قوانين الاحساس العامة .. الإحسَاس
قوانين الاحساس العامة
قوانين الاحساس ثلاثة :
١ - القوانين الفيزيائية
٢ - القوانين الفيسيولوجية ،
٣ - القوانين النفسية .
فالفيزيائية تحدد علاقة الاحساس بالموثر ، والفيسيولوجية تحدد علاقته بالظواهر العضوية . أما النفسية فتحدد علاقة الاحساس بغيره من الظواهر النفسية .
١ - القوانين الفيزيائية ( علم النفس الفيزيائي )
١ - عتبة الشعور
- لا يحدث المؤثر احساساً إلا إذا بلغ درجة معينة الشدة من فنحن لا نسمع صوت طيران الذبابة ، ولا نرى ضوء الشمعة البعيدة ، لأن لكل احساس حداً أكبر ، وحداً أصغر ، ومثال ذلك أن أصغر مدرك لحاسة السمع هو ١٦ موجة في الثانية ، وأكبر مدرك لحاسة البصر هو ٧٦٠ تريليون موجة في الثانية ، وهي الأمواج البنفسجية العالية . وهذا شأن احساس اللمس فان له حداً أصغر كغيره من الاحساسات ، فالحواس لا تدرك اذن جميع المؤثرات بل تدرك منها ما هو محصور بين حدين .
۲ - قوانين فيبر وفيشنر ( ۱ )
- الغاية من هذه القوانين بيان علاقة الاحساس بالمؤثر . ان الاحساس ظاهرة نفسية ، وكل ظاهرة نفسية فهي لاتقاس مباشرة . ولكن فيشنر أراد أن يقيس الاحساس بالمؤثر كما يقاس البرج العالي بظلمه ، فاستند إلى قانون ( فيبر ) الذي حدد نسبة الاحساسر إلى المؤثر الخارجي .
لاحظ ( فيبر ) أولاً أن المؤثر متصل والاحساس منفصل . فإذا كان في يدك سطل الماء لم تشعر ماء وأضفنا اليه كمية صغيرة من بازدياد الوزن . لأن ازدياد المؤثر لا يحدث بالضرورة تغير أفي الاحساس . لا يتبدل الاحساس إلا إذا ازداد المؤثر زيادة محسوسة . وقد أثبت ) فيبر ( أن هذه الزيادة تختلف باختلاف كمية المؤثر ، ولكن نسبتها إلى المؤثر السابق ثابتة ( قانون فيبر ) مثال ذلك ، إذا كان الوزن الذي في يدي ۱۷۰ غراماً فالزيادة التي تحدث تغيراً في الاحساس هي ( ۱۰ ) غرامات ، وإذا كان الوزن ۱۷۰۰ كانت الزيادة الضرورية لتغير الاحساس .
( شكل - ٣٥ )
قانون فيبر : الخط البياني يمثل تغير شدة المؤثر
ونسبته إلى المحسوسات الصغرى
م ع = المؤثر . م س = الاحساس
۱۰۰ غرام ، فنسبة الزيادة إلى المؤثر السابق ثابتة ، وهي في مثالنا هذا ١/١٧ ويسمى الفرق بين الاحساس اللاحق والاحساس السابق بالمحسوس الأصغر .
وبالرغم من ان التجربة لم تؤيد بعد جميع ملاحظات ( فيبر ) فان ( فيشنر ) اعتبرها حقيقة علمية ثابتة واستخرج منها مسلمتين بنى عليها قانونه .
فالمسلمة الأولى تقول أن المحسوسات الصغرى متساوية ، ومعنى ذلك أن الفرق بين الاحساس المتولد من ۱۷۰ غراماً والاحساس المتولد من ۱۸۰ غراماً معادل للفرق بين الاحساس به ۱۷۰۰ غرام والاحساس به ۱۸۰۰ غرام . والدليل على ذلك انك إذا أضفت إلى ال ۱۷۰ غراماً و غرامات فقط لم تشعر بتبدل في الاحساس ، وكذلك إذا أضفت إلى ۱۷۰۰ غرام ۹۹ غراماً . لا يتبدل احساسك بوزن ال ۱۷۰ غراماً إلا إذا أضفت اليها ١٠ غرامات . فهذا المحسوس الأصغر الذي تشعر به عند انتقالك . من ١٧٠ إلى ۱۸٠ معادل للمحسوس الأصغر الذي تشعر به عندما يزداد المؤثر من ۱۷۰۰ إلى ۱۸۰۰ أي ان نسبة ١٠ إلى ١٧٠ كنسية ١٠٠ إلى ١٧٠٠ .
