دورة خامسة لملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي: الفن مقاومة
وائل سعيد
مسرح
من عرض الافتتاح
شارك هذا المقال
حجم الخط
في ظل المستجدات المؤسفة التي تشهدها المنطقة العربية، ارتأت بعض المهرجانات الفنية تأجيل فعاليتها وهو ما يعني الإلغاء بشكل ضمني؛ حيث ترتبط غالبية المهرجانات بمواعيد محددة ضمن الخريطة الدولية. في مصر، تم تأجيل مهرجان القاهرة السينمائي لأجل غير مسمى بقرار من وزيرة الثقافة، ومن قبله توقفت مهرجانات مثل الموسيقى والجونة وبعض الفعاليات الفنية، وذلك تضامنًا مع أهالي فلسطين، أعقبه إعلان الحداد العام لثلاثة أيام على أرواح ضحايا قصف المستشفى المعمداني. وفي اليوم التالي لانتهاء الحداد انطلقت الدورة الخامسة لملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي والتي دارت فعالياتها على مدار أسبوع في الفترة بين 21- 27 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
تباينت الآراء حول جدوى فكرة التأجيل أو الإلغاء مقابل فلسفة تدعو لاستمرارية الحياة وهو فعل مقاومة في حد ذاته، على أن تخلو الفعاليات من أي مظاهر للاحتفال، وهو ما أعلنته إدارة المهرجان قبل انطلاق الدورة لكنها لم تلتزم به كليًّا.
"الفن مقاومة"
على بُعد ما يقارب 50 كيلومترًا من القاهرة، ذهبت إدارة المهرجان لإقامة حفل الافتتاح بمسرح "الجامعة البريطانية" بمدينة الشروق، وهو ما أفضى إلى الكثير من التذمر خصوصًا مع رحلة ذهاب وعودة تفوق الساعتين دون مبرر، الغريب في الأمر أن مكان تجمع الوفود والإعلامين والصحافة تم في دار الأوبرا المصرية، حيث كافة الفعاليات متوقفة وبالتالي كل المسارح شاغرة، ولكن كان لرئيس المهرجان وجهة نظر أخرى كثيرًا ما أشار إليها في مداخلات إعلامية: "المهرجان بيوفر للضيوف مشاهدة بلدنا"، لم يكن هناك أمام الضيوف سوى الخيالات الليلية اللطيفة لطريق مصر السويس الصحراوي. سارت الحافلات الأربع متقاربة تأتنس ببعضها البعض، ومن خلف زجاج النوافذ كان بإمكانك سماع كوكتيل ارتجالي من المقطوعات الغنائية والرقصات لعشرات الشباب من مصر ومن سبع دول عربية (الكويت. تونس. العراق. عُمان. المغرب حيث تتنافس تسعة عروض داخل المسابقة الرسمية 3 منها من مصر. وتحل دولة الإمارات ضيف الشرف، فيما لم يتمكن الفريق السوري من الحضور وكان من ضمن المشاركين جراء القصف المتزامن لمطاري "دمشق وحلب" ما أدى إلى توقف حركة الطيران وخروجهما عن الخدمة).
اقتصر حفل الافتتاح على البروتوكولات المعتادة من تكريم وكلمات شكر، بجانب كلمة مقتضبة للفنانة سهير المرشدي أعربت فيها عن امتنانها بالتكريم واستنكرت ما يحدث لقطاع غزة وأمهات وزوجات الشهداء، مهدية إياهن تكريم المهرجان وداعية الحضور للوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح المفقودين. توجهت المرشدي بالتحية أيضًا إلى الكراسي الحمراء في القاعة، مؤكدة أنها ترى الآن على كل كرسي فارغ روح شهيد حاضرة، كانت قاعة المسرح متسعة ولم يكن العدد يشغل ربعها؛ حتى أن منظمي الحفل طلبوا من الحضور الانضمام للتمركز في المقاعد الأمامية. على عجالة وقبل الختام بربع ساعة تقريبًا، قدمت فرقة "الفالوجة" عرضًا راقصًا بعنوان "الفن مقاومة"، مرددين أغاني من التراث الشعبي والحماسي ومتشحين بالملابس السوداء المطرزة بالعلم الفلسطيني، وهو ما خلق حالة من الحماس والتفاعل مع الحضور في القاعة، سرعان ما تلاشى بعد قليل حيث خمد الجميع تقريبًا منهكين أثناء رحلة العودة إلى القاهرة، وكانت الأزمة الحقيقية من نصيب أعضاء فرقة أكاديمية طيبة. صحيح أنهم يشاركون بعرض شرفي خارج المنافسة ولكنه العرض الأول في جدول المهرجان، ويجب عليهم الاستعداد ببروفة نهائية خلال الساعات المتبقية من الليل، والأهم من ذلك وجبة عشاء عاجلة لسد هذا الجوع.
