الميول والنزعات ، طبيعة الميول
الميول والنزعات
قلنا في تعليل اللذات والآلام أنها ناشئة عن الميول والنزعات ، وأن الانسان لا يطلع على هذه الميول مباشرة ، بل يدركها بوساطة اللذات والآلام ، لأنها خفية واللذات والآلام ظاهرة . وإذا جاوز الرجل الذي يلاحظ نفسه حدود اللذة والألم أتصل باللاشعور والظلمات ، و انقلب يقينه الحسي إلى فرض عقلي . ولذلك كان علماء النفس إذا أرادوا تصنيف الميول يصنفونها بحسب اللذات والآلام . فلا يزالون يضعون وراء كل لذة ميلا ، ووراء كل ألم نزعة حتى ينشئوا القوى الانفعالية ويصوروها بلغة الميول .
وليس الميل قوة مستقلة عن غيرها من الأحوال النفسية ، وإنما هو حالة عامة تصحب جميع صور الفاعلية . وكثيراً ما يفرق العلماء بين الغرائز والميول ، إلا أنك تجد بعد التحليل أن الميول تنقسم إلى ثلاثة أقسام ، فمنها ما هو غريزي ، ومنها ما هو كبي مستفاد تكيفه العادة ، ومنها ما هو اختياري تقويه الارادة . مثال ذلك ان الأنانية قد تكون نزعة غريزية ، وقد تكون مكتسبة معتادة ، وقد تكون إرادية . فالبحث في الأنانية يرجع إلى دراسة كل من هذه الأقسام الثلاثة . وكذلك المطف فقد يكون غريزياً ، وقد يكون مستفاداً ومكتسباً ، وقد ينشأ عن تأمل واختيار . فليس الميل إذن قوة مستقلة عن الغريزة والعادة والارادة .
والبحث في الميول الغريزية أدعى إلى الاهتمام من البحث في الميول المكتسبة ، لأن الميول المكتسبة تلقح بالميول الغريزية وتستند اليها . وهي غاية التربية ، لأن المربي في الغالب لا يخلق ميولاً جديدة ، بل ينمي الميول الغريزية أو يعمل على تحويلها .
١ - طبيعة الميول
آ - طبيعتها الحيوية
لا بد لكل كائن حي من حفظ توازنه في الداخل والخارج ، ولكن هذا التوازن لا يبقى على حال واحدة ابداً ، بل يتبدل بتبدل شروط البيئة . وكلما تبدلت هذه الشروط اضطر الكائن الحي إلى التكيف بحسبها . فتارة يكون تكيفه منفعلا وأخرى يكون فاعلا . فالمنفعل هو انقياد الكائن الحي الجميع شروط البيئة ، والفاعل هو اتخاذه هذه الشروط وسيلة لبلوغ غاياته . والحيوانات لا تستطيع أن تستفيد من شرائط البيئة ، إلا إذا حافظت على توازنها الداخلي بتغذية نسجها ، وتنظيم حركاتها ، وحفظ صورها ، واتساق وظائف أعضائها ، فالغذاء والتناسل هما سبيلا البقاء الفردي والبقاء النوعي . ولا بقاء للكائن الحي إلا إذا قامت جميع اعضائه بوظائفها . ويتولد من القيام بهذه الوظائف حاجات ضرورية لا بقاء للحياة إلا بها ، وهي . ما نسميه بالضرورات الموضوعية .
كلما ارتقيت في مراتب الحياة ، من أفق أدنى إلى أفق أعلى ، تعددت الحاجات و تنوعت . أنظر إلى حاجات نبات وحيد الحجيرة تجدها مقصورة على التمثيل والتكاثر . أما النبات المالي ، فإن اختلاف أجزائه متناسب مع اختلاف وظائفه ، وتنوع حاجاته ، وكذلك إذا ارتقيت من نبات أدنى إلى نبات أعلى رأيت أن وظائف الحياة تزداد اشتباكا ، والحاجات تزداد تنوعاً وتعدداً ، حتى إذا انتقلت من آخر أفق من عالم النبات إلى أول أفق من عالم الحيوان ، رأيت ما لا عهد لك به من اشتباك الوظائف وتعدد الحاجات .