شکل ( ٣٦ )
قانون فيبر : الخط البياني يمثل تغير شدة المؤثر ونسبته المحسوسات الصغرى م ع = المؤثر . م س = الاحساس
والمسلمة الثانية تقول ان كل احساس من الاحساسات ينحل إلى عدد معين من المحسوسات الصغرى المتساوية . من السهل علينا الآن ان نجد العلاقة الرياضية التي تربط الاحساس بالمؤثر ، فاذا سمينا الاحساس ( س ) والمؤثر ( م ) : ، كانت النسبة بينهما على الوجه التالي :
م = م + ٢/١٧ ، س = ٢ س
م + ٢/١٧ + م + ٢/١٧ على ١٧ × ٣ س
أي أن المؤثر ( م ) لا يحدث احساساً ثانياً معادلاً للاحساس الأصغر ( س ) إلا إذا أضفنا اليه ١/١٧ من مقداره الأول . ومعنى ذلك ان المؤثر يزداد بنسبة هندسية ، لان كل حد من حدوده مساو الحاصل ضرب الحد السابق في القاعدة ( ١ + ١/١٧ ) أما الاحساس فيزداد بنسبة عددية . ومن ، هنا استخرج ( فيشنر ) قانونه القائل . المؤثر يزداد بنسبة هندسية والاحساس یزداد بنسبة عددية ، أي ان الاحساس يساوي لوغاريتم المؤثر .
وقد اعترض العلماء على قانون فيشنر وطريقته في البرهان ، وقالوا : ان كل مسلمة من مسلمتيه تفرض امكان قياس الاحساس ، فهو يقول مثلا ان الاحساسات الصغرى متساوية مع انه لا مساواة بين شيئين إلا إذا أمكن قياسها . ولا مجال للبحث الآن في جميع هذه الاعتراضات . إلا أننا نقول ان قانون فيشنر ربما كان صحيحاً بالنسبة إلى المؤثرات المعتدلة لا غير ، وانه يدل على ان النسبة بين المؤثر والاحساس ليست بسيطة ، وانما هي مركبة .
ب - القوانين الفيسيولوجية
القوانين الفيسيولوجية هي القوانين التي تبين علاقة الاحساس بالتبدلات العضوية ، نذكر منها هنا قانون القدرة النوعية ( ١ ) أو قانون تخصص الحواس ببعض المؤثرات . وهو قانون موللروهم ولتز ( Muller et Helmholtz ، ويمكن تلخيص هذا القانون كما يلي :
١ ٠ - إذا تغير المؤثر ولم تتغير الحاسة لم يتغير الاحساس ، مثال ذلك أن التيار الكهربائي ، واللطمة على العين ، وأمواج النور تؤثر كلها في العين فلا تحدث إلا احساساً بصرياً .
٠٢ - إذا تغيرت الحاسة ولم يتغير المؤثر تغير الاحساس . مثال ذلك ان التيار الكهربائي إذا أثر في العين أحدث احساسا بصرياً ، وإذا أثر في العصب السمعي أحدث صوتاً ، وإذا أثر في عصب الذوق ولد طعما .
يستنتج من ذلك ان الاحساس تابع لاعصاب الحس لا للمؤثر ، وان اختلاف الأمور المحسوسة ليس ناشئاً . عن اختلاف صفات الأشياء الخارجية ، وانما هو ناشيء عن اختلاف طبيعة الأعصاب .