شباب على الطريق
كان على لجنة المشاهدة الاختيار من بين ما يزيد عن 70 عرضًا مسرحيًا تقدموا لدورة هذا العام، وذلك وفق ثلاثة معايير: فكري. جمالي. نوعي، سبق أن أعلنها المهرجان في بيان له، على أن تتماس موضوعات العروض مع القضايا المعاصرة مصريًّا وعربيًّا ودوليًّا. يذكر أن اللجنة قد رشحت ثلاثة عروض كقائمة احتياطية...، "في حالة تعذر حضور أي من الفرق" وبرغم حدوث ذلك على أرض الواقع مع فرقتين؛ إلا أنه لم يتم الاستعانة بالقائمة البديلة.
تراوحت العروض المقدمة بين الأساليب التقليدية وأحيانًا النمطية تارة، وبين التجريب وجنوح التجريدات تارة أخرى، حدث ذلك على كافة عناصر العمل المسرحي تقريبًا بداية من الفكرة والإخراج ثم الأداء وصولًا للإضاءة والديكور والسينوغرافيا. الكل مأخوذ بحماس الشباب ويريد تفجير أقصى الطاقات واختراق جميع الأراضي البكر، إنها أحلام وطموحات لن تحدها قوانين على أية حال؛ فمن بين هؤلاء ومن داخل كل هذا الزحام المُبهرج في بعض الأحيان؛ ثمة عزف منفرد يظهر هنا وهناك من خلال أداء أو تحريك ممثلين وما شابه ذلك.
أما عن جوائز المسابقات، نجد أن نتائج لجان التحكيم لم تبتعد كثيرًا عن التوقعات، بداية من العرض الإماراتي "الخيار الأخير" وقد حصد عددًا من الجوائز من بينها "أفضل إضاءة وأفضل عمل جماعي"، يستوحي العرض عالمه من إحدى الروايات الشهيرة للكاتب الأميركي جورج مارتن في قالب ساخر. من ضمن العروض المميزة أيضًا مسرحية "البؤساء" إنتاج جامعة عين شمس وحصلت على أكثر من جائزة كأفضل إخراج وأفضل عمل، وقد استطاع فريق العمل تقديم رؤية مغايرة وجديدة لرائعة فيكتور هوغو من خلال توليفة مميزة جمعت بين خيال الظل والعرائس والدمى، مع أداء تمثيلي مبهر. بين الاستراتيجية والبروباغندا
تأسس ملتقى القاهرة الجامعي عام 2018، كأحد مبادرات المجتمع المدني برعاية عدد من الوزارات الحكومية على رأسهم وزارة الثقافة، وبدعم وشراكة مع بعض الجامعات والمؤسسات الثقافية ودور النشر التعليمية. ترتب على ذلك خضوع المهرجان لميزانيات محدودة أثرت بلا شك على مسألة "الكيف" في البرنامج المقدم كل عام، خصوصًا مع استسهال الإدارة الاهتمام بالشكل على المضمون، ما نتج عنه عشوائية واضحة وتخبط يكاد يصل إلى حد الارتجال أحيانًا، وهو ما يمكن تلمسه بسهولة على مدار الدورات الخمس من عمر المهرجان الوليد، بداية من اختيار أسماء حاملي الدورات: يحيى الفخراني. محمود عبد العزيز. سمير غانم. محمود ياسين، وأخيرا نجمة "فرقة رضا" فريدة فهمي لدورة هذا العام.
في مقتبل التسعينيات، أطلقت القناة الأولى المصرية برنامجًا بعنوان "اليوم المفتوح" كان يذاع كل خميس على مدار اليوم، اشتركت في تقديمه أكثر من مذيعة من بينهن نادية حليم وسهير شلبي، كان الغرض الأساسي من البرنامج هو تجميع مجموعة من الفقرات والمنوعات الشيقة تعمل على ترفيه المشاهد بغرض انقضاء الوقت، ربما تتناسب رؤية كتلك مع برنامج تلفزيوني أو حتى مع برنامج ترفيهي لرحلة طلابية، لكنها لن تتناسب بأي حال من الأحوال مع ملتقى أو مهرجان دولي، لم يقدم عبر دوراته– حتى الآن- سوى مجموعة من المبادرات والمستحدثات المتجاورة لكنها لا تحمل استراتيجية محددة؛ تصيب وتخطئ في سعيها عما يخدم الهدف الرئيسي.
