العطف والرأفة ، الميول الغيرية .. الميول والنزاعات
٢ - العطف والرأفة
- العطف هو القدرة على مشاركة الآخرين فيما يشعرون به . إن أبسط شكل للعطف هو العدوى ، وهي أن يكرر الفرد أفعال الآخرين ، وحركاتهم وأحوالهم تلقائياً دون تفكير وإرادة وتسمى عدوى الحركات والأفعال بالعدوى العضوية . وهي موجودة أيضا في عالم الحيوان ، كمثل الكلب الذي ينبح لدي سماعه نباح غيره من الكلاب . وكمثل الحشرات التي يقلد بعضها بعضاً تقليداً تلقائياً ، فتشترك كلها في عمل واحد . وقد دلت ملاحظات العلماء على أن العمل الفردي ينتشر من نحلة إلى أخرى ، فيشترك فيه لفيف من النحل . وأثبتوا أيضاً أن هذه العدوى أساس التعاون في عالم الحيوان . وكثيراً ما يبعث فرار جندي واحد على هرب رفاقه وانكسار الجيش كله . فالضحك والتثاؤب ، والسعال ، والتصفيق ، والمجاراة في السير ، كل ذلك ينتقل بالعدوى . و شبيه بذلك أيضاً ظواهر العدوى الموجودة في بعض الأمراض العصبية . فإذا أحدثت حركة أمام المريض أعاد تلك الحركة نفسها ، فيرفع يده اليسرى عندما ترفع يدك اليمنى ، كأنك مرآة حقيقية يقلد صورته فيها ، ولذلك سمي هذا التقليد بالتقليد و الشفاف ) لأن الشخص يعيد الحركة التي تحدثها أمامه ، كما يحاكي خيال المرآة حركات الواقف أمامها ، وإذا ألقى على هذا الشخص سؤال أعاده من غير أن يجيب عنه . وتسمى هذه الحالة بالصداء ( Echolalie ) لان الشخص يعيد الكلام الذي سمعه ، كالببغاء . إن المرض لم يخلق هنا شيئاً جديداً ، بل انتزع التصورات من النفس ليعيدها إلى حالتها الإبتدائية الخالية من التصور ، لقد كانت هذه التصورات المختلفة عقبة في سبيل التقليد وكان تصور حركة من الحركات في الحالة الطبيعية لا يبعث على إتيانها ، لان التصورات الاخرى الموجودة في النفس كانت تقيد تلك الحركة . وتمنع الجسم من القيام بها ، ولكن لما خلا ذهن المريض من التصور ازداد ميله إلى تقليد الاحوال التي يشاهدها عند غيره ، لان المرض يرجع الراشد إلى حالة الطفولة ، فالإنسان يميل إذن بفطرته إلى تكرار حركات الآخرين ،
ويمكن الإنتقال من عدوى الحركات والافعال إلى عدوى الاحوال النفسية ، لقد رأينا في بحث الهيجان كيف يبعث تقليد الحركات الظاهرة على الشعور بما تنطوي عليه نفس المقلد ( ص - ٢٥١ ) وكيف يمكن توليد الخشوع بالركوع ، والخوف بالهرب ، ثم كيف ينتقل الخوف بالعدوى كما ينتقل الغضب والحزن والسرور ، وكما تدل العدوى العضوية على العطف الجسدي ، فكذلك تدل العدوى النفسية على العطف النفسي .
ولنبحث الآن في شروط العطف والرأفة .