ولكن هذه النظرية لم ترق بعض العلماء ، فاعترض عليها ( لوتز ) بقوله : لو كانت نظرية ( موللر ) صحيحة ، لكان من الضروري أن تؤثر أمواج الصوت في العين ، وأن تسمع الأذن حركة أمواج النور . ولكن العين لا ترى أمواج الصوت ، والأذن لا تدرك أمواج النور فلكل حاسة اذن إدراكات تخصها . واعترض على هذه النظرية ( هنري برغسون ) أيضاً فقال : ان لكل حاسة نوعاً من المؤثرات يخصها ، وهي تدركه ولا تدرك غيره ، وان اختلاف الاحساس ناشيء عن اختلاف الأشياء المحسوسة لا عن اختلاف الأعصاب . ثم بين أن ( موللر ( لم يؤيد نظريته هذه إلا بظاهرة واحدة ، وهي ظاهرة التيار الكهربائي . قال : ولربما كان التيار الكهربائي مركباً من عناصر مختلة تصطفي منه كل حاسة ما يخصها من المؤثرات ( ١ ) . وإذا صح ذلك كان لكل حاسة ادراكات حسية تخصها - إذا دققنا في اعتراضات ( لوتز ( و ) برغسون ) لم نجد فيها كبير فائدة ، لان نظرية ( موللر ) و ( هامولنز ) لا تقتضي أن تؤثر أمواج الصوت في العصب البصري ، ولا أن تؤثر أمواج النور في العصب السمعي وجوباً ، بل تفرض امكان هذا التأثير ، وتقول : إذا اتفق لأمواج الصوت ان تؤثر في العين لم تحدث فيها إلا احساساً بصرياً . نعم ان أمواج النور لا تؤثر في السمع ولكنها لو أثرت فيه لما أحدثت شيئاً غير الصوت . ثم ان كلام ( برغسون ) لا يوضح المسألة توضيحاً نهائياً بل يستبدل بنظرية ) موللر ( نظرية ثانية لم يقم عليها برهان بعد . ومع نـ ذلك فان هذه النظرية ربما كانت أكثر النظريات اتفاقاً مع تعدد الحواس وتطورها ، لأن صفات الأشياء الخارجية ، لو كانت أقل اختلافاً من الاحساسات ، لما تعددت فينا آلات الحس ، ولما وجد لكل مؤثر حاسة تخصه . فتكامل آلات الحس ونموها دليل على ان في الطبيعة كثرة حقيقية ، لان الوظيفة تخلق العضو . ولعل تطور الحواس لم يكشف لنا بعد عن جميع الآلات الضرورية لادراك هذه الكثرة .
ج - القوانين النفسية
القوانين النفسية تبين علاقة الاحساس بغيره من الظواهر النفسية السابقة أو المقارنة .
- ولنذكر الآن بعض هذه القوانين :
۱ - قانون النسبية .
- الاحساس يتبع ما قبله وما يقارنه من الأحوال النفسية . لأن جميع مشاعرنا تابعة بعضها البعض .
الاحساسات المتقارنة : يؤثر بعضها في بعض ، فاما أن تكون من نوع واحد ، واما أن تكون من نوعين مختلفين . وفي كلتا الحالين لا تختلف النتيجة . لأن الاحساس يؤثر في الاحساس ، فيزيد شدته أو ينقصها ، مثال ذلك أن الاصوات الشديدة تضعف الاحساس بالمنبهات الضوئية المقارنة لها ، ثم تقويه ) هو فدينغ ) . فإذا كان بعض الاشخاص لا يرى الحروف والالوان التي أمامه أمكن اظهارها له بإسماعه صوت الرنانة ( الديابازون ) و عكس ذلك . صحيح أيضاً . لأن الاحساس بالنور الشديد يقوي السمع . وإذا استغرق المفكر في تأملاته نسي الضجة المحيطة به . فشدة الاحساس تابعة إذن لجميع الاحوال النفسية المقارنة له .
