وصف الهوى و تعريفه .. الأهواء
٣ - وصف الهوى و تعريفه
عرفنا الهوى بقولنا انه ميل النفس الشديد إلى ما تحب وتشتهي ، ويمكننا ان نقول أيضاً أنه ميل مانع لغيره من الاشتراك معه ، أو نزعة غريزية يثبتها التكرار ، وتقويها العادة وتكيفها التربية .
فما هي صفات الهوى العامة ؟
١ - الهوى قوة حيوية
- لأنه يجمع بين قوة العادة وشدة الغريزة ، قال بعض العلماء ان الهوى مكتسب ، والميل فطري .. ومعنى ذلك ان الهوى يشبه العادة لأنه يتهدم ويزول بالارادة . إلا ان هذا القول لا ينطبق على الحقيقة تماماً ، لان الهوى يشتمل على عناصر كسبية وعناصر فطرية معاً ، فلا يمكنك ان تهدم منه إلا ما ثبت بالتكرار ، واكتسب بالعادة أما العناصر الفطرية فيصعب التخلص منها ، ولذلك كان الشفاء من الهوى صعباً جداً . وقد قيل أن الوقوع في الهوى سهل ، والشفاء منه صعب ، والتدابير المانعة انجع في ذلك من التدابير الرادعة .
۲ - صفته الأدبية
بعض الأهواء يتفجر فجأة ويكون ظهوره كالصاعقة ، وبعضها يتولد بتبلور بطيء ( ۱ ) وتجمد طويل . فالأول يشبه الغريزة والثاني يشبه العادة .
هذا الذي بعث فلاسفة الأخلاق على ذم الهوى تارة ، وعلى مدحه أخرى . فقال بعضهم : الهوى قسري ، لأنه وليد الغريزة . وقال آخرون : انه اختياري ، لأنه مقارن للعقل والارادة .
وقال فريق : انه يفقر النفس ، فيمنعها من الاهتمام بما ليس له علاقة بما تحب ، وقال فريق انه بزيد ثروة النفس ، فيغنيها بالعناصر المعنوية الجديدة التي يضمها اليها . وقد قال الرواقيون ان اتباع الهوى شر ، لأنه عثرة في سبيل كمالنا الأدبي - فحبك الشيء خير حجر يعمي ويصم - وقال الابداعيون من كتاب القرنين الثامن عشر والتاسع عشر : ان الهوى كله . وانه لا يمكن أن يحدث في الوجود أمر عظيم إلا بتأثير الهوى . ولذلك كان من الواجب على المصلحين تنظيم الهيئة الأجتماعية على أسس يترك فيها لكل شخص حريـ التمتع بأهوائه .
فردريك نيتشه ( شکل ۳۱ )
٣ - الوحدة
- وهي أكثر صفات الهوى خطورة ، لأنها توجه الميول إلى غاية معينة ، فالعاشق لا يرى في الوجود إلا معشوقه ، ولا ينظر إلى الأشياء إلا من زاوية حبه . وسواء أكان الهوى عالياً ساميا ، أم كان خسيساً دنيئا ، فإنه يأخذ بمجامع قلبك ويكسب الشيء المحبوب قيمة جديدة في عينيك ، ولذلك قال ( نيتشه Nietzsche ) : إن الهوى يرتب الأشياء ترتيباً جديداً ، فيغير رأينا في الحياة ، ويبدل شعورنا ، ويصبغ حياتنا النفسية بلون جديد ، ويجعل المهم في أعيننا تافها ، والتافه مهماً ، ويوهمنا أن الحياة قد بدلت غير الحياة . فكان الاحساسات والأفكار مبتلة بندى الهوى ، وكان ذكريات الماضي ، وآمال الحاضر
وأحلام المستقبل منسوجة بخيوطه . أو كان الهوى كما قال ( هنري برغسون ) : طفولة جديدة .
والخلاصة ، إن الهوى حالة جمع وتأليف ، تتحد فيها عناصر النفس المتفرقة ، وتتجه إلى غاية واحدة جديدة .
