الميول الشخصية ، الميول والنزاعات .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الميول الشخصية ، الميول والنزاعات .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    الميول الشخصية ، الميول والنزاعات

    ٣ - الميول الشخصية

    أساس هذه الميول :
    - كل كائن حي يسعى لحفظ بقائه ، فالرغبة في الحياة ، أو إرادة الحياة ، هي المحرك الأول لكل موجود . وهدف هذه الإرادة وتلك الرغبة هو البقاء . يقول ( سبينوزا ) : كل موجود ، بميل إلى الثبات في الوجود . إنه لا يميل إلى الثبات في الوجود فحسب ، بل يميل إلى انماء هذا الوجود واغنائه . فالميل إلى الثبات في الوجود يتولد من غريزة حفظ البقاء ، وهي موجودة لدى سائر الحيوانات ، والميل إلى انماء الوجود يتولد من غريزة التوسع والسيطرة ، لأن هذه الغريزة هي إرادة حسن البقاء ، لاإرادة البقاء ، فهي إذن إرادة لذة ، وإرادة قوة معاً ( نيتشه ) .

    لقد ظن بعض العلماء أن غريزة حفظ البقاء أساس الميول كلها ، فقال ( لاشليه ( : يمكننا أن نبين بتحليل نفسي وفيسيولوجي معاً أن نزعاتنا الكثيرة ليست الاصوراً مختلفة لنزعة واحدة اطلقوا عليها بحق اسم إرادة الحياة .
    فنحن إذن إرادة قبل أن نكون احساساً ، وإذا كانت الإرادة ليست كالإحساس من معطيات الشعور الواضحة ، فمرد ذلك إلى أنها الشرط الأول لكل المعطيات ، أو لأنها بوجه آخر هيا الشعور نفسه ( ۱ )

    ولكن غريزة حفظ البقاء قد تسبق ظهور الإرادة ، وقد تقاومها بعد ظهورها ، مثال ذلك أن الجبان إذا أحس بالخطر استسلم للخوف ، وتغلبت غريزة حفظ البقاء على إرادته . وقد تقاوم الإرادة غريزة حفظ البقاء وتتغلب عليها ، مثال ذلك ان ( دون غراسيا ) كان يرتجف من شدة الخوف في أثناء المعركة ، إلا أن خوفه لم يمنعه من متابعة الحرب .
    ثم ان غريزة حفظ البقاء ليست متناسبة مع قوى الاشخاص ورفاهتهم ، ولا مع هنائهم وراحتهم . فقد يكون الإنسان قوي البنية ، صحيح الجسم سعيداً ، يجد السرور في نعمى العيش ، ويكون مع ذلك شجاعاً يعرض نفسه للخطر ، بخلاف الجبان الذي لا يمنعه ضعف جسمه من الحرص على الحياة في كل وقت .

    فالعوامل التي تؤثر في غريزة حفظ البقاء كثيرة ، نذكر منها المزاج ، والصحة ، والتربية والبيئة ، ولذلك كانت محبة الإنسان للحياة مختلفة بحسب مزاجه وصحته ، فتارة يكون طموحاً ، شجاعاً ، نشيطاً ، يسعى لاستكمال ما ينقصه من شرائط الحياة ، وأخرى يكون جباناً منزوياً عن الناس ، راضياً باليسير من العيش ، يخلد إلى السكون ، ويبتعد عن الأعمال و جلبتها .

    ومن الغرائز التي تتصل بغريزة حفظ البقاء غريزة الرضاعة ، وغريزة اغلاق الجفن لوقاية العين من الخطر ، وغريزة ابعاد اليد عن الأجسام المحرقة .

