معالجة الأهواء .. الأهواء
معالجة الأهواء
من الضروري مكافحة الأهواء الخسيسة ، كما انه من الواجب اتخاذ التدابير المانعة من تولدها قبل التدابير الرادعة . لأن الوقاية من المرض خير من معالجته بعد حدوثه . ومن السهل على العاقل أن يمنع تولد الهوى في نفسه ، وأن بعصاه قبل أن تنفذ أحكامه عليه فاذا لم يلاحظ بادرة سطوة الهوى وخداع حيلته قوى سلطان الهوى عليه وكل عقله بعد ذلك عن دفعه ومغالبته .
فمن الضروري اذن ان يتأمل المرء ذاته ، وان يكشف عن مداخل الهوى الكامنة في نفسه ، فاذا ظهر له ما خفي من جراثيمه غالبها بشدة . ودفعها بقوة ، وكافح جميع حلفائها ، وابتعد عنها ، وغير نمط حياته ، وانتقل عند الضرورة من بيئة إلى أخرى .
ولما كان الفراغ والتعطل عن العمل أحد الأسباب الباعثة على تولد الأهواء الضارة وجب على الشبان لكثرة الدواعي المتسلطة عليهم أن يملأوا أوقات فراغهم بالعمل المثمر ، وأن لا يجعلوا الشباب عذراً لهم . ان الرجل الذي يحب أسرته ، ويحب أصدقاءه ويحب بلاده ، ويحب الانسانية والحقيقة والجمال معاً يجد في هذا الحب الغني بألوانه الممتعة ما يمنعه من الوقوع في الهوى المتسلط الغشوم . ويمكننا معالجة الأهواء بعد ظهورها بطريقتين .
١ - لا يمكن التأثير في الرغائب والشهوات المقومة للهوى تأثيراً مباشراً . ولكن الرغبة تقتضي تصور غاية يقصدها الفاعل . فيمكننا اذن ان تؤثر في تصورنا لتلك الغاية ، وذلك بوساطة الانتباه فنحول ذهننا عن الأشياء التي شغلتنا ، ونفكر في غيرها . فاذا جعلنــا بعض هذه الأشياء عدواً لبعض أضعفنا ميلنا اليها . ويمكننا أيضاً أن نحارب بعض الأهواء بالتفكير في عواقبها الوخيمة . وحسم ذلك أن يستعين المرء بعقله على نفسه ، فيشعرها بما في عواقب الهوى من شدة الضرر ، وقبح الأثر .
۲ - ان اللذة التي نشعر بها في ادراك الرغبة تقوي تلك الرغبة نفسها . فلنمتنع اذن عن كل فعل من شأنه ارضاء رغبة من هذه الرغبات المقومة للهوى . فاذا امتنعنا عن الفعل حذفنا اللذة وأضعفنا الهوى ، قال ( بوسويه ) : مما يضعف الهوي ان ترغب وتشتهي ولا تجد لهواك نتيجة ، وان تشقى من غير أن تنال لذة . فالهوى الذي لا يدرك غايته يضعف ، وكثيراً ما يرغب المرء في شيء ، فاذا شعر بعجزه عن ادراكه أعرض عنه .
وقصارى القول ، لا يمكن التغلب على الأهواء إلا بالصبر ، والثبات ، والاستمرار على العمل ، وهذا يقتضي جهداً ارادياً عظيماً .
معالجة الأهواء
من الضروري مكافحة الأهواء الخسيسة ، كما انه من الواجب اتخاذ التدابير المانعة من تولدها قبل التدابير الرادعة . لأن الوقاية من المرض خير من معالجته بعد حدوثه . ومن السهل على العاقل أن يمنع تولد الهوى في نفسه ، وأن بعصاه قبل أن تنفذ أحكامه عليه فاذا لم يلاحظ بادرة سطوة الهوى وخداع حيلته قوى سلطان الهوى عليه وكل عقله بعد ذلك عن دفعه ومغالبته .
فمن الضروري اذن ان يتأمل المرء ذاته ، وان يكشف عن مداخل الهوى الكامنة في نفسه ، فاذا ظهر له ما خفي من جراثيمه غالبها بشدة . ودفعها بقوة ، وكافح جميع حلفائها ، وابتعد عنها ، وغير نمط حياته ، وانتقل عند الضرورة من بيئة إلى أخرى .
ولما كان الفراغ والتعطل عن العمل أحد الأسباب الباعثة على تولد الأهواء الضارة وجب على الشبان لكثرة الدواعي المتسلطة عليهم أن يملأوا أوقات فراغهم بالعمل المثمر ، وأن لا يجعلوا الشباب عذراً لهم . ان الرجل الذي يحب أسرته ، ويحب أصدقاءه ويحب بلاده ، ويحب الانسانية والحقيقة والجمال معاً يجد في هذا الحب الغني بألوانه الممتعة ما يمنعه من الوقوع في الهوى المتسلط الغشوم . ويمكننا معالجة الأهواء بعد ظهورها بطريقتين .
١ - لا يمكن التأثير في الرغائب والشهوات المقومة للهوى تأثيراً مباشراً . ولكن الرغبة تقتضي تصور غاية يقصدها الفاعل . فيمكننا اذن ان تؤثر في تصورنا لتلك الغاية ، وذلك بوساطة الانتباه فنحول ذهننا عن الأشياء التي شغلتنا ، ونفكر في غيرها . فاذا جعلنــا بعض هذه الأشياء عدواً لبعض أضعفنا ميلنا اليها . ويمكننا أيضاً أن نحارب بعض الأهواء بالتفكير في عواقبها الوخيمة . وحسم ذلك أن يستعين المرء بعقله على نفسه ، فيشعرها بما في عواقب الهوى من شدة الضرر ، وقبح الأثر .
۲ - ان اللذة التي نشعر بها في ادراك الرغبة تقوي تلك الرغبة نفسها . فلنمتنع اذن عن كل فعل من شأنه ارضاء رغبة من هذه الرغبات المقومة للهوى . فاذا امتنعنا عن الفعل حذفنا اللذة وأضعفنا الهوى ، قال ( بوسويه ) : مما يضعف الهوي ان ترغب وتشتهي ولا تجد لهواك نتيجة ، وان تشقى من غير أن تنال لذة . فالهوى الذي لا يدرك غايته يضعف ، وكثيراً ما يرغب المرء في شيء ، فاذا شعر بعجزه عن ادراكه أعرض عنه .
وقصارى القول ، لا يمكن التغلب على الأهواء إلا بالصبر ، والثبات ، والاستمرار على العمل ، وهذا يقتضي جهداً ارادياً عظيماً .
تعليق