القرم
القرم Crimea، شبه جزيرة تقع جنوب جمهورية أوكرانيا، وتمتد على شكل نتوء في البحر الأسود وبحر آزوف. تشغل مساحة تقدر بنحو 27ألف كم2، وبلغ عدد سكانها 2.55مليون نسمة عام 1991. وتشكل القرم حالياً جمهورية تتمتع باستقلال ذاتي تابعة لجمهورية أوكرانيا، وعاصمتها مدينة سيمفروبول (346.3ألف نسمة)Simferopol .
يتصل جزء من الشمال الغربي في أراضي شبه الجزيرة بمنطقة خرسون Kherson الواقعة في جنوبي أوكرانيا، ويحيط بها البحر الأسود من الغرب والجنوب، وبحر آزوف Azov من الشرق، حيث يفصل خليج كيرتش Kerch شبه جزيرة القرم عن كراسنودار Krasnodar الروسية. ويمتد خط الساحل لشبه جزيرة القرم نحو1000كم، وتكثر فيه الخلجان، والأخوار وخاصة في الشمال والشرق.
تقسم شبه جزيرة القرم تبعاً لمظاهر السطح فيها إلى قسمين: الشمالي والأوسط، وتشغله سهول مموجة تتمثل بسهول القرم الشمالية والوسطى، وسهل آلمينسكي Almeniscky، وسهل تاراخوسكايا Tarakhosckaya الذي يرتفع إلى 179م، والقسم الثاني هو القسم الجنوبي الجبلي حيث تمتد هنا جبال القرم التي تتألف من ثلاث سلاسل جبلية متوازية أعلاها السلسلة الرئيسية التي ترتفع حتى 1545م في جبل رومان كوش Roman-Kosh. ولسيادة التكوينات الكلسية في هذه الجبال تسود هنا التضاريس الكارستية.
يسود في القرم مناخ معتدل قاري، حيث يكون الصيف مشمساً وجافاً ومعتدل الحرارة (متوسط حرارة شهر تموز/يوليو في السهول 23 ْم، تنخفض في الجبال إلى 15 ْم. أما الشتاء فبارد رطب (متوسط حرارة شهر كانون الثاني/يناير في السهول ـ1 ْم، تنخفض في الجبال إلى ـ4 ْم).
يبلغ طول فصل النمو النباتي 180ـ 190 يوماً، ومجموع درجات الحرارة الفعالة بين 3200ـ3600 ْم. أما متوسط كمية الأمطار السنوية فهو 400مم في السهول، يرتفع إلى 1200مم في الجبال. ويسود على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة القرم مناخ شبه متوسطي (معتدل رطب شتاءً، ومشمس وحار وجاف صيفاً).
ويجري على أرض شبه الجزيرة 71نهراً، يتجاوز طول الواحد منها 10كم، أهمها، سالكير Salkyr وآلما Alma وكاتشا Kacha، وقد بني على هذه الأنهار أكثر من 20سداً ضخماً أكبرها ريتشنسكي، سيمفروبول، فيوديسيا. وتحوي أراضي شبه الجزيرة على أكثر من 50 بحيرة مالحة، وتسود أراضيها الترب السوداء والبنية.
كانت السهوب التي أزيل معظمها تقريباً تغطي سهول القرم وتلالها، أما الجبال فتسودها الغابات التي يغلب على أشجارها البلوط والصنوبر والزان والدردار، وتنمو غابة شبه متوسطية من أشجار البلوط والسنديان والعرعر على السفوح الجنوبية المواجهة للساحل الجنوبي. وتغطي الغابات في مجملها مساحة 335ألف هكتار. وتنمو كثير من الأزهار في الأراضي الخضراء.
معظم سكان شبه جزيرة القرم من أصل روسي وأوكراني، هذا إضافة إلى وجود أقلية من البيلاروس (الروس البيض) واليهود والبلغار والأتراك وغيرهم. ويطالب بعض الروس بالانضمام إلى روسيا الاتحادية، وقد حصلوا على الأغلبية في الانتخابات التي جرت في عام 1994. ومتوسط الكثافة الحسابية العامة 87 ن/كم2 تقريباً عام 1985، وأكثر مناطق شبه الجزيرة كثافة بالسكان هي السواحل الجنوبية والسفوح الجبلية.
