المصور الفوتوغرافي حكيم مادي: دراسة متأنية لعلاقة الضوء بالعتمة
عدسة ترصد صفحات من تاريخ ليبيا بأسلوب الضوء والظل.
الجمعة 2024/01/05
أسلوب يقترب من أحاسيس العين البشرية
بين الضوء والظل يتجول المصور الفوتوغرافي الليبي حكيم مادي بين مناطق وطنه، وتحديدا مدينة غدامس، ليوثق بعدسته آثار العتمة والنور على المناطق الأثرية، فيضيف إليها غموضا وسحرا ويظهر حساسيته الفنية وذوقه المختلف.
يحيلنا الفنان المصور الفوتوغرافي الليبي حكيم مادي إلى جغرافية المدن القديمة بزوايا وطرقات موسومة بالضوء، مرسومة بتفاصيله وتدرجاته، بكل مهارة تقف على عتبات الروح بشكل مباشر دون المرور بمرشحات العقل الصارمة، بل هي مساحات فسيحة من التأمل الوجداني الموثوق بالمعرفة والموهبة، تستدعي الكثير من الوقوف أمامها واستيعابها كفهم تشكيلي قبل كل شيء.
وتأتي أعماله لترصد تفاصيل من حياة الناس في مناخات ظليلة، وانعكاسات نسمات البهجة من سعف النخيل وأشكال جذوعه الضاربة في عمق التاريخ، أقواس تشكلت وشكلت مشاهد سينمائية في علاقات مدهشة بين النور والظلمة وما بينهما من تباينات يتخللها الكثير من الألوان، ظلال المارين في الغياب على مهل في طرقات السوق المتعرجة، وثنايا وتعرجات الأزقة، وهندسة غرائبية أنيقة تراعي الكثير من الثقافة المشرقية وخصوصا الليبية في العيش والبقاء.
التقاط الفنان المصور حكيم للصور ليس على مهل فحسب بل مع الكثير من الفهم التشكيلي لمعنى علاقات الضوء بالعتمة ودرجاتها على حيطان المدن العتيقة في تجربة فنية تبلورت خصائصها بالعمل والتجريب والدراسة الأكاديمية في ألمانيا واستعمال تقنية النطاق الديناميكي عالي الدقة (HDR) التي أتاحت له الكثير من الخيارات بكل تأكيد، ومنها تعدد درجات الظلال وتنوع الألوان والقدرة على اقتناص الأشكال والتجسيم في الضوء الساطع إلى المناطق الأكثر ظلمة في حالة تقريب أكثر ما يمكن إلى مواصفات اللوحة الفنية، إلا أن اقتناص الفنان المصور واختياراته هو الأساس الأول لصناعة هذه الأعمال الإبداعية.
◙ التقاط الفنان للصور يأتي مع الكثير من الفهم لمعنى علاقات الضوء بالعتمة ودرجاتها على حيطان المدن العتيقة
الاختلاف عن السائد في التصوير الفوتوغرافي عندنا في ليبيا والالتزام بمبادئ التصوير العلمية من التعامل مع التقنية الحديثة وآخر ما أنتج والخبرة المكتسبة من التعليم والدراسة الأكاديمية في كلية الفنون وبعدها الدراسة العليا بالماجستير والدكتوراه من دولة ألمانيا وقبل كل هذا العمل في التصوير منذ زمن طويل في محل التصوير الخاص بعائلة الفنان كلها أمور منحته خبرة عملية مهمة وقدرة على الصقل والتجريب والاطلاع الواسع على المنتج الفني، وخصوصا الفنون البصرية من تصوير ثابت وفيديو والعديد من التقنيات المختلفة الأخرى مع الموهبة الفذة في رصد مكامن الجمال ونقلها عبر أدواته الخاصة إلى جمهوره الفني.
كأنه يصور لنا الحديث بالضوء والصمت بالعتمة في نزهة من الدَّهْر، عبر صفحات من تاريخ ليبيا في عاصمة الصحراء وواحة الجمال مدينة غدامس الحاضرة في معرضه السابق بدار الفنون الذي عنونه بـ”الصراع مع الشمس”، حيث كانت أعماله أشبه بهندسة معمارية أنيقة وغريبة تستعرض تميزا في الشكل والوظيفة المتقنة للحياة في تلك المناطق الحارة.
