الأنانية والايثار، الميول الغيرية .. الميول والنزاعات .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأنانية والايثار، الميول الغيرية .. الميول والنزاعات .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    الأنانية والايثار ، الميول الغيرية .. الميول والنزاعات

    ٤ - الميول الغيرية
    من الميول الغيرية تبعثنا على محبة الناس ، فنجد اللذة في سعادتهم ، والالم في شقائهم . فكما يحب الانسان نفسه ، ويرغب في البقاء ونعمي العيش ، كذلك يحب أولاده وأصدقاءه ، ويضحي في سبيلهم بأعز الاشياء ، وأثمنها لديه والإنسان صديق الإنسان ، لا بل هو أخوه ، أحب أم كره . وسواء لديه أكان هذا الانسان . أصدقائه أم من اعدائه ، فإنه يحبه ويحب بلاده ، ويجب البشرية جمعاء ، ويحزن لما يحل بها من الشر ، حتى لقد ينسى مصلحته ، ويجود بنفسه في سبيل الخير العام وسعادة المجتمع . ويطلق على هذه الميول الغيرية أسم الإيثار .

    لقد كان ارسطو يقول : الانسان حيوان اجتماعي . وهو مدني بالطبع ، يريد أن يعيش مع أقرانه . وهذا أمر ضروري ، لأنه لو عاش وحده منفرداً لما استطاع أن يقوم بأعباء نفسه ، فالانسان اجتماعي ، لانه مموز فقير ، لا يستطيع أن يعيش وحده ، ومن أقوال آرسطو أيضاً أن المرء لا يكون إنساناً حقيقياً ، إلا إذا عاش بين الناس ، واستعان بهم على توفير حاجاته .

    من ذا الذي يريد أن تكون له خيرات الدنيا كلها شريطة أن يعيش منفرداً بعيداً عن الناس ؟ لا يستطيع أن يعيش خارج الهيئة الاجتماعية إلا الذي يرتقي إلى مرتبة الالوهية أو ينحط إلى درجة الحيوانية . فالميل إلى الاجتماع طبيعي ، وهو عام يشمل الانسان والكثير من أنواع الحيوان ، فلا تجد طفلا إلا فرحاً بمعاشرة أقرانه ، ولا رجلا إلا قوياً بمحبة إخوانه .

    يتولد من الحياة الاجتماعية ميول كثيرة كالعطف والحنان والميل إلى التقليد ، وتقسم هذه الميول بوجه من القسمة إلى قسمين : الميول الفردية المشتركة ، والميول الاجتماعية الخالصة .

    ١ - الأنانية والايثار ( ۱ ) - ولا بد قبل البحث في هذه الميول من إظهار عناصرها وبيان نشأتها ، فهل تنحل الى الايثار أم الى الانانية .

    آ - نظرية لاروشفو كولد ( ٢ )
    - وهي نظرية ترجع الايثار الى الانانية ؛ لان
    ( لاروشفو كولد ) يعتقد أن الايثار لا حقيقة له ، وأن الاخلاص أسطورة كاذبة ، وأن الإنسان لا يحب إلا نفسه ، ولا يفكر إلا في منفعته الخاصة . وقد جمع نظريته في قوله : الفضيلة تضيع في المنفعة كما تضيع الانهار في البحار ، وفي كتاب الحكم Maximes كثير من الأقوال الدالة على أن الانانية هي الغريزة الأساسية التي ترتكز عليها جميع نزعاتنا .

    قال لاروشفو كولد : ( الانسان لا يهدأ أبداً ولا يقبل على الناس إلا كما يقبل النحل على الزهر ليمتص منه ما يحتاج اليه . وأنى لنا تصور ما يتصف به من المرونة . إن تبدله يفوق كل استحالة سريعة ، ولطافته تفوق دقة الكيمياء ، وهو موجود في كل مواقف الحياة ، و في جميع المنازل والحالات ، يعيش في كل مكان ، ويعيش من كل شيء ، ويعيش من لاشيء . ويألف جميع الأشياء ، ويتعود فقدانها ، وينحاز إلى حزب الذين يحاربونه ، فيشاركهم في خططهم . واعجب من ذلك كله أنه يعمل على هدم . ذاته ويبغض نفسه ، ويتآمر ملاكها . وقد يصبح عدو نفسه ، ولكن شريطة أن يبقى ، لانه لا يهتم إلا بالبقاء . فلا عجب إذا انضم في بعض الأحيان إلى السلطة الغاشمة ، وتجرأ على الانتساب إلى بعض الجماعات ليهدم نفسه ، لأنه لا يهدم في محل الا ليبني في آخر . وإذا ظن انه يعرض عن لذته ، فهو لا يهملها إلا ليستبدل بها غيرها . وقد يغلب ، وتظن انك تخلصت تجده يظفر في مخصص هزيمته ) .