شكل سكان المدن نحو 69% من مجموع السكان عام 1985، ويوجد في شبه جزيرة القرم 16مدينة، أهمها وأكبرها هي: سيمفروبول عاصمة القرم وذات الأهمية على مستوى جمهورية أوكرانيا، ومن المدن الأخرى سيفاستوبول Sevastopol، كيرتش، يفباتوري Yevpatoriya، فيوديسيا Feodosiya، ويالطا Yalta (التي تعد من أشهر مناطق الاستجمام في العالم، والتي عقد فيها زعماء التحالف المعادي لألمانيا النازية مؤتمرهم الذي عرف بمؤتمر يالطا الذي أسس للنظام الدولي الذي ساد العالم في عصر الحرب الباردة)، كما يوجد فيها 54 بلدة ذات نمط مدني، و983 قرية.
تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في شبه جزيرة القرم 1771ألف هكتار، يقع أكثر من 70% منها في الجزء السهلي في القرم. وبلغت مساحة الأراضي المزروعة فعلاً 1194ألف هكتار في عام 1985، ومساحة الأراضي المروية 338.5ألف هكتار. وأهم المحاصيل الزراعية في القرم هي القمح والذرة والأرز وفول الصويا والتبغ وعباد الشمس والفواكه وخاصة العنب، والخضراوات والبطيخ.
توفر السهول السهبية الأغذية اللازمة لقطعان الأغنام والخنازير والخيول، كما تربى في الإقليم الطيور (الدواجن) على نطاق واسع. ويحتل قطاع تربية الحيوانات 52.5% من إجمالي الاقتصاد الزراعي. وتشكل المنتجات الزراعية (النباتية والحيوانية) مادة أولية للصناعات الغذائية والخفيفة في شبه جزيرة القرم.
وفيما يخص قطاع النقل فقد بلغ طول السكة الحديدية في شبه الجزيرة 644كم منها 261كم مكهرب، وطول طرق السيارات 6.5ألف كم.
تقوم الصناعة الاستخراجية في شبه الجزيرة باستخراج المعادن ومواد البناء وتصنيعها، حيث يحتوي باطنها على احتياطي كبير من خامات الحديد والرخام والحجر الكلسي والغاز الطبيعي، كما يجفف الملح على طول الساحل. أما فروع الصناعة التحويلية فتتمثل في صناعة آلات الصناعة الغذائية وبناء السفن، هذا إضافة إلى الصناعات الغذائية والكيميائية والإلكترونية. ومع تطور اقتصاد السياحة والاصطياف في القرم نمت الصناعات الغذائية (مثل تعليب الخضراوات والفواكه، والأسماك والزيوت إضافة إلى تصنيع منتجات اللحوم والألبان) بشكل كبير. وتتمثل فروع الصناعة الخفيفة في صناعة أغطية الرأس الصيفية والألبسة الجاهزة والأحذية والتريكو، لتلبية احتياجات المصطافين، حيث تنتشر المنتجعات والمراكز الصحية على طول السواحل.
لمحة تاريخية
في العصور القديمة خضعت المناطق الساحلية من شبه جزيرة القرم للسيطرة اليونانية، وبعد ذلك وصلت إليها بعض الهجرات الأوربية من شمال أوربا، وفي العصر البيزنطي كانت معظم المناطق الساحلية منها خاضعة لبيزنطة واستمر ذلك حتى احتلها المغول في الثلاثينات من القرن الثالث عشر، وفي النصف الثاني في القرن الخامس عشر دخلها العثمانيون. وبعد الحرب الروسية التركية (1768ـ1774) أجبرت تركيا على الاعتراف باستقلال شبه الجزيرة، ثم أخضعتها روسيا القيصرية لسيطرتها عام 1783. وفي الحرب العالمية الأولى تناوبت على احتلالها القوات الفرنسية والألمانية، وكانت شبه جزيرة القرم أحد معاقل المعارضة للحكومة السوڤييتية بعد الثورة البلشفية عام 1917. وفي عام 1921 قضت القوات السوڤيتية على هذه المعارضة. وأصبحت القرم جمهورية تتمتع بالحكم الذاتي ضمن الاتحاد السوڤييتي (سابقاً).