وكأن المقترح الجمالي في المعرض يقول إن الظلال هي الجزء المستهدف من هذا المنطق من التفكير الهندسي فتكون الطرقات في ردهات أنيقة تلفحها نسمات باردة من هواء متسرّب من فتحات مخصصة للتبريد وتسلل الضوء وبالتالي سيصبح بدرجات متعددة من الساطع إلى الضوء الخافت في تشكيلات هندسية تقترب إلى التجريد الهندسي منها إلى المشاهد الواقعية. نحتاج إلى محاكاة هذه المشاهد الكثير من التقنيات الحديثة مع الكثير من الخبرات والكثير أيضا من المهارة والحدس في التقاط الصور بل الإطباق على اللحظة الأمثل في التعبير عن أجمل صورة للمكان مرتبطة بإحساس الرائي وكل ما عاش في محيطها منذ الأزل وإلى الأبد.
ويقول المصوّر حكيم مادي عن معرضة "الصور المعروضة تعتبر مجموعة مختارة من أعمالي الفوتوغرافية وهي جزء من رسالة الدكتورة 'الصراع مع الشمس'، والتي أكملتها في عام 2012 بجامعة باوهاوس الألمانية. تتناول الدراسة أثر التراث الثقافي المعماري لمدينة غدامس في التصوير الفوتوغرافي بأسلوب الضوء والظل، مدينة غدامس واحة في وسط الصحراء الليبية شيدت كحصن ضد أشعة الشمس الساطعة بطريقة هندسية معمارية محددة وفريدة من نوعها، لعبت مسرحية الضوء والظل دورا كبيرا ومكثفا للغاية، والتي اخترتها كموضوع دراسة علمية فنية في مجال التصوير الفوتوغرافي، كما أنه تم التركيز أيضا على التجريد في الصورة حسب رؤيتي الفنية". ويتابع "كانت زيارتي الأولى إلى مدينة غدامس في عام 1990، حيث اكتشفت ظاهرة الضوء والظل بالمدينة وبعد عدة زيارات لسنوات عديدة قررت أن تكون أطروحة الدكتوراه".
"إدراكها بتطابقها الموجودة في أذهاننا"، كانت أساس حالة التذوق لهذه الأعمال الفوتوغرافية لمدينة غدامس بتنوعها بين الرصد الحي للمشاهد الواقعية إلى التجريد المبني على علاقة النور بالعتمة وتتبع حركة الشمس وتنوع الأمكنة وأشكال المباني وخطوطها الخارجية وأشكال الأقواس الداخلية وتنوعها، فهي لا تشير إلى الأمكنة التي تمثلها بقدر ما تصنع عالمها الخاص الذي يكتفي به المتلقي ذهنيا دون السؤال عن الجغرافيا التي تحتويها، تتبعها عملية التمثيل للأفكار بالصور، وأيّ أفكار تلك التي ترصد تاريخنا بصريا فيكون رافدا لكل الجهود التي تبذل للمحافظة على جزء مهم من الموروث الثقافي للدولة الليبية بلغة بصرية تصل إلى الآخر بشكل أسرع وتعبّر عن مدى المستوى الثقافي للمجتمع الليبي ككل.
◙ أعمال أشبه بهندسة معمارية أنيقة وغريبة تستعرض تميزا في الشكل والوظيفة المتقنة للحياة في تلك المناطق الحارة
وأريد أن أشير هنا إلى أن النطاق الديناميكي عالي الدقة (HDR) الذي يعتمده المصور الليبي هو تقنية تصوير وتقنية عرض للصور الثابتة والمتحركة وكذلك الصوت وتعرف بالنطاق الديناميكي الموسع كتقنية التقاط ومعالجة في نطاق تعدد كبير لمستويات الضوء وكذلك الظلال، حتى تتيح أكبر قدر ممكن من محاكاة الواقع بأدق التفاصيل. ويمكن العمل على معالجة الأفلام القديمة والصور بهذه التقنية أو رصد صور تغيرات الأسطح لتحديد الأزمنة، ويمكن أن تكون في الصناعات الفنية والجمالية أو حتى في الصناعات التي تعتمد على مراقبة التآكل في صيانة أجسام السفن والسيارات والهياكل الضخمة للمباني وصناعتها لتحديد مدى صلاحيتها.
