كيف ينشأ الهوى ، أسبابه .. الأهواء
٤ ـ كيف ينشأ الهوى ، أسبابه
رأيت أن الهوى يتفجر من ينابيع الميول والرغائب . فانقلاب الرغبة الى هوى ، إما أن يكون فجأة ، وإما أن يكون بالتدريج . والروايات طافحة بالامثلة الدالة على الهوى الفجائي . إلا أن تولد الهوى الفجائي ، قلما حدث في الواقع ، لان العشق الواقعي ليس كعشق ( فیدر ) و ( روميو ) و ( ورتر ) ، والحياة الواقعية لا تشبه في الغالب ما يجري على مسرح التمثيل من الفواجع والمآسي . فالهوى لا يتفجر إلا بعد تخمر الميول الدفينة وراء حجاب الشعور .
ولكن ما هي أسباب الهوى ؟
تنقسم هذه الاسباب إلى قسمين : خارجي ، وداخلي .
١ - الاسباب الخارجية :
- وهى عبارة عن تأثير الاقليم . والغذاء ، والصحة ، والتربية ، والبيئة الاجتماعية .
إن الاقاليم الباردة لا تولد أهواء الاقاليم الحارة ، وكثرة الطعام تجعل النفوس مستعدة للوقوع في الشهوات ، كما أن شرب الخمر يقرب أسباب الهوى البعيدة . ولكن أكثر الاسباب الخارجية تأثيراً في النفس التربية والبيئة الاجتماعية . فكما تبعث التربية بدنية كانت أو خلقية ، أو عقلية ، على تولد بعض الاهواء دون غيرها ؛ كذلك تؤثر الاسرة والمدرسة والبيئة الاجتماعية في توليد بعض الاهواء أو إزالتها .
٢ ـ الاسباب الداخلية :
- وهي كثيرة تشتمل على كثير من العناصر الجسدية والنفسية . إن للاستعداد الشخصي والمزاج والوراثة أثراً في تولد الهوى . ولكن حمل الوراثة خفيف إذا نسب إلى تأثير التربية والبيئة الاجتماعية . نعم قد يورث مدمن الخمر أولاده استعداداً لشرب الخمر ، ولكن هذا الاستعداد البعيد قد يزول بتأثير التربية ، حق إن تأثيره قد يكون على عكس المنتظر ، فيصبح ابن البخيل مبذراً ، وابن المسرف بخيلا .
ومما يؤثر في تولد الهوى شدة الاحساس ، والتأثر ، وقابلية الهيجان ، وقوة الخيال حتى لقد قال ( مالبرانش ) : إن الهوى يحول النسبي إلى مطلق ، لأنه كما قلنا اله معبود . لم يكن ( روميو ) إلا شاباً بسيطاً شبيهاً بغيره من الشبان ، ولكن ( جوليت ) لما أحبته اعتقدت أنه واحد الشبان ، ففضلته على الناس أجمعين ، وعبدته كما يعبد الانسان خالقه . والمرء لا يهيم بشخص حقيقي ، بل يعلق بشخص خيالي ، فيجرد من نفسه حلة سحرية يلقيها على المعشوق ، ويخيل اليه أنه يكشف بها عن أسرار اللانهاية وحقيقة الوجود .
و مما يبعث على الوقوع في الهوى ضعف الارادة ؛ لأن الارادة القوية تقي صاحبها من الانقياد للشهوات ، وتمنع بذور الهوى من التفريخ في نفسه . وقد يكون العذاب في سبيل المعشوق باعثاً على التعلق به ، وكلما فكر الانسان في معشوقه ازداد هياما به . والهوى لا سبيل فيه إلى المجون ، فقد تتظاهر بالهوى فتهوى ، فحذار من العواقب . لأن الهوى عادة ، وكل فعل يخلق استعداداً . حق لقد تبعث العقبات التي نصادفها في طريقنا على ازدياد تعلقنا بالشيء الذي أولعنا به .
