كبت الميول ، الميول الغيرية .. الميول والنزاعات .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كبت الميول ، الميول الغيرية .. الميول والنزاعات .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    كبت الميول ، الميول الغيرية .. الميول والنزاعات

    ٦ - كبت الميول
    ومن الظواهر النفسية التي ذكرها علماء النفس في بحث الميول ظاهرة الكبت . فقد وصفها العالم النمسوي ( سيغموند فرويد ) وبين أثرها في الحياة اللاشعورية . وهو صاحب نظرية التحليل النفسي ( Psychanalyse ) التي يمكن تسميتها أيضاً بطريقة سبر الشعور . وقد رأينا في بحث اللاشعور أن وراء الحياة النفسية الظاهرة حياة مظلمة ، مؤلفة من النزعات الخفية ، والاهواء الدفينة والاحلام المكبوتة . والميول ليست ظاهرة بالذات ، بل قد يعرض لها أن تظهر ، وقد تكمن في النفس وراء الشعور فتمنعها الحياة الاجتماعية ، والاخلاق والتربية ، والأدب من الظهور . مثال ذلك الغرائز الجنسية ، فإن الأدب ، والحشمة ، واللياقة ، والتربية ، تزجرنا عن اطلاقها وتمنعنا من إظهارها ، فيتولد من هذا الزجر وهذا التضييق على الطبيعة حياة ثانية مشتقة ، فالكبت إذن هو العملية اللاشعورية التي يقصى بها المرء بعض تصوراته وعواطفه المؤلمة ورغائبه المحرمة عن ساحة الشعور الواضح ليخفيها في العقل الباطن أي في اللاشعور ( ۱ ) . وتتم هذه العملية بغير إرادة ، أو تتم في أكثر الأحيان بغير علم .

    وللكبت نتائج نفسانية وجسمانية معاً ؛ نقتصر الآن على ذكر النفسانية منها :
    ١ - الكبت يولد في النفس قلقاً وألما . لأن إخفاء الميول بالقهر لا بد من أن يخلق حالة نفسية منافية . وقد رأيت أن اللذة تتولد من موافقة الفعل للميول ، والألم من مخالفته لها . ولذلك كان الكبت باعثاً على القلق والفم واليأس .

    ٢ - والكبت يولد في اللاشعور عقداً نفسية ( Complexes ) تجعل صاحبها عاجزاً عن القيام ببعض الأفعال . فالميول المكبوتة لا تزول عن النفس ، بل تبقى وراء الشعور ، والعقد النفسية التي تتولد منها مؤلفة من عناصر عقلية ، وعناصر انفعالية ، وعناصر فاعلة .

    ۳ - ومن الأفعال الدالة على الميول المكبوتة غلط اللسان ، وغلط الكتابة ، ونسيان بعض الألفاظ ، وإضاعة بعض الأشياء .
    آ - غلط اللسان : - من الأمثلة التي ذكرها ( فرويد ( قول رئيس البرلمان النمساوي عند افتتاح إحدى جلسات المجلس : إن الجلسة قد انتهت ، بدلاً من قوله افتتحت فدل بذلك على رغبته في التخلص من جلسة لا فائدة منها . وقول أحد الاساتذة في محاضرته الافتتاحية : « لست مستعداً لتقدير مزايا سلفي ، بدلاً من قوله لست أهلا لتقدير مزايا سلفي ، فدل بذلك على أنه يبغضه ويمقته .

    ب - النسيان : - ونسيان بعض الأشياء دليل على عدم الرغبة فيها مثال ذلك : إن فتاة نسيت ليلة عرسها أن تذهب إلى الخياطة لقياس ثوبها ، فدلت بذلك على عدم رغبتها في ذلك الزواج ، فما لبثت أن طلقت زوجها بعد قليل . ونسيان الرسالة على المنضدة دليل على عدم الاهتمام بالشخص الذي نريد أن نبعث اليه بها . وقد قيل أن ضياع بيانات الدفع أسهل من ضياع سندات القبض . كل ذلك يدل على أن نزعاتنا الخفية تحدد أفعالنا وتقيدها ، من غير أن يكون لارادتنا الواضحة تأثير فيها .

