القُطامي (عُمَير بن شُيَيم ـ)
(نحو40 ـ 101هـ/660 ـ 719م)
عُمَير بن شُيَيم بن عمرو بن عباد ابن بكر، أحد شعراء بني تغلب بن وائل في العصر الأموي. وفي ضبط اسمه ولقبه بعض الاختلاف.
يكنى أبا سعيد، وأبا غَنْم. ولُقّب بالقُطامي، ومعناه: الصقر، وقيل: من أسماء الشاهين، وغلب عليه هذا اللقب لبيت قاله:
يصكّهنَّ جانباً فجانبـا
صَكَّ القطاميّ القطا القواربا
وله لقب آخر غير مشهور، وهو «صريع الغواني»، فقيل إنه أول من لقب بهذا اللقب لقوله:
صريع غوانٍ راقهـنَّ ورُقْنه
لَدُنْ شبّ حتى شاب سودُ الذوائب
إلا أن المشهور بلقب «صريع الغواني» هو مسلم بن الوليد الشاعر العباسي.
ويطلق لقب «القطامي» على شاعرين غيره هما: القطامي الضُّبَعي، والقطامي الكلبي، إلا أنهما مغموران، وهو المشهور به.
ويقال: إن القطامي هو ابن أخت الأخطل التغلبي الشاعر الأموي المشهور. وليس بين أيدينا ما يشير إلى زمن ولادته ولا إلى مكانها، ويقدّر بعضُهم أنها كانت نحو سنة40هـ. ويقال كان على عهد الوليد بن عبد الملك، إذ قدِم إلى دمشق ليمدحه. وكان نصرانياً فأسلم، ولا تذكر المصادر شيئاً عن نشأته وحياته، كما أنها أغفلت زمن وفاته، فاختلف الباحثون في تقديره، والراجح أنه توفي سنة 101هـ.
وعلى الرغم من قلة أخبار حياته فإن العارفين بالشعر ونقده يرون أنه كان شاعراً متمكناً وإن كان مُقِلاً، فقد روي أن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان سأل الأخطل يوماً: أتحب أن لك بشعرك شعر شاعر من العرب؟ فأجابه: اللهم لا، إلا شاعراً مُغدفَ (مسبل) القناع، خامل الذكر، حديث السن، إن يكن في أحد خير فسيكون فيه، ولوددتُ أني سبقته إلى قوله:
يقتلْننـا بحديث ليس يعلمـه
مـن يتّقيـن ولا مكنـونُـه باد
فهنّ يَنبِذنَ من قولٍ يُصَبنَ به
مواقعَ الماءِ من ذي الغُلةِ الصادي
وقصد بذلك «القطامي».
ويرى كثير من القدماء أن القطامي أحسن الناس ابتداء قصيدة في الإسلام؛ وذلك في قوله:
إنا محيوكَ فاسلم أيها الطلل
وإن بليتَ وإن طالت بك الطِّيل
وقد جعله ابن سلام في الطبقة الثانية من طبقات فحول الشعراء الإسلاميين، مع البَعِيْث وكُثَيِّر عزة وذي الرمة، وقال: «وكان القطامي شاعراً فحلاً رقيق الحواشي، حلو الشعر».
«وقد غلب على شعر القطامي الوصف والمدح والغزل». ومن مديحه قوله في الوليد بن عبد الملك:
أرجو الخليفةَ إذ رحلتُ مُيمماً
والنفسُ تدركُ في الرحيل مناها
وإذا علقتُ من الوليد بذمـة
سكنتْ إليّ جوانحـي وحشاهـا
أنت الإمامُ ابنُ الإمام لأمـة
أضحى بكفك فقـرُها وغناهـا
وقد جُمِع شعرُه قديماً، وأعاد نشره محققاً إبراهيم السامرائي وأحمد مطلوب في دار الثقافة ببيروت 1960، وبعدهما محمود الربيعي في القاهرة 2001.