من ضمن المستجدات الجيدة هذا العام، إطلاق مسابقة د. سامية حبيب للمقال النقدي، وقد حرصت حبيب على إهداء الفائزين الثلاثة نسخًا من أحدث كتبها، وذلك ضمن حفل "كرنفال الملتقى" الذي أقيمت فعالياته في اليوم السادس بقصر الأمير "طاز" بمنطقة الحلمية لتوزيع جوائز مسابقات "اتكلم عربي. كوميدي ستار. ورقصة الحياة"، لم يكن المكان التاريخي مجهزًا بالطبع لحدث كهذا، ما جعل شباب المتسابقين يواجهون صعوبة في تقديم فقراتهم. ويبدو أن الإدارة قد تفاجأت أو ربما حدثت مراجعة طارئة إزاء فقرة لإحدى الطالبات ضمن مسابقة رقصة الحياة؛ حيث قدمت الفتاة وصلة رقص شرقي من الواضح أنها لم ترُق للبعض، فتم بترها سريعًا. تنوعت العروض المقدمة بين مشاهد تمثيلية وستاند آب كوميدي وإلقاء قصائد.
في نهاية فعاليات البرنامج كان ضيوف المهرجان على موعد مع رحلة جديدة لحضور حفل الختام، ولكن هذه المرة بمسافة تزيد عن 200 كليومتر ومدة زمنية تتجاوز أربع ساعات، حيث أعلنت إدارة الملتقى عن استضافة مسرح مكتبة الإسكندرية لوقائع حفل الختام. لم تكن الحافلات الأربع السابقة متاحة لنقل الجميع، وبالتالي لم يتمكن عدد كبير من الصحافيين والإعلاميين من السفر لمتابعة الحدث –كنت واحدًا منهم- ولم يكن أمامنا لمعرفة نتائج المسابقات وتوزيع الجوائز سوى فيديوهات قليلة "بث مباشر" عبر مواقع التواصل الاجتماعي التقطها بعض من محبي المسرح أو شباب الحضور، بالإضافة إلى عدد من الصور لفريق المركز الإعلامي للمهرجان أثناء رحلة ترفيهية للوفود في قلعة قايتباي.
وائل سعيد
مسرح
من عرض الافتتاح
شارك هذا المقال
حجم الخط
في ظل المستجدات المؤسفة التي تشهدها المنطقة العربية، ارتأت بعض المهرجانات الفنية تأجيل فعاليتها وهو ما يعني الإلغاء بشكل ضمني؛ حيث ترتبط غالبية المهرجانات بمواعيد محددة ضمن الخريطة الدولية. في مصر، تم تأجيل مهرجان القاهرة السينمائي لأجل غير مسمى بقرار من وزيرة الثقافة، ومن قبله توقفت مهرجانات مثل الموسيقى والجونة وبعض الفعاليات الفنية، وذلك تضامنًا مع أهالي فلسطين، أعقبه إعلان الحداد العام لثلاثة أيام على أرواح ضحايا قصف المستشفى المعمداني. وفي اليوم التالي لانتهاء الحداد انطلقت الدورة الخامسة لملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي والتي دارت فعالياتها على مدار أسبوع في الفترة بين 21- 27 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
تباينت الآراء حول جدوى فكرة التأجيل أو الإلغاء مقابل فلسفة تدعو لاستمرارية الحياة وهو فعل مقاومة في حد ذاته، على أن تخلو الفعاليات من أي مظاهر للاحتفال، وهو ما أعلنته إدارة المهرجان قبل انطلاق الدورة لكنها لم تلتزم به كليًّا.