    يتصل رأي ( لاروشفو كولد ) هذا بآراء الفلاسفة النفعيين الذين يقولون : إن الإنسان مجبول على الشر ، وانه لا يحب إلا نفسه ، حق لقد قال ( هوبس ) : الإنسان ذئب على أخيه الانسان ( Homo Homini Lupus ) ، وقال ( هلفيسيوس ) ( ۲ ) إذا كان العالم المادي خاضعاً لقوانين الحركة ، فالعالم الأدبي خاضع لقوانين المنفعة .

    ولم يزد ( لارو شنو كولد ) على ذلك شيئاً ، إلا أنه خبر الفضائل فوجدها تنحل كلها إلى المنفعة الشخصية والأنانية ، فليست الصداقة الخالصة في زعمه إلا تجارة رابحة تكسبنا قوة وانصاراً ، ولولا خوف الناس من الظلم ما أحبوا العدالة ، ولولا رغبتهم في أن يمدحوا مرتين لما رفضوا المديح الأول . ولولا اشفاقهم على أنفسهم من الوقوع في المصائب لما أشفقوا على غيرهم ، ولا رحموا أحداً . والاعتراف بالجميل دليل على الرغبة في أرضاء المحسن للحصول على أكثر مما جاد به ، والقناعة في الحياة كالإعتدال في الطعام ، يريد الإنسان أن يكثر من الأكل ، ولكنه يخشى أن يضر نفسه .

    ينتج من هذا التحليل ان ( لاروشفو كولد ) لا يقتصر على القول بندرة الفضائل الحقيقية ، بل ينكر وجودها تماماً . فما هي قيمة نظريته ؟

    مناقشة نظرية لاروشفو كولد .
    - ربما كان الباعث الأول على هذه النظرية ما شاهده ( لاروشفو كولد ) في زمانه من الفضائل المزيفة ، ولكن الفضائل الحقيقية لا تقل انتشاراً عن الرذائل ، ونريد الآن أن نذكر في الرد على نظرية ( لاروشفو كولد ) بعض الاعتراضات التي تكدر عليه اعتقاده .

    ١ - لا يمكننا أن نبطل نظرية ( لاروشفو كولد ) بقولنا ان في الحياة أمثلة كثيرة تدل على الفضائل الحقيقية . ان هذا القول لا يقطع مظان الاشتباه ، لأن ( لاروشفو كولد ) يستطيع أن يجد وراء كل فضيلة خالصة باعثاً نفسياً ، وعنصراً مزيفاً . كمثل الراهبة الممرضة التي تعرض نفسها للامراض المعدية ، فهي لا تفكر إلا في ثواب الآخرة . و كمثل الجندي الباسل الذي يبعثه حب بلاده على الاستشهاد في سبيلها ، فهو لا يفكر إلا في المجد والبطولة ، وكالكريم الذي يظعم الجياع ، ويعول البؤساء ، ويأوى لليتامى ، فهو لا يفكر إلا في الشرف والسمعة الحسنة . وإذا قيل أن الرجل يلقي بنفسه في الماء حبا بانقاذ غريق قال ( لاروشفو كولد ) ان هذا الرجل لا يفكر إلا في اشتهار اسمه ، وذيوع صيته ، فإذا أثبتنا ان هذا الرجل لم يفكر بنفع ، ولا بصيت ، ولا بصلة ، بل ألقى بنفسه في الماء ، بدافع نفسي مجرد ، قال انه لا يستطيع أن يرى الفريق ولا ينقذه ، ولو فعل ذلك لأنبه ضميره ، فهو إذن قد أنقذ الفريق بدافع شخصي ، لا بدافع مجرد .

    ٢ - لا شك إن الطريقة التي سار عليها ( لاروشفو كولد ) طريقة فاسدة ؛ لأنه لا يبحث عن حقيقة ما تنطوي عليه النفس خلال فعل الخير ، بل يذكر ما يتصوره هو نفسه من البواعث الأنانية المحركة . فإذا قيل له : ان هذا الرجل قد ألقى بنفسه في النار لينقذ طفلا ، قال : لو لم يفكر في الشهرة لما فعل ذلك ، فهو إذن حاسب ماهر . ولو قيل له : ان
    الأم تحب طفلها محبة خالصة ، لقال : إنها تفكر في النفع الذي سيعود عليها منه في المستقبل ، فهي إذن تزرع لتحصد ، ولولا ذلك لما حرمت نفسها الراحة ، في سبيل إسعاده . ونحن نقول ان هذا الحساب ممكن الوقوع ، ولو كنا نبحث في الامكان لما خالفنا لاروشفو كولد في شيء ، ولكننا لا نبحث في ما يمكن وجوده ، بل نبحث في ما هو موجود بالفعل . فطريقة لاروشفو كولد إذن فاسدة ، لأنها تقتصر على البحث في امكان حصول الحساب النفعي في نفس فاعل الخير ، مع انه كان ينبغي لها البحث في حصول هذا الحساب بالفعل .