    ج - الأحلام : - والأحلام تحقق في النوم ما يحجبه عنا الحس الظاهر ، أو نرغب فيه ونشتهيه في اليقظة . ولذلك كانت أحلامنا بالجملة دالة على ميولنا .

    د - و من هذه الامثلة أيضاً بعض الامراض العصبية والنفسية . فقد بين ( فرويد ) أن أسبابها ترجع إلى كبت بعض الميول .

    هناك عمليتان أساسيتان في نظرية التحليل النفسي : هما عمليتا التحويل والتصعيد ، ( ص - ۲۲۱ ) . وذلك أن الإنسان يستبدل بالميول المكبوتة ميولاً مباينة لها في الظاهر ، ومطابقة لها في الباطن . . ويسمى هذا الفعل النفسي بتحويل الميول ، فيتحول الطمع إلى قناعة ، والطموح إلى احسان وكرم . وقد يغير الإنسان هدف ميوله فيرفعها من طور أدنى إلى طور أعلى ، ويسمى هذا الفعل بالتصعيد ، فتتبدل الغريزة الجنسية إلى نزعة أسمى منها ، كالحب العذري عموماً ، وحب الجمال ، والشعر ، والموسيقى خصوصاً .

    والغريزة الجنسية أو طاقة الحياة التي يسميها ( فرويد ) ( ليبيدو Libido ) هي أصل الغرائز وأكثرها خطورة . لانها تختمر في نفس الصبي فتجعله يحب أمه ويكره أباه . إن العواطف الخلقية ، والفنون الجميلة ، والآداب ، والشرائع ، كلها مشتقة من هذه الغريزة الاصلية .

    هذه اشارة سريعة إلى نظرية الغريزة الجنسية التي وضعها ( فرويد ) فعمت الآداب والاخلاق . ولا شك في أن ( فرويد وأصحابه قد بالغوا فيما ذكروه وفسروه من الامثلة . و لعل خطأهم ناشيء عن عدم تقيدهم بمعنى الغريزة الجنسية ، فبدلوا معناها وأطلقوه على كل شيء .

    على أن نظرية التحليل النفسي لا تخلو من بعض الافكار الصائبة والقضايا الصادقة ، فهي تبين لنا أن للغريزة الجنسية تأثيراً عميقاً في حياتنا ، وهي تجعلنا نستنبط من طريقــــة التحليل النفسي بعض قواعد الطب والتربية .

    ومع أن الكلام على مسألة الكبت لا يخلو من المبالغة فإن تأثير هذه العملية لا يقل خطورة عن تأثير العمليات النفسية الأخرى . فهي تبعث على تخمر الميول والنزعات وراء حجاب الشعور ، وهي تؤثر في تكون الشخصية ، وتبين لنا أن أعمالنا الظاهرة متصلة بنزعاتنا الباطنة . وأنه لا بد لكل نزعة من نزعاتنا من أن تتبدل وفقاً لحياتنا النفسية ، وتنتظم في سلك نزعاتنا الأخرى ، ويسمى هذا التبدل بالتنظيم النفسي . وقد تنقلب النزعات المادية بتأثير الحياة النفسية ، والحياة الاجتماعية إلى نزعات روحانية واجتماعية ، فالحب مثلا ليس إلا صورة روحانية مشتقة من بخار الغريزة الجنسية ، ولكن صورته تختلف باختلاف الأوساط الاجتماعية ، واختلاف طرق التنشئة الفردية .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٥١_1(2).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	130.5 كيلوبايت  الهوية:	185417 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٥٣_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	109.3 كيلوبايت  الهوية:	185418 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٥٤_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	113.3 كيلوبايت  الهوية:	185419 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٥٥_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	54.4 كيلوبايت  الهوية:	185420

  • #2
    Suppressing inclinations, heterosexual tendencies, inclinations and conflicts

    6- Suppressing inclinations
    One of the psychological phenomena mentioned by psychologists in researching tendencies is the phenomenon of repression. The Austrian scientist Sigmund Freud described it and explained its effect on the unconscious life. He is the author of the theory of psychoanalysis, which can also be called the method of probing feelings. We have seen in researching the unconscious that behind the apparent psychological life there is a dark life, composed of hidden tendencies and buried passions. And repressed dreams, and inclinations are not apparent in themselves, but they may happen to appear, or they may lie in the soul behind the feelings, so social life, morals, education, and etiquette prevent them from appearing. An example of this is the sexual instincts, for etiquette, decency, propriety, and upbringing repel us from unleashing them and prevent us. From manifesting it, this repression and this restriction of nature generates a second, derived life. Repression, then, is the unconscious process by which a person excludes some of his perceptions, painful emotions, and forbidden desires from the arena of clear feeling in order to hide them in the subconscious mind, that is, in the subconscious (1). This process takes place without will. Or, more often than not, it is done without knowledge.

