راهبات ماجدَلين The Magdalene Sisters
يأتي هذ الفيلم ، الإيرلندي ــ البريطاني ، ضمن سلسلة أفلام كثيرة ، قبله و بعده ، أدانت و تدين سلوك و ممارسات الكنيسة الكاثوليكية ، منذ " محاكم التفتيش " المرعبة .. حتى اليوم . ممارساتٌ اتسمت بالقـَـسوة و الفساد المستور و الشذوذ و اغتصاب الراهبات و الأطفال في الأديرة ، من خلال ما يمكن أن نسميه بالإرهاب الديني ، فالوقائع التي تم و يتم الكشفُ عنها ــ بين فترة و أخرى ــ تبيـّـنُ أن الفاعلين الأساسيين لهذه الممارسات اللاأخلاقية هم رهبانُ الأديرة ، و تتستر عليهم راهباتٌ متنفذات يبعثن الرهبة في النفوس ، تحت ذرائع تعاليم الكاثوليكية و تجنب خدش راحة روح المسيح . و هذه الفضائح لم تعد تقتصرُ على الأديرة و الكنائس حسب ، بل طالت الڤاتيكان ذاتها ، فقد عزل البابا السابق " بندكت السادس عشر " ــ الذي توفي في 31 ديسمبر / كانون الأول 2022 ــ عزل 171 قسيساً بين عامي 2008 و 2009 لإرتكابهم جرائم جنسية بحق الأطفال . ثم عاد و فصل 400 قسيساً بين عامي 2011 و 2012 ، للسبب ذاته . ولكن منظمة حقوقيةً تابعةً للأمم المتحدة انتقدت هذا التصرف غيرَ الحازم ، حتى أن ثمة لغطاً كان يدور حول تورط البابا " بندكت السادس عشر " نفسه في شبكة دعارة بهذا الخصوص .. ما قاد الى استقالته المبهمة و المفاجئة من البابوية ، و تكتمت الڤاتيكان على سبب إستقالته .
و الآن ، يجد البابا " فرنسيس " أن الڤاتيكان باتت في وضع لا تُحسد عليه ، بعد الفضائح المتتالية بخصوص الإعتداءات الجنسية من قِبل رجال الدين الكاثوليك ، و منها فضيحة الكاردينال " جورج بيل " الذي كان يُعد الرجلَ الثالثَ في الڤاتيكان ، و الذي أُلقيَ القبضُ عليه في أستراليا و أدانته محكمة أسترالية في ( ملبورن ) بالإعتداء الجنسي على طفلين.
ليست قضية الإعتداءات الجنسية ، هي ما باتت تلتصق بالكنيسة الكاثوليكية ، بل التستر بالدين في ارتكاب فضائح تتعلق بالفساد التربوي و القسوة و السلطة التعليمية و التكفير و العقاب الجسدي من أجل الحصول على المغفرة ، و هي ليست مسألةً جديدة ، بل هي ما تقف وراء ظهور المذهب المسيحي الإصلاحي ، المتمثل بالبروتستانتية ، في القرن السادس عشر ، و الذي شق المسيحية الى شقين رئيسيين : الكاثوليكية المتزمتة التي يستغلها رهبانها و راهباتها ، و البروتستانتية المنفتحة.
و لعل هناك الكثير من السِيَر و المذكرات و الإعترافات التي وثّقت الممارسات البشعة للأديرة و المدارس ( التربوية ) و التعليمية التابعة للكنيسة الكاثوليكية ، و من المعتقد أن كل هذه المدوّنات بقيت طَي الكتمان ، و اندثرت مع السنين و القرون . ولكن في عام 1847 ظهرت في لندن روايةٌ تحمل عنوان ( جين آير ) تحت إسم كاتبةٍ مستعار هو " كيور بيل " ، و هذا يكشف حجم الخوف من الحديث عما يجري وراء جدران الرهبنة الكاثوليكية . إسمُ كاتبة الرواية الحقيقي هو " شارلوت برونتي " ، إحدى الأخوات الروائيات الإنجليزيات الشهيرات الثلاث : " شارلوت برونتي " و " اميلي برونتي " و " آن برونتي" .