٤ ـ كيف ينشأ الهوى ، أسبابه
رأيت أن الهوى يتفجر من ينابيع الميول والرغائب . فانقلاب الرغبة الى هوى ، إما أن يكون فجأة ، وإما أن يكون بالتدريج . والروايات طافحة بالامثلة الدالة على الهوى الفجائي . إلا أن تولد الهوى الفجائي ، قلما حدث في الواقع ، لان العشق الواقعي ليس كعشق ( فیدر ) و ( روميو ) و ( ورتر ) ، والحياة الواقعية لا تشبه في الغالب ما يجري على مسرح التمثيل من الفواجع والمآسي . فالهوى لا يتفجر إلا بعد تخمر الميول الدفينة وراء حجاب الشعور .
ولكن ما هي أسباب الهوى ؟
تنقسم هذه الاسباب إلى قسمين : خارجي ، وداخلي .
١ - الاسباب الخارجية :
- وهى عبارة عن تأثير الاقليم . والغذاء ، والصحة ، والتربية ، والبيئة الاجتماعية .
إن الاقاليم الباردة لا تولد أهواء الاقاليم الحارة ، وكثرة الطعام تجعل النفوس مستعدة للوقوع في الشهوات ، كما أن شرب الخمر يقرب أسباب الهوى البعيدة . ولكن أكثر الاسباب الخارجية تأثيراً في النفس التربية والبيئة الاجتماعية . فكما تبعث التربية بدنية كانت أو خلقية ، أو عقلية ، على تولد بعض الاهواء دون غيرها ؛ كذلك تؤثر الاسرة والمدرسة والبيئة الاجتماعية في توليد بعض الاهواء أو إزالتها .
٢ ـ الاسباب الداخلية :
- وهي كثيرة تشتمل على كثير من العناصر الجسدية والنفسية . إن للاستعداد الشخصي والمزاج والوراثة أثراً في تولد الهوى . ولكن حمل الوراثة خفيف إذا نسب إلى تأثير التربية والبيئة الاجتماعية . نعم قد يورث مدمن الخمر أولاده استعداداً لشرب الخمر ، ولكن هذا الاستعداد البعيد قد يزول بتأثير التربية ، حق إن تأثيره قد يكون على عكس المنتظر ، فيصبح ابن البخيل مبذراً ، وابن المسرف بخيلا .
ومما يؤثر في تولد الهوى شدة الاحساس ، والتأثر ، وقابلية الهيجان ، وقوة الخيال حتى لقد قال ( مالبرانش ) : إن الهوى يحول النسبي إلى مطلق ، لأنه كما قلنا اله معبود . لم يكن ( روميو ) إلا شاباً بسيطاً شبيهاً بغيره من الشبان ، ولكن ( جوليت ) لما أحبته اعتقدت أنه واحد الشبان ، ففضلته على الناس أجمعين ، وعبدته كما يعبد الانسان خالقه . والمرء لا يهيم بشخص حقيقي ، بل يعلق بشخص خيالي ، فيجرد من نفسه حلة سحرية يلقيها على المعشوق ، ويخيل اليه أنه يكشف بها عن أسرار اللانهاية وحقيقة الوجود .
و مما يبعث على الوقوع في الهوى ضعف الارادة ؛ لأن الارادة القوية تقي صاحبها من الانقياد للشهوات ، وتمنع بذور الهوى من التفريخ في نفسه . وقد يكون العذاب في سبيل المعشوق باعثاً على التعلق به ، وكلما فكر الانسان في معشوقه ازداد هياما به . والهوى لا سبيل فيه إلى المجون ، فقد تتظاهر بالهوى فتهوى ، فحذار من العواقب . لأن الهوى عادة ، وكل فعل يخلق استعداداً . حق لقد تبعث العقبات التي نصادفها في طريقنا على ازدياد تعلقنا بالشيء الذي أولعنا به .
تعليق