أفلام الديستوبيا، أفضل تعبير عن مخاوف البشر
فكرة أن سيكون للحياة كما نعرفها نهاية، مفهوم موجود ومتوارث في كل المجتمعات والثقافات والأديان. هو وعد بحياة أفضل ونهاية للشر في العالم بالنسبة للبعض وهو محاسبة كل سلالات البشر منذ بدء الخليقة مع عقاب وثواب، للبعض الآخر. وبالطبع، كثيرة هي الأعمال الأدبية والفنية التي تناولت هذه الموضوعة وعالجتها بطريقتها الخاصة.
في السينما، تم إنتاج أفلام عديدة ثيمتها الأساسية نهاية العالم، لا سيما في العقود الأخيرة، وهي تلقى رواجا كبيرا بشكل عام وهو ما شجع المنتجين على المضي مع هذا المد حتى كادت هذه الأفلام تشكل موجة واضحة في السنوات الأخيرة.
وكان أول فيلم تطرق إلى مثل هذا السيناريو دنماركيا صدر في عام 1916 وحمل عنوان "نهاية العالم" وقد وصف سلسلة من الكوارث الطبيعية التي رافقتها حالات اضطراب بين الناس إثر مرور مذنب على مقربة من الكرة الأرضية.
***
خيال علمي
لو تعمقنا في تفاصيل الحديث عن أفلام نهاية العالم نرى أولا أنها تنتمي كلها إلى صنف واحد هو أفلام الخيال العلمي، ثم نرى أنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، تبدو متشابهة للوهلة الأولى، ولكنها مختلفة في الواقع وهي:
أفلام نهاية العالم
أفلام ما بعد نهاية العالم
أفلام الديستوبيا
***
أفلام نهاية العالم:
تركز عادة على حدث ضخم وقاتل يقع خلال الفيلم عندما يظهر خطر معين يهدد البشرية مثل انتشار فيروس فتاك أو وقوع كارثة طبيعية أو نشوب حرب نووية أو تعرض الأرض إلى اجتياح من كائنات فضائية. ونلاحظ أن هذا النوع من الأفلام يعتمد على حبكة خاصة وليس على شخصيات معينة.
***
أفلام ما بعد نهاية العالم:
تدور أحداثها بعد وقوع الكارثة أيا كانت اسبابها، ونلتقي فيها أشخاصا مبعثرين يضطرون إلى التعامل مع نتائجها السيئة ونلاحظ أن المجتمع المعروض في الفيلم، إن وُجد، ليس مجتمعا حقيقيا ولا مستقرا وربما لا يصلُح لأن نسميه مجتمعا في الأساس. وعادة ما نرى عددا من الناجين من الكارثة يحاولون التأقلم مع أوضاعهم الجديدة ويبحثون عن ناجين آخرين.
***
أفلام الديستوبيا:
هو النوع الثالث وموضوعنا الرئيسي هنا ونرى في هذه الأفلام أحداثا تقع في مرحلة ما بعد الكارثة أيضا ولكن فيها مجتمعات مستقرة بشكل عام كانت قد تأسست في وقت مبكر من المرحلة اللاحقة للدمار الكبير. وتعطي هذه المجتمعات انطباعا عن استقرار كامل حيث نرى أفرادها يعيشون في كنف نظام يؤمن لهم كل شئ بما في ذلك الحماية ولكن ما يمارسه في الواقع هو قمع الفرد وتجريده من كل حقوقه بحجة الدفاع عنه والحفاظ عليه. وعادة ما تبدأ القصة في الفيلم عندما يدرك أفراد بأنهم يعيشون داخل كذبة كبيرة تقمعهم وتقيد كل ما هو إنساني فيهم فيبدأون في التمرد على واقعهم في محاولة لتغييره أو الإفلات منه.
ولكن هناك نوعا آخر من المجتمعات ينشأ بعد الكارثة لا يوفر الحماية إلا لنخبة خاصة فيما يسحق البقية ويحرمهم من كل مقومات الحياة الكريمة وربما يكون أفضل مثال على هذا النوع من الأفلام ثلاثية "مباريات الجوع Hunger Games". وكان الجزء الأول قد عرض في 2012.
