القيثارة
تشهد الوثائق التاريخية أن المصريين أخذوا عن الآشوريين الآلات الموسيقية الوترية[ر. الآلات الموسيقية] التي تسربت فيما بعد إلى اليونانيين، وأن السوريين القدماء كانت لديهم آلات موسيقية كثيرة منها «القيثارة» kissar. وكانت هناك آلات موسيقية مختلفة الأشكال تحمل الاسم ذاته، وآلة موسيقية معينة ذات أسماء عدة مختلفة.
و«القيثار» أو «القيثارة» kithara آلة موسيقية وترية، من أصول آشورية تسمى «كِتّارة» kettara، تتألف من صندوق مصوّت وعلى جانبيه قرنان تمسك بهما قطعة خشبية أفقية تُثّبت عليها الأوتار المشدودة والمثبتة من الجانب الآخر على الصندوق المصوت.
كانت القيثارة ذات أربعة أو خمسة أوتار قي القرن الثامن ق.م، ثم زيدت إلى سبعة أوتار، فأحد عشر وتراً، ثم إلى خمسة عشر وتراً في القرن الخامس ق.م، وكانت الأوتار تنقر بوساطة قطعة قرنية تمسك باليد اليمنى، وكانت اليد اليسرى تغمز الوتر المنقور من الجهة المقابلة لتقصير طوله، ومن ثم تغيير نغمته حدّة. وفي هذه الحال، كانت النغمات تزداد عدداً عما هو عليه عدد الأوتار. وهذه التقانة في العزف ما زالت تستخدم في بعض الآلات الموسيقية الوترية الشرقية والعربية مثل «القانون»[ر] العربي، وبعض الآلات الموسيقية الوترية الإفريقية.
ومع تطور الآلات الموسيقية الوترية، ومنها القيثارة، نشأت آلات موسيقية كثيرة منها:
ـ السيتار cithare: وهي آلة موسيقية شعبية كانت لدى اليونانيين القدماء، وأصبحت الآلة الموسيقية الشعبية أيضاً في منطقتي بافاريا و التيرول في أوربا. والسيتار من أحفاد آلة «اللير» lyre وهي متعددة الأشكال والحجوم (مربعة، ومستطيلة، ومثلثة وغير ذلك)، وذات صندوق مصوّت ذي ارتفاع قليل بين وجهيه (مثل آلة القانون) أفقية الشكل والاستخدام، يضعها العازف فوق منضدة صغيرة أو فوق ساقيه، جلوساً، ويُشدّ فوق الصندوق المصوت صفان من الأوتار: الأول ذو لائحة ذات عوارض معدنية لتحديد نصف البعد[ر. الموسيقي] الصوتي (الطنيني) «المعدل»[ر. باخ] tempered، ولها خمسة مفاتيح لتسوية (دوزان) أوتارها التي يطلق عليها «أوتار الغناء» تضرب بمضرب جلدي قاسٍ أو عاجي. أما الصف الثاني فهو يحوي من 27 إلى 40وتراً ذوي أصوات محددة تسمى «أوتار المرافقة» تنقر بالأصابع. وكان النمساوي بتسماير (1803ـ1884) Petzmayer من أشهر عازفي السيتار.
ـ اللير: وفي الإيطالية «ليرا» lira استخدمها اليونانيون القدماء، وهي من أصول شرقية كانت منتشرة عند السومريين في الألف الثالثة ق.م، واستخدمها المصريون القدماء أيضاً وشعوب شرقي نهر النيل، ومنطقة البحيرات الكبرى. كما ظهر اللير في أوربا الشرقية والوسطى. كان اللير، قديماً، مؤلفاً من قفص عظمي لسلحفاة ميتة منذ زمن، وكانت أمعاؤها الجافة تهتز كالأوتار عند نقرها أو بفعل الهواء. ثم أضيف إليها فيما بعد، ذراعان أو قرنان منحنيان نحو الداخل أو الخارج يصل بينهما مسند خشبي لتثبيت الأوتار. وكان اللير، في البداية، ذا أربعة أوتار، ثم أضيفت إليه ثلاثة أوتار أخرى، وتوالت زيادة أوتاره حتى بلغت الـ 24 وتراً، وكانت الأوتار تنقر بالأصابع أو بوساطة قطعة جلدية قاسية، وفي بعض الأحيان، كان يُعزف به بالطريقتين معاً.
