي لك حقيقة هذه المطابقة عند البحث في ادراك العالم الخارجي .
تعليق