    وغريزة حفظ البقاء ليست صادقة الحكم في معرفة الوسائل المؤدية إلى البقاء ، بل قد تخطى ، وتقود الإنسان إلى الهلاك . مثال ذلك أن الطفل لا يعرف مقدار الطعام الضروري لحفظ صحته ، فإذا ترك وشأنه أكل أكثر مما يحتاج اليه ، ولذلك كان من الضروري تنظيم مقادير غذائه ، وتحديد أوقاتها ، والراشد أيضاً لا يقتصر على الاطعمة النافعة لجسده ، حتى لقد قال ( متشنيكوف ) : إن الإنسان أدنى من الحيوان في معرفة ما يضره وما ينفعه . قال متشنيكوف ( ۲ ) : ( إن انحراف غريزة التغذية عند الإنسان كبير جداً . فالأطفال منذ ابتدائهم بالمشي يلتقطون كثيراً من الاشياء التي يصادفونها ، ثم يضعونها في أفواههم ، م ، كقطع الورق ، والشمع ، وبقايا المخاط ، حق لقد يصعب منعهم من ابتلاع هذه الاشياء المضرة لانهم يظنون أنها صالحة للأكل ... إن انحراف غريزة حفظ البقاء يبعث الإنسان على التسمم بالكحول والاتير والافيون والمورفين وغيرها من المواد الضارة التي يمتصها جسمه ، ولو لم يكن في انحراف هذه الغريزة غير شؤم داء الكحول لكان في ذلك دلالة كافية على عدم اتفاق غريزة انتخاب الاطعمة . مع غريزة حفظ البقاء ) .

    ينتج مما تقدم أن غريزة حفظ البقاء ليست دليلا صادق الحكم إلا أنها عظيمة التأثير في حياة الإنسان ، لا يرد حكمها ولا يعارض فعلها .

    وتنقسم هذه الغريزة إلى قسمين : دفاعي وهجومي ، فالدفاعية هي غريزة الرجل الذي يبعثه حبه للبقاء على الخوف ، فيحاول الدفاع عن نفسه أو يهرب ويختبيء . والهجومية هي غريزة الرجل الذي تتلظى نفسه بالغضب ، فتتضرم ، وتتلهب ، ولا تنطفىء نار ثورتها إلا بمنازلة العدو . فالأولى منفعلة ، والثانية فاعلة .

    والإنسان لا يرغب في البقاء فحسب ، بل يرغب في كل ما يغني حياته ويزيدها قوة وجمالاً . وقد وصف ( لو كرس ) ذلك وصفاً دقيقاً ، فقال : إن الناس جميعاً يتنافسون في اكتساب المجد والثروة ، فيتناضلون ، ويتفاخرون ، ويتسابقون في سبيل الوصول إلى غاياتهم . لأنهم يحبون البقاء ، ويكرهون الموت ، ومع أن الإنسان يعلم حق العلم أنه فان ، فإنك تجده جاداً في تحصيل المجد والثروة والقوة و الجمال ، لاعتقاده التلقائي إنه يستطيع أن يحارب الموت ، وينال أسباب الخلود . الإنسان يريد الحياة ويريد كل ما يقويها . إلا أن رغبته في السعادة ونعمى العيش لا تنحل إلى رغبته في الحياة وحدها ، لأنه قد يفضل الموت على الحياة إذا أضاع سعادته وثروته . فالثروة شرط من شرائط الحياة ، ونعم العون هي لها . إلا أن البخيل يرغب فيها لذاتها لا لشيء آخر غيرها . مثال ذلك : إن الغني ينتحر عندما يخسر معظم ثروته ، ومع أن القسم الذي خسره لم يستنفد كل ما عنده ، فإنه يفضل الموت على الحياة دون ثروة ؛ لأنه يرغب في الراحة ونعمى العيش ، لا في الحياة المعراة من كل ما يجعلها شريفة وسامية .

    ۱ - الشهوات الطبيعية :
    - هذه الشهوات الطبيعية ( دورية ) ، تظهر وتزول في أوقات منتظمة ، وهي أيضاً ضرورية لا تقاوم ، لأن الانسان إذا قاومها عرض حياته للخطر . وعدد هذه الشهوات الطبيعية مطابق لعدد وظائف الأعضاء ، منها الحركة ، والغذاء ، والتنفس ، وغير ذلك .

    ۲ - الميول الحقيقية :
    - تتولد الميول الشخصية الحقيقية من الملكات النفسية الثلاث الحساسة ، والعقل ، والارادة .

    فالميول الحسية تختص بالحياة الانفعالية ؛ كالميل إلى الانفعال ، والتهيج ، والمخاطرة ، مثال ذلك أن السائح يعرض نفسه للمهالك ، فيقصد المفاوز البعيدة إرضاء لما يشعر به من الميل والرغبة والحاجة . وكثيراً ما يكون الباعث على حب التنقل والميل إلى الخطر قوة التخيل . وكما أن القوة المتخيلة تبعث السائح على اقتحام المخاطر ، فكذلك تبعث الطفل على اللعب ، فتارة تجده سائحا ، وأخرى جندياً محارباً . وما أكثر الناس الذين يجدون لذة في تمثيل المآسي الغرامية والفواجع الحربية .