في رواية ( جين آير ) ثمة فصلٌ يتحدث عن إرسال ( جين ) اليتيمة ، التي مات والداها بمرض التيفوئيد ، الى مدرسة داخلية في ( لو وود ) ، و مواصفات هذه المدرسة و قوانينها هي مواصفات دير كاثوليكي ، حيث الحزم و العقوبات الصارمة و القسوة بإسم الدين ، لذلك كتبت الكاتبة الإنجليزية " إليزابيث إيستليك " ( 1809 ــ 1893 ) ، في العام التالي من صدور الرواية ، أنها ( تشكل بشكل مبدئي تكويناً معادياً للمسيحية ) . و كان الأب " پاتريك برونتي " ــ الذي هو قس أبرشية مدينة ( هاوارث ) في مقاطعة يوركشاير البريطانية ــ قد أرسل بناته الى مدرسة بنات القساوسة ( كوان بريج ) التي هي شبيهة بمدرسة ( لو وود ) التي وصفتها " شارلوت برونتي " في روايتها ( جين آير ) ولكنه سرعان ما سحب بناته الثلاث ( شارلوت و إيميلي و آن ) ، خصوصاً بعد وفاة شقيقتيهن ( " ماريا " و " إليزابِث " ) . و قد تحولت رواية ( جين آير ) الى فيلم سينمائي عدةَ مرات ، خلال الأعوام : 1943 ، 1996 ، 1997 ، 2011 . و هناك أفلامٌ عديدة تناولت جرائم القسوة و الإغتصاب و الفساد و الشذوذ في المدارس و الأديرة الكاثوليكية ، لعل آخرها فيلم ( بفضل الله ) للمخرج الفرنسي " فرانسوا أوزون " ، الذي نال جائزة لجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي الدولي في شهر فبراير / شباط 2019 .
بشكل عام ، معظم بشاعات المدارس و الكنائس و الأديرة الكاثوليكية حصلت في إيرلندا ، التي هي قلعة المسيحية الكاثوليكية ، و التي دخلتها في وقت مبكر من القرن الخامس .
و أحداثُ فيلم ( راهبات ماجدَلينThe Magdalene Sisters ) تقعُ في مصبغة تابعة للكنيسة في إيرلندا ، ولكن تم تصويرُ تلك الأحداث في جنوب غرب سكوتلندا ، و تحديداً في مدينتي ( دومفريز ) و ( گالاوي ) .
الفيلم من كتابة و إخراج المخرج البريطاني المعروف " پيتر مولان " و من انتاج عام 2002 ، و هو يعتمدُ قصة واقعية حصلت في هذه المصبغة التي تم إغلاقها عام 1996 ، و قد فاز مخرج الفيلم بجائزة ( الأسد الذهبي ) من مهرجان ڤينيسيا السينمائي الدولي عام 2002 .
يتخذ الفيلم من أحداثٍ عاديةٍ جداً لثلاث فتيات مدخلاً للعبور الى المصبغة التي سيؤول اليها مصيرهن : " مارگريتا " ( لعبت دورها البريطانية " آن ــ ماري داف " ) التي اغتصبها إبنُ عمها عنوةً ، و " برناديت " التي ذنبُها الوحيدُ أن شبانَ المدرسة كانوا يتغزلون بها ( لعبت دورها الإيرلندية " نورا ــ جين نون ) ، و " روز " التي حملت من صديقها ( لعبت دورها الإيرلندية الشمالية " دوروثي داڤي " ) . هذه الأسباب كانت كافية لدى ذوي هؤلاء الفتيات ، المتدينين المتزمتين الخانعين للكنيسة و تعاليمها ، لتسليم فتياتهم الى ( الأب ) " دويلي " ، لتتولى راهباتٌ ( تأديبهن ) في المصبغة.