العطف أصل الميول الاجتماعية كلها . فنحن نميل إلى مشاركة الناس في مسراتهم وأفراحهم ، وإلى مشاطرتهم آلامهم وهمومهم ، وقد ننسى نفوسنا لمحة من الزمن ، فلا نفكر إلا في الذين محضناهم الود والعطف والرأفة ، فنحب ما يحبون ، ونرغب فيما يرغبون فيه ، كان عواطفنا وعواطفهم قد امتزجت بعضها ببعض حتى اصبحت عواطف شخص واحد
والعطف الحقيقى لا يقتضي المشاركة في الحزن والسرور فحسب ، بل يقتضي المؤازرة بالجهد والفعل ، فإذا اقتصرنا على الشعور بما غشي غيرنا من النوائب ، وبما أصابهم من حوادث الدهر كان عطفنا عطفاً كاذباً ، لان العطف الحقيقى يجعلني شريكك بالفعل ، لا دفع عنك ما دهمك ، وأنصرك على ما ألم بك .
ولذلك كان العطف الحقيقي مؤلفاً من عنصرين أحدهما انفعالي ، والآخر فاعل ، فالإنفعالي هو الشعور بما عوا الآخرين من حوادث الدهر ، أما الفاعل فهو مؤازرتهم ومعاونتهم على تحمل ما ألم بهم من الشقاء .
وكثيراً ما يتغلب هذا العنصر الانفعالي على العنصر الفاعل . مثال ذلك أن الحضارة الحديثة قد أدت إلى ارتقاء العواطف الغيرية حتى صار الإنسان شريك الانسان في الشعور بما حل به ، يسره • ابتهاج أخيه ، ويحزن لما يؤلمه ، ويشعر أن الانسان صديق الانسان في السراء والضراء ، لا فرق بين عربي وأعجمي ، ولا ميزة لأحدهما على الآخر . ولكن ارتقاء هذا العنصر الانفعالي لم يبعث على ارتقاء العنصر الفاعل ، لأن عطفنا على المساكين لا يتعدى طور الشعور بما أصابهم . قال ( موكسيون ) ( ۱ ) : ( لا يؤدي عطف الطبقات في أوربة إلا إلى إحسان سريع التقهقر أمام داعي التضحية ، فالأناني المثقف ليس عديم الشعور بالرأفة ، ولكنه لا يحمل نفسه ما يستطيع به تخفيف آلام الآخرين . وكم رجل حركته الرأفة ، فندب حظ المجرم البائس ، وتساقطت عبراته حزناً على الفقير المظلوم ، ومع ذلك فإن رأفته السطحية لم تبعثه على معاونة مواطنيه ، ولا على انقاذ أصدقائه من الخطر المحدق بهم .
ما هي العوامل المؤثرة في العطف ؟
إن العوامل التي تؤثر في العطف كثيرة نذكر منها ما يلي :
آ - حالة الجملة العصبية : ان لعطفنا كما لغيره من انفعالاتنا علاقة بجملتنا العصبية ، وهو يتبدل بحسب نشاطها أو انحطاطها وركودها ، فتارة تبعثنا حالتنا العصبية على مشاركة الناس في حزنهم وسرورهم ، وتارة تجفف عواطفنا ، وتنضب ينابيع الرأفة الكامنة في قلوبنا .
ب - تأثير المخيلة : للمخيلة تأثير في العطف لا يقل خطورة عن تأثير الجملة العصبية ، فكلما كان الخيال أوسع كان الشعور بما غشي اصدقاءنا من النوائب أشد ، وأوضح ، وأدعى إلى الاهتمام بهم ، ونحن لا نرثي إلا لحال الذين دهمهم من الحوادث ما دهمنا ، نحن اليهم ونعطف عليهم أكثر من غيرهم ، لأننا نحيي بالذاكرة صورة ماضينا ، و ، ونجسم بالمخيلة ما وقع لنا ، ونقابله بما نشاهد ، فتنبجس من قلوبنا عاطفة الرأفة والحنين ، وهذا يتطلب درجة عالية من الخيال والتفكير لا توجد للأطفال ، ولذلك كان الطفل دون الراشد في العطف على البؤساء ، وأقل منه حنيناً اليهم ، وتوجداً لهم . وقد يقسو على الحيوان والانسان ولا يدرك معنى الألم الذي سببه لهما . ولو وضعنا أمام رجلين صورة تمثل فقيراً انتقل من نعمى العيش إلى البؤس ، لاختلف كل منهما عن أخيه في إدراك معاني تلك الصورة . فاذا كان الأول واسع الخيال ، استعرض أحوال ذلك الفقير المسكين من البداية إلى النهاية ، وشاركه في كل دور من أدوار حياته فيا غشيه من الحزن ، وما حل به من الشقاء . وإذا كان ضيق الخيال اقتصر في تصوره على إدراك ما شاهده بحواسه ( ۱ ) .