بهذه التقنية يمكننا الاقتراب أكثر ما يمكن من إحساس العين البشرية في التقاط الصور فتصبح الصور أكثر نقاء وأكثر إخلاصا في نقل كل الموجودات حتى تلك المركونة في عتمة الزوايا وتحت الظلال بكل درجاتها وأطيافها، التقاط ملائم جدا للإدراك الحسي للبشر ومتوافق مع الإحساس بالضوء بالملايين من الألوان في النور إلى أشد درجات العتمة، ومن التباين الكبير في مستويات الضوء داخل المشهد الواحد.
وتشير هذه التقنية إلى نطاق واسع من السطوع بين المنطقة الأكثر سطوعًا والمنطقة الأكثر قتامة في نفس هذا المشهد، وهذا ما استعمله الفنان المصور حكيم في مقترحه البصري في تجربته بدراسة متأنية لعلاقة الضوء بالعتمة في مدينة غدامس منذ زيارته الأولى إلى المدينة قبل أكثر من 30 عاما مضت.
يذكر أن المصور الدكتور حكيم مادي، ولد في طرابلس عام 1966، تحصل على البكالوريوس في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية عام (1991-1992) جامعة طرابلس في التصوير، أكمل دراسته العليا بجامعة بيليفليد الألمانية كلية الاتصالات البصرية في تصميم الصورة عام 2002، تحصل على درجة الدكتوراه في جامعة باوهاوس الألمانية في فلسفة الفن والتصميم في التصوير الفوتوغرافي عام 2012.
وسبق له أن شارك في معرض "أي تي بي" السياحي بمدينة برلين الذي يعتبر من أكبر المعارض السياحية حيث تشارك فيه أغلب الشركات السياحية في العالم خلال شهر مارس سنويا. كان معرضه الأول في دار الفنون بطرابلس بعنوان “لمحات صور من ليبيا”، كما شارك في التنسيق مع القنصلية الليبية في بون لبرنامج من أجل التسامح السنوي الذي يقام بمدينة بون للتعريف بالجانب الثقافي والسياحي والتراثي في ليبيا وذلك بمشاركة جميع دول العالم بالتنسيق مع السفارات خلال شهر سبتمبر. وهو مصور ومندوب لصحيفة “صوت الناس” الدعائية والتي تصدر في اليونان.
◙ حديث بالضوء والعتمة
عدنان بشير معيتيق
فنان تشكيلي من ليبيا
عدسة ترصد صفحات من تاريخ ليبيا بأسلوب الضوء والظل.
الجمعة 2024/01/05
أسلوب يقترب من أحاسيس العين البشرية
بين الضوء والظل يتجول المصور الفوتوغرافي الليبي حكيم مادي بين مناطق وطنه، وتحديدا مدينة غدامس، ليوثق بعدسته آثار العتمة والنور على المناطق الأثرية، فيضيف إليها غموضا وسحرا ويظهر حساسيته الفنية وذوقه المختلف.
يحيلنا الفنان المصور الفوتوغرافي الليبي حكيم مادي إلى جغرافية المدن القديمة بزوايا وطرقات موسومة بالضوء، مرسومة بتفاصيله وتدرجاته، بكل مهارة تقف على عتبات الروح بشكل مباشر دون المرور بمرشحات العقل الصارمة، بل هي مساحات فسيحة من التأمل الوجداني الموثوق بالمعرفة والموهبة، تستدعي الكثير من الوقوف أمامها واستيعابها كفهم تشكيلي قبل كل شيء.
وتأتي أعماله لترصد تفاصيل من حياة الناس في مناخات ظليلة، وانعكاسات نسمات البهجة من سعف النخيل وأشكال جذوعه الضاربة في عمق التاريخ، أقواس تشكلت وشكلت مشاهد سينمائية في علاقات مدهشة بين النور والظلمة وما بينهما من تباينات يتخللها الكثير من الألوان، ظلال المارين في الغياب على مهل في طرقات السوق المتعرجة، وثنايا وتعرجات الأزقة، وهندسة غرائبية أنيقة تراعي الكثير من الثقافة المشرقية وخصوصا الليبية في العيش والبقاء.