والحيوان كما عرفه ارسطو ( نبات متحرك ) وهو ذو أعضاء ، ووظائف ، وحاجات جديدة لا توجد في الكائنات التي دونه كالحاجة إلى الحركة والفاعلية وغيرها . فينعكس أثر هذه الحاجات على النفس ، ويتولد من انعكاسها عليها ميول ونزعات كثيرة ، فالميل اذن صورة نفسية لحاجة طبيعية .
ومما لا ريب فيه أن معرفة تركيب الجسد معرفة صحيحة تؤدي إلى معرفة حاجاته ونزعاته وميوله . ولا تتم هذه المعرفة إلا في علم الحياة ( البيولوجيا ) ، لأن هذا العلم يدرس تركيب النسج ، ويكشف عن وظائف الأعضاء ، ويبين حاجات الجسد ، وطبائعه ، وأنماط تغذيته ، وشروط بقائه .
وأولى هذه الحاجات الحاجة إلى التنفس ، وهي من الحاجات التي لا نحس بها في الحالة الطبيعية ، لأن الهواء الذي تحتاج اليه الرئتان متوافر لهما بكثرة ، لا بل هو مجاني ، لكن إذا فسد الهواء ، وأحس المرء بضيق الصدر والإختناق ، اشتدت حاجته إلى التنفس .
وثانية هذه الحاجات الحاجة إلى الأكل والشرب . وهي السبب في إحساسنا بالجوع والعطش ، ويتصل بها الميل عن الأشياء الضارة ، والشعور بالنفور والتقزز .
ومنها الحاجة إلى البول والتبرز ، والحاجة إلى الإستدفاء في الشتاء والتبرد في الصيف . ومنها الحاجة إلى المشاركة ، والحاجة إلى تشغيل العضلات ، وتشغيل الحواس · كاللمس والشم والذوق ، والسمع ، والبصر . إن الطفل كثير الحركات ، فهو يمص ، ويلحس ، ويمضغ ويعض ، ويصرف بأسنانه ، ويضحك ، ويبتسم ، ويمكي ، ويركض ، ويستلقي على الأرض . وهذه الحركات تنضم إلى غيرها من المنازع ، فتولد الميل إلى اللعب ، والرياضة ، والرقص .
ومن الحاجات الطبيعية الحاجة إلى الراحة بعد التعب ، والحاجة إلى النوم بعد السهر والحاجة الجنسية .
إن ظهور الحاجة الجنسية متأخر على غيره ، مختلفة وهي عن الحب ، لأن الحب يقتضي تفضيل فرد على آخر من أفراد النوع . أما الغريزة الجنسية فلا تفرق بين الأفراد .
اننا لا نشعر بالنزعات المطابقة لحاجاتنا الطبيعية ، إلا إذا كانت هذه الحاجات مما يمكن تأخير ارضائه ، كالحاجة إلى الأكل والشرب ، أو إلى المشاركة ، أو إلى التناسل . أما الحاجة إلى التنفس ، فإن تكررها على نمط واحد يبطل شعورنا بها .
ب - طبيعتها النفسية
لما كنا لا نستطيع الآن أن نرجع إلى علم الحياة لإستنباط الميول والنزعات من حاجات الجسد كان لا بد لنا من الإقتصار على البحث فيها من الوجهة النفسية .
