فيلم ( أبناء السماء Childern Of Heaven ) .. الذي لا يُنسى
بفكرة صغيرة و بسيطة جداً و برؤية إخراجية واقعية ، و بأدوات سينمائية عادية ، بعيداً عن تكنولوجيا السينما الحديثة ، أستطاع المخرج الإيراني " مجيد مجيدي " أن يصنع فيلماً لفت انتباه السينمائيين في العالم و ينال العديد من الجوائز السينمائية ، عالمياً ، و بفضله تصل السينما الإيرانية عام 1998 ، و لأول مرة ، الى جائزة ( الأوسكار ) التي ترشح لها . و بات سيناريو هذا الفيلم يُدرّس ــ منذعام 2017 ــ في المدارس الثانوية في اليابان و في مدارس ولاية ( نيو مكسيكو ) الأمريكية .
الفيلم ، يحمل بالفارسية عنوان ( بَچّه هاي آسمان ) ولكنه تُرجم الى ( أبناء الجنة ـ Childern Of Heaven ) فيما الترجمة الصحيحة هي ( أبناء السماء ) ، فالمخرج لم يُسمِّ فيلمه ( بچّه هاي بهشت ) و إنْ كانت كلمة heaven في الإنجليزية قد تعني ( سماء ) في أحدى معانيها ، ولكن المخرج كان يعني السماء ( بالفارسية : آسمان ) . و هذا العنوان يُضفي مسحة ملائكية على بطلَي الفيلم ، الصبيـين الشقيقين " علي " و " زهرا " ، لما يتسمان به من براءةٍ و طاعةِ والدَين و إخلاصٍ و تفانٍ و نزاهةٍ و تفوق . رغم ظروفهما المعيشية الصعبة و القاسية جداً .
محورُ الفيلم الأساسي هو حذاء " زهرا " ، الذي بدا كما لو كان أحدَ أبطال الفيلم . و هو ( بطلٌ ) ظهر في بداية الفيلم بين يدَي الإسكافي ثم مرتين أوثلاثاً بين ثنايا الفيلم . ولكنه كان يُشكل محنة ، بل سبّبَ لوعة للشقيقين .. و فضولاً و شغفاً لدى المُشاهد . و بعد الإنتهاء من المشاهدة يجد المشاهدُ نفسه أمام تحدٍ : هل يستطيعُ أن ينسى هذا الفيلم ؟ أو هل يستطيع مقاومة الرغبة في مشاهدته مرةً ثانية أو ثالثة ؟
هكذا هي الأعمال الإبداعية العظيمة على مر التاريخ ، تلك التي اتسمت بالبساطة و بالعمق معاً ، فترسّخت في الذاكرات و الأذهان .
قصة الفيلم تتلخص في كون " علي " و " زهرا " تلميذين في مدرسة واحدة ، " زهرا " في دوام صباحي للبنات و " علي " في دوام ما بعد الظهر للأولاد ، و يعيشان في كنف عائلة مُعدمة جداً ، مكونةٍ من الأب الكادح الذي يبيع الشاي للعاملين في إحدى الشركات ، و بالكاد يسد ما يترتب عليه من ديَن لدى البقال لإطعام عائلته و عاجز عن دفع إيجار البيت المُختزل بهيأة غرفة هي للمعيشة و النوم و الطبخ معاً ، و من أم باتت عليلة بعد ولادة طفلها الثالث . و هذان الصَبيّان يملك كل ُواحدٍ منهما حذاءً واحداً فقط ، و بالياً .
تبدأ مَشاهدُ الفيلم من محل الإسكافي ، حيثُ ينتظر " علي " تصليحَ حذاء " زهرا " ، وردي اللون . ولكن في طريق العودة الى البيت يفقد الحذاء ، و من هنا تبدأ دراما الفيلم التي تبهر المشاهِدَ من خلال سيناريو مكتوبٍ بحبكةٍ و حساسيةٍ عالية و ذكاءٍ شديد يفاجئ المُشاهِدَ بأمور لم تكن في البال ، قد تتسم أحياناً بالكوميديا السوداء الخفيفة .
كان من الممكن أن يُحاسَب المخرجُ من قِبل رقابة نظام الجمهورية الإسلامية كون الأحداث تجري في عهده ، بدلالة علَم الجمهورية الإسلامية و بدلالة الحجاب و المراسم الدينية الشيعية التي تظهر في الفيلم . فالفيلم فضح الفارقَ الطبقيَ الشنيعَ في المجتمع الإيراني في ظل هذا النظام ، غير أن شفيعَ الفيلم هو أنه لم يتعرض لجانبٍ سياسي صريح ، بل مرّر رسالته عبر موضوعة ( الحذاء ) الطريفة ، ولكن العميقة إنسانياً و إجتماعياً و أدبياً و سينمائياً .. و حتى سياسياً.
