الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الاول - فاروق مصر
١٧ أبريل،2022 م ·
* من صفحات التاريخ الإسلامي *
سقوط طليطلة ( 25 مايو 1085 )
{ جــادك الغيــث إِذا الغيـث همـى
يــا زمــان الــوصل بــالأَندلسِ
لـــم يكــن وصْلُــك إِلاّ حُلُمًــا
فــي الكــرى أَو خُلسـة المخـتَلِسِ }
طليطلة مدينة قديمة للغاية ،ويغلب أنها بنيت في زمن الإغريق وازدهرت في عهد الرومان ،فحصنوها بالأسوار ،وأقاموا فيها المسرح والجسر العظيم ،وبلغت طليطلة ذروتها في عصر الخلافة الإسلامية عندما كانت جميلة مزيجاً من الفن والعلم ..
وكانت تعرف في القرون الوسطى باسم "مدينة التسامح" حيث كان يتعايش فيها المسلمون واليهود والمسيحيون ..
فتحت على يد المسلمين بقيادة طارق بن زياد عام(712م)بعد انتصارهم بمعركة وادي لكة على القوط حيث كانت عاصمة لهم ويقال أن طارق بن زياد قد فتح المدينة بالرعب قبل مسيرة شهر منها ،وازدهر فيها فن العمارة ..
ملوك الطوائف وبداية السقوط :
بدأت فترة ملوك الطوائف بحدود عام 422هـ لما أعلن الوزير أبو الحزم بن جهور سقوط الدولة الأموية في الأندلس ،مما حدا بكل أمير من أمراء الأندلس ببناء دويلة منفصلة ،وتأسيس أسرة حاكمة من أهله وذويه ،ومن هنا بدأت النهاية حيث كانت سمة هذة الدويلات هو عدم استقرار الحكم فيها والتناحر المستمر بين بعضها البعض مما جعل منهم فريسة لمسيحيي الشمال ،ووصل الأمر إلى أن ملوك الطوائف كانوا يدفعون الجزية للملك ألفونسو السادس ملك قشتالة الذي فرض الحصار على طليطلة ،وكانوا يستعينون به على إخوانهم حيث إستعان به القادر بالله ولم يقم أحد بمساعدة إخوانهم المسلمين إلا المتوكل ابن الأفطس الذي أرسل جيشاً كبيراً لنجدة طليطلة لكنة تعرض لهزيمة من جيش قشتالة واستمر الحصار 9 شهور إلى أن استبد الجوع بالناس ولم تفلح محاولات المسلمين الوصول لتسوية ولم يرض ألفونسو سوي بتسلم المدينة كاملة وفعلاً تم ذلك في 25 مايو 1085 و توجه إلى المسجد الكبير الذي حوله إلى كاتدرائية وصلي فيه قداس الشكر وصارت عاصمة لمملكة قشتالة وتم منح المسلمين كافة الحرية لمغادرة المدينة أو البقاء فيها وحرية التصرف في أملاكهم ..
وبسقوط طليطلة اهتزَّ العالم الإسلامي في الشرق والغرب ،وأحدث سقوطها دوياً هائلاً حيث سقطت بسبب التهاون في الدفاع عنها حتى أن ملوك الطوائف المسلمين لم يهبوا لنجدتها أو مساعدتها ،بل على العكس لقد وقفوا موقفا مخزيا مهينا ..
ومنذ ذلك التاريخ بدأ إنهيار الممالك الأندلسية تباعاً حتى سقطت مملكة غرناطة أخر معاقل المسلمين في الأندلس عام 897 هجرية 1492 ميلادية ..
Mai