    ٣ - وهذا الحساب النفعي لا يدخل في كل فضيلة ، لأن علم النفس يثبت لنا ان هناك أفعالاً تلقائية غريزية لا أثر للتأمل والارادة فيها ، وكما يوجد في أفعال الانسان التلقائية انه ما ينطوي على الشر ، فكذلك يوجد فيها ما يدل على الخير . ومع أن يكون الفكر مبدأ العمل . فإن أكثر أفعال الانسان تلقائية وطبيعية تنشأ عن الغريزة تارة ، وعن العادة أخرى ، وهذه الأفعال التلقائية الناشئة عن الغريزة أو العادة لا تخلو من عناصر الخير ، فمنها الميل الطبيعي إلى العدالة ، وهو منتشر في الأطفال ، ومنها ميول الام المتصلة بغريزة الامومة ، ومنها الميل إلى الاجتماع بالناس ، والحاجة إلى الاصدقاء . نعم ان الانانية قد تلابس الكثير من الميول ، ولكن ليس في وسع كل انسان أن يكون أنانياً .

    ٤ - ثم إن في نظرية ( لاروشفو كولد ( هذه تناقضاً داخلياً ، لأنها تعترف بوجود الفضائل المزيفة . ولكن لولا وجود الفضائل الحقيقية لما أمكن التزييف ؛ إن النقود لا تزيف في بلد إلا إذا كانت رائجة فيه . ومع ان ( لاروشفو كولد ينكر وجود الفضائل الحقيقية ، فانك تجده يذعن إلى القول بها عند بحثه في الرياء ، لانه يقول : « الرياء دليل على احترام الرذيلة للفضيلة ) . وفي الحق لولا وجود الفضائل الحقيقية لما وجد الرياء ، لأن الذي يضمر لي العداوة لا يستطيع أن يخدعني باظهار الصداقة لي إذا كنت لا أشعر بوجود الصداقة الحقيقية . والذي يتظاهر بالاعتراف بالجميل لا يستطيع أن يخدع من أحسن اليه إذا كان هذا المحسن يعتقد ان الاعتراف بالجميل كذب ورياء . فالرياء إذن دليل صادق على وجود الفضائل الحقيقية .

    ه - ونقول أيضاً إن ضلال هذه النظرية ناشيء عن عدم تحديد معنى المنفعة . فلفظ المنفعة يدل أولاً على المنفعة الحيوية ، وهي كل ما ينفع الجسم ويسكن شهواته ، ويرضي نزعاته . فإذا كان ( لاروشفو كولد ) يطلق لفظ المنفعة على هذه المنفعة الحيوية كانت نظريته صحيحة ، لانه لا يعقل ان يفعل الانسان أمراً لا علاقة له بنزعاته الحيوية . وقد قلنا ان هذه النزعات لا تنطوي جميعها على الشر . ويدل لفظ المنفعة ثانياً على حب الذات والأنانية . وهذا المعنى الأخير هو الذي أخذ به ) لاروشفو كولد ) . ولكن نظريته غير صادقة بالنسبة اليه ، لانه لا يعقل ان تكون جميع أفعال الانسان ناشئة عن حساب نفعي ، وقد بينا آنها ان كثيراً من أفعال الأنسان الطبيعية أفعال تلقائية لا أثر للحساب فيها ،

    ب : - نظرية سبنسر :
    - وهي نظرية المتأخرين من الفلاسفة النفعيين ( كجيمس ميل ) و ( ستوارت ميل ) وغيرهما - وهم لا ينكرون وجود العواطف الغيرية بل يقولون إنها مشتقة في الأصل من الأنانية ، فالأنانية عندهم هي العاطفة الأساسية ، والتطور الاجتماعي هو الذي يبعث على تولد الايثار من الاثرة ، والأنانية من الغيرية .

    يرجع القول بهذه النظرية إلى ( سبينوزا ) ( ۱ ) الذي زعم ان الإنانية تبعث الانسان على تفضيل الاجتماع على الوحدة والعزلة . قال : ان منفعة الاجتماع أكثر من مضرته ، فالناس يجتمعون لأن لهم في الاجتماع منفعة ، ولأن تعاونهم يساعدهم على توفير حاجاتهم ، واتقاء المهالك التي تهددهم . والمرء كثير بأخيه قليل بنفسه ، يجب أخوانه لانهم كما قيل زينة في الرخاء ، وعدة في البلاء ، ومعونة على الاعداء . والحياة الاجتماعية تقتضي الاخلاص والتعاون والمحبة . فالناس قد أرادوا الحياة الاجتماعية أولاً بدافع الأنانية ، إلا ان الاجتماع ولد في نفوسهم بعد ذلك عادة الصداقة والمحبة ، فصار المرء يحب أخاه لذاته بعد ان كان يحبه لمنفعته ، وهذا شبيه بالابدال النفسي الذي يحصل في ذهن البخيل . لان البخيل يحب المال أولاً المنفعته ، ثم يحبه بعد ذلك بحكم العادة لذاته ، وهذا يصدق على جميع الناس ، لأن المرء يحب أخاه أولاً للانتفاع به ، ثم يحبه بعد ذلك لذاته .