"الفن مقاومة"
على بُعد ما يقارب 50 كيلومترًا من القاهرة، ذهبت إدارة المهرجان لإقامة حفل الافتتاح بمسرح "الجامعة البريطانية" بمدينة الشروق، وهو ما أفضى إلى الكثير من التذمر خصوصًا مع رحلة ذهاب وعودة تفوق الساعتين دون مبرر، الغريب في الأمر أن مكان تجمع الوفود والإعلامين والصحافة تم في دار الأوبرا المصرية، حيث كافة الفعاليات متوقفة وبالتالي كل المسارح شاغرة، ولكن كان لرئيس المهرجان وجهة نظر أخرى كثيرًا ما أشار إليها في مداخلات إعلامية: "المهرجان بيوفر للضيوف مشاهدة بلدنا"، لم يكن هناك أمام الضيوف سوى الخيالات الليلية اللطيفة لطريق مصر السويس الصحراوي. سارت الحافلات الأربع متقاربة تأتنس ببعضها البعض، ومن خلف زجاج النوافذ كان بإمكانك سماع كوكتيل ارتجالي من المقطوعات الغنائية والرقصات لعشرات الشباب من مصر ومن سبع دول عربية (الكويت. تونس. العراق. عُمان. المغرب حيث تتنافس تسعة عروض داخل المسابقة الرسمية 3 منها من مصر. وتحل دولة الإمارات ضيف الشرف، فيما لم يتمكن الفريق السوري من الحضور وكان من ضمن المشاركين جراء القصف المتزامن لمطاري "دمشق وحلب" ما أدى إلى توقف حركة الطيران وخروجهما عن الخدمة).
اقتصر حفل الافتتاح على البروتوكولات المعتادة من تكريم وكلمات شكر، بجانب كلمة مقتضبة للفنانة سهير المرشدي أعربت فيها عن امتنانها بالتكريم واستنكرت ما يحدث لقطاع غزة وأمهات وزوجات الشهداء، مهدية إياهن تكريم المهرجان وداعية الحضور للوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح المفقودين. توجهت المرشدي بالتحية أيضًا إلى الكراسي الحمراء في القاعة، مؤكدة أنها ترى الآن على كل كرسي فارغ روح شهيد حاضرة، كانت قاعة المسرح متسعة ولم يكن العدد يشغل ربعها؛ حتى أن منظمي الحفل طلبوا من الحضور الانضمام للتمركز في المقاعد الأمامية. على عجالة وقبل الختام بربع ساعة تقريبًا، قدمت فرقة "الفالوجة" عرضًا راقصًا بعنوان "الفن مقاومة"، مرددين أغاني من التراث الشعبي والحماسي ومتشحين بالملابس السوداء المطرزة بالعلم الفلسطيني، وهو ما خلق حالة من الحماس والتفاعل مع الحضور في القاعة، سرعان ما تلاشى بعد قليل حيث خمد الجميع تقريبًا منهكين أثناء رحلة العودة إلى القاهرة، وكانت الأزمة الحقيقية من نصيب أعضاء فرقة أكاديمية طيبة. صحيح أنهم يشاركون بعرض شرفي خارج المنافسة ولكنه العرض الأول في جدول المهرجان، ويجب عليهم الاستعداد ببروفة نهائية خلال الساعات المتبقية من الليل، والأهم من ذلك وجبة عشاء عاجلة لسد هذا الجوع.
شباب على الطريق
كان على لجنة المشاهدة الاختيار من بين ما يزيد عن 70 عرضًا مسرحيًا تقدموا لدورة هذا العام، وذلك وفق ثلاثة معايير: فكري. جمالي. نوعي، سبق أن أعلنها المهرجان في بيان له، على أن تتماس موضوعات العروض مع القضايا المعاصرة مصريًّا وعربيًّا ودوليًّا. يذكر أن اللجنة قد رشحت ثلاثة عروض كقائمة احتياطية...، "في حالة تعذر حضور أي من الفرق" وبرغم حدوث ذلك على أرض الواقع مع فرقتين؛ إلا أنه لم يتم الاستعانة بالقائمة البديلة.