و الواقع ، إن مصبغة الملابس هذه ، إنما تنطوي على كل مواصفات الدير الكاثوليكي : القسوة ، القهر النفسي ، العذاب الروحي ، زيف الإيمان ، الإغتصاب .. و كل ما يدفع المرء الى التفاضل المؤرِّق بين الهروب أو الموت.
ففي المُعتقد الكاثوليكي المتشدد ، أن القَسوة و الضغط النفسي يمثلان السبيل الى الإيمان الذي يقود الى الإلتحام بروح المسيح ، ما يمثل الخلاص النهائي ، و ذلك ما اتسمت به طرائق الأديرة و الكنائس المتشددة و سلوكيات الرهبان السكارى بالإيمان الهلامي . ولكن ــ و بمرور الوقت ــ انكشفت لعبة المعتقدين بهذا التوجه الزائف .
يتساءل المرءُ الذي يقرأ تاريخ هذا المذهب المتشدد : لماذا يجرف رهبان الكاثوليكية مسيحيتهم الى هذا المنحدر الظلامي ؟ و كيف آمن السٌذجُ به ، و عندما نشاهد فيلم ( راهبات ماجدَلين ) ــ و هو مبنيٌ على أحداث واقعية ــ نتساءل كيف تخلى الأهل عن بناتهم البريئات لصالح ( مبادئَ ) مبنيةٍ على وهمٍ و خيالٍ مريض.
في سياق الفيلم ، تذوب مآسي الفتيات الثلاث في بوتقة مآسي الأخريات اللائي سبقنهن الى المكان ، بل تذوب حتى في بوتقة مآسي الضحايا اللائي تحولن الى ( راعيات ) ، أو ( متطوعات ) ، في المصبغة . كما سنشاهد في الفيلم ، ولكن الفتيات الثلاث كن أكثر شجاعة و حزماً في اتخاذ قرارهن و تنفيذه ، فحكايتهن كانت تمثل محور الفيلم ، و لم تكن الآخريات سوى كومبارس .
فيلم جميل لا يُنسى ، و هو واحد من صنائع المخرج البارع " پيتر مولان" .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
يأتي هذ الفيلم ، الإيرلندي ــ البريطاني ، ضمن سلسلة أفلام كثيرة ، قبله و بعده ، أدانت و تدين سلوك و ممارسات الكنيسة الكاثوليكية ، منذ " محاكم التفتيش " المرعبة .. حتى اليوم . ممارساتٌ اتسمت بالقـَـسوة و الفساد المستور و الشذوذ و اغتصاب الراهبات و الأطفال في الأديرة ، من خلال ما يمكن أن نسميه بالإرهاب الديني ، فالوقائع التي تم و يتم الكشفُ عنها ــ بين فترة و أخرى ــ تبيـّـنُ أن الفاعلين الأساسيين لهذه الممارسات اللاأخلاقية هم رهبانُ الأديرة ، و تتستر عليهم راهباتٌ متنفذات يبعثن الرهبة في النفوس ، تحت ذرائع تعاليم الكاثوليكية و تجنب خدش راحة روح المسيح . و هذه الفضائح لم تعد تقتصرُ على الأديرة و الكنائس حسب ، بل طالت الڤاتيكان ذاتها ، فقد عزل البابا السابق " بندكت السادس عشر " ــ الذي توفي في 31 ديسمبر / كانون الأول 2022 ــ عزل 171 قسيساً بين عامي 2008 و 2009 لإرتكابهم جرائم جنسية بحق الأطفال . ثم عاد و فصل 400 قسيساً بين عامي 2011 و 2012 ، للسبب ذاته . ولكن منظمة حقوقيةً تابعةً للأمم المتحدة انتقدت هذا التصرف غيرَ الحازم ، حتى أن ثمة لغطاً كان يدور حول تورط البابا " بندكت السادس عشر " نفسه في شبكة دعارة بهذا الخصوص .. ما قاد الى استقالته المبهمة و المفاجئة من البابوية ، و تكتمت الڤاتيكان على سبب إستقالته .