و المرء يهيجه منظر الحزن أكثر مما يؤثر فيه منظر النضارة والسعادة ، وتؤثر فيه الواقعات القريبة أكثر مما تؤثر فيه الواقعات البعيدة ، ويعطف على أقاربه وأحبابه أكثر مما يعطف على الغرباء . ولذلك كان الفراق في بعض الأحيان باعثاً على السلوان .
ج -- تأثير المثل الأعلى : إن تطور العطف تابع أيضاً لتطور المثل الأعلى . فإذا كان المثل الأعلى القاسية كانت الرأفة متقطعة ، فلا تتغلب على القسوة برهة ، إلا لتنتصر القسوة عليها . لقد كان ( أخيل ) يبكي عند المساء على ذكرى والده ، فإذا هو يضحي في اليوم الثاني بأثني عشر رجلا من طروادة لروح ) بطر وقل ) . - وإذا كان المثل الأعلى يضع الحكمة فوق القوة كانت الرأفة أوسع نطاقاً وأكثر دواما واتصالاً . وهذا الانتقال من القسوة إلى الرحمة تجده بارزاً في اخلاق ابطال الأوديسة أيضاً . لا تنقلب الرأفة إلى محبة حقيقية إلا حينما يتطلع الناس إلى المثل العليا الانسانية ، ويتوقون إلى اعتبار الانسان أخاً للانسان في الواجبات والحقوق معاً .
٢ - العطف والرأفة
- العطف هو القدرة على مشاركة الآخرين فيما يشعرون به . إن أبسط شكل للعطف هو العدوى ، وهي أن يكرر الفرد أفعال الآخرين ، وحركاتهم وأحوالهم تلقائياً دون تفكير وإرادة وتسمى عدوى الحركات والأفعال بالعدوى العضوية . وهي موجودة أيضا في عالم الحيوان ، كمثل الكلب الذي ينبح لدي سماعه نباح غيره من الكلاب . وكمثل الحشرات التي يقلد بعضها بعضاً تقليداً تلقائياً ، فتشترك كلها في عمل واحد . وقد دلت ملاحظات العلماء على أن العمل الفردي ينتشر من نحلة إلى أخرى ، فيشترك فيه لفيف من النحل . وأثبتوا أيضاً أن هذه العدوى أساس التعاون في عالم الحيوان . وكثيراً ما يبعث فرار جندي واحد على هرب رفاقه وانكسار الجيش كله . فالضحك والتثاؤب ، والسعال ، والتصفيق ، والمجاراة في السير ، كل ذلك ينتقل بالعدوى . و شبيه بذلك أيضاً ظواهر العدوى الموجودة في بعض الأمراض العصبية . فإذا أحدثت حركة أمام المريض أعاد تلك الحركة نفسها ، فيرفع يده اليسرى عندما ترفع يدك اليمنى ، كأنك مرآة حقيقية يقلد صورته فيها ، ولذلك سمي هذا التقليد بالتقليد و الشفاف ) لأن الشخص يعيد الحركة التي تحدثها أمامه ، كما يحاكي خيال المرآة حركات الواقف أمامها ، وإذا ألقى على هذا الشخص سؤال أعاده من غير أن يجيب عنه . وتسمى هذه الحالة بالصداء ( Echolalie ) لان الشخص يعيد الكلام الذي سمعه ، كالببغاء . إن المرض لم يخلق هنا شيئاً جديداً ، بل انتزع التصورات من النفس ليعيدها إلى حالتها الإبتدائية الخالية من التصور ، لقد كانت هذه التصورات المختلفة عقبة في سبيل التقليد وكان تصور حركة من الحركات في الحالة الطبيعية لا يبعث على إتيانها ، لان التصورات الاخرى الموجودة في النفس كانت تقيد تلك الحركة . وتمنع الجسم من القيام بها ، ولكن لما خلا ذهن المريض من التصور ازداد ميله إلى تقليد الاحوال التي يشاهدها عند غيره ، لان المرض يرجع الراشد إلى حالة الطفولة ، فالإنسان يميل إذن بفطرته إلى تكرار حركات الآخرين ،