"أعربت الفنانة سهير المرشدي عن امتنانها بالتكريم واستنكرت ما يحدث لقطاع غزة وأمهات وزوجات الشهداء، مهدية إياهن تكريم المهرجان وداعية الحضور للوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح المفقودين" |
أما عن جوائز المسابقات، نجد أن نتائج لجان التحكيم لم تبتعد كثيرًا عن التوقعات، بداية من العرض الإماراتي "الخيار الأخير" وقد حصد عددًا من الجوائز من بينها "أفضل إضاءة وأفضل عمل جماعي"، يستوحي العرض عالمه من إحدى الروايات الشهيرة للكاتب الأميركي جورج مارتن في قالب ساخر. من ضمن العروض المميزة أيضًا مسرحية "البؤساء" إنتاج جامعة عين شمس وحصلت على أكثر من جائزة كأفضل إخراج وأفضل عمل، وقد استطاع فريق العمل تقديم رؤية مغايرة وجديدة لرائعة فيكتور هوغو من خلال توليفة مميزة جمعت بين خيال الظل والعرائس والدمى، مع أداء تمثيلي مبهر. بين الاستراتيجية والبروباغندا
تأسس ملتقى القاهرة الجامعي عام 2018، كأحد مبادرات المجتمع المدني برعاية عدد من الوزارات الحكومية على رأسهم وزارة الثقافة، وبدعم وشراكة مع بعض الجامعات والمؤسسات الثقافية ودور النشر التعليمية. ترتب على ذلك خضوع المهرجان لميزانيات محدودة أثرت بلا شك على مسألة "الكيف" في البرنامج المقدم كل عام، خصوصًا مع استسهال الإدارة الاهتمام بالشكل على المضمون، ما نتج عنه عشوائية واضحة وتخبط يكاد يصل إلى حد الارتجال أحيانًا، وهو ما يمكن تلمسه بسهولة على مدار الدورات الخمس من عمر المهرجان الوليد، بداية من اختيار أسماء حاملي الدورات: يحيى الفخراني. محمود عبد العزيز. سمير غانم. محمود ياسين، وأخيرا نجمة "فرقة رضا" فريدة فهمي لدورة هذا العام.
في مقتبل التسعينيات، أطلقت القناة الأولى المصرية برنامجًا بعنوان "اليوم المفتوح" كان يذاع كل خميس على مدار اليوم، اشتركت في تقديمه أكثر من مذيعة من بينهن نادية حليم وسهير شلبي، كان الغرض الأساسي من البرنامج هو تجميع مجموعة من الفقرات والمنوعات الشيقة تعمل على ترفيه المشاهد بغرض انقضاء الوقت، ربما تتناسب رؤية كتلك مع برنامج تلفزيوني أو حتى مع برنامج ترفيهي لرحلة طلابية، لكنها لن تتناسب بأي حال من الأحوال مع ملتقى أو مهرجان دولي، لم يقدم عبر دوراته– حتى الآن- سوى مجموعة من المبادرات والمستحدثات المتجاورة لكنها لا تحمل استراتيجية محددة؛ تصيب وتخطئ في سعيها عما يخدم الهدف الرئيسي.
من ضمن المستجدات الجيدة هذا العام، إطلاق مسابقة د. سامية حبيب للمقال النقدي، وقد حرصت حبيب على إهداء الفائزين الثلاثة نسخًا من أحدث كتبها، وذلك ضمن حفل "كرنفال الملتقى" الذي أقيمت فعالياته في اليوم السادس بقصر الأمير "طاز" بمنطقة الحلمية لتوزيع جوائز مسابقات "اتكلم عربي. كوميدي ستار. ورقصة الحياة"، لم يكن المكان التاريخي مجهزًا بالطبع لحدث كهذا، ما جعل شباب المتسابقين يواجهون صعوبة في تقديم فقراتهم. ويبدو أن الإدارة قد تفاجأت أو ربما حدثت مراجعة طارئة إزاء فقرة لإحدى الطالبات ضمن مسابقة رقصة الحياة؛ حيث قدمت الفتاة وصلة رقص شرقي من الواضح أنها لم ترُق للبعض، فتم بترها سريعًا. تنوعت العروض المقدمة بين مشاهد تمثيلية وستاند آب كوميدي وإلقاء قصائد.
في نهاية فعاليات البرنامج كان ضيوف المهرجان على موعد مع رحلة جديدة لحضور حفل الختام، ولكن هذه المرة بمسافة تزيد عن 200 كليومتر ومدة زمنية تتجاوز أربع ساعات، حيث أعلنت إدارة الملتقى عن استضافة مسرح مكتبة الإسكندرية لوقائع حفل الختام. لم تكن الحافلات الأربع السابقة متاحة لنقل الجميع، وبالتالي لم يتمكن عدد كبير من الصحافيين والإعلاميين من السفر لمتابعة الحدث –كنت واحدًا منهم- ولم يكن أمامنا لمعرفة نتائج المسابقات وتوزيع الجوائز سوى فيديوهات قليلة "بث مباشر" عبر مواقع التواصل الاجتماعي التقطها بعض من محبي المسرح أو شباب الحضور، بالإضافة إلى عدد من الصور لفريق المركز الإعلامي للمهرجان أثناء رحلة ترفيهية للوفود في قلعة قايتباي.