ولكن الميول كما بينا سابقاً حالات لا شعورية فكيف ندركها ؟ قلنا إنا نعرفها بآثارها كما نعرف القوى الكهربائية بظواهرها . فالميول غائبة عن العيان ، اما اللذات والآلام فهي دلالات صادقة ، واشارات ظاهرة تهدينا اليها . وكذلك الرغائب فهي احسن الظواهر النفسية دلالة على الميول ، لأنها تنشأ عن حاجة وشهوة ، فتدفع الإنسان إلى الفعل مثال ذلك ان الإنسان السوي لا يرغب في الطعام إلا عندما يشعر بالجوع . ومن منا يستطيع أن يعرف . أسباب رغائبه كلها ؟ ان في نفوسنا كثيراً من الرغائب التي لا نجد لها سبباً . الرغبة كما قال افلاطون ابنة ( فورس ) و ( فينيا ) ، أي ابنة الترف والفاقة ، فالترف أبوها والفاقة أمها . هذه تورثها الإحتياج ، وذاك يعللها بالآمال . ومع ذلك فإن الرغبة لا تدل دائماً على وجود ميل خفي وراءها ، وإذا دلت عليه لم يكن بينها وبينه نسبة صحيحة . فقد تكون الرغائب مبهمة ، وقد تكون وهمية كاذبة لا تنطبق على حقيقة ما تنطوي عليه النفس . وكثيراً ما يجهل الإنسان ما يرغب فيه ، وعلى الأخص في أيام الصبا ، حيث تشتبك الأماني وتختلط الأحلام . ومع أن الرغائب قد تكون واضحة ، فالخيال يبعثها على تغيير حقائق موضوعاتها . فالرغائب قد تكون إذن واضحة ، وتكون مع ذلك وهمية كاذبة ، وكثيراً ما يخيل إلى الإنسان ان الشيء الذي يرغب فيه شريف وسام ، ولكنه متى ظفر به ، وأدرك المني ، استولى عليه اليأس ، وساوره الغم ، وتساقطت آماله كأوراق الخريف ، لأنه يجد المثل الأعلى الذي كان يحلم به مخالفاً الواقع ، بعيداً عن الحقيقة ، فتؤلمه تلك السعادة الخيالية التي توهم وجودها وراء أحلامه .
الميول والنزعات
قلنا في تعليل اللذات والآلام أنها ناشئة عن الميول والنزعات ، وأن الانسان لا يطلع على هذه الميول مباشرة ، بل يدركها بوساطة اللذات والآلام ، لأنها خفية واللذات والآلام ظاهرة . وإذا جاوز الرجل الذي يلاحظ نفسه حدود اللذة والألم أتصل باللاشعور والظلمات ، و انقلب يقينه الحسي إلى فرض عقلي . ولذلك كان علماء النفس إذا أرادوا تصنيف الميول يصنفونها بحسب اللذات والآلام . فلا يزالون يضعون وراء كل لذة ميلا ، ووراء كل ألم نزعة حتى ينشئوا القوى الانفعالية ويصوروها بلغة الميول .
وليس الميل قوة مستقلة عن غيرها من الأحوال النفسية ، وإنما هو حالة عامة تصحب جميع صور الفاعلية . وكثيراً ما يفرق العلماء بين الغرائز والميول ، إلا أنك تجد بعد التحليل أن الميول تنقسم إلى ثلاثة أقسام ، فمنها ما هو غريزي ، ومنها ما هو كبي مستفاد تكيفه العادة ، ومنها ما هو اختياري تقويه الارادة . مثال ذلك ان الأنانية قد تكون نزعة غريزية ، وقد تكون مكتسبة معتادة ، وقد تكون إرادية . فالبحث في الأنانية يرجع إلى دراسة كل من هذه الأقسام الثلاثة . وكذلك المطف فقد يكون غريزياً ، وقد يكون مستفاداً ومكتسباً ، وقد ينشأ عن تأمل واختيار . فليس الميل إذن قوة مستقلة عن الغريزة والعادة والارادة .
والبحث في الميول الغريزية أدعى إلى الاهتمام من البحث في الميول المكتسبة ، لأن الميول المكتسبة تلقح بالميول الغريزية وتستند اليها . وهي غاية التربية ، لأن المربي في الغالب لا يخلق ميولاً جديدة ، بل ينمي الميول الغريزية أو يعمل على تحويلها .
١ - طبيعة الميول
آ - طبيعتها الحيوية
لا بد لكل كائن حي من حفظ توازنه في الداخل والخارج ، ولكن هذا التوازن لا يبقى على حال واحدة ابداً ، بل يتبدل بتبدل شروط البيئة . وكلما تبدلت هذه الشروط اضطر الكائن الحي إلى التكيف بحسبها . فتارة يكون تكيفه منفعلا وأخرى يكون فاعلا . فالمنفعل هو انقياد الكائن الحي الجميع شروط البيئة ، والفاعل هو اتخاذه هذه الشروط وسيلة لبلوغ غاياته . والحيوانات لا تستطيع أن تستفيد من شرائط البيئة ، إلا إذا حافظت على توازنها الداخلي بتغذية نسجها ، وتنظيم حركاتها ، وحفظ صورها ، واتساق وظائف أعضائها ، فالغذاء والتناسل هما سبيلا البقاء الفردي والبقاء النوعي . ولا بقاء للكائن الحي إلا إذا قامت جميع اعضائه بوظائفها . ويتولد من القيام بهذه الوظائف حاجات ضرورية لا بقاء للحياة إلا بها ، وهي . ما نسميه بالضرورات الموضوعية .