الاحساسات المتتابعة : يؤثر بعضها في بعض . إن شدة الإحساس اللاحق تابعة لشدة الاحساس السابق . وقد بينا ذلك عند البحث في قانون ) ويبر ) ، ونقول الآن أننا لا نشعر باحساس مطلق مجرد الذات عن العوامل النفسية الاخرى ، بل نشعر بنسبة هذا الاحساس إلى غيره من الاحساسات . ضع يدك اليمنى في ماء درجة حرارته ٤٠ ، ويدك اليسرى في ماء درجة حرارته قريبة من الصفر ، ثم اغمس يديك معاً في ماء درجة حرارته ۲۰ تحس بيدك اليمنى ان هذا الماء بارد ، وبيدك اليسرى انه حار . إن التباين بين الاصوات والالوان يزيد ، وضوحها ، لان الاحساسات تزداد وضوحاً بالتضاد . وكما أننا لا نشعر بازدياد حرارة الغرفة إذا كان شيئاً فشيئاً ، وعلى سبيل التدريج ، فكذلك نتألم من ازديادها إذا كان مفاجئاً ، لان الإحساسات إنما تتميز بأضدادها .
۲ - قانون الاختلاط .
- إن رسوم الإحساسات المتقارنة لا تبقى منفردة في النفس ، بل يختلط بعضها ببعض ، وتؤلف شيئاً واحداً . لان من طبيعة الحوادث النفسية أن تتحد . مثال ذلك أن الاحساسات الداخلية التي تحدث معاً تختلط إلى درجة تحول دون التفريق بينها ، وإحساسات الذوق والشم تمتزج بعضها ببعض وتختلط بإحساس اللمس . إن أصوات البيانو المختلفة تتحد وتنقلب إلى صوت واحد ، كما أن الالوان في قرص نيوتون تتحد وتؤلف لوناً واحداً .
إن هذا الاتحاد يتم بصورة تلقائية لا أثر للتأمل فيها . وكلما كان الجهد النفسي أقل كان امتزاج هذه الاحساسات أسرع . مثال ذلك : إن سرعة الدوران اللازمة لاختلاط الالوان في قرص نيوتون تكون في حالات الانحطاط العقلي أقل منها في الحالة الطبيعية .
قوانين الاحساس العامة
قوانين الاحساس ثلاثة :
١ - القوانين الفيزيائية
٢ - القوانين الفيسيولوجية ،
٣ - القوانين النفسية .
فالفيزيائية تحدد علاقة الاحساس بالموثر ، والفيسيولوجية تحدد علاقته بالظواهر العضوية . أما النفسية فتحدد علاقة الاحساس بغيره من الظواهر النفسية .
١ - القوانين الفيزيائية ( علم النفس الفيزيائي )
١ - عتبة الشعور
- لا يحدث المؤثر احساساً إلا إذا بلغ درجة معينة الشدة من فنحن لا نسمع صوت طيران الذبابة ، ولا نرى ضوء الشمعة البعيدة ، لأن لكل احساس حداً أكبر ، وحداً أصغر ، ومثال ذلك أن أصغر مدرك لحاسة السمع هو ١٦ موجة في الثانية ، وأكبر مدرك لحاسة البصر هو ٧٦٠ تريليون موجة في الثانية ، وهي الأمواج البنفسجية العالية . وهذا شأن احساس اللمس فان له حداً أصغر كغيره من الاحساسات ، فالحواس لا تدرك اذن جميع المؤثرات بل تدرك منها ما هو محصور بين حدين .
۲ - قوانين فيبر وفيشنر ( ۱ )
- الغاية من هذه القوانين بيان علاقة الاحساس بالمؤثر . ان الاحساس ظاهرة نفسية ، وكل ظاهرة نفسية فهي لاتقاس مباشرة . ولكن فيشنر أراد أن يقيس الاحساس بالمؤثر كما يقاس البرج العالي بظلمه ، فاستند إلى قانون ( فيبر ) الذي حدد نسبة الاحساسر إلى المؤثر الخارجي .
