وحدة الاحساس .. الإحسَاس .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وحدة الاحساس .. الإحسَاس .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    وحدة الاحساس .. الإحسَاس

    وحدة الاحساس

    زعم ( تين ) و ( سبنسر ) وغير هما من فلاسفة التداعي أن الإحساس ليس عنصراً بسيطاً لا يتجزأ ، وإنما هو شيء مركب من إحساسات صغيرة أولية . فكما أنه لا فرق بين صوت و آخر إلا بعدد الامواج وسعتها ، كذلك لا فرق بين إحساس الذوق وإحساس اللمس مثلا إلا بعدد العناصر الأولية التي يشتملان عليها . وهذا العنصر الأولي البسيط مشترك بين جميع الاحساسات . ولنذكر الآن بعض أدلة هذه النظرية :

    ١ - إن خواص الاجسام تنحل إلى عنصر واحد مشترك بينها كلها وهي الحركة فإذا كان العنصر الأولي للمؤثرات الخارجية واحداً ، كان لا بد من وجود عنصر نفسي أولي مطابق لهذا العنصر الخارجي ، وهو الصدمة العصبية ( Choc nerveux ) .

    ٢ - كان العلماء يظنون قبل ( لافوازيه ) ان الاجسام بسيطة ، فأثبت العلم الحديث أنها مركبة من عناصر أولية مشتركة . الكيماوي يمزج ذرة من الأزوت بذرة أو ذرتين أو ثلاث أو أربع أو خمس من الاوكسجين فيحصل على خمسة أجسام مختلفة الخواص . فعلى العالم النفسي أن ينهج منهج العالم الكيميائي ، ويحلل الاحساسات إلى عناصرها البسيطة ، فإذا عرف العنصر البسيط الذي تتركب منه الاحساسات استطاع عند ذلك أن يمزج إحساساً بسيطاً بغيره من الاحساسات البسيطة ، و أن يكون على هذه الصورة إحساس اللمس أو إحساس البصر ، كما يركب الكيماوي بعض الاجسام بمزج عناصرها البسيطة بعضها ببعض .

    ٣ - إن تقدم علم الطبيعة سهل على العلماء إثبات هذه النظرية . قالوا إن اختلاف كيفية الاصوات ناشىء عن اختلاف كمية المؤثرات ، وأن شدة الصوت تابعة لسعة الامواج وأن ارتفاعه راجع إلى عدد الامواج ، وأن الجرس فيه حادث عن امتزاج الصوت الاساسي بغيره من الاصوات الفرعية ، فيمكنك إذن أن تعتبر الاصوات كلها مركبة من صوت أولي بسيط ، ويمكنك أيضاً أن تقول في الالوان ما قلته في الاصوات ، فتجعل الالوان كالاصوات مركبة من لون أولي بسيط ، وهكذا دواليك في جميع الاحساسات .

    - للسمع احساس أولي بسيط تتركب منه جميع الاصوات ، كما ان للذوق احساساً بسيطاً تتركب منه جميع الطعوم . ثم ان الاحساس السمعي البسيط لا يختلف عن الاحساس اللمسي البسيط إلا بالكيف ، اما من جهة الكم فيمكننا أن نعتبر جميع هذه الإحساسات البسيطة مركبة من عنصر نفسي واحد ، وهذا العنصر الأولي البسيط يسميه ( سبنسر ) كما رأيت بالصدمة العصبية وهو وحده الجزء الذي لا يتجزأ ، أما الاحساسات فهي مركبة منه ، وتختلف بعضها عن بعض بحسب درجة تركيبها . وهكذا جعل ( سبنسر ) جوهر النفس مركباً من الصدمات العصبية ، كما جعل ( ابيقوروس ( جوهر المادة مركباً من الاجزاء الفردة التي لا تتجزأ .

    وقعد نظرية وحدة الاحساس هذه متممة لنظرية ( كوندياك ) التي تجعل الملكات النفسية كلها مركبة من الاحساس . ولنذكر الآن بعض ما قيل في الاعتراض على هذه النظرية :