و الآن ، يجد البابا " فرنسيس " أن الڤاتيكان باتت في وضع لا تُحسد عليه ، بعد الفضائح المتتالية بخصوص الإعتداءات الجنسية من قِبل رجال الدين الكاثوليك ، و منها فضيحة الكاردينال " جورج بيل " الذي كان يُعد الرجلَ الثالثَ في الڤاتيكان ، و الذي أُلقيَ القبضُ عليه في أستراليا و أدانته محكمة أسترالية في ( ملبورن ) بالإعتداء الجنسي على طفلين.
ليست قضية الإعتداءات الجنسية ، هي ما باتت تلتصق بالكنيسة الكاثوليكية ، بل التستر بالدين في ارتكاب فضائح تتعلق بالفساد التربوي و القسوة و السلطة التعليمية و التكفير و العقاب الجسدي من أجل الحصول على المغفرة ، و هي ليست مسألةً جديدة ، بل هي ما تقف وراء ظهور المذهب المسيحي الإصلاحي ، المتمثل بالبروتستانتية ، في القرن السادس عشر ، و الذي شق المسيحية الى شقين رئيسيين : الكاثوليكية المتزمتة التي يستغلها رهبانها و راهباتها ، و البروتستانتية المنفتحة.
و لعل هناك الكثير من السِيَر و المذكرات و الإعترافات التي وثّقت الممارسات البشعة للأديرة و المدارس ( التربوية ) و التعليمية التابعة للكنيسة الكاثوليكية ، و من المعتقد أن كل هذه المدوّنات بقيت طَي الكتمان ، و اندثرت مع السنين و القرون . ولكن في عام 1847 ظهرت في لندن روايةٌ تحمل عنوان ( جين آير ) تحت إسم كاتبةٍ مستعار هو " كيور بيل " ، و هذا يكشف حجم الخوف من الحديث عما يجري وراء جدران الرهبنة الكاثوليكية . إسمُ كاتبة الرواية الحقيقي هو " شارلوت برونتي " ، إحدى الأخوات الروائيات الإنجليزيات الشهيرات الثلاث : " شارلوت برونتي " و " اميلي برونتي " و " آن برونتي" .
في رواية ( جين آير ) ثمة فصلٌ يتحدث عن إرسال ( جين ) اليتيمة ، التي مات والداها بمرض التيفوئيد ، الى مدرسة داخلية في ( لو وود ) ، و مواصفات هذه المدرسة و قوانينها هي مواصفات دير كاثوليكي ، حيث الحزم و العقوبات الصارمة و القسوة بإسم الدين ، لذلك كتبت الكاتبة الإنجليزية " إليزابيث إيستليك " ( 1809 ــ 1893 ) ، في العام التالي من صدور الرواية ، أنها ( تشكل بشكل مبدئي تكويناً معادياً للمسيحية ) . و كان الأب " پاتريك برونتي " ــ الذي هو قس أبرشية مدينة ( هاوارث ) في مقاطعة يوركشاير البريطانية ــ قد أرسل بناته الى مدرسة بنات القساوسة ( كوان بريج ) التي هي شبيهة بمدرسة ( لو وود ) التي وصفتها " شارلوت برونتي " في روايتها ( جين آير ) ولكنه سرعان ما سحب بناته الثلاث ( شارلوت و إيميلي و آن ) ، خصوصاً بعد وفاة شقيقتيهن ( " ماريا " و " إليزابِث " ) . و قد تحولت رواية ( جين آير ) الى فيلم سينمائي عدةَ مرات ، خلال الأعوام : 1943 ، 1996 ، 1997 ، 2011 . و هناك أفلامٌ عديدة تناولت جرائم القسوة و الإغتصاب و الفساد و الشذوذ في المدارس و الأديرة الكاثوليكية ، لعل آخرها فيلم ( بفضل الله ) للمخرج الفرنسي " فرانسوا أوزون " ، الذي نال جائزة لجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي الدولي في شهر فبراير / شباط 2019 .