لاحظ ( فيبر ) أولاً أن المؤثر متصل والاحساس منفصل . فإذا كان في يدك سطل الماء لم تشعر ماء وأضفنا اليه كمية صغيرة من بازدياد الوزن . لأن ازدياد المؤثر لا يحدث بالضرورة تغير أفي الاحساس . لا يتبدل الاحساس إلا إذا ازداد المؤثر زيادة محسوسة . وقد أثبت ) فيبر ( أن هذه الزيادة تختلف باختلاف كمية المؤثر ، ولكن نسبتها إلى المؤثر السابق ثابتة ( قانون فيبر ) مثال ذلك ، إذا كان الوزن الذي في يدي ۱۷۰ غراماً فالزيادة التي تحدث تغيراً في الاحساس هي ( ۱۰ ) غرامات ، وإذا كان الوزن ۱۷۰۰ كانت الزيادة الضرورية لتغير الاحساس .
( شكل - ٣٥ )
قانون فيبر : الخط البياني يمثل تغير شدة المؤثر
ونسبته إلى المحسوسات الصغرى
م ع = المؤثر . م س = الاحساس
۱۰۰ غرام ، فنسبة الزيادة إلى المؤثر السابق ثابتة ، وهي في مثالنا هذا ١/١٧ ويسمى الفرق بين الاحساس اللاحق والاحساس السابق بالمحسوس الأصغر .
وبالرغم من ان التجربة لم تؤيد بعد جميع ملاحظات ( فيبر ) فان ( فيشنر ) اعتبرها حقيقة علمية ثابتة واستخرج منها مسلمتين بنى عليها قانونه .
فالمسلمة الأولى تقول أن المحسوسات الصغرى متساوية ، ومعنى ذلك أن الفرق بين الاحساس المتولد من ۱۷۰ غراماً والاحساس المتولد من ۱۸۰ غراماً معادل للفرق بين الاحساس به ۱۷۰۰ غرام والاحساس به ۱۸۰۰ غرام . والدليل على ذلك انك إذا أضفت إلى ال ۱۷۰ غراماً و غرامات فقط لم تشعر بتبدل في الاحساس ، وكذلك إذا أضفت إلى ۱۷۰۰ غرام ۹۹ غراماً . لا يتبدل احساسك بوزن ال ۱۷۰ غراماً إلا إذا أضفت اليها ١٠ غرامات . فهذا المحسوس الأصغر الذي تشعر به عند انتقالك . من ١٧٠ إلى ۱۸٠ معادل للمحسوس الأصغر الذي تشعر به عندما يزداد المؤثر من ۱۷۰۰ إلى ۱۸۰۰ أي ان نسبة ١٠ إلى ١٧٠ كنسية ١٠٠ إلى ١٧٠٠ .
شکل ( ٣٦ )
قانون فيبر : الخط البياني يمثل تغير شدة المؤثر ونسبته المحسوسات الصغرى م ع = المؤثر . م س = الاحساس
والمسلمة الثانية تقول ان كل احساس من الاحساسات ينحل إلى عدد معين من المحسوسات الصغرى المتساوية . من السهل علينا الآن ان نجد العلاقة الرياضية التي تربط الاحساس بالمؤثر ، فاذا سمينا الاحساس ( س ) والمؤثر ( م ) : ، كانت النسبة بينهما على الوجه التالي :
م = م + ٢/١٧ ، س = ٢ س
م + ٢/١٧ + م + ٢/١٧ على ١٧ × ٣ س
أي أن المؤثر ( م ) لا يحدث احساساً ثانياً معادلاً للاحساس الأصغر ( س ) إلا إذا أضفنا اليه ١/١٧ من مقداره الأول . ومعنى ذلك ان المؤثر يزداد بنسبة هندسية ، لان كل حد من حدوده مساو الحاصل ضرب الحد السابق في القاعدة ( ١ + ١/١٧ ) أما الاحساس فيزداد بنسبة عددية . ومن ، هنا استخرج ( فيشنر ) قانونه القائل . المؤثر يزداد بنسبة هندسية والاحساس یزداد بنسبة عددية ، أي ان الاحساس يساوي لوغاريتم المؤثر .