اتخذ اللير مع مرور الزمن أسماء كثيرة، وكانت بعض أشكاله الأساسية، في القرن السابع عشر، من فصيلة آلات القوس (مثل الكمان[ر]) في أنواع عدة مثل «ليرا (أو فيولا viola) الذراع» lira da braccio وهي آلة ذات سبعة أوتار اثنان منها ثابتان يدعيان «بوردون» bordone، و«ليرا الساق» l. da gamba وهي جهيرة «ليرا الذراع»، وتحتوي من 9 إلى 15وتراً إضافة إلى الوترين الثابتين. و«ليرا الأرتشيفيولا» l. arciviola di. كانت بعض أشكالها ذات 24وتراً.
أما «ليرا القوس» lira do arco التي كانت شعبية في بلاد البلقان وساحل بحر إيجة فهي ذات ثلاثة أوتار يعزف بها حملاً بصورة عمودية، وتجس أصابع اليد اليسرى أوتارها. وهي منتشرة أيضاً في بلاد شواطئ البحر الأدرياتيكي، وتعد الآلة الشعبية عندهم. ومازالت تستخدم أيضاً في منطقة كالابريا Calabria الإيطالية. وقد أصبحت اللير رمزاً للموسيقى لقدمها ونوعيتها وجمال شكلها.
ـ الغيتار guitare: من فصيلة آلة العود[ر]، شاع استعماله في إسبانيا في القرن الحادي عشر، إثر فتح العرب لها. ويمكن أن تعود أصوله إلى الآلة الموسيقية الآشورية «الكتّارة» إذ اكتشفت نماذج تصويرية لها من النحت البارز الجداري bas-relief آشورية وحثية. وهناك نوعان من الغيتار منذ القرن الحادي عشر هما: «الموريسكي»guit.morisca (ويقصد به «القيثارة العربية») وهو ذو ظهر (قعر) محدب (من أسرة العود)، والغيتار «اللاتيني» guit.latina وهو ذو ظهر مسطح (كالغيتار الحالي). وفي القرنين 14 و15 مَهَر كثير من عازفي الغيتار إلى جانب عازفي الكور [ر. البوق]. وفي القرن السادس عشر كان انتشار الغيتار موازٍ لانتشار العود. وقد سجل أحد الكتّاب الفرنسيين عام 1556، في كتاب له عن تعليم الغيتار قوله: «منذ خمسة عشر عاماً والجميع يعزف الغيتار».
وكان كثير من الشعراء يدوّنون قصائدهم بمرافقة الغيتار. وفي عام 1607، استخدم المؤلف الموسيقي الإيطالي كلاوديو مونتيفيردي[ر] C.Monteverdi غيتارين في أوركستراه[ر. الفرقة الموسيقية] التي كانت تعزف في أوبرا[ر] «أورفيو» Orfeo. وفي منتصف القرن السابع عشر كتب بلغريني Pellegrini قطعاً موسيقية كثيرة للغيتار. وكان الملك لويس الرابع عشر[ر] يعزف بآلة الغيتار.
والغيتار ذو عنق طويل مقسم إلى أنصاف البعد الصوتي، وصندوق مصوت على شكل 8 تقريباً ذي حفرة دائرية وسط وجهه العلوي. وللغيتار الحديث ستة أوتار منفردة، غالباً ما تكون من النايلون، مسواة من الأعلى إلى الأسفل (من الأصوات المنخفضة حتى الحادة منها): مي، لا، ره، صول، سي، مي تنقر بأصابع اليد اليمنى (في النموذج الكلاسيكي منه). ويعود شكله الحالي إلى صانعي الغيتارات الإسبان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وهناك نماذج من الغيتار (الشكل ذاته تقريباً) ذات أوتار معدنية. وقد شاع استخدام الغيتار، بصورة منفردة solo، في إيطاليا وإسبانيا، خصوصاً في القرنين 16و17 إلى جانب العود وآلات موسيقية وترية نقرية أخرى.