    مناقشة نظرية سبنسر :
    - لا نستطيع الأخذ بهذه النظرية للاسباب التالية :
    ان المبدأ الذي تقرره هذه النظرية دون انتقاد ، وتستند اليه دون مناقشة ، هو القول ان الانانية عاطفة أولية ، وانك كلما هبطت في الحياة الاجتماعية من طور أعلى إلى طور أدنى وجدت الانانية أشد وأقوى . والانانية في عالم الحيوان أشد منها في عالم الانسان ، وظهور العواطف الغيرية لم يتم الا بالقهر الاجتماعي ، والتنازع ، وبما تقتضيه الحرب من التضحية وانكار الذات ، هكذا تولدت العواطف ( الغيرية - الانانية ) من العواطف الانانية ، ثم تولدت العواطف الغيرية من العواطف ( الغيرية - الأنانية ) . وهذا الرأي موافق لنظرية ( داروين ) لانه يعتقد ان تطور الأنواع الحيوانية ناشيء عن تنازع البقاء ، والمحرك الأساسي لهذا التنازع هو الانانية . فالأنانية إذن من الأوليات النفسية ، ولو كان الانسان الابتدائي غير لذاته لما استطاع أن ينازع الحيوانات الاخرى في قوته الضروري . فالعواطف الغيرية تصلح اذن في نظرهم الحياة الحضارة لالحياة البداوة . وهي من الامور الكمالية ، لا من الامور الحاجية .

    ونقول في مناقشة هذه النظرية أنها مخالفة للعقل والتجربة معاً .
    ۱ - فهي مخالفة للعقل ، لأن العقل يبين لنا انه ليس في وسع الطفل والرجل الابتدائي أن يكونا أنانيين . الانانية تقتضي شعوراً تاماً بالشخصية ، كما تقتضي قوة تأمل كافية للتفريق بين الأنا واللا أنا . وهذا الشعور بالشخصية غير موجود لدى الطفل . نعم ان حركات الطفل الأولى تدل على تفضيله منفعته على منفعة غيره ، ولكن هذه الحركات ناشئة عن غريزة حفظ البقاء لا عن الانانية الواعية .

    وقد أثبت العلماء أن الشعور بالشخصية يتكون عند الطفل بالتدريج ، فهو يبدأ أولاً بفصل جسده عن العالم الخارجي ، ثم يفوق بعد ذلك بين الاشخاص والأشياء . ثم يميل بالطبع إلى تقليد الآخرين والنسج على منوالهم ( ۱ ) . والتقليد أول صورة من صور المطف والمحبة . وكذلك الانسان الابتدائي فهو لا يشعر بشخصيته شعوراً واضحاً ، ولا يفرق بين منفعته ومنفعة قبيلته . وقد انتقد ( دور كهايم ) ( ۲ ) طريقة علماء التطور فقال : إن الانسان الابتدائى لم يكن شاعراً بشخصيته ، بل كان مصهور النفس في البيئة الاجتماعية .

    ولو كان للفرد شخصية في تلك المجتمعات الابتدائية لكان له شأن فيها ، إلا أنه كان فاقد الشخصية ، فلم تكن الهيئة الاجتماعية بحاجة إلى قهره ولا إلى التضييق عليه .

    ٢ - وهي مخالفة للتجربة ، لأن التجربة تبين لنا أن تنازع البقاء لا ينفرد بالتأثير في تبدل الكائنات وارتقائها من طور إلى آخر ، فكما يوجد بين الكائنات الحية تنازع في سبيل البقاء كذلك يوجد بينها تعاون متبادل . وقد جمع ) كروبوتكين Kropotkine ) في كتاب التعاون ) Entr ' aide ) كثيراً من الأمثلة الدالة على ذلك في عالم الحيوان وعالم الإنسان . وإذا استقصيت الواقعات وجدت أن التعاون ظاهرة عامة لا ينفرد بها الرجل المتحضر ، بل كثيراً ما تجدها في عالم البداوة وعالم الحيوان . حتى لقد قال العلماء أن مبدأ ( داروين ( لا يدل إلا على نصف الحقيقة . وإذا ارتقيت من طور البداوة إلى طور الحضارة انقلب التضامن الميكانيكي إلى تضامن عضوي ، وصار الفرد رد أشد شعوراً باستقلاله لنمو شخصيته ووفرة الوسائل التي تفي بحاجاته .

