الفرق بين الهوى والهيجان والميل .. الأهواء
۲ - الفرق بين الهوى والهيجان والميل
إن الخلاف في معرفة حقيقة الهوى أدى إلى اعتباره من طبيعة الهيجان تارة ، ومن طبيعة الميل أخرى .
۱ - الهوى والهيجان : - كان ( جوفروا ) و ( غارنيه ( يقولان : إن كلمة هوى لا تطلق إلا على الهيجانات الشديدة . ولم يفرق ) ريبو ( بين الهوى والهيجان إلا من حيث المدة . قال :
إذا فحصنا عن خصائص الهوى وعن العلامات التي يتميز بها عن سائر الأحوال الانفعالية ، وجب علينا فصله عن الهيجان من جهة ، وعن الجنون من جهة أخرى . لان الهوى قائم بين الاثنين في منتصف الطريق .
من الصعب أن نفرق بين الهيجان والهوى بوضوح وضبط . فهل يختلفان بالطبيعة ؟ كلا . لان الهيجان هو المنبع الذي ينبجس منه الهوى ، أم يختلفان بالدرجة ؟ إن هذا الفرق غير ثابت . لانه يوجد هيجانات هادئه ، وأهواء شديدة ، كما يوجد هيجانات قوية ، وأهواء ساكنة . لم يبق اذن بين الهوى والهيجان إلا فرق ثالث ، وهو : الفرق في المدة ويقال بصورة عامة إن الهوى حالة دائمة ومزمنة . أما الهيجان فهو حالة موقتة وسريعة ...
ليثبت الهيجان بدلاً من أن يزول ، وليتكرر دون انقطاع ، وليبق على ما هو عليه مع قليل من التبدل اللازم للانتقال من الحالة الحادة إلى الحالة المزمنة ، فان الحالة التي تتولد منه على هذة الصورة هي الهوى . فالهوی اذن هیجان دائم ) ( ۱ )
لقد انتقد العلماء هذه النظرية وقالوا انها واهية الاساس ولانها تعرف الهوى بنتائجه لا بماهيته ، ولو أنعمنا النظر في حقيقة الهوى لظهر لنا انه يختلف عن الهيجان كل الاختلاف . نعم انها ينبجسان من ينابيع الميول والغرائز ، ولكن تفجر نهرين من جبل واحد لا يدل على وحدتها .
٢ - الهوى والميل : - ولذلك كان الهوى إلى الميل أقرب ، وعليه أدل . وقد قال ( كانت ) في كتاب الانتربولوجيا ( ۲ ) : : إن الهيجان والهوى ضدان لا يجتمعان ، وإن الفرق بينهما ليس في الشدة والمدة فقط ، وإنماهو في الماهية . وقال ايضاً : « حيث يوجد كثير من الهيجان لا يوجد في الغالب إلا قليل من الهوى ، . فالامم التي يغلب عليها الاضطراب والهيجان قلما شعرت بالأهواء العميقة الثابتة ، وكثيراً ما تكون الأمزجة الهادئة أكثر تعرضاً للأهواء العميقة من الأمزجة المضطربة . وكلما كان النهر عميقاً كان جريانه بطيئاً .
قال ( كانت ) : مثل الهيجان كمثل سيل طغى فهدم سده ، ومثل الهوى كمثل الماء الذي يحفر بجراه ، فيتعمق فيه قليلا قليلا . الهيجان يشبه سورة الخمر ، والهوى يشبه مرضاً متولداً من فساد البنية أو امتصاص السم .
وقال ( دوماس ) : الهيجان قوة صادرة عن المركز ، والهوى قوة متجهة اليه ، الأولى تبعث على تبذير الحركات وتشتيتها ، والثانية تبعث على تجمعها . فالهيجان يشبه فقدان الإرادة ، أما الهوى فيشبه الارادة نفسها . ( ٤ )
ينتج من ذلك أن الفرق بين الهيجان والهوى كبير جداً ، حتى أن الطفل على العموم كثير التهيج قليل الهوى . وسرعة التهيج تدل على تبدد الحساسية وتبعثرها ، فلا نضطرب لأقل شيء إلا لعدم وجود مركز تتجمع حياتنا حوله ، ولا تنفعل بسهولة إلا لفقدان التنظيم والوحدة من نزعاتنا النفسية .
ولذلك كان الهوى باعثاً على تجمع النزعات حول مركز واحد ، فهو ، كما قال « ریبو » في الحياة الانفعالية ، كالفكرة الثابتة في الحياة العقلية . وإذا استولى على النفس سخر ميولها كلها ، ووجهها إلى هدف واحد ، فهو اذن أقرب إلى الميل منه إلى الهيجان . والفرق بينه وبين الميل ليس في الماهية وانما هو في الدرجة . وقد عرفناه بقولنا : انه ميل النفس الشديد إلى ما تحب وتشتهي .
تكون الميول في حالة الاعتدال متسقة ومتوازنة ، لا سيطرة لاحدها على الآخر ، فاذا وقع المرء في النهوى تهدم نظام ميوله الطبيعي ، وانحلت عراه ، ثم تضخم ميل واحد منها وسيطر على الميول الأخرى ، وقد يطردها من ميدان الشعور ، فينفرد وحده بالعمل ويكون تعلق الانسان به مانعاً من التفكير في غيره ، ولقد أحسن من وصفه بقوله : إنه إله معبود .