٣ - وصف الهوى و تعريفه
عرفنا الهوى بقولنا انه ميل النفس الشديد إلى ما تحب وتشتهي ، ويمكننا ان نقول أيضاً أنه ميل مانع لغيره من الاشتراك معه ، أو نزعة غريزية يثبتها التكرار ، وتقويها العادة وتكيفها التربية .
فما هي صفات الهوى العامة ؟
١ - الهوى قوة حيوية
- لأنه يجمع بين قوة العادة وشدة الغريزة ، قال بعض العلماء ان الهوى مكتسب ، والميل فطري .. ومعنى ذلك ان الهوى يشبه العادة لأنه يتهدم ويزول بالارادة . إلا ان هذا القول لا ينطبق على الحقيقة تماماً ، لان الهوى يشتمل على عناصر كسبية وعناصر فطرية معاً ، فلا يمكنك ان تهدم منه إلا ما ثبت بالتكرار ، واكتسب بالعادة أما العناصر الفطرية فيصعب التخلص منها ، ولذلك كان الشفاء من الهوى صعباً جداً . وقد قيل أن الوقوع في الهوى سهل ، والشفاء منه صعب ، والتدابير المانعة انجع في ذلك من التدابير الرادعة .
۲ - صفته الأدبية
بعض الأهواء يتفجر فجأة ويكون ظهوره كالصاعقة ، وبعضها يتولد بتبلور بطيء ( ۱ ) وتجمد طويل . فالأول يشبه الغريزة والثاني يشبه العادة .
هذا الذي بعث فلاسفة الأخلاق على ذم الهوى تارة ، وعلى مدحه أخرى . فقال بعضهم : الهوى قسري ، لأنه وليد الغريزة . وقال آخرون : انه اختياري ، لأنه مقارن للعقل والارادة .
وقال فريق : انه يفقر النفس ، فيمنعها من الاهتمام بما ليس له علاقة بما تحب ، وقال فريق انه بزيد ثروة النفس ، فيغنيها بالعناصر المعنوية الجديدة التي يضمها اليها . وقد قال الرواقيون ان اتباع الهوى شر ، لأنه عثرة في سبيل كمالنا الأدبي - فحبك الشيء خير حجر يعمي ويصم - وقال الابداعيون من كتاب القرنين الثامن عشر والتاسع عشر : ان الهوى كله . وانه لا يمكن أن يحدث في الوجود أمر عظيم إلا بتأثير الهوى . ولذلك كان من الواجب على المصلحين تنظيم الهيئة الأجتماعية على أسس يترك فيها لكل شخص حريـ التمتع بأهوائه .
فردريك نيتشه ( شکل ۳۱ )
٣ - الوحدة
- وهي أكثر صفات الهوى خطورة ، لأنها توجه الميول إلى غاية معينة ، فالعاشق لا يرى في الوجود إلا معشوقه ، ولا ينظر إلى الأشياء إلا من زاوية حبه . وسواء أكان الهوى عالياً ساميا ، أم كان خسيساً دنيئا ، فإنه يأخذ بمجامع قلبك ويكسب الشيء المحبوب قيمة جديدة في عينيك ، ولذلك قال ( نيتشه Nietzsche ) : إن الهوى يرتب الأشياء ترتيباً جديداً ، فيغير رأينا في الحياة ، ويبدل شعورنا ، ويصبغ حياتنا النفسية بلون جديد ، ويجعل المهم في أعيننا تافها ، والتافه مهماً ، ويوهمنا أن الحياة قد بدلت غير الحياة . فكان الاحساسات والأفكار مبتلة بندى الهوى ، وكان ذكريات الماضي ، وآمال الحاضر
وأحلام المستقبل منسوجة بخيوطه . أو كان الهوى كما قال ( هنري برغسون ) : طفولة جديدة .
والخلاصة ، إن الهوى حالة جمع وتأليف ، تتحد فيها عناصر النفس المتفرقة ، وتتجه إلى غاية واحدة جديدة .
تعليق