الميلانين يوفر الحماية الكيميائية المذهلة للعين ويحد من فقدان البصر (غيتي)طارق قابيل
7/6/2023
الكيمياء الكمومية الموجودة داخل العين تحلل المواد السامة وتحمي من العمى
اكتشاف الإثارة الكيميائية للميلانين هو "الحلقة المفقودة" التي تفسر كيف يقوم بتحليل الليبوفوسين؛ وهو ما يمكن أن يفتح الباب لعلاج فعال لضمور الشبكية.
مع تقدمنا في السن تتراجع فعالية الميلانين وقد تؤدي إلى ضمور بقعي مرتبط بالعمر وفقدان البصر (غيتي)
وفي هذا السياق، درس باحثون من جامعتي "توبنغن" الألمانية و"ييل" الأميركية مادة الليبوفوسين التي تتكون نتيجة أنشطة الرؤية في العين البشرية، ومع تقدمنا في السن تتراجع فعالية الميلانين مما يسمح بتراكم الليبوفوسين ويؤدي إلى ضمور بقعي مرتبط بالعمر، ومن ثم فقدان البصر.
وتشير نتائج الدراسة إلى دور مهم للميلانين -الصبغة المسؤولة عن لون بشرة الإنسان وشعره- في الحفاظ على صحة الرؤية. ورغم أن إلكترونات الميلانين ليست في حالة طاقة عالية بما يكفي لأداء مهمة تكسير الليبوفوسين، فإن العلماء وجدوا أن الميلانين يحلل هذه المادة بطريقة غير اعتيادية مستخدما إثارة كيميائية بطريقة مشابهة لتفاعلات الكيمياء الكمومية.
العملية نفسها غير معروفة من قبل في علم الأحياء، ولكن من خلال الجمع بين الفحص المجهري الإلكتروني عالي الدقة وعلم الوراثة؛ تتبع دوغلاس براش اختصاصي الأشعة العلاجية في جامعة "ييل" وزملاؤه صبغة الميلانين وحبيبات الليبوفوسين، وأظهروا دورا مهما للميلانين في إزالة المركبات الخطرة.
وفي البيان الصحفي -المنشور على موقع جامعة ييل- أشار براش إلى أن "تفاعلات كيمياء الكم تثير إلكترونات الميلانين إلى حالة طاقة عالية، وتقلب دورانها؛ مما يسمح بوجود كيمياء غير عادية بعد ذلك". ويضيف براش "يبدو أن
الميلانين هو الحل الطبيعي لمجموعة متنوعة من تحديات البيولوجيا".
الباحثون يأملون تطوير أدوية تحاكي آلية الإثارة الكيميائية للميلانين لمساعدة كبار السن (غيتي)
الحلقة المفقودة
يقول كبير مؤلفي الدراسة الباحث أولريش شراير ماير، وهو طبيب عيون في جامعة "توبنغن"، إنه لمدة 30 عاما كان مقتنعا بأن الميلانوسومات (العضيات الموجودة في الخلايا التي تفرز الميلانين) تحلل الليبوفوسين، لكن لم يستطع هو وفريقه تحديد الآلية التي تتم من خلالها هذه العملية.
ووصف ماير اكتشاف الإثارة الكيميائية للميلانين بأنه "الحلقة المفقودة" التي تفسر كيف يقوم الميلانين بتحليل الليبوفوسين، والتي يمكن أن تفتح الباب لعلاج فعال لضمور الشبكية المرتبط بالعمر. وأكد الباحثون أن المزيد من الدراسات ضروري لفهم آلية الإثارة الكيميائية على نحو أعمق وتطوير علاج على أساسها.
ويأمل الباحثون تطوير أدوية تحاكي آلية الإثارة الكيميائية للميلانين، والبحث عن مستحضرات صيدلانية بديلة للميلانين تقوم بتكسير الليبوفوسين قبل أن يتسبب في تلف أنسجة الشبكية لمساعدة المتقدمين في السن والحفاظ على بصرهم فترة أطول.
********************
المصدر : مواقع إلكترونية