***
ما هي الديستوبيا؟
هذه الكلمة هي نقيض كلمة "يوتوبيا" التي تعني حرفيا "اللامكان" وكان أول من استخدمها السير توماس مور في عام 1516 في كتاب حمل هذا العنوان وصف فيه مجتمعا أفلاطونيا مثاليا لا فقر فيه ولا معاناة. ومعنى هذا أن أفلاطون هو الذي أسس فكرة قيام مجتمع مثالي في جمهوريته الفاضلة ولكن مور هو من منحها إسما. وبذا يكون معنى الكلمة "ما هو خيالي غير قابل للتحقيق على الإطلاق، انطلاقا من طبيعة البشر وعالمهم".
ولم تظهر كلمة ديستوبيا، نقيض يوتوبيا، إلا لاحقا، في عام 1868 عندما استخدمها الفيلسوف الانكليزي جون ستيوارت ميل وأراد بها الإشارة إلى "مكان في غاية السوء" أو ما يُدعى بالمدينة الفاسدة.
انتشر التعبير بعد ذلك للإشارة إلى مجتمع يعيش فيه الفرد في وضع بائس ومزرٍ للغاية حيث يعاني من الحرمان والاضطهاد والترهيب أو من الثلاثة مجتمعة. والمجتمع الديستوبي إما أن يكون مجتمعا شبه آلي يمتلك مقومات الحياة الأساسية أو مجتمعا ينتشر فيه البؤس البشري والقذارة والقمع والأمراض والاكتظاظ السكاني والدمار البيئي أو الحروب المتواصلة.
حاليا نجد هذه الصبغة الديستوبية في كل مكان تقريبا، في الروايات وألعاب الفيديو والسينما ونرى فيها مجتمعات تخوض حروبا لا تنتهي وتقوم على تمييز طبقي واضح للغاية مع انتشار الفقر والفاقة والجوع ودمار البيئة والفوضى والتخريب وفقد الإحساس بالفردية.
ويتفق كثيرون على أن أول نتاج يدخل ضمن هذه الفئة في الأدب هو رحلات غوليفار.
***
تاريخ
ولو عدنا إلى التاريخ بعض الشئ لوجدنا أن مفهوم اليوتوبيا الذي ظهر مع افلاطون ثم حصل على هويته مع توماس مور، شهد فترة انتعاش مع اعتقاد كثيرين بأنه كان على وشك أن يتحقق مع الثورة الصناعية في نهاية القرن الثامن عشر، وهي التي عرضت نفسها باعتبارها تطورا حضاريا هائلا من أجل الجموع، فمنحت بذلك الكثيرين أملا كبيرا في تحسين أوضاعهم والقضاء على الفقر والجوع. ولكن، سرعان ما حدث العكس وتحولت الثورة الصناعية إلى آلة تسحق الجموع فكتب اج جي ويلز "آلة الزمن" التي صدرت في عام 1895 التي تخيل فيها مستقبلا مظلما ينتظر البشرية وجعل الانقسام الطبقي القاسي بين البشر سببا يؤدي إلى تطور نوعين من الكائنات "البشرية" أحدها ينحدر من طبقة المتنعمين والآخر من طبقة المُعدمين.
وبعدها صدرت أعمال عديدة منها "العقب الحديدية" لجاك لندن (في عام 1908) وتخيل فيها الكاتب مستقبلا مظلما للبشرية أيضا من خلال صعود طبقة عليا طاغية.
ومع تطور العلوم والتقنيات الطبية في بدايات القرن العشرين بدأت تنتشر أفكار عن إمكانية السيطرة على الجموع والبشر وتحريكهم وفق مشيئة عليا مستبدة بينما لا يملكون هم من أمرهم شيئا. ومع نشوب الحرب العالمية الأولى انتشر إحساس واسع بالإحباط واليأس وأصدر الروسي يفغيني زامياتين كتابه "نحن" في عام 1920 الذي تُرجم إلى الانكليزية في عام 1924، وتخيل فيه بشئ من السخرية الحياة في القرن الثاني والثلاثين بعد الميلاد حيث نرى الفرد وقد فقد إرادته الحرة تماما وما عاد غير رقم أو حرف تتحكم به طبقة عليا متنفذة. ومن "نحن" لزامياتين، استوحى جورج أورويل أفكاره فكتب في عام 1949 روايته المعروفة "1984" التي انتقد فيها كل الأيديولوجيات السياسية كما انتقد اللغة والإعلام كما كتب قبلها "مزرعة الحيوانات" في 1945 حيث تظهر كائنات تعيش في مجتمع ديستوبي واضح المعالم.