    إن بعض الناس لا يستطيعون أن يعيشوا في جو خال من العواطف ، فإذا جفت عواطفهم ، أثاروها بقراءة الروايت والأشعار ، وسماع الأنغام ، ومشاهدة الأفلام .

    والميول العقلية تبعث الإنسان على طلب العلم ، لأنه يحب أن يطلع على الأمور ويكشف عن حقائقها . وحب الاطلاع هذا عام في الأصل ، أي موجود لجميع الأطفال ، إلا أنه يتكيف بحسب طبائعهم المختلفه ، فمنهم من يميل إلى البحث عن أسباب الأشياء ، ومنهم من يميل إلى التمتع بظواهر الاشياء وصورها ، ومنهم من يميل إلى الالحان ، ومنهم من يميل إلى الالوان .

    والميول الارادية هي الميول الفاعلة ، كالرغبة في التملك ، والميل إلى الاستقلال ، ومحبة السلطان ، والتفوق على الاقران .
    وينشأ عن حب الذات ميول كثيرة مشتقة كالميل إلى الصحة ، وحب الجمال ، والبخل والاستقلال ، والثقة ، والشهرة ، والتأنق في العمل ، والكياسة ، والزي . وقد ينشأ عنه ايضاً ميول متناقضة كالشجاعة والجبن والجرأة والضعة ، والمباراة والاستسلام ، والاعتماد على النفس ، والتواضع ، وغير ذلك كثير .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.١٢_1(2).jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	117.2 كيلوبايت 
الهوية:	184969 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.١٥_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	116.1 كيلوبايت 
الهوية:	184970 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.١٦_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	123.4 كيلوبايت 
الهوية:	184971 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.١٦ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	108.7 كيلوبايت 
الهوية:	184972

  • #2
    Personal inclinations, inclinations and conflicts

    3- Personal inclinations

    The basis of these tendencies:
    - Every living being seeks to preserve its survival, as the desire to live, or the will to live, is the first motive for every existence. The goal of this will and desire is survival. Spinoza says: Everything exists with a tendency to persist in existence. Not only does it tend to remain constant in existence, but it also tends to grow and enrich this existence. The tendency to persist in existence is born from the instinct to preserve survival, which is present in all animals, and the tendency to grow existence is born from the instinct for expansion and control, because this instinct is the will for good survival, not the will for survival, so it is therefore the will for pleasure and the will for power together (Nietzsche).

    Some scientists thought that the instinct to preserve survival was the basis of all inclinations. Lachlet said: We can show, with a psychological and physiological analysis together, that our many inclinations are not different forms of one inclination, which they rightly called the will to live.
    Therefore, we are a will before we are a feeling, and if will is not, like feeling, a clear data of feeling, then this is because it is the first condition for all data, or because it is, in other words, the feeling itself (1).

    But the instinct to preserve survival may precede the emergence of the will, or it may resist it after it appears. For example, if a coward senses danger, he surrenders to fear, and the instinct to preserve survival overpowers his will. The will may resist and overcome the instinct to preserve survival. For example, Don Gracia was trembling with fear during the battle, but his fear did not prevent him from continuing the war.
    Moreover, the instinct to preserve survival is not proportional to people’s strengths and well-being, nor to their contentment and comfort. A person may be strong in build, healthy in body, happy, and find joy in the bliss of living, and yet be brave and expose himself to danger, unlike the coward whose body weakness does not prevent him from being keen on life at all times.

    There are many factors that influence the instinct to preserve survival, including temperament, health, upbringing and the environment. Therefore, a person’s love of life varies according to his temperament and health. At times he is ambitious, brave, and active, striving to complete what he lacks in the requirements of life, and at other times he is cowardly and withdrawn from people. Satisfied with an easy life, he retreats into silence and stays away from work and its turmoil.

    Among the instincts that are related to the instinct to preserve survival are the breastfeeding instinct, the instinct to close the eyelids to protect the eye from danger, and the instinct to keep the hand away from burning objects.