كان الصبي " مير فرخ هاشميان " مذهلاً في دور ( علي ) ، و الصبية " بهاره صديقي " في دور ( زهرا ) ، كذا الممثل الإيراني المحترف " أمير ناجي " في دور الأب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
بفكرة صغيرة و بسيطة جداً و برؤية إخراجية واقعية ، و بأدوات سينمائية عادية ، بعيداً عن تكنولوجيا السينما الحديثة ، أستطاع المخرج الإيراني " مجيد مجيدي " أن يصنع فيلماً لفت انتباه السينمائيين في العالم و ينال العديد من الجوائز السينمائية ، عالمياً ، و بفضله تصل السينما الإيرانية عام 1998 ، و لأول مرة ، الى جائزة ( الأوسكار ) التي ترشح لها . و بات سيناريو هذا الفيلم يُدرّس ــ منذعام 2017 ــ في المدارس الثانوية في اليابان و في مدارس ولاية ( نيو مكسيكو ) الأمريكية .
الفيلم ، يحمل بالفارسية عنوان ( بَچّه هاي آسمان ) ولكنه تُرجم الى ( أبناء الجنة ـ Childern Of Heaven ) فيما الترجمة الصحيحة هي ( أبناء السماء ) ، فالمخرج لم يُسمِّ فيلمه ( بچّه هاي بهشت ) و إنْ كانت كلمة heaven في الإنجليزية قد تعني ( سماء ) في أحدى معانيها ، ولكن المخرج كان يعني السماء ( بالفارسية : آسمان ) . و هذا العنوان يُضفي مسحة ملائكية على بطلَي الفيلم ، الصبيـين الشقيقين " علي " و " زهرا " ، لما يتسمان به من براءةٍ و طاعةِ والدَين و إخلاصٍ و تفانٍ و نزاهةٍ و تفوق . رغم ظروفهما المعيشية الصعبة و القاسية جداً .
محورُ الفيلم الأساسي هو حذاء " زهرا " ، الذي بدا كما لو كان أحدَ أبطال الفيلم . و هو ( بطلٌ ) ظهر في بداية الفيلم بين يدَي الإسكافي ثم مرتين أوثلاثاً بين ثنايا الفيلم . ولكنه كان يُشكل محنة ، بل سبّبَ لوعة للشقيقين .. و فضولاً و شغفاً لدى المُشاهد . و بعد الإنتهاء من المشاهدة يجد المشاهدُ نفسه أمام تحدٍ : هل يستطيعُ أن ينسى هذا الفيلم ؟ أو هل يستطيع مقاومة الرغبة في مشاهدته مرةً ثانية أو ثالثة ؟
هكذا هي الأعمال الإبداعية العظيمة على مر التاريخ ، تلك التي اتسمت بالبساطة و بالعمق معاً ، فترسّخت في الذاكرات و الأذهان .
قصة الفيلم تتلخص في كون " علي " و " زهرا " تلميذين في مدرسة واحدة ، " زهرا " في دوام صباحي للبنات و " علي " في دوام ما بعد الظهر للأولاد ، و يعيشان في كنف عائلة مُعدمة جداً ، مكونةٍ من الأب الكادح الذي يبيع الشاي للعاملين في إحدى الشركات ، و بالكاد يسد ما يترتب عليه من ديَن لدى البقال لإطعام عائلته و عاجز عن دفع إيجار البيت المُختزل بهيأة غرفة هي للمعيشة و النوم و الطبخ معاً ، و من أم باتت عليلة بعد ولادة طفلها الثالث . و هذان الصَبيّان يملك كل ُواحدٍ منهما حذاءً واحداً فقط ، و بالياً .
تبدأ مَشاهدُ الفيلم من محل الإسكافي ، حيثُ ينتظر " علي " تصليحَ حذاء " زهرا " ، وردي اللون . ولكن في طريق العودة الى البيت يفقد الحذاء ، و من هنا تبدأ دراما الفيلم التي تبهر المشاهِدَ من خلال سيناريو مكتوبٍ بحبكةٍ و حساسيةٍ عالية و ذكاءٍ شديد يفاجئ المُشاهِدَ بأمور لم تكن في البال ، قد تتسم أحياناً بالكوميديا السوداء الخفيفة .
كان من الممكن أن يُحاسَب المخرجُ من قِبل رقابة نظام الجمهورية الإسلامية كون الأحداث تجري في عهده ، بدلالة علَم الجمهورية الإسلامية و بدلالة الحجاب و المراسم الدينية الشيعية التي تظهر في الفيلم . فالفيلم فضح الفارقَ الطبقيَ الشنيعَ في المجتمع الإيراني في ظل هذا النظام ، غير أن شفيعَ الفيلم هو أنه لم يتعرض لجانبٍ سياسي صريح ، بل مرّر رسالته عبر موضوعة ( الحذاء ) الطريفة ، ولكن العميقة إنسانياً و إجتماعياً و أدبياً و سينمائياً .. و حتى سياسياً.
كان الصبي " مير فرخ هاشميان " مذهلاً في دور ( علي ) ، و الصبية " بهاره صديقي " في دور ( زهرا ) ، كذا الممثل الإيراني المحترف " أمير ناجي " في دور الأب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