    ١ - لا يوجد في الطبيعة شيء يشبه هذا التركيب ولا هذه الوحدة ، لأن صفات الاشياء المركبة لا تختلف عن صفات العناصر اختلافاً جوهرياً ، ولا يحدث هذا التركيب اختلافاً في الصفات المدركة ، إلا إذا وجد فوق تلك العناصر موجود آخر تكون نسبته إلى المركبات مختلفة عن نسبة المركبات إلى عناصرها ، فهو وحده يستطيع أن يدرك ما بين المركبات وعناصرها من الاختلاف . فإذا قيل ان الماء جسم مركب وان صفاته عن صفات الاوكسجين والهيدروجين ، قلنا إن صفات الماء في ذاته لا تختلف عن صفات عنصرية إلا في عيني المشاهد الخارجي . قال ( رابيه ) ( ( ۱ ) ما خلاصته : لا تتنوع صفات الاشياء في نظرنا إلا بحسب تأثيرها في نفوسنا ، واختلاف المركبات عن عناصرها ليس ناشئاً . عن طبائعها بل عن شعورنا بها . فالشعور مبدع الصفات والكيفيات ، ومبدل الاشياء وواهب الجمال . وهو الساحر العجيب الذي تحدث عنه جميعا الاستحالات ، فيبدل اجزاء مختلفة الاوكسجين والهيدروجين إلى قطرات من الندى ويقلب قطر الندى إلى قوس قزح .

    وعلى ذلك فإنه إذا تولد ۱۰۰۰ احساس أولي من ۱۰۰۰ موجة بسيطة بقيت هذه الاحساسات الأولية منفصلة بعضها عن بعض حتى تزول من الشعور . ولا يمكنها أن تتحد وتؤلف احساساً كلياً جامعاً إلا إذا وجد فوقها مدرك آخر مختلف عنها .

    ٢ ـ لو كانت نظرية وحدة الاحساس صحيحة لاحدثت كل موجة احساساً أولياً . ولكن الف موجة لا تحدث الف احساس أولي ، لان سرعة الناقلية العصبية أقل من سرعة المنبهات الخارجية . ويمكنك أن تعتبر ذلك بحال التيار الكهربائي فهو ، أسرع من التيار العصبي . وعلى ذلك فإن آثار الامواج الكهربائية تختلط قبل أن يصل تأثيرها الأطراف إلى المراكز العصبية . وهذا مناقض لنظرية وحدة الاحساس ، لان هذه النظرية تقتضي أن يحدث المؤثر البسيط احساساً أولياً منفرداً ، وقد رأيت أن آثار الامواج الكهربائية مثلا لا تبقى مستقلة بعضها عن بعض ، بل تختلط قبل أن نشعر بها ف الاحساس الذي شعرنا به ليس ناشئاً عن مؤثر بسيط ، وانما هو متولد من امتزاج المؤثرات بعضها ببعض قبل وصولها إلى ساحة الشعور .

    ٣ ـ ان هذه النظرية لا توضح لنا كيف تتولد الاحساسات المتباينة من الصدمات العصبية المتجانسة . ان احساس السمع مختلف عن احساس البصر ، فكيف يتولدان من عنصر نفسي واحد ؟ لم يقل ) هربرت سبنسر ( بالصدمة العصبية إلا ليبين كيف تتولد الاحساسات المتباينة من المؤثرات المتجانسة . فالمؤثرات الطبيعية عنده تنحل إلى حركات متجانسة ، والحركة تولد الصدمة العصبية ، وهي الاصل في كل احساس ، ولا يختلف احساس السمع عن احساس البصر ، إلا بعدد الصدمات العصبية الموجودة فيه . ولكننا لا ندري كيف ينقلب المتجانس إلى المتباين ، ولا كيف تتوسط الصدمة العصبية بين المؤثر والاحساس .

    وقصارى القول أن نظرية وحدة الاحساس كنظرية ) هلهولتز ) و ( موللر ) تريد أن تجعل اختلاف الصفات الحسية للاجسام وهما متولداً من كيفية الشعور بها لا من اختلافها الحقيقي في الخارج ، كأن الاشياء في ذاتها ليس لها لون ولا رائحة ، وكأن جميع الامور المحسوسة حركات بسيطة متجانسة ؛ وليس اختلاف احساسنا بها الا ضرباً من الوهم وقد رأيت ان هذا الرأي مخالف لفلسفة التطور .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٢.١٥_1(2).jpg 
مشاهدات:	23 
الحجم:	127.1 كيلوبايت 
الهوية:	185608 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٢.١٧_1.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	120.4 كيلوبايت 
الهوية:	185609 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٢.١٩_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	131.8 كيلوبايت 
الهوية:	185610

  • #2
    Unity of sensation...feeling

    Unity of feeling

    Tayne, Spencer, and other association philosophers claimed that sensation is not a simple, indivisible element, but rather something composed of small, elementary sensations. Just as there is no difference between one sound and another except by the number of waves and their amplitude, likewise there is no difference between the sensation of taste and the sensation of touch, for example, except by the number of elementary elements they contain. This simple element is common to all feelings. Let us now mention some evidence for this theory:

    1 - The properties of bodies are reduced to one element common to all of them, which is movement. If the primary element of external influences is the same, there must be a primary psychological element identical to this external element, which is nervous shock (choc nerveux).