التقاط الفنان المصور حكيم للصور ليس على مهل فحسب بل مع الكثير من الفهم التشكيلي لمعنى علاقات الضوء بالعتمة ودرجاتها على حيطان المدن العتيقة في تجربة فنية تبلورت خصائصها بالعمل والتجريب والدراسة الأكاديمية في ألمانيا واستعمال تقنية النطاق الديناميكي عالي الدقة (HDR) التي أتاحت له الكثير من الخيارات بكل تأكيد، ومنها تعدد درجات الظلال وتنوع الألوان والقدرة على اقتناص الأشكال والتجسيم في الضوء الساطع إلى المناطق الأكثر ظلمة في حالة تقريب أكثر ما يمكن إلى مواصفات اللوحة الفنية، إلا أن اقتناص الفنان المصور واختياراته هو الأساس الأول لصناعة هذه الأعمال الإبداعية.
◙ التقاط الفنان للصور يأتي مع الكثير من الفهم لمعنى علاقات الضوء بالعتمة ودرجاتها على حيطان المدن العتيقة
الاختلاف عن السائد في التصوير الفوتوغرافي عندنا في ليبيا والالتزام بمبادئ التصوير العلمية من التعامل مع التقنية الحديثة وآخر ما أنتج والخبرة المكتسبة من التعليم والدراسة الأكاديمية في كلية الفنون وبعدها الدراسة العليا بالماجستير والدكتوراه من دولة ألمانيا وقبل كل هذا العمل في التصوير منذ زمن طويل في محل التصوير الخاص بعائلة الفنان كلها أمور منحته خبرة عملية مهمة وقدرة على الصقل والتجريب والاطلاع الواسع على المنتج الفني، وخصوصا الفنون البصرية من تصوير ثابت وفيديو والعديد من التقنيات المختلفة الأخرى مع الموهبة الفذة في رصد مكامن الجمال ونقلها عبر أدواته الخاصة إلى جمهوره الفني.
كأنه يصور لنا الحديث بالضوء والصمت بالعتمة في نزهة من الدَّهْر، عبر صفحات من تاريخ ليبيا في عاصمة الصحراء وواحة الجمال مدينة غدامس الحاضرة في معرضه السابق بدار الفنون الذي عنونه بـ”الصراع مع الشمس”، حيث كانت أعماله أشبه بهندسة معمارية أنيقة وغريبة تستعرض تميزا في الشكل والوظيفة المتقنة للحياة في تلك المناطق الحارة.
وكأن المقترح الجمالي في المعرض يقول إن الظلال هي الجزء المستهدف من هذا المنطق من التفكير الهندسي فتكون الطرقات في ردهات أنيقة تلفحها نسمات باردة من هواء متسرّب من فتحات مخصصة للتبريد وتسلل الضوء وبالتالي سيصبح بدرجات متعددة من الساطع إلى الضوء الخافت في تشكيلات هندسية تقترب إلى التجريد الهندسي منها إلى المشاهد الواقعية. نحتاج إلى محاكاة هذه المشاهد الكثير من التقنيات الحديثة مع الكثير من الخبرات والكثير أيضا من المهارة والحدس في التقاط الصور بل الإطباق على اللحظة الأمثل في التعبير عن أجمل صورة للمكان مرتبطة بإحساس الرائي وكل ما عاش في محيطها منذ الأزل وإلى الأبد.
ويقول المصوّر حكيم مادي عن معرضة "الصور المعروضة تعتبر مجموعة مختارة من أعمالي الفوتوغرافية وهي جزء من رسالة الدكتورة 'الصراع مع الشمس'، والتي أكملتها في عام 2012 بجامعة باوهاوس الألمانية. تتناول الدراسة أثر التراث الثقافي المعماري لمدينة غدامس في التصوير الفوتوغرافي بأسلوب الضوء والظل، مدينة غدامس واحة في وسط الصحراء الليبية شيدت كحصن ضد أشعة الشمس الساطعة بطريقة هندسية معمارية محددة وفريدة من نوعها، لعبت مسرحية الضوء والظل دورا كبيرا ومكثفا للغاية، والتي اخترتها كموضوع دراسة علمية فنية في مجال التصوير الفوتوغرافي، كما أنه تم التركيز أيضا على التجريد في الصورة حسب رؤيتي الفنية". ويتابع "كانت زيارتي الأولى إلى مدينة غدامس في عام 1990، حيث اكتشفت ظاهرة الضوء والظل بالمدينة وبعد عدة زيارات لسنوات عديدة قررت أن تكون أطروحة الدكتوراه".