بعد الحرب العالمية الثانية ومع تحقيق تطور علمي وتكنولوجي كبير انتشرت أفكار جديدة عن احتمال تحقيق رفاهية للبشر رافقتها أفكار مشابهة عن مستقبل ديستوبي تثور فيه آلات على من صنعها وتتحكم بهم أو تظهر كائنات فضائية تسيطر على مجاميع بشرية على كواكب بعيدة وتقوم باستغلالهم.
وفي النهاية، هناك انطباع بأن أحلاما بتحقيق الرفاهية تعقبها خيبات أمل هما أمران مستمران على الدوام. فاليوم مثلا، يستمر القلق من مستقبل مجهول، وتستمر النتاجات التي تدخل ضمن تصنيف الديستوبيا في الصدور سواء في مجال الأدب أو السينما لتعبر عن مخاوف مثل انعدام المساواة وتوسع الهوة بين الأغنياء والفقراء وتأثيرات التغيرات المناخية وتسلط الحكومات وانتشار فيروسات وأمراض قاتلة قد تنهي الحياة على الأرض.
الأفلام التي تناولت سيناريو نهاية العالم أو ما بعد نهاية العالم أو الديستوبيا كثيرة ومنها.
Children of Men 2006
The Road 2009
The Day after Tomorrow 2004
Melancholia 2011
Snowpiercer 2013
Arrival 2016
Knowing 2009
Contagion 2011
The Book of Eli 2010
Don’t Look Up 2021
Terminator, سلسلة أفلام تقع في ستة أجزاء ابتداء من 1984
وهناك أفلام ديستوبيا أخرى كثيرة. أما على صعيد المسلسلات فربما كان أفضل أنموذج عن مجتمعات الديستوبيا هو مسلسل "حكاية خادمة The Handmaid's Tale".
أترككم مع فيلم "المعرفة - Knowing" من إنتاج 2009 ونتابع فيه تعرض الكرة الأرضية إلى كارثة وعجز العلماء عن فعل شئ. في الفيلم فكرة غريبة عن توقعات وخفايا في شكل أرقام. الفيلم من بطولة نيكولاس كيج وطوله ساعتان.
الرابط في أول تعليق
فكرة أن سيكون للحياة كما نعرفها نهاية، مفهوم موجود ومتوارث في كل المجتمعات والثقافات والأديان. هو وعد بحياة أفضل ونهاية للشر في العالم بالنسبة للبعض وهو محاسبة كل سلالات البشر منذ بدء الخليقة مع عقاب وثواب، للبعض الآخر. وبالطبع، كثيرة هي الأعمال الأدبية والفنية التي تناولت هذه الموضوعة وعالجتها بطريقتها الخاصة.
في السينما، تم إنتاج أفلام عديدة ثيمتها الأساسية نهاية العالم، لا سيما في العقود الأخيرة، وهي تلقى رواجا كبيرا بشكل عام وهو ما شجع المنتجين على المضي مع هذا المد حتى كادت هذه الأفلام تشكل موجة واضحة في السنوات الأخيرة.
وكان أول فيلم تطرق إلى مثل هذا السيناريو دنماركيا صدر في عام 1916 وحمل عنوان "نهاية العالم" وقد وصف سلسلة من الكوارث الطبيعية التي رافقتها حالات اضطراب بين الناس إثر مرور مذنب على مقربة من الكرة الأرضية.
***
خيال علمي
لو تعمقنا في تفاصيل الحديث عن أفلام نهاية العالم نرى أولا أنها تنتمي كلها إلى صنف واحد هو أفلام الخيال العلمي، ثم نرى أنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، تبدو متشابهة للوهلة الأولى، ولكنها مختلفة في الواقع وهي:
أفلام نهاية العالم
أفلام ما بعد نهاية العالم
أفلام الديستوبيا
***
أفلام نهاية العالم:
تركز عادة على حدث ضخم وقاتل يقع خلال الفيلم عندما يظهر خطر معين يهدد البشرية مثل انتشار فيروس فتاك أو وقوع كارثة طبيعية أو نشوب حرب نووية أو تعرض الأرض إلى اجتياح من كائنات فضائية. ونلاحظ أن هذا النوع من الأفلام يعتمد على حبكة خاصة وليس على شخصيات معينة.