    قال ( كروبوتكين ) : « لقد انحلت روابط التعاون الدائم بين سكان طريق واحد أو . حي واحد في النظام الاجتماعي الحاضر . فالناس يعيشون في الأحياء الغنية من المدن الكبيرة من غير أن يعرفوا أقرب جيرانهم . أما في الطرق الآهلة بالفقراء فإنهم يتعارفون جيداً ، ويتصلون دائماً بعضهم ببعض . ولو نظرنا إلى أولاد حي فقير وهم يلعبون معا في طريق أو مقبرة أو مرج ، لرأينا مباشرة أن بينهم اتصالاً وثيقاً بالرغم من المنازعات العارضة ) ( ۱ ) . ولولا تعاون الفقراء لما استطاعوا التغلب على شظف العيش ، إنهم يتهادون الأطعمة ، ويتعاورون الأدوات والألبسة ، ويخدم بعضهم بعضاً ، في حين أن الأغنياء لا يعرف واحدهم صاحبه . فكأنه لا فرق بين أموال الفقراء ، وكأن حياتهم المشتركة حياة شخص واحد .

    ٣ - ونقول أيضاً : ان حياة الجسد غير كافية لبيان حقيقة الشعور الفردي ، لأن الإنسان موجود اجتماعي ، ولأن الحياة الاجتماعية تقتضي وجود الغيرية ، وحب الغير لم يتولد من الاجتماع بل هو سابق له ، وهو طبيعي في الإنسان ، فلو كانت أنانية الإنسان الإبتدائي مطلقة ، لما حرم نفسه التمتع بالحرية في سبيل منافع بعيدة قد يصعب عليه تحقيقها . إلا أن الإنسان اجتماعي بالطبع ، والغيرية لازمة له بالذات لا بالعرض .

    قال دور كهايم : ( حيثما يظهر الاجتماع تظهر الغيرية ، لحاجة الاجتماع إلى التصامن ، ولذلك نجد الغيرية في أوائل البشرية زائدة على حد الإعتدال ، فحرمان المتوحش نفسه بعض الأشياء في سبيل الخضوع للتقاليد الدينية ، وتضحيته بنفسه استجابة لنداء الهيئة الاجتماعية ، واقدام الأرملة الهندية على الإنتحار بعد وفاة زوجها ، ورغبة ( الغالي ) في الموت بعد هلاك سيده ، وجود ( السلتي ) بنفسه في سبيل انقاذ رفاقه العاجزين عن الحرب ؛ أفلا يدل ذلك كله على الغيرية والايثار ؟ إن هذه الأفعال ليست من الأفعال الوهمية الباطلة ، وإنما هي من الأمور الواقعية التي تثبت أن الإنسان قادر على البذل والجود . فلا ينبغي أن يقال إذن أن الغيرية قد تولدت من الأنانية ، لأن هذا الاشتقاق لا يمكن أن يتم إلا بإبداع من العدم . والحق أن هذين المحركين للسلوك الإنساني موجودان منذ القدم في جميع النفوس البشرية .

    فأنت ترى أن الغيرية لم تتولد من الأنانية لأن نفس الرجل الإبتدائي لا تنطوي على المشاعر النفعية فحسب ، بل تنطوي على كثير من المشاعر الغيرية . ونريد الآن أن نأتي ببعض الأمثلة التي تبين لنا أن في الطبيعة البشرية ميولاً غيرية لم تتولد من الأنانية . فمن هذه الميول : العطف والرأفة ، وغريزة الأمومة ، وغريزة الاجتماع .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.١٨_1.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	112.6 كيلوبايت 
الهوية:	184975 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.١٨ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	124.2 كيلوبايت 
الهوية:	184976 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٢٠_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	121.9 كيلوبايت 
الهوية:	184977 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٢١_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	130.5 كيلوبايت 
الهوية:	184978 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٢٨_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	129.2 كيلوبايت 
الهوية:	184979

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٢٩_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	122.3 كيلوبايت 
الهوية:	184981 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٣٠_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	126.0 كيلوبايت 
الهوية:	184982 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٣١_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	139.2 كيلوبايت 
الهوية:	184983

    Selfishness and altruism, altruistic tendencies... tendencies and conflicts

    4- Heterosexual tendencies
    Altruistic tendencies encourage us to love people, so we find pleasure in their happiness and pain in their misery. Just as a person loves himself and desires to survive and enjoy a comfortable life, so he loves his children and friends, and sacrifices for their sake the dearest and most valuable things to him. Man is a friend of man, nay, he is his brother, whether he likes it or hates it. Whether he has this person. Whether he is his friends or his enemies, he loves him and his country, and he respects all of humanity, and he is saddened by the evil that befalls it, to the point that he forgets his own interests, and devotes himself to the common good and happiness of society. These altruistic tendencies are called altruism.