    The instinct to preserve survival is not a true judge in knowing the means that lead to survival. Rather, it has overstepped and leads a person to destruction. An example of this is that a child does not know the amount of food necessary to maintain his health. If he is left alone, he eats more than he needs. Therefore, it is necessary to organize the amounts of his food and determine their times. An adult also does not limit himself to foods that are beneficial to his body. Mechnikov even said: The human being He is inferior to animals in knowing what harms him and what benefits him. Mechnikov (2) said: (The deviation of the human feeding instinct is very great. Since they start walking, children pick up many of the things they encounter and then put them in their mouths, such as pieces of paper, wax, and remnants of mucus. Indeed, it may be difficult to prevent them from swallowing these things. Harmful because they think it is edible... The deviation of the instinct to preserve survival causes a person to be poisoned by alcohol, ether, opium, morphine, and other harmful substances that his body absorbs. If the deviation of this instinct was nothing other than the ominous disease of alcohol, this would be sufficient indication that the instinct does not agree. Selecting foods, with the instinct to preserve survival.

    It follows from the above that the instinct to preserve survival is not a true guide to judgment, but it has a great influence on human life, and its judgment cannot be rejected or its action can be opposed.

    This instinct is divided into two parts: defensive and offensive. Defensiveness is the instinct of a man whose love drives him to remain in fear, so he tries to defend himself or flee and hide. Aggression is the instinct of a man whose soul is filled with anger, so it becomes kindled and inflamed, and the fire of its revolt is not extinguished except by confrontation with the enemy. The first is passive, and the second is active.

    Man does not only desire to survive, but rather desires everything that enriches his life and increases its strength and beauty. Lou Cress described this accurately, saying: All people compete to gain glory and wealth. They struggle, brag, and compete in order to reach their goals. Because they love survival, and they hate death, and even though man knows very well that he is mortal, you find him serious about achieving glory, wealth, power, and beauty, because of his automatic belief that he can fight death and attain the means of immortality. Man wants life and wants everything that strengthens it. However, his desire for happiness and the bliss of living does not resolve into his desire for life alone, because he may prefer death to life if he wastes his happiness and wealth. Wealth is a condition of life, and the blessings of help it brings. However, the miser desires it for its own sake and not for anything else. For example: A rich person commits suicide when he loses most of his wealth, and even though the portion he lost did not exhaust all that he had, he would rather die than live without wealth. Because he desires comfort and blissful living, not a life stripped of everything that makes it honorable and sublime.

    1 - Natural desires:
    - These natural desires are (cyclical), they appear and go away at regular times, and they are also necessary and irresistible, because if a person resists them, he puts his life in danger. The number of these natural desires is identical to the number of organ functions, including movement, food, breathing, and so on.

    2- True inclinations:
    True personal inclinations are generated by the three psychological faculties: the sensitive, the mind, and the will.

    Sensory inclinations pertain to emotional life. Such as the tendency to get emotional, irritable, and take risks. An example of this is that the tourist exposes himself to dangers, so he aims for distant gains to satisfy the inclination, desire, and need he feels. The love of movement and tendency towards danger is often motivated by the power of imagination. Just as imagined power encourages the tourist to take risks, so it also encourages the child to play, and at times you find him as a tourist, and at other times as a warrior-soldier. How many people find pleasure in acting out love tragedies and war tragedies.

    Some people cannot live in an atmosphere devoid of emotions, so if their emotions dry up, they stimulate them by reading novels and poetry, listening to tunes, and watching movies.

    Mental inclinations motivate a person to seek knowledge, because he loves to learn about things and reveal their truths. This love of curiosity is general in origin, that is, it is present to all children, but it is adapted according to their different natures. Some of them tend to search for the causes of things, some of them tend to enjoy the appearances and images of things, some of them tend to melodies, and some of them tend to color.

    Voluntary tendencies are active tendencies, such as the desire for possessions, the tendency toward independence, the love of authority, and superiority over one’s peers.
    Self-love gives rise to many derived inclinations, such as the inclination toward health, the love of beauty, miserliness and independence, confidence, fame, elegance at work, politeness, and dress. It may also give rise to contradictory tendencies, such as courage and cowardice, boldness and humility, conformism and surrender, self-reliance, humility, and many other things.

    تعليق

    يعمل...
    X