"إدراكها بتطابقها الموجودة في أذهاننا"، كانت أساس حالة التذوق لهذه الأعمال الفوتوغرافية لمدينة غدامس بتنوعها بين الرصد الحي للمشاهد الواقعية إلى التجريد المبني على علاقة النور بالعتمة وتتبع حركة الشمس وتنوع الأمكنة وأشكال المباني وخطوطها الخارجية وأشكال الأقواس الداخلية وتنوعها، فهي لا تشير إلى الأمكنة التي تمثلها بقدر ما تصنع عالمها الخاص الذي يكتفي به المتلقي ذهنيا دون السؤال عن الجغرافيا التي تحتويها، تتبعها عملية التمثيل للأفكار بالصور، وأيّ أفكار تلك التي ترصد تاريخنا بصريا فيكون رافدا لكل الجهود التي تبذل للمحافظة على جزء مهم من الموروث الثقافي للدولة الليبية بلغة بصرية تصل إلى الآخر بشكل أسرع وتعبّر عن مدى المستوى الثقافي للمجتمع الليبي ككل.
◙ أعمال أشبه بهندسة معمارية أنيقة وغريبة تستعرض تميزا في الشكل والوظيفة المتقنة للحياة في تلك المناطق الحارة
وأريد أن أشير هنا إلى أن النطاق الديناميكي عالي الدقة (HDR) الذي يعتمده المصور الليبي هو تقنية تصوير وتقنية عرض للصور الثابتة والمتحركة وكذلك الصوت وتعرف بالنطاق الديناميكي الموسع كتقنية التقاط ومعالجة في نطاق تعدد كبير لمستويات الضوء وكذلك الظلال، حتى تتيح أكبر قدر ممكن من محاكاة الواقع بأدق التفاصيل. ويمكن العمل على معالجة الأفلام القديمة والصور بهذه التقنية أو رصد صور تغيرات الأسطح لتحديد الأزمنة، ويمكن أن تكون في الصناعات الفنية والجمالية أو حتى في الصناعات التي تعتمد على مراقبة التآكل في صيانة أجسام السفن والسيارات والهياكل الضخمة للمباني وصناعتها لتحديد مدى صلاحيتها.
بهذه التقنية يمكننا الاقتراب أكثر ما يمكن من إحساس العين البشرية في التقاط الصور فتصبح الصور أكثر نقاء وأكثر إخلاصا في نقل كل الموجودات حتى تلك المركونة في عتمة الزوايا وتحت الظلال بكل درجاتها وأطيافها، التقاط ملائم جدا للإدراك الحسي للبشر ومتوافق مع الإحساس بالضوء بالملايين من الألوان في النور إلى أشد درجات العتمة، ومن التباين الكبير في مستويات الضوء داخل المشهد الواحد.
وتشير هذه التقنية إلى نطاق واسع من السطوع بين المنطقة الأكثر سطوعًا والمنطقة الأكثر قتامة في نفس هذا المشهد، وهذا ما استعمله الفنان المصور حكيم في مقترحه البصري في تجربته بدراسة متأنية لعلاقة الضوء بالعتمة في مدينة غدامس منذ زيارته الأولى إلى المدينة قبل أكثر من 30 عاما مضت.
يذكر أن المصور الدكتور حكيم مادي، ولد في طرابلس عام 1966، تحصل على البكالوريوس في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية عام (1991-1992) جامعة طرابلس في التصوير، أكمل دراسته العليا بجامعة بيليفليد الألمانية كلية الاتصالات البصرية في تصميم الصورة عام 2002، تحصل على درجة الدكتوراه في جامعة باوهاوس الألمانية في فلسفة الفن والتصميم في التصوير الفوتوغرافي عام 2012.
وسبق له أن شارك في معرض "أي تي بي" السياحي بمدينة برلين الذي يعتبر من أكبر المعارض السياحية حيث تشارك فيه أغلب الشركات السياحية في العالم خلال شهر مارس سنويا. كان معرضه الأول في دار الفنون بطرابلس بعنوان “لمحات صور من ليبيا”، كما شارك في التنسيق مع القنصلية الليبية في بون لبرنامج من أجل التسامح السنوي الذي يقام بمدينة بون للتعريف بالجانب الثقافي والسياحي والتراثي في ليبيا وذلك بمشاركة جميع دول العالم بالتنسيق مع السفارات خلال شهر سبتمبر. وهو مصور ومندوب لصحيفة “صوت الناس” الدعائية والتي تصدر في اليونان.
◙ حديث بالضوء والعتمة
عدنان بشير معيتيق
فنان تشكيلي من ليبيا