    Aristotle used to say: Man is a social animal. He is a civilian, of course, and wants to live with his peers. This is necessary, because if he lived alone, he would not be able to carry out his burdens. Man is social, because he is poor and poor, and cannot live alone. Also among Aristotle’s sayings is that a person is not a true human being unless he lives among people and seeks help from them to provide. His needs.

    Who would want to have all the goods of the world on the condition that he lives alone, away from people? Only the one who rises to the level of divinity or degenerates to the level of animality can live outside the social body. The tendency to socialize is natural, and it is general and includes humans and many animal species. You will not find a child who is not happy with his companions, nor a man who is not strong with the love of his brothers.

    Social life generates many inclinations, such as kindness, tenderness, and the tendency to imitate, and these inclinations are roughly divided into two parts: shared individual inclinations, and purely social inclinations.

    1 - Selfishness and altruism (1) - Before examining these tendencies, it is necessary to show their elements and explain their origin. Do they resolve into altruism or selfishness?

    A - La Rochevaux-Cold theory (2)
    - It is a theory that attributes altruism to selfishness. because
    (La Rochefoux Cold) believes that altruism has no truth, that sincerity is a false myth, and that man only loves himself, and only thinks about his own benefit. He collected his theory in his saying: Virtue is lost in benefit as rivers are lost in the seas, and in the book Maximes there are many sayings indicating that selfishness is the basic instinct on which all our tendencies are based.

    La Rochefoux-Cold said: “Man is never calm and does not approach people except as bees approach flowers to absorb from them what they need. How can we imagine the flexibility that characterizes him? His change exceeds every quick impossibility, his gentleness exceeds the precision of chemistry, and he is present in every Life situations, in all homes and situations, he lives everywhere, he lives from everything, he lives from nothing, he is familiar with all things, he is accustomed to losing them, and he sides with the party of those who fight him, so he participates in their plans. And what is most astonishing of all of this is that he works to destroy himself. He hates himself, and its owners conspire. He may become his own enemy, but on the condition that he stays, because he only cares about survival. It is no wonder if he sometimes joins the brutal authority, and dares to belong to some groups in order to destroy himself, because he does not demolish anywhere except to build in it. Another. And if he thinks that he is turning away from his pleasure, then he does not neglect it except to replace it with something else. And he may be victorious, and you think that you have been saved, and you will find him victorious in the event of his defeat.)

    This opinion of (La Rochefoux-Cold) is related to the opinions of the utilitarian philosophers who say: Man is innate to evil, and that he only loves himself. It is true that (Hobbes) said: Man is a wolf against his fellow man (Homo Homini Lupus), and (Helvisius) said (2) If the material world is subject to the laws of movement, then the literary world is subject to the laws of utility.

    LaRue Chengold did not add anything to that, except that he knew about virtues and found that they all dissolve into personal benefit and selfishness. According to his claim, pure friendship is nothing but a profitable trade that gains us strength and supporters. Were it not for people’s fear of injustice, they would not love justice, and were it not for their desire to be praised twice. When they rejected the first praise. Were it not for their pity for themselves from falling into calamities, they would not have pityed others, nor would they have mercy on anyone. Acknowledgment of gratitude is evidence of the desire to please the benefactor in order to get more than what he gave, and contentment in life is like moderation in food. A person wants to eat a lot, but he is afraid that he will harm himself.

    It follows from this analysis that La Rochefoux Cold does not limit himself to saying that true virtues are rare, but rather completely denies their existence. What is the value of his theory?

    Discussion of La Rochevaux-Cold's theory.
    Perhaps the primary motivation for this theory was the false virtues he saw in his time, but true virtues are no less widespread than vices, and we now want to mention, in response to La Rocheffauld’s theory, some of the objections that disturb his belief.

    1 - We cannot invalidate the theory of La Rochefoucauld by saying that there are many examples in life that indicate true virtues. This statement does not eliminate the suspicion, because La Rochefoux Cold can find behind every pure virtue a psychological motive and a false element. Like the nurse nun who exposes herself to infectious diseases, she only thinks about the reward of the afterlife. Like the valiant soldier who is motivated by love for his country to be martyred for its sake, he only thinks about glory and heroism, and like the generous man who feeds the hungry, provides for the miserable, and shelters the orphans, he only thinks about honor and a good reputation. If it is said that a man throws himself into the water for the sake of saving a drowning man, La Rochefoux Gold said that this man only thinks about making his name known and his reputation well-known. If we prove that this man did not think about benefit, reputation, or connection, but rather he threw himself into the water, Out of an abstract psychological motive, he said that he could not see the team and not save it, and if he did that, his conscience would be alerted. Therefore, he saved the team out of a personal motive, not an abstract motive.