۲ - الفرق بين الهوى والهيجان والميل
إن الخلاف في معرفة حقيقة الهوى أدى إلى اعتباره من طبيعة الهيجان تارة ، ومن طبيعة الميل أخرى .
۱ - الهوى والهيجان : - كان ( جوفروا ) و ( غارنيه ( يقولان : إن كلمة هوى لا تطلق إلا على الهيجانات الشديدة . ولم يفرق ) ريبو ( بين الهوى والهيجان إلا من حيث المدة . قال :
إذا فحصنا عن خصائص الهوى وعن العلامات التي يتميز بها عن سائر الأحوال الانفعالية ، وجب علينا فصله عن الهيجان من جهة ، وعن الجنون من جهة أخرى . لان الهوى قائم بين الاثنين في منتصف الطريق .
من الصعب أن نفرق بين الهيجان والهوى بوضوح وضبط . فهل يختلفان بالطبيعة ؟ كلا . لان الهيجان هو المنبع الذي ينبجس منه الهوى ، أم يختلفان بالدرجة ؟ إن هذا الفرق غير ثابت . لانه يوجد هيجانات هادئه ، وأهواء شديدة ، كما يوجد هيجانات قوية ، وأهواء ساكنة . لم يبق اذن بين الهوى والهيجان إلا فرق ثالث ، وهو : الفرق في المدة ويقال بصورة عامة إن الهوى حالة دائمة ومزمنة . أما الهيجان فهو حالة موقتة وسريعة ...
ليثبت الهيجان بدلاً من أن يزول ، وليتكرر دون انقطاع ، وليبق على ما هو عليه مع قليل من التبدل اللازم للانتقال من الحالة الحادة إلى الحالة المزمنة ، فان الحالة التي تتولد منه على هذة الصورة هي الهوى . فالهوی اذن هیجان دائم ) ( ۱ )
لقد انتقد العلماء هذه النظرية وقالوا انها واهية الاساس ولانها تعرف الهوى بنتائجه لا بماهيته ، ولو أنعمنا النظر في حقيقة الهوى لظهر لنا انه يختلف عن الهيجان كل الاختلاف . نعم انها ينبجسان من ينابيع الميول والغرائز ، ولكن تفجر نهرين من جبل واحد لا يدل على وحدتها .
٢ - الهوى والميل : - ولذلك كان الهوى إلى الميل أقرب ، وعليه أدل . وقد قال ( كانت ) في كتاب الانتربولوجيا ( ۲ ) : : إن الهيجان والهوى ضدان لا يجتمعان ، وإن الفرق بينهما ليس في الشدة والمدة فقط ، وإنماهو في الماهية . وقال ايضاً : « حيث يوجد كثير من الهيجان لا يوجد في الغالب إلا قليل من الهوى ، . فالامم التي يغلب عليها الاضطراب والهيجان قلما شعرت بالأهواء العميقة الثابتة ، وكثيراً ما تكون الأمزجة الهادئة أكثر تعرضاً للأهواء العميقة من الأمزجة المضطربة . وكلما كان النهر عميقاً كان جريانه بطيئاً .
قال ( كانت ) : مثل الهيجان كمثل سيل طغى فهدم سده ، ومثل الهوى كمثل الماء الذي يحفر بجراه ، فيتعمق فيه قليلا قليلا . الهيجان يشبه سورة الخمر ، والهوى يشبه مرضاً متولداً من فساد البنية أو امتصاص السم .
وقال ( دوماس ) : الهيجان قوة صادرة عن المركز ، والهوى قوة متجهة اليه ، الأولى تبعث على تبذير الحركات وتشتيتها ، والثانية تبعث على تجمعها . فالهيجان يشبه فقدان الإرادة ، أما الهوى فيشبه الارادة نفسها . ( ٤ )
ينتج من ذلك أن الفرق بين الهيجان والهوى كبير جداً ، حتى أن الطفل على العموم كثير التهيج قليل الهوى . وسرعة التهيج تدل على تبدد الحساسية وتبعثرها ، فلا نضطرب لأقل شيء إلا لعدم وجود مركز تتجمع حياتنا حوله ، ولا تنفعل بسهولة إلا لفقدان التنظيم والوحدة من نزعاتنا النفسية .
ولذلك كان الهوى باعثاً على تجمع النزعات حول مركز واحد ، فهو ، كما قال « ریبو » في الحياة الانفعالية ، كالفكرة الثابتة في الحياة العقلية . وإذا استولى على النفس سخر ميولها كلها ، ووجهها إلى هدف واحد ، فهو اذن أقرب إلى الميل منه إلى الهيجان . والفرق بينه وبين الميل ليس في الماهية وانما هو في الدرجة . وقد عرفناه بقولنا : انه ميل النفس الشديد إلى ما تحب وتشتهي .
تكون الميول في حالة الاعتدال متسقة ومتوازنة ، لا سيطرة لاحدها على الآخر ، فاذا وقع المرء في النهوى تهدم نظام ميوله الطبيعي ، وانحلت عراه ، ثم تضخم ميل واحد منها وسيطر على الميول الأخرى ، وقد يطردها من ميدان الشعور ، فينفرد وحده بالعمل ويكون تعلق الانسان به مانعاً من التفكير في غيره ، ولقد أحسن من وصفه بقوله : إنه إله معبود .
تعليق