***
أفلام ما بعد نهاية العالم:
تدور أحداثها بعد وقوع الكارثة أيا كانت اسبابها، ونلتقي فيها أشخاصا مبعثرين يضطرون إلى التعامل مع نتائجها السيئة ونلاحظ أن المجتمع المعروض في الفيلم، إن وُجد، ليس مجتمعا حقيقيا ولا مستقرا وربما لا يصلُح لأن نسميه مجتمعا في الأساس. وعادة ما نرى عددا من الناجين من الكارثة يحاولون التأقلم مع أوضاعهم الجديدة ويبحثون عن ناجين آخرين.
***
أفلام الديستوبيا:
هو النوع الثالث وموضوعنا الرئيسي هنا ونرى في هذه الأفلام أحداثا تقع في مرحلة ما بعد الكارثة أيضا ولكن فيها مجتمعات مستقرة بشكل عام كانت قد تأسست في وقت مبكر من المرحلة اللاحقة للدمار الكبير. وتعطي هذه المجتمعات انطباعا عن استقرار كامل حيث نرى أفرادها يعيشون في كنف نظام يؤمن لهم كل شئ بما في ذلك الحماية ولكن ما يمارسه في الواقع هو قمع الفرد وتجريده من كل حقوقه بحجة الدفاع عنه والحفاظ عليه. وعادة ما تبدأ القصة في الفيلم عندما يدرك أفراد بأنهم يعيشون داخل كذبة كبيرة تقمعهم وتقيد كل ما هو إنساني فيهم فيبدأون في التمرد على واقعهم في محاولة لتغييره أو الإفلات منه.
ولكن هناك نوعا آخر من المجتمعات ينشأ بعد الكارثة لا يوفر الحماية إلا لنخبة خاصة فيما يسحق البقية ويحرمهم من كل مقومات الحياة الكريمة وربما يكون أفضل مثال على هذا النوع من الأفلام ثلاثية "مباريات الجوع Hunger Games". وكان الجزء الأول قد عرض في 2012.
***
ما هي الديستوبيا؟
هذه الكلمة هي نقيض كلمة "يوتوبيا" التي تعني حرفيا "اللامكان" وكان أول من استخدمها السير توماس مور في عام 1516 في كتاب حمل هذا العنوان وصف فيه مجتمعا أفلاطونيا مثاليا لا فقر فيه ولا معاناة. ومعنى هذا أن أفلاطون هو الذي أسس فكرة قيام مجتمع مثالي في جمهوريته الفاضلة ولكن مور هو من منحها إسما. وبذا يكون معنى الكلمة "ما هو خيالي غير قابل للتحقيق على الإطلاق، انطلاقا من طبيعة البشر وعالمهم".
ولم تظهر كلمة ديستوبيا، نقيض يوتوبيا، إلا لاحقا، في عام 1868 عندما استخدمها الفيلسوف الانكليزي جون ستيوارت ميل وأراد بها الإشارة إلى "مكان في غاية السوء" أو ما يُدعى بالمدينة الفاسدة.
انتشر التعبير بعد ذلك للإشارة إلى مجتمع يعيش فيه الفرد في وضع بائس ومزرٍ للغاية حيث يعاني من الحرمان والاضطهاد والترهيب أو من الثلاثة مجتمعة. والمجتمع الديستوبي إما أن يكون مجتمعا شبه آلي يمتلك مقومات الحياة الأساسية أو مجتمعا ينتشر فيه البؤس البشري والقذارة والقمع والأمراض والاكتظاظ السكاني والدمار البيئي أو الحروب المتواصلة.
حاليا نجد هذه الصبغة الديستوبية في كل مكان تقريبا، في الروايات وألعاب الفيديو والسينما ونرى فيها مجتمعات تخوض حروبا لا تنتهي وتقوم على تمييز طبقي واضح للغاية مع انتشار الفقر والفاقة والجوع ودمار البيئة والفوضى والتخريب وفقد الإحساس بالفردية.
ويتفق كثيرون على أن أول نتاج يدخل ضمن هذه الفئة في الأدب هو رحلات غوليفار.