أصاب الغيتار بعض الركود في القرن الثامن عشر، إلا أنه استعاد مكانته في نهاية القرن ذاته بالتخلي عن طريقة التدوين الموسيقي القديمة له، ومع ظهور مؤلفين موسيقيين وعازفين مشهورين مثل فرناندو سور (1778ـ1839) F.Sor الإسباني، وماورو جولياني M.Giuliani (نحو 1780ـ1829) وفرناندو كارولي (1770ـ1841) F.Carulli الإيطاليين. كما أن كلاً من بوكريني[ر] L.Boccherini ونيكولا باغانيني[ر] N.Paganini كتب أعمالاً رائعة للغيتار. وكان عازف الغيتار والمؤلف الموسيقي إيكسيا تاريغا (1882ـ1909) E.Tarrega من أشهر الموسيقيين الذين أبدعوا أعمالاً مهمة لهذه الآلة. وفي القرن العشرين، أسهم كثير من الموسيقيين مثل دي فايا[ر] M.De Falla، وفيلا- لوبوس[ر] H.Villa-Lobos في إغناء أعمال مميزة للغيتار. وأحيا أندريس سيغوفيار(1893ـ1987) A.Segovia بمهارته في العزف أعمالاً كثيرة للغيتار.
وقد شاع استخدامه في الموسيقى الخفيفة والشعبية أيضاً منذ أواخر القرن 19، ولاسيما في استخدام الغيتار الكهربائي منه في الموسيقى الراقصة.
الغيتار الكهربائي: ذو أشكال مبتكرة من دون صندوق مصوت وإنما يتصل بسلك كهربائي مع جهاز لتضخيم الأصوات وتبديلها، وهو شائع الاستعمال في الموسيقى الراقصة (الجاز[ر] jazz).
الغيتار الهاواييني Hawaiian guit. وهو كالغيتار العادي أدخله البرتغاليون من جزر الهاواي لتمييزه من أترابه. له ستة أوتار معدنية (كالكهربائي) يضع العازف الآلة على منضدة صغيرة أو فوق ساقيه في أثناء جلوسه على كرسي، وينقر بيمناه أوتار الغيتار بوساطة قطعة عاجية أو ناقرة يابسة، بينما تغطي سبابته اليسرى قطعة معدنية أسطوانية الشكل لتنزلق فوق الوتر المنقور ولتبث أصواتاً مرتجفة ومتماوجة. وقد عفا الزمن على هذا الغيتار في تقانة العزف المميزة التي أمكن استخراجها من الآلات الموسيقية الإلكترونية.
الكيتارون chitarrone أو chittarone: أضخم أنواع الآلات الموسيقية الوترية النقرية الأوربية (من أسرة العود). كان مخصصاً مع مثيله «التيوربو» teorbo (جهير العود الأوربي) للمرافقة الموسيقية ولأداء الأصوات الجهيرة في أسرة العود. وهو ذو عنق يدوي طويل ينوف على المتر، وأوتاره طويلة، ومواضع جس أصواتها متباعدة مما يصعب على العازف الماهر التنقل بسرعة بين نغماتها. ويراوح عدد أوتار الكيتارون بين ستة أوتار مزدوجة إلى ثمانية أوتار منفردة. وقد خص المؤلف الموسيقي وعازف العود جوليو كاتشيني G.Caccini (نحو 1550ـ1618) هذه الآلة في عمله «الموسيقات الجديدة» (1602) le nuove musiche، وكان يعزف على كيتارون صُنع من العاج لمرافقة الأغاني، وكان يستخدم الإبهام والسبابة والوسطى من أصابع يده اليمنى في نقر أوتار الآلة.
حسني الحريري
قيثارة سومرية | لير |
و«القيثار» أو «القيثارة» kithara آلة موسيقية وترية، من أصول آشورية تسمى «كِتّارة» kettara، تتألف من صندوق مصوّت وعلى جانبيه قرنان تمسك بهما قطعة خشبية أفقية تُثّبت عليها الأوتار المشدودة والمثبتة من الجانب الآخر على الصندوق المصوت.