    2 - Before Lavoisier, scientists thought that bodies were simple, but modern science has proven that they are composed of common elementary elements. A chemist mixes an atom of nitrogen with one, two, three, four, or five atoms of oxygen, obtaining five bodies with different properties. The psychologist must follow the approach of the chemical scientist, and analyze sensations into their simple elements. If he knows the simple element from which sensations are composed, he can then mix a simple sensation with other simple sensations, and to have in this form the sensation of touch or the sensation of sight, just as a chemical synthesizes it. Some bodies form by mixing their simple elements together.

    3- The progress of natural science has made it easier for scientists to prove this theory. They said that the difference in the quality of the sounds results from the difference in the quantity of influences, that the intensity of the sound is a function of the amplitude of the waves and that its height is due to the number of waves, and that the timbre in it is a result of the mixing of the primary sound with other secondary sounds. Therefore, you can consider all sounds to be composed of a simple primary sound, and you can Also, you say about colors what you said about sounds, so you make colors like sounds composed of a simple primary color, and so on with all sensations.

    Hearing has a simple, primary feeling from which all sounds are composed, just as taste has a simple sense from which all tastes are composed. Then, the simple auditory sensation does not differ from the simple tactile sensation except in quality. As for quantity, we can consider all of these simple sensations to be composed of one psychological element, and this simple primary element is called (Spencer), as you saw, by the nervous shock, and it is the only indivisible part. As for feelings, they are composed of it, and differ from each other according to the degree of their composition. Thus, Spencer made the essence of the soul a composite of nervous shocks, just as Epicurus made the essence of matter a composite of individual, indivisible parts.

    This theory of the unity of sensation complements Kondiac's theory, which makes all psychological faculties composed of sensation. Let us now mention some of what was said in opposition to this theory:

    1 - There is nothing in nature that resembles this composition or this unity, because the characteristics of composite things do not differ fundamentally from the characteristics of the elements, and this composition does not cause a difference in the perceived qualities, unless there is another existent above those elements whose relation to the composites is different from the relation Compounds to their elements. Only He can understand the differences between compounds and their elements. If it is said that water is a composite body and that its properties are different from the properties of oxygen and hydrogen, then we say that the properties of water in itself do not differ from elemental properties except in the eyes of the external observer. (Rabih) said ((1) What is his summary: The qualities of things do not vary in our view except according to their effect on our souls, and the difference between components and their elements does not arise from their natures, but rather from our feeling about them. Feeling is the creator of qualities and qualities, the changer of things, and the bestower of beauty. It is the wondrous magician. What they all talked about is transformations, changing different parts of oxygen and hydrogen into drops of dew and turning a drop of dew into a rainbow.

    Therefore, if 1000 primary sensations are generated from 1000 simple waves, these primary sensations remain separate from each other until they disappear from feeling. It cannot unite and form a comprehensive, unifying feeling unless there is another perceiver different from it above it.

    2 - If the theory of the unity of sensation were correct, every wave would produce a primary sensation. But a thousand waves do not produce a thousand primary sensations, because the speed of nerve transmission is less than the speed of external stimuli. You can consider this to be the case with electric current, as it is faster than nerve current. Therefore, the effects of electrical waves are mixed before their effect reaches the peripheries and nerve centers. This contradicts the theory of the unity of sensation, because this theory requires that a simple stimulus produce a single, primary sensation. I have seen that the effects of electrical waves, for example, do not remain independent of each other, but rather they mix before we feel them, so the feeling that we felt is not resulting from a simple stimulus, but rather It is generated from the mixing of influences with each other before they reach the arena of feeling.

    3 - This theory does not explain to us how disparate sensations are generated from homogeneous nervous shocks. The feeling of hearing is different from the feeling of sight, so how are they generated from one psychological element? Herbert Spencer did not mention nervous shock except to show how disparate sensations are generated from homogeneous stimuli. For him, natural stimuli are dissolved into homogeneous movements, and movement generates nervous shock, which is the origin of every sensation, and the sensation of hearing does not differ from the sensation of sight, except in the number of nervous shocks present. In it. But we do not know how the homogeneous turns into the dissimilar, nor how the nervous shock mediates between the effect and the feeling.

    In short, the theory of the unity of sensation, like the theory of Helholtz and Müller, wants to make the difference in the sensory qualities of bodies an illusion resulting from how they are felt, not from their real difference on the outside, as if things in themselves had no color or smell, and as if all sensible things were simple movements. homogeneous; The difference in our sense of it is nothing but an illusion, and I saw that this opinion contradicts the philosophy of evolution.

    تعليق

    يعمل...
    X