ويمكن الإنتقال من عدوى الحركات والافعال إلى عدوى الاحوال النفسية ، لقد رأينا في بحث الهيجان كيف يبعث تقليد الحركات الظاهرة على الشعور بما تنطوي عليه نفس المقلد ( ص - ٢٥١ ) وكيف يمكن توليد الخشوع بالركوع ، والخوف بالهرب ، ثم كيف ينتقل الخوف بالعدوى كما ينتقل الغضب والحزن والسرور ، وكما تدل العدوى العضوية على العطف الجسدي ، فكذلك تدل العدوى النفسية على العطف النفسي .
ولنبحث الآن في شروط العطف والرأفة .
العطف أصل الميول الاجتماعية كلها . فنحن نميل إلى مشاركة الناس في مسراتهم وأفراحهم ، وإلى مشاطرتهم آلامهم وهمومهم ، وقد ننسى نفوسنا لمحة من الزمن ، فلا نفكر إلا في الذين محضناهم الود والعطف والرأفة ، فنحب ما يحبون ، ونرغب فيما يرغبون فيه ، كان عواطفنا وعواطفهم قد امتزجت بعضها ببعض حتى اصبحت عواطف شخص واحد
والعطف الحقيقى لا يقتضي المشاركة في الحزن والسرور فحسب ، بل يقتضي المؤازرة بالجهد والفعل ، فإذا اقتصرنا على الشعور بما غشي غيرنا من النوائب ، وبما أصابهم من حوادث الدهر كان عطفنا عطفاً كاذباً ، لان العطف الحقيقى يجعلني شريكك بالفعل ، لا دفع عنك ما دهمك ، وأنصرك على ما ألم بك .
ولذلك كان العطف الحقيقي مؤلفاً من عنصرين أحدهما انفعالي ، والآخر فاعل ، فالإنفعالي هو الشعور بما عوا الآخرين من حوادث الدهر ، أما الفاعل فهو مؤازرتهم ومعاونتهم على تحمل ما ألم بهم من الشقاء .
وكثيراً ما يتغلب هذا العنصر الانفعالي على العنصر الفاعل . مثال ذلك أن الحضارة الحديثة قد أدت إلى ارتقاء العواطف الغيرية حتى صار الإنسان شريك الانسان في الشعور بما حل به ، يسره • ابتهاج أخيه ، ويحزن لما يؤلمه ، ويشعر أن الانسان صديق الانسان في السراء والضراء ، لا فرق بين عربي وأعجمي ، ولا ميزة لأحدهما على الآخر . ولكن ارتقاء هذا العنصر الانفعالي لم يبعث على ارتقاء العنصر الفاعل ، لأن عطفنا على المساكين لا يتعدى طور الشعور بما أصابهم . قال ( موكسيون ) ( ۱ ) : ( لا يؤدي عطف الطبقات في أوربة إلا إلى إحسان سريع التقهقر أمام داعي التضحية ، فالأناني المثقف ليس عديم الشعور بالرأفة ، ولكنه لا يحمل نفسه ما يستطيع به تخفيف آلام الآخرين . وكم رجل حركته الرأفة ، فندب حظ المجرم البائس ، وتساقطت عبراته حزناً على الفقير المظلوم ، ومع ذلك فإن رأفته السطحية لم تبعثه على معاونة مواطنيه ، ولا على انقاذ أصدقائه من الخطر المحدق بهم .