كانت القيثارة ذات أربعة أو خمسة أوتار قي القرن الثامن ق.م، ثم زيدت إلى سبعة أوتار، فأحد عشر وتراً، ثم إلى خمسة عشر وتراً في القرن الخامس ق.م، وكانت الأوتار تنقر بوساطة قطعة قرنية تمسك باليد اليمنى، وكانت اليد اليسرى تغمز الوتر المنقور من الجهة المقابلة لتقصير طوله، ومن ثم تغيير نغمته حدّة. وفي هذه الحال، كانت النغمات تزداد عدداً عما هو عليه عدد الأوتار. وهذه التقانة في العزف ما زالت تستخدم في بعض الآلات الموسيقية الوترية الشرقية والعربية مثل «القانون»[ر] العربي، وبعض الآلات الموسيقية الوترية الإفريقية.
ومع تطور الآلات الموسيقية الوترية، ومنها القيثارة، نشأت آلات موسيقية كثيرة منها:
قيثارة قديمة |
ـ اللير: وفي الإيطالية «ليرا» lira استخدمها اليونانيون القدماء، وهي من أصول شرقية كانت منتشرة عند السومريين في الألف الثالثة ق.م، واستخدمها المصريون القدماء أيضاً وشعوب شرقي نهر النيل، ومنطقة البحيرات الكبرى. كما ظهر اللير في أوربا الشرقية والوسطى. كان اللير، قديماً، مؤلفاً من قفص عظمي لسلحفاة ميتة منذ زمن، وكانت أمعاؤها الجافة تهتز كالأوتار عند نقرها أو بفعل الهواء. ثم أضيف إليها فيما بعد، ذراعان أو قرنان منحنيان نحو الداخل أو الخارج يصل بينهما مسند خشبي لتثبيت الأوتار. وكان اللير، في البداية، ذا أربعة أوتار، ثم أضيفت إليه ثلاثة أوتار أخرى، وتوالت زيادة أوتاره حتى بلغت الـ 24 وتراً، وكانت الأوتار تنقر بالأصابع أو بوساطة قطعة جلدية قاسية، وفي بعض الأحيان، كان يُعزف به بالطريقتين معاً.
غيتار |
أما «ليرا القوس» lira do arco التي كانت شعبية في بلاد البلقان وساحل بحر إيجة فهي ذات ثلاثة أوتار يعزف بها حملاً بصورة عمودية، وتجس أصابع اليد اليسرى أوتارها. وهي منتشرة أيضاً في بلاد شواطئ البحر الأدرياتيكي، وتعد الآلة الشعبية عندهم. ومازالت تستخدم أيضاً في منطقة كالابريا Calabria الإيطالية. وقد أصبحت اللير رمزاً للموسيقى لقدمها ونوعيتها وجمال شكلها.
ـ الغيتار guitare: من فصيلة آلة العود[ر]، شاع استعماله في إسبانيا في القرن الحادي عشر، إثر فتح العرب لها. ويمكن أن تعود أصوله إلى الآلة الموسيقية الآشورية «الكتّارة» إذ اكتشفت نماذج تصويرية لها من النحت البارز الجداري bas-relief آشورية وحثية. وهناك نوعان من الغيتار منذ القرن الحادي عشر هما: «الموريسكي»guit.morisca (ويقصد به «القيثارة العربية») وهو ذو ظهر (قعر) محدب (من أسرة العود)، والغيتار «اللاتيني» guit.latina وهو ذو ظهر مسطح (كالغيتار الحالي). وفي القرنين 14 و15 مَهَر كثير من عازفي الغيتار إلى جانب عازفي الكور [ر. البوق]. وفي القرن السادس عشر كان انتشار الغيتار موازٍ لانتشار العود. وقد سجل أحد الكتّاب الفرنسيين عام 1556، في كتاب له عن تعليم الغيتار قوله: «منذ خمسة عشر عاماً والجميع يعزف الغيتار».