    Repression has both psychological and physical consequences. We now limit ourselves to mentioning the psychological ones:
    1- Repression creates anxiety and pain in the soul. Because hiding inclinations through coercion must create an adverse psychological state. I have seen that pleasure is generated from the agreement of action with inclinations, and pain from its contradiction to them. Therefore, repression was a cause of anxiety, frustration, and despair.

    2 - Repression generates psychological complexes in the subconscious that make its owner incapable of performing some actions. Repressed tendencies do not go away from the soul, but rather remain behind the feeling, and the psychological complexes that are generated from them are composed of mental elements, emotional elements, and active elements.

    3 - Among the actions that indicate repressed tendencies are sloppy speech, sloppy writing, forgetting some words, and wasting some things.
    A - Error of the tongue: - Among the examples mentioned by Freud is the statement of the Speaker of the Austrian Parliament at the opening of one of the Council’s sessions: “The session has ended,” instead of him saying, “It has opened.” This indicates his desire to get rid of a useless session. And what one of the professors said in his opening lecture. “I am not ready to appreciate the merits of my predecessor,” instead of him saying, “I am not qualified to appreciate the merits of my predecessor,” which indicates that he hates and abhors him.

    B - Forgetting: Forgetting some things is evidence of not wanting them. Example: A girl forgot on her wedding night to go to the seamstress to measure her dress. This indicated that she did not want that marriage, and she soon divorced her husband. Forgetting the letter on the table is evidence of a lack of interest in the person to whom we want to send it. It has been said that losing payment data is easier than losing receipts. All of this indicates that our hidden tendencies determine and restrict our actions, without our clear will having any influence on them.

    C - Dreams: - Dreams realize in sleep what the apparent sense withholds from us, or we desire and desire while awake. Therefore, our dreams in general are indicative of our inclinations.

    D - These examples also include some neurological and psychological diseases. Freud explained that its causes are due to the repression of some tendencies.

    There are two basic processes in psychoanalytic theory: the processes of conversion and escalation, (p. 221). This is because a person replaces repressed inclinations with inclinations that are different from them outwardly and identical to them inwardly. . This psychological action is called the transformation of inclinations, which turns greed into contentment, and ambition into benevolence and generosity. A person may change the goal of his inclinations and raise them from a lower stage to a higher stage. This action is called escalation, and the sexual instinct changes to a higher inclination, such as virginal love in general, and the love of beauty, poetry, and music in particular.

    The sexual instinct or life energy, which Freud called (libido), is the origin of instincts and the most dangerous. Because it brews in the boy's soul and makes him love his mother and hate his father. Congenital emotions, fine arts, literature, and laws are all derived from this original instinct.

    This is a quick reference to the theory of sexual instinct developed by Freud, which pervaded morals and ethics. There is no doubt that Freud and his companions exaggerated the examples they mentioned and interpreted. Perhaps their error stemmed from their lack of adherence to the meaning of the sexual instinct, so they changed its meaning and applied it to everything.

    However, the theory of psychoanalysis is not devoid of some correct ideas and honest issues. It shows us that the sexual instinct has a profound impact on our lives, and it makes us deduce from the method of psychoanalysis some rules of medicine and education.

    Although talk about the issue of repression is not without exaggeration, the effect of this process is no less dangerous than the effect of other psychological processes. It encourages the fermentation of inclinations and tendencies behind the veil of feeling. It affects the formation of personality and shows us that our outward actions are connected to our inward inclinations. Each of our tendencies must change according to our psychological life, and be regulated in the course of our other tendencies, and this change is called psychological organization. Materialistic tendencies may be transformed by the influence of psychological life and social life into spiritual and social tendencies. Love, for example, is nothing but a spiritual image derived from the vapor of the sexual instinct, but its image varies according to social circles and different methods of individual upbringing.

    تعليق

    يعمل...
    X