علي أبوزيد
(نحو40 ـ 101هـ/660 ـ 719م)
عُمَير بن شُيَيم بن عمرو بن عباد ابن بكر، أحد شعراء بني تغلب بن وائل في العصر الأموي. وفي ضبط اسمه ولقبه بعض الاختلاف.
يكنى أبا سعيد، وأبا غَنْم. ولُقّب بالقُطامي، ومعناه: الصقر، وقيل: من أسماء الشاهين، وغلب عليه هذا اللقب لبيت قاله:
يصكّهنَّ جانباً فجانبـا
صَكَّ القطاميّ القطا القواربا
وله لقب آخر غير مشهور، وهو «صريع الغواني»، فقيل إنه أول من لقب بهذا اللقب لقوله:
صريع غوانٍ راقهـنَّ ورُقْنه
لَدُنْ شبّ حتى شاب سودُ الذوائب
إلا أن المشهور بلقب «صريع الغواني» هو مسلم بن الوليد الشاعر العباسي.
ويطلق لقب «القطامي» على شاعرين غيره هما: القطامي الضُّبَعي، والقطامي الكلبي، إلا أنهما مغموران، وهو المشهور به.
ويقال: إن القطامي هو ابن أخت الأخطل التغلبي الشاعر الأموي المشهور. وليس بين أيدينا ما يشير إلى زمن ولادته ولا إلى مكانها، ويقدّر بعضُهم أنها كانت نحو سنة40هـ. ويقال كان على عهد الوليد بن عبد الملك، إذ قدِم إلى دمشق ليمدحه. وكان نصرانياً فأسلم، ولا تذكر المصادر شيئاً عن نشأته وحياته، كما أنها أغفلت زمن وفاته، فاختلف الباحثون في تقديره، والراجح أنه توفي سنة 101هـ.
وعلى الرغم من قلة أخبار حياته فإن العارفين بالشعر ونقده يرون أنه كان شاعراً متمكناً وإن كان مُقِلاً، فقد روي أن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان سأل الأخطل يوماً: أتحب أن لك بشعرك شعر شاعر من العرب؟ فأجابه: اللهم لا، إلا شاعراً مُغدفَ (مسبل) القناع، خامل الذكر، حديث السن، إن يكن في أحد خير فسيكون فيه، ولوددتُ أني سبقته إلى قوله:
يقتلْننـا بحديث ليس يعلمـه
مـن يتّقيـن ولا مكنـونُـه باد
فهنّ يَنبِذنَ من قولٍ يُصَبنَ به
مواقعَ الماءِ من ذي الغُلةِ الصادي
وقصد بذلك «القطامي».
ويرى كثير من القدماء أن القطامي أحسن الناس ابتداء قصيدة في الإسلام؛ وذلك في قوله:
إنا محيوكَ فاسلم أيها الطلل
وإن بليتَ وإن طالت بك الطِّيل
وقد جعله ابن سلام في الطبقة الثانية من طبقات فحول الشعراء الإسلاميين، مع البَعِيْث وكُثَيِّر عزة وذي الرمة، وقال: «وكان القطامي شاعراً فحلاً رقيق الحواشي، حلو الشعر».
«وقد غلب على شعر القطامي الوصف والمدح والغزل». ومن مديحه قوله في الوليد بن عبد الملك:
أرجو الخليفةَ إذ رحلتُ مُيمماً
والنفسُ تدركُ في الرحيل مناها
وإذا علقتُ من الوليد بذمـة
سكنتْ إليّ جوانحـي وحشاهـا
أنت الإمامُ ابنُ الإمام لأمـة
أضحى بكفك فقـرُها وغناهـا
وقد جُمِع شعرُه قديماً، وأعاد نشره محققاً إبراهيم السامرائي وأحمد مطلوب في دار الثقافة ببيروت 1960، وبعدهما محمود الربيعي في القاهرة 2001.
علي أبوزيد