غيتار كهربائي |
والغيتار ذو عنق طويل مقسم إلى أنصاف البعد الصوتي، وصندوق مصوت على شكل 8 تقريباً ذي حفرة دائرية وسط وجهه العلوي. وللغيتار الحديث ستة أوتار منفردة، غالباً ما تكون من النايلون، مسواة من الأعلى إلى الأسفل (من الأصوات المنخفضة حتى الحادة منها): مي، لا، ره، صول، سي، مي تنقر بأصابع اليد اليمنى (في النموذج الكلاسيكي منه). ويعود شكله الحالي إلى صانعي الغيتارات الإسبان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وهناك نماذج من الغيتار (الشكل ذاته تقريباً) ذات أوتار معدنية. وقد شاع استخدام الغيتار، بصورة منفردة solo، في إيطاليا وإسبانيا، خصوصاً في القرنين 16و17 إلى جانب العود وآلات موسيقية وترية نقرية أخرى.
أصاب الغيتار بعض الركود في القرن الثامن عشر، إلا أنه استعاد مكانته في نهاية القرن ذاته بالتخلي عن طريقة التدوين الموسيقي القديمة له، ومع ظهور مؤلفين موسيقيين وعازفين مشهورين مثل فرناندو سور (1778ـ1839) F.Sor الإسباني، وماورو جولياني M.Giuliani (نحو 1780ـ1829) وفرناندو كارولي (1770ـ1841) F.Carulli الإيطاليين. كما أن كلاً من بوكريني[ر] L.Boccherini ونيكولا باغانيني[ر] N.Paganini كتب أعمالاً رائعة للغيتار. وكان عازف الغيتار والمؤلف الموسيقي إيكسيا تاريغا (1882ـ1909) E.Tarrega من أشهر الموسيقيين الذين أبدعوا أعمالاً مهمة لهذه الآلة. وفي القرن العشرين، أسهم كثير من الموسيقيين مثل دي فايا[ر] M.De Falla، وفيلا- لوبوس[ر] H.Villa-Lobos في إغناء أعمال مميزة للغيتار. وأحيا أندريس سيغوفيار(1893ـ1987) A.Segovia بمهارته في العزف أعمالاً كثيرة للغيتار.
وقد شاع استخدامه في الموسيقى الخفيفة والشعبية أيضاً منذ أواخر القرن 19، ولاسيما في استخدام الغيتار الكهربائي منه في الموسيقى الراقصة.
الغيتار الكهربائي: ذو أشكال مبتكرة من دون صندوق مصوت وإنما يتصل بسلك كهربائي مع جهاز لتضخيم الأصوات وتبديلها، وهو شائع الاستعمال في الموسيقى الراقصة (الجاز[ر] jazz).
الغيتار الهاواييني Hawaiian guit. وهو كالغيتار العادي أدخله البرتغاليون من جزر الهاواي لتمييزه من أترابه. له ستة أوتار معدنية (كالكهربائي) يضع العازف الآلة على منضدة صغيرة أو فوق ساقيه في أثناء جلوسه على كرسي، وينقر بيمناه أوتار الغيتار بوساطة قطعة عاجية أو ناقرة يابسة، بينما تغطي سبابته اليسرى قطعة معدنية أسطوانية الشكل لتنزلق فوق الوتر المنقور ولتبث أصواتاً مرتجفة ومتماوجة. وقد عفا الزمن على هذا الغيتار في تقانة العزف المميزة التي أمكن استخراجها من الآلات الموسيقية الإلكترونية.
الكيتارون chitarrone أو chittarone: أضخم أنواع الآلات الموسيقية الوترية النقرية الأوربية (من أسرة العود). كان مخصصاً مع مثيله «التيوربو» teorbo (جهير العود الأوربي) للمرافقة الموسيقية ولأداء الأصوات الجهيرة في أسرة العود. وهو ذو عنق يدوي طويل ينوف على المتر، وأوتاره طويلة، ومواضع جس أصواتها متباعدة مما يصعب على العازف الماهر التنقل بسرعة بين نغماتها. ويراوح عدد أوتار الكيتارون بين ستة أوتار مزدوجة إلى ثمانية أوتار منفردة. وقد خص المؤلف الموسيقي وعازف العود جوليو كاتشيني G.Caccini (نحو 1550ـ1618) هذه الآلة في عمله «الموسيقات الجديدة» (1602) le nuove musiche، وكان يعزف على كيتارون صُنع من العاج لمرافقة الأغاني، وكان يستخدم الإبهام والسبابة والوسطى من أصابع يده اليمنى في نقر أوتار الآلة.
حسني الحريري