كلما ارتقيت في مراتب الحياة ، من أفق أدنى إلى أفق أعلى ، تعددت الحاجات و تنوعت . أنظر إلى حاجات نبات وحيد الحجيرة تجدها مقصورة على التمثيل والتكاثر . أما النبات المالي ، فإن اختلاف أجزائه متناسب مع اختلاف وظائفه ، وتنوع حاجاته ، وكذلك إذا ارتقيت من نبات أدنى إلى نبات أعلى رأيت أن وظائف الحياة تزداد اشتباكا ، والحاجات تزداد تنوعاً وتعدداً ، حتى إذا انتقلت من آخر أفق من عالم النبات إلى أول أفق من عالم الحيوان ، رأيت ما لا عهد لك به من اشتباك الوظائف وتعدد الحاجات .
والحيوان كما عرفه ارسطو ( نبات متحرك ) وهو ذو أعضاء ، ووظائف ، وحاجات جديدة لا توجد في الكائنات التي دونه كالحاجة إلى الحركة والفاعلية وغيرها . فينعكس أثر هذه الحاجات على النفس ، ويتولد من انعكاسها عليها ميول ونزعات كثيرة ، فالميل اذن صورة نفسية لحاجة طبيعية .
ومما لا ريب فيه أن معرفة تركيب الجسد معرفة صحيحة تؤدي إلى معرفة حاجاته ونزعاته وميوله . ولا تتم هذه المعرفة إلا في علم الحياة ( البيولوجيا ) ، لأن هذا العلم يدرس تركيب النسج ، ويكشف عن وظائف الأعضاء ، ويبين حاجات الجسد ، وطبائعه ، وأنماط تغذيته ، وشروط بقائه .
وأولى هذه الحاجات الحاجة إلى التنفس ، وهي من الحاجات التي لا نحس بها في الحالة الطبيعية ، لأن الهواء الذي تحتاج اليه الرئتان متوافر لهما بكثرة ، لا بل هو مجاني ، لكن إذا فسد الهواء ، وأحس المرء بضيق الصدر والإختناق ، اشتدت حاجته إلى التنفس .
وثانية هذه الحاجات الحاجة إلى الأكل والشرب . وهي السبب في إحساسنا بالجوع والعطش ، ويتصل بها الميل عن الأشياء الضارة ، والشعور بالنفور والتقزز .
ومنها الحاجة إلى البول والتبرز ، والحاجة إلى الإستدفاء في الشتاء والتبرد في الصيف . ومنها الحاجة إلى المشاركة ، والحاجة إلى تشغيل العضلات ، وتشغيل الحواس · كاللمس والشم والذوق ، والسمع ، والبصر . إن الطفل كثير الحركات ، فهو يمص ، ويلحس ، ويمضغ ويعض ، ويصرف بأسنانه ، ويضحك ، ويبتسم ، ويمكي ، ويركض ، ويستلقي على الأرض . وهذه الحركات تنضم إلى غيرها من المنازع ، فتولد الميل إلى اللعب ، والرياضة ، والرقص .
ومن الحاجات الطبيعية الحاجة إلى الراحة بعد التعب ، والحاجة إلى النوم بعد السهر والحاجة الجنسية .
إن ظهور الحاجة الجنسية متأخر على غيره ، مختلفة وهي عن الحب ، لأن الحب يقتضي تفضيل فرد على آخر من أفراد النوع . أما الغريزة الجنسية فلا تفرق بين الأفراد .
اننا لا نشعر بالنزعات المطابقة لحاجاتنا الطبيعية ، إلا إذا كانت هذه الحاجات مما يمكن تأخير ارضائه ، كالحاجة إلى الأكل والشرب ، أو إلى المشاركة ، أو إلى التناسل . أما الحاجة إلى التنفس ، فإن تكررها على نمط واحد يبطل شعورنا بها .
ب - طبيعتها النفسية
لما كنا لا نستطيع الآن أن نرجع إلى علم الحياة لإستنباط الميول والنزعات من حاجات الجسد كان لا بد لنا من الإقتصار على البحث فيها من الوجهة