ما هي العوامل المؤثرة في العطف ؟
إن العوامل التي تؤثر في العطف كثيرة نذكر منها ما يلي :
آ - حالة الجملة العصبية : ان لعطفنا كما لغيره من انفعالاتنا علاقة بجملتنا العصبية ، وهو يتبدل بحسب نشاطها أو انحطاطها وركودها ، فتارة تبعثنا حالتنا العصبية على مشاركة الناس في حزنهم وسرورهم ، وتارة تجفف عواطفنا ، وتنضب ينابيع الرأفة الكامنة في قلوبنا .
ب - تأثير المخيلة : للمخيلة تأثير في العطف لا يقل خطورة عن تأثير الجملة العصبية ، فكلما كان الخيال أوسع كان الشعور بما غشي اصدقاءنا من النوائب أشد ، وأوضح ، وأدعى إلى الاهتمام بهم ، ونحن لا نرثي إلا لحال الذين دهمهم من الحوادث ما دهمنا ، نحن اليهم ونعطف عليهم أكثر من غيرهم ، لأننا نحيي بالذاكرة صورة ماضينا ، و ، ونجسم بالمخيلة ما وقع لنا ، ونقابله بما نشاهد ، فتنبجس من قلوبنا عاطفة الرأفة والحنين ، وهذا يتطلب درجة عالية من الخيال والتفكير لا توجد للأطفال ، ولذلك كان الطفل دون الراشد في العطف على البؤساء ، وأقل منه حنيناً اليهم ، وتوجداً لهم . وقد يقسو على الحيوان والانسان ولا يدرك معنى الألم الذي سببه لهما . ولو وضعنا أمام رجلين صورة تمثل فقيراً انتقل من نعمى العيش إلى البؤس ، لاختلف كل منهما عن أخيه في إدراك معاني تلك الصورة . فاذا كان الأول واسع الخيال ، استعرض أحوال ذلك الفقير المسكين من البداية إلى النهاية ، وشاركه في كل دور من أدوار حياته فيا غشيه من الحزن ، وما حل به من الشقاء . وإذا كان ضيق الخيال اقتصر في تصوره على إدراك ما شاهده بحواسه ( ۱ ) .
و المرء يهيجه منظر الحزن أكثر مما يؤثر فيه منظر النضارة والسعادة ، وتؤثر فيه الواقعات القريبة أكثر مما تؤثر فيه الواقعات البعيدة ، ويعطف على أقاربه وأحبابه أكثر مما يعطف على الغرباء . ولذلك كان الفراق في بعض الأحيان باعثاً على السلوان .
ج -- تأثير المثل الأعلى : إن تطور العطف تابع أيضاً لتطور المثل الأعلى . فإذا كان المثل الأعلى القاسية كانت الرأفة متقطعة ، فلا تتغلب على القسوة برهة ، إلا لتنتصر القسوة عليها . لقد كان ( أخيل ) يبكي عند المساء على ذكرى والده ، فإذا هو يضحي في اليوم الثاني بأثني عشر رجلا من طروادة لروح ) بطر وقل ) . - وإذا كان المثل الأعلى يضع الحكمة فوق القوة كانت الرأفة أوسع نطاقاً وأكثر دواما واتصالاً . وهذا الانتقال من القسوة إلى الرحمة تجده بارزاً في اخلاق ابطال الأوديسة أيضاً . لا تنقلب الرأفة إلى محبة حقيقية إلا حينما يتطلع الناس إلى المثل العليا الانسانية ، ويتوقون إلى اعتبار الانسان أخاً للانسان في الواجبات والحقوق معاً .
تعليق