    2 - There is no doubt that the method followed by (La Rochefoux Cold) is corrupt; Because he does not search for the truth about what is involved in the soul while doing good, but rather mentions what he himself imagines of the selfish motives that motivate him. If it is said to him: This man threw himself into the fire to save a child, he says: If he had not thought about fame, he would not have done that. Therefore, he is a skilled calculator. Even if he was told: That
    A mother loves her child with a sincere love. He would say: She thinks about the benefit that will come to her from him in the future. Therefore, she sows to reap. Otherwise, she would not have deprived herself of rest, in order to make him happy. We say that this calculation is possible, and if we were looking into possibility, we would not disagree with La Rochefoux-Kold in anything, but we are not looking into what can exist, rather we are looking into what actually exists. Therefore, La Rochefoux-Cold's method is corrupt, because it is limited to investigating the possibility of a utilitarian calculation occurring in the soul of the philanthropist, even though it should have investigated the actual occurrence of this calculation.

    3 - This utilitarian calculation does not include every virtue, because psychology proves to us that there are spontaneous, instinctive actions in which there is no trace of contemplation or will, and just as there is in a person’s spontaneous actions what entails evil, likewise there is in them what indicates good. Although thought is the principle of action. Most human actions are spontaneous and natural, sometimes arising from instinct, and sometimes from habit, and these spontaneous actions arising from instinct or habit are not devoid of good elements. Among them is the natural inclination to justice, which is widespread in children, and among them are the mother’s inclinations related to the maternal instinct, and among them is the inclination to Meeting people, and the need for friends. Yes, selfishness may involve many inclinations, but not every human being can be selfish.

    4 - Then there is an internal contradiction in La Rochevau-Cold’s theory, because it acknowledges the existence of counterfeit virtues. However, had it not been for the existence of true virtues, counterfeiting would not have been possible; money is not counterfeited in a country unless it is in vogue in it. Although La Rochecheau-Cold denies the existence of true virtues You find him acquiescing to saying it when he discusses hypocrisy, because he says: “Hypocrisy is evidence of vice’s respect for virtue.” In truth, were it not for the existence of true virtues, hypocrisy would not exist, because the one who harbors enmity towards me cannot deceive me by showing me friendship if I do not feel it. With the existence of true friendship, the one who pretends to acknowledge gratitude cannot deceive the one who has done good to him if this benefactor believes that acknowledgment of gratitude is a lie and hypocrisy. Hypocrisy, then, is true evidence of the existence of true virtues.

    E - We also say that the error of this theory results from not defining the meaning of benefit. The word benefit refers first to vital benefit, which is everything that benefits the body, soothes its desires, and satisfies its inclinations. If (La Rochefoux-Cold) applied the term “benefit” to this vital benefit, his theory would be correct, because it is inconceivable for a person to do something that is not related to his vital tendencies. We have said that not all of these tendencies involve evil. Secondly, the word benefit indicates self-love and selfishness. This last meaning is the one adopted by La Rochefoux Cold. But his theory is not true to him, because it is inconceivable that all human actions arise from a utilitarian calculation, and we have shown that many of human natural actions are spontaneous actions with no trace of calculation in them.

    B: - Spencer’s theory:
    This is the theory of the late utilitarian philosophers (such as James Mill, Stuart Mill, and others). They do not deny the existence of altruistic emotions, but rather say that they are originally derived from selfishness. For them, selfishness is the basic emotion, and social development is what leads to the generation of altruism from selfishness. And selfishness comes from altruism.

    تعليق


    • #3
      This theory is attributed to Spinoza (1), who claimed that selfishness prompts a person to prefer socializing over loneliness and isolation. He said: The benefit of meeting is greater than its harm. People gather because they have a benefit in meeting, and because their cooperation helps them provide their needs and avoid the dangers that threaten them. A person is great for his brother but little for himself. He should consider his brothers because, as it was said, they are an adornment in prosperity, a tool in calamity, and a help against enemies. Social life requires sincerity, cooperation and love. People wanted social life first out of selfishness, but after that the meeting generated in their souls the habit of friendship and love, so a person began to love his brother for his own sake after he had loved him for his benefit. This is similar to the psychological exchange that occurs in the mind of the miser. Because the miser loves money first for its benefit, then loves it after that out of habit for its own sake, and this applies to all people, because a person first loves his brother to benefit from it, then loves him after that for his own sake.