بشكل عام ، معظم بشاعات المدارس و الكنائس و الأديرة الكاثوليكية حصلت في إيرلندا ، التي هي قلعة المسيحية الكاثوليكية ، و التي دخلتها في وقت مبكر من القرن الخامس .
و أحداثُ فيلم ( راهبات ماجدَلينThe Magdalene Sisters ) تقعُ في مصبغة تابعة للكنيسة في إيرلندا ، ولكن تم تصويرُ تلك الأحداث في جنوب غرب سكوتلندا ، و تحديداً في مدينتي ( دومفريز ) و ( گالاوي ) .
الفيلم من كتابة و إخراج المخرج البريطاني المعروف " پيتر مولان " و من انتاج عام 2002 ، و هو يعتمدُ قصة واقعية حصلت في هذه المصبغة التي تم إغلاقها عام 1996 ، و قد فاز مخرج الفيلم بجائزة ( الأسد الذهبي ) من مهرجان ڤينيسيا السينمائي الدولي عام 2002 .
يتخذ الفيلم من أحداثٍ عاديةٍ جداً لثلاث فتيات مدخلاً للعبور الى المصبغة التي سيؤول اليها مصيرهن : " مارگريتا " ( لعبت دورها البريطانية " آن ــ ماري داف " ) التي اغتصبها إبنُ عمها عنوةً ، و " برناديت " التي ذنبُها الوحيدُ أن شبانَ المدرسة كانوا يتغزلون بها ( لعبت دورها الإيرلندية " نورا ــ جين نون ) ، و " روز " التي حملت من صديقها ( لعبت دورها الإيرلندية الشمالية " دوروثي داڤي " ) . هذه الأسباب كانت كافية لدى ذوي هؤلاء الفتيات ، المتدينين المتزمتين الخانعين للكنيسة و تعاليمها ، لتسليم فتياتهم الى ( الأب ) " دويلي " ، لتتولى راهباتٌ ( تأديبهن ) في المصبغة.
و الواقع ، إن مصبغة الملابس هذه ، إنما تنطوي على كل مواصفات الدير الكاثوليكي : القسوة ، القهر النفسي ، العذاب الروحي ، زيف الإيمان ، الإغتصاب .. و كل ما يدفع المرء الى التفاضل المؤرِّق بين الهروب أو الموت.
ففي المُعتقد الكاثوليكي المتشدد ، أن القَسوة و الضغط النفسي يمثلان السبيل الى الإيمان الذي يقود الى الإلتحام بروح المسيح ، ما يمثل الخلاص النهائي ، و ذلك ما اتسمت به طرائق الأديرة و الكنائس المتشددة و سلوكيات الرهبان السكارى بالإيمان الهلامي . ولكن ــ و بمرور الوقت ــ انكشفت لعبة المعتقدين بهذا التوجه الزائف .
يتساءل المرءُ الذي يقرأ تاريخ هذا المذهب المتشدد : لماذا يجرف رهبان الكاثوليكية مسيحيتهم الى هذا المنحدر الظلامي ؟ و كيف آمن السٌذجُ به ، و عندما نشاهد فيلم ( راهبات ماجدَلين ) ــ و هو مبنيٌ على أحداث واقعية ــ نتساءل كيف تخلى الأهل عن بناتهم البريئات لصالح ( مبادئَ ) مبنيةٍ على وهمٍ و خيالٍ مريض.
في سياق الفيلم ، تذوب مآسي الفتيات الثلاث في بوتقة مآسي الأخريات اللائي سبقنهن الى المكان ، بل تذوب حتى في بوتقة مآسي الضحايا اللائي تحولن الى ( راعيات ) ، أو ( متطوعات ) ، في المصبغة . كما سنشاهد في الفيلم ، ولكن الفتيات الثلاث كن أكثر شجاعة و حزماً في اتخاذ قرارهن و تنفيذه ، فحكايتهن كانت تمثل محور الفيلم ، و لم تكن الآخريات سوى كومبارس .
فيلم جميل لا يُنسى ، و هو واحد من صنائع المخرج البارع " پيتر مولان" .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