***
تاريخ
ولو عدنا إلى التاريخ بعض الشئ لوجدنا أن مفهوم اليوتوبيا الذي ظهر مع افلاطون ثم حصل على هويته مع توماس مور، شهد فترة انتعاش مع اعتقاد كثيرين بأنه كان على وشك أن يتحقق مع الثورة الصناعية في نهاية القرن الثامن عشر، وهي التي عرضت نفسها باعتبارها تطورا حضاريا هائلا من أجل الجموع، فمنحت بذلك الكثيرين أملا كبيرا في تحسين أوضاعهم والقضاء على الفقر والجوع. ولكن، سرعان ما حدث العكس وتحولت الثورة الصناعية إلى آلة تسحق الجموع فكتب اج جي ويلز "آلة الزمن" التي صدرت في عام 1895 التي تخيل فيها مستقبلا مظلما ينتظر البشرية وجعل الانقسام الطبقي القاسي بين البشر سببا يؤدي إلى تطور نوعين من الكائنات "البشرية" أحدها ينحدر من طبقة المتنعمين والآخر من طبقة المُعدمين.
وبعدها صدرت أعمال عديدة منها "العقب الحديدية" لجاك لندن (في عام 1908) وتخيل فيها الكاتب مستقبلا مظلما للبشرية أيضا من خلال صعود طبقة عليا طاغية.
ومع تطور العلوم والتقنيات الطبية في بدايات القرن العشرين بدأت تنتشر أفكار عن إمكانية السيطرة على الجموع والبشر وتحريكهم وفق مشيئة عليا مستبدة بينما لا يملكون هم من أمرهم شيئا. ومع نشوب الحرب العالمية الأولى انتشر إحساس واسع بالإحباط واليأس وأصدر الروسي يفغيني زامياتين كتابه "نحن" في عام 1920 الذي تُرجم إلى الانكليزية في عام 1924، وتخيل فيه بشئ من السخرية الحياة في القرن الثاني والثلاثين بعد الميلاد حيث نرى الفرد وقد فقد إرادته الحرة تماما وما عاد غير رقم أو حرف تتحكم به طبقة عليا متنفذة. ومن "نحن" لزامياتين، استوحى جورج أورويل أفكاره فكتب في عام 1949 روايته المعروفة "1984" التي انتقد فيها كل الأيديولوجيات السياسية كما انتقد اللغة والإعلام كما كتب قبلها "مزرعة الحيوانات" في 1945 حيث تظهر كائنات تعيش في مجتمع ديستوبي واضح المعالم.
بعد الحرب العالمية الثانية ومع تحقيق تطور علمي وتكنولوجي كبير انتشرت أفكار جديدة عن احتمال تحقيق رفاهية للبشر رافقتها أفكار مشابهة عن مستقبل ديستوبي تثور فيه آلات على من صنعها وتتحكم بهم أو تظهر كائنات فضائية تسيطر على مجاميع بشرية على كواكب بعيدة وتقوم باستغلالهم.
وفي النهاية، هناك انطباع بأن أحلاما بتحقيق الرفاهية تعقبها خيبات أمل هما أمران مستمران على الدوام. فاليوم مثلا، يستمر القلق من مستقبل مجهول، وتستمر النتاجات التي تدخل ضمن تصنيف الديستوبيا في الصدور سواء في مجال الأدب أو السينما لتعبر عن مخاوف مثل انعدام المساواة وتوسع الهوة بين الأغنياء والفقراء وتأثيرات التغيرات المناخية وتسلط الحكومات وانتشار فيروسات وأمراض قاتلة قد تنهي الحياة على الأرض.
الأفلام التي تناولت سيناريو نهاية العالم أو ما بعد نهاية العالم أو الديستوبيا كثيرة ومنها.
Children of Men 2006
The Road 2009
The Day after Tomorrow 2004
Melancholia 2011
Snowpiercer 2013
Arrival 2016
Knowing 2009
Contagion 2011
The Book of Eli 2010
Don’t Look Up 2021
Terminator, سلسلة أفلام تقع في ستة أجزاء ابتداء من 1984
وهناك أفلام ديستوبيا أخرى كثيرة. أما على صعيد المسلسلات فربما كان أفضل أنموذج عن مجتمعات الديستوبيا هو مسلسل "حكاية خادمة The Handmaid's Tale".
أترككم مع فيلم "المعرفة - Knowing" من إنتاج 2009 ونتابع فيه تعرض الكرة الأرضية إلى كارثة وعجز العلماء عن فعل شئ. في الفيلم فكرة غريبة عن توقعات وخفايا في شكل أرقام. الفيلم من بطولة نيكولاس كيج وطوله ساعتان.
الرابط في أول تعليق