وقد اعترض العلماء على قانون فيشنر وطريقته في البرهان ، وقالوا : ان كل مسلمة من مسلمتيه تفرض امكان قياس الاحساس ، فهو يقول مثلا ان الاحساسات الصغرى متساوية مع انه لا مساواة بين شيئين إلا إذا أمكن قياسها . ولا مجال للبحث الآن في جميع هذه الاعتراضات . إلا أننا نقول ان قانون فيشنر ربما كان صحيحاً بالنسبة إلى المؤثرات المعتدلة لا غير ، وانه يدل على ان النسبة بين المؤثر والاحساس ليست بسيطة ، وانما هي مركبة .
ب - القوانين الفيسيولوجية
القوانين الفيسيولوجية هي القوانين التي تبين علاقة الاحساس بالتبدلات العضوية ، نذكر منها هنا قانون القدرة النوعية ( ١ ) أو قانون تخصص الحواس ببعض المؤثرات . وهو قانون موللروهم ولتز ( Muller et Helmholtz ، ويمكن تلخيص هذا القانون كما يلي :
١ ٠ - إذا تغير المؤثر ولم تتغير الحاسة لم يتغير الاحساس ، مثال ذلك أن التيار الكهربائي ، واللطمة على العين ، وأمواج النور تؤثر كلها في العين فلا تحدث إلا احساساً بصرياً .
٠٢ - إذا تغيرت الحاسة ولم يتغير المؤثر تغير الاحساس . مثال ذلك ان التيار الكهربائي إذا أثر في العين أحدث احساسا بصرياً ، وإذا أثر في العصب السمعي أحدث صوتاً ، وإذا أثر في عصب الذوق ولد طعما .
يستنتج من ذلك ان الاحساس تابع لاعصاب الحس لا للمؤثر ، وان اختلاف الأمور المحسوسة ليس ناشئاً . عن اختلاف صفات الأشياء الخارجية ، وانما هو ناشيء عن اختلاف طبيعة الأعصاب .
ولكن هذه النظرية لم ترق بعض العلماء ، فاعترض عليها ( لوتز ) بقوله : لو كانت نظرية ( موللر ) صحيحة ، لكان من الضروري أن تؤثر أمواج الصوت في العين ، وأن تسمع الأذن حركة أمواج النور . ولكن العين لا ترى أمواج الصوت ، والأذن لا تدرك أمواج النور فلكل حاسة اذن إدراكات تخصها . واعترض على هذه النظرية ( هنري برغسون ) أيضاً فقال : ان لكل حاسة نوعاً من المؤثرات يخصها ، وهي تدركه ولا تدرك غيره ، وان اختلاف الاحساس ناشيء عن اختلاف الأشياء المحسوسة لا عن اختلاف الأعصاب . ثم بين أن ( موللر ( لم يؤيد نظريته هذه إلا بظاهرة واحدة ، وهي ظاهرة التيار الكهربائي . قال : ولربما كان التيار الكهربائي مركباً من عناصر مختلة تصطفي منه كل حاسة ما يخصها من المؤثرات ( ١ ) . وإذا صح ذلك كان لكل حاسة ادراكات حسية تخصها - إذا دققنا في اعتراضات ( لوتز ( و ) برغسون ) لم نجد فيها كبير فائدة ، لان نظرية ( موللر ) و ( هامولنز ) لا تقتضي أن تؤثر أمواج الصوت في العصب البصري ، ولا أن تؤثر أمواج النور في العصب السمعي وجوباً ، بل تفرض امكان هذا التأثير ، وتقول : إذا اتفق لأمواج الصوت ان تؤثر في العين لم تحدث فيها إلا احساساً بصرياً . نعم ان أمواج النور لا تؤثر في السمع ولكنها لو أثرت فيه لما أحدثت شيئاً غير الصوت . ثم ان كلام ( برغسون ) لا يوضح المسألة توضيحاً نهائياً بل يستبدل بنظرية ) موللر ( نظرية ثانية لم يقم عليها برهان بعد . ومع نـ ذلك فان هذه النظرية ربما كانت أكثر النظريات اتفاقاً مع تعدد الحواس وتطورها ، لأن صفات الأشياء الخارجية ، لو كانت أقل اختلافاً من الاحساسات ، لما تعددت فينا آلات الحس ، ولما وجد لكل مؤثر حاسة تخصه . فتكامل آلات الحس ونموها دليل على ان في الطبيعة كثرة حقيقية ، لان الوظيفة تخلق العضو . ولعل تطور الحواس لم يكشف لنا بعد عن جميع الآلات الضرورية لادراك هذه الكثرة .