      Discussion of Spencer's theory:
      We cannot accept this theory for the following reasons:
      The principle that this theory states without criticism, and is based on without discussion, is to say that selfishness is a primary emotion, and that the more you descend in social life from a higher stage to a lower stage, the stronger and stronger you find selfishness. Selfishness in the animal world is more severe than in the human world, and the emergence of altruistic emotions only occurred through social oppression, conflict, and the sacrifice and self-denial required by war. Thus, (altruistic - selfish) emotions were generated from selfish emotions, then altruistic emotions were generated from (altruistic - selfish) emotions. Selfishness). This opinion is consistent with Darwin's theory because he believes that the evolution of animal species results from a conflict for survival, and the main driver of this conflict is selfishness. Selfishness is therefore one of the psychological priorities, and if the primary human being was other than himself, he would not be able to compete with other animals in his necessary strength. Therefore, in their view, heterosexual emotions are suitable for the civilized life rather than the nomadic life. It is a luxury matter, not a necessary matter.

      We say in discussing this theory that it contradicts both reason and experience.
      1 - It is contrary to reason, because reason shows us that it is not possible for a child or an elementary school man to be selfish. Selfishness requires a complete sense of personality, and it requires sufficient contemplation power to differentiate between the ego and the non-ego. This sense of personality does not exist in the child. Yes, the child’s first movements indicate that he prefers his own benefit over the benefit of others, but these movements result from the instinct to preserve survival, not from conscious selfishness.

      Scientists have proven that a child's sense of personality is formed gradually. He first begins by separating his body from the outside world, and then distinguishes between people and things. Then, of course, he tends to imitate others and follow their example (1). Imitation is the first form of kindness and love. Likewise, primitive man does not have a clear sense of his personality, and does not differentiate between his benefit and the benefit of his tribe. Dore Kheim (2) criticized the method of evolutionary scientists and said: The primitive man was not a poet of his personality, but rather the soul was assimilated into the social environment.

      If the individual had a personality in those primary societies, he would have had a role in them, except that he lacked a personality, so the social body had no need to oppress him or restrict him.

      2 - It is contrary to experience, because experience shows us that the struggle for survival is not the only thing that affects the change of organisms and their advancement from one stage to another. Just as there is a struggle between living organisms for the sake of survival, so there is mutual cooperation between them. Kropotkin, in his book Entr'aide, collected many examples of this in the animal world and the human world. If you investigate the facts, you will find that cooperation is a general phenomenon that is not unique to civilized men, but rather you often find it in the nomadic and animal world. Scientists have even said that Darwin's principle only indicates half the truth. If you rise from the stage of nomadism to the stage of civilization, mechanical solidarity turns into organic solidarity, and the individual begins to feel a stronger sense of his independence due to the growth of his personality and the abundance of means that meet his needs.

      Kropotkin said: “The ties of permanent cooperation between the inhabitants of one road or another have been dissolved. One neighborhood in the present social system. People live in wealthy neighborhoods of big cities without knowing their nearest neighbors. On roads inhabited by poor people, they get to know each other well and always communicate with each other. If we look at the children of a poor neighborhood playing together on a road, a cemetery, or a meadow, we will immediately see that there is a close connection between them despite occasional disputes (1). Were it not for the cooperation of the poor, they would not be able to overcome the hardship of living. They exchange food, exchange tools and clothing, and serve each other, while the rich do not know each other. It is as if there is no difference between the wealth of the poor, and as if their shared life is the life of one person.

      3 - We also say: The life of the body is not sufficient to explain the truth of individual feeling, because man is a social being, and because social life requires the existence of altruism, and love for others is not born from meeting, but rather precedes it, and is natural in man. If the selfishness of primary man was absolute, When he deprived himself of freedom for the sake of distant benefits that might be difficult for him to achieve. However, man is social, of course, and otherness is necessary for him in essence, not incidentally.

      Dore Kheim said: “Wherever society appears, otherness appears, due to the society’s need for solidarity. Therefore, we find alterity in the early days of humanity in excess of moderation. The savage’s deprivation of certain things for the sake of submission to religious traditions, his self-sacrifice in response to the call of the social body, and the Indian widow committing suicide.” After the death of her husband, and Al-Ghali’s desire to die after the death of his master, and the presence of Al-Salti himself in order to save his helpless comrades in the war, does not all of this indicate altruism and altruism? These actions are not false and imaginary actions, but rather are real matters that It proves that man is capable of giving and generosity. Therefore, it should not be said that altruism was born from selfishness, because this derivation can only be done through creativity from nothing. The truth is that these two engines of human behavior have existed since ancient times in all human souls.

      You see that altruism was not born of selfishness because the soul of the primary man does not only include utilitarian feelings, but rather includes many altruistic feelings. We now want to bring some examples that show us that there are altruistic tendencies in human nature that are not born of selfishness. Among these inclinations are: kindness and compassion, the maternal instinct, and the social instinct.

      تعليق

      يعمل...
      X