وفي الحرب العالمية الثانية احتلت ألمانيا شبه الجزيرة في الفترة بين 1941ـ1944، وفي عام 1945 تم تحريرها من الاحتلال الألماني، وأزيل وضعها كجمهورية تتمتع بالحكم الذاتي، وعادت جزءاً من أراضي جمهورية روسيا السوڤييتية الاشتراكية، وفي 19/2/1954 فصلت عن جمهورية روسيا وألحقت بأراضي جمهورية أوكرانيا. وبعد انهيار الاتحاد السوڤييتي في عام 1991، عدت القرم جمهورية تتمتع باستقلال ذاتي ضمن أراضي جمهورية أوكرانيا. وفي عام 1993 منحت أوكرانيا القرم استقلالاً سياسياً واقتصادياً.
ممدوح الدبس
يتصل جزء من الشمال الغربي في أراضي شبه الجزيرة بمنطقة خرسون Kherson الواقعة في جنوبي أوكرانيا، ويحيط بها البحر الأسود من الغرب والجنوب، وبحر آزوف Azov من الشرق، حيث يفصل خليج كيرتش Kerch شبه جزيرة القرم عن كراسنودار Krasnodar الروسية. ويمتد خط الساحل لشبه جزيرة القرم نحو1000كم، وتكثر فيه الخلجان، والأخوار وخاصة في الشمال والشرق.
تقسم شبه جزيرة القرم تبعاً لمظاهر السطح فيها إلى قسمين: الشمالي والأوسط، وتشغله سهول مموجة تتمثل بسهول القرم الشمالية والوسطى، وسهل آلمينسكي Almeniscky، وسهل تاراخوسكايا Tarakhosckaya الذي يرتفع إلى 179م، والقسم الثاني هو القسم الجنوبي الجبلي حيث تمتد هنا جبال القرم التي تتألف من ثلاث سلاسل جبلية متوازية أعلاها السلسلة الرئيسية التي ترتفع حتى 1545م في جبل رومان كوش Roman-Kosh. ولسيادة التكوينات الكلسية في هذه الجبال تسود هنا التضاريس الكارستية.
منظر جوي بانورامي من شبه جزيرة القرم |
يبلغ طول فصل النمو النباتي 180ـ 190 يوماً، ومجموع درجات الحرارة الفعالة بين 3200ـ3600 ْم. أما متوسط كمية الأمطار السنوية فهو 400مم في السهول، يرتفع إلى 1200مم في الجبال. ويسود على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة القرم مناخ شبه متوسطي (معتدل رطب شتاءً، ومشمس وحار وجاف صيفاً).
ويجري على أرض شبه الجزيرة 71نهراً، يتجاوز طول الواحد منها 10كم، أهمها، سالكير Salkyr وآلما Alma وكاتشا Kacha، وقد بني على هذه الأنهار أكثر من 20سداً ضخماً أكبرها ريتشنسكي، سيمفروبول، فيوديسيا. وتحوي أراضي شبه الجزيرة على أكثر من 50 بحيرة مالحة، وتسود أراضيها الترب السوداء والبنية.
كانت السهوب التي أزيل معظمها تقريباً تغطي سهول القرم وتلالها، أما الجبال فتسودها الغابات التي يغلب على أشجارها البلوط والصنوبر والزان والدردار، وتنمو غابة شبه متوسطية من أشجار البلوط والسنديان والعرعر على السفوح الجنوبية المواجهة للساحل الجنوبي. وتغطي الغابات في مجملها مساحة 335ألف هكتار. وتنمو كثير من الأزهار في الأراضي الخضراء.
«آي بتري» Ai-petri أعلى الجبال في شبه جزيرة القرم |
شكل سكان المدن نحو 69% من مجموع السكان عام 1985، ويوجد في شبه جزيرة القرم 16مدينة، أهمها وأكبرها هي: سيمفروبول عاصمة القرم وذات الأهمية على مستوى جمهورية أوكرانيا، ومن المدن الأخرى سيفاستوبول Sevastopol، كيرتش، يفباتوري Yevpatoriya، فيوديسيا Feodosiya، ويالطا Yalta (التي تعد من أشهر مناطق الاستجمام في العالم، والتي عقد فيها زعماء التحالف المعادي لألمانيا النازية مؤتمرهم الذي عرف بمؤتمر يالطا الذي أسس للنظام الدولي الذي ساد العالم في عصر الحرب الباردة)، كما يوجد فيها 54 بلدة ذات نمط مدني، و983 قرية.
تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في شبه جزيرة القرم 1771ألف هكتار، يقع أكثر من 70% منها في الجزء السهلي في القرم. وبلغت مساحة الأراضي المزروعة فعلاً 1194ألف هكتار في عام 1985، ومساحة الأراضي المروية 338.5ألف هكتار. وأهم المحاصيل الزراعية في القرم هي القمح والذرة والأرز وفول الصويا والتبغ وعباد الشمس والفواكه وخاصة العنب، والخضراوات والبطيخ.
منظر من الساحل الجنوبي لشبه جزيرة القرم |
وفيما يخص قطاع النقل فقد بلغ طول السكة الحديدية في شبه الجزيرة 644كم منها 261كم مكهرب، وطول طرق السيارات 6.5ألف كم.
تقوم الصناعة الاستخراجية في شبه الجزيرة باستخراج المعادن ومواد البناء وتصنيعها، حيث يحتوي باطنها على احتياطي كبير من خامات الحديد والرخام والحجر الكلسي والغاز الطبيعي، كما يجفف الملح على طول الساحل. أما فروع الصناعة التحويلية فتتمثل في صناعة آلات الصناعة الغذائية وبناء السفن، هذا إضافة إلى الصناعات الغذائية والكيميائية والإلكترونية. ومع تطور اقتصاد السياحة والاصطياف في القرم نمت الصناعات الغذائية (مثل تعليب الخضراوات والفواكه، والأسماك والزيوت إضافة إلى تصنيع منتجات اللحوم والألبان) بشكل كبير. وتتمثل فروع الصناعة الخفيفة في صناعة أغطية الرأس الصيفية والألبسة الجاهزة والأحذية والتريكو، لتلبية احتياجات المصطافين، حيث تنتشر المنتجعات والمراكز الصحية على طول السواحل.
لمحة تاريخية
في العصور القديمة خضعت المناطق الساحلية من شبه جزيرة القرم للسيطرة اليونانية، وبعد ذلك وصلت إليها بعض الهجرات الأوربية من شمال أوربا، وفي العصر البيزنطي كانت معظم المناطق الساحلية منها خاضعة لبيزنطة واستمر ذلك حتى احتلها المغول في الثلاثينات من القرن الثالث عشر، وفي النصف الثاني في القرن الخامس عشر دخلها العثمانيون. وبعد الحرب الروسية التركية (1768ـ1774) أجبرت تركيا على الاعتراف باستقلال شبه الجزيرة، ثم أخضعتها روسيا القيصرية لسيطرتها عام 1783. وفي الحرب العالمية الأولى تناوبت على احتلالها القوات الفرنسية والألمانية، وكانت شبه جزيرة القرم أحد معاقل المعارضة للحكومة السوڤييتية بعد الثورة البلشفية عام 1917. وفي عام 1921 قضت القوات السوڤيتية على هذه المعارضة. وأصبحت القرم جمهورية تتمتع بالحكم الذاتي ضمن الاتحاد السوڤييتي (سابقاً).
وفي الحرب العالمية الثانية احتلت ألمانيا شبه الجزيرة في الفترة بين 1941ـ1944، وفي عام 1945 تم تحريرها من الاحتلال الألماني، وأزيل وضعها كجمهورية تتمتع بالحكم الذاتي، وعادت جزءاً من أراضي جمهورية روسيا السوڤييتية الاشتراكية، وفي 19/2/1954 فصلت عن جمهورية روسيا وألحقت بأراضي جمهورية أوكرانيا. وبعد انهيار الاتحاد السوڤييتي في عام 1991، عدت القرم جمهورية تتمتع باستقلال ذاتي ضمن أراضي جمهورية أوكرانيا. وفي عام 1993 منحت أوكرانيا القرم استقلالاً سياسياً واقتصادياً.
ممدوح الدبس