ج - القوانين النفسية
القوانين النفسية تبين علاقة الاحساس بغيره من الظواهر النفسية السابقة أو المقارنة .
- ولنذكر الآن بعض هذه القوانين :
۱ - قانون النسبية .
- الاحساس يتبع ما قبله وما يقارنه من الأحوال النفسية . لأن جميع مشاعرنا تابعة بعضها البعض .
الاحساسات المتقارنة : يؤثر بعضها في بعض ، فاما أن تكون من نوع واحد ، واما أن تكون من نوعين مختلفين . وفي كلتا الحالين لا تختلف النتيجة . لأن الاحساس يؤثر في الاحساس ، فيزيد شدته أو ينقصها ، مثال ذلك أن الاصوات الشديدة تضعف الاحساس بالمنبهات الضوئية المقارنة لها ، ثم تقويه ) هو فدينغ ) . فإذا كان بعض الاشخاص لا يرى الحروف والالوان التي أمامه أمكن اظهارها له بإسماعه صوت الرنانة ( الديابازون ) و عكس ذلك . صحيح أيضاً . لأن الاحساس بالنور الشديد يقوي السمع . وإذا استغرق المفكر في تأملاته نسي الضجة المحيطة به . فشدة الاحساس تابعة إذن لجميع الاحوال النفسية المقارنة له .
الاحساسات المتتابعة : يؤثر بعضها في بعض . إن شدة الإحساس اللاحق تابعة لشدة الاحساس السابق . وقد بينا ذلك عند البحث في قانون ) ويبر ) ، ونقول الآن أننا لا نشعر باحساس مطلق مجرد الذات عن العوامل النفسية الاخرى ، بل نشعر بنسبة هذا الاحساس إلى غيره من الاحساسات . ضع يدك اليمنى في ماء درجة حرارته ٤٠ ، ويدك اليسرى في ماء درجة حرارته قريبة من الصفر ، ثم اغمس يديك معاً في ماء درجة حرارته ۲۰ تحس بيدك اليمنى ان هذا الماء بارد ، وبيدك اليسرى انه حار . إن التباين بين الاصوات والالوان يزيد ، وضوحها ، لان الاحساسات تزداد وضوحاً بالتضاد . وكما أننا لا نشعر بازدياد حرارة الغرفة إذا كان شيئاً فشيئاً ، وعلى سبيل التدريج ، فكذلك نتألم من ازديادها إذا كان مفاجئاً ، لان الإحساسات إنما تتميز بأضدادها .
۲ - قانون الاختلاط .
- إن رسوم الإحساسات المتقارنة لا تبقى منفردة في النفس ، بل يختلط بعضها ببعض ، وتؤلف شيئاً واحداً . لان من طبيعة الحوادث النفسية أن تتحد . مثال ذلك أن الاحساسات الداخلية التي تحدث معاً تختلط إلى درجة تحول دون التفريق بينها ، وإحساسات الذوق والشم تمتزج بعضها ببعض وتختلط بإحساس اللمس . إن أصوات البيانو المختلفة تتحد وتنقلب إلى صوت واحد ، كما أن الالوان في قرص نيوتون تتحد وتؤلف لوناً واحداً .
إن هذا الاتحاد يتم بصورة تلقائية لا أثر للتأمل فيها . وكلما كان الجهد النفسي أقل كان امتزاج هذه الاحساسات أسرع . مثال ذلك : إن سرعة الدوران اللازمة لاختلاط الالوان في قرص نيوتون تكون في حالات الانحطاط العقلي أقل منها في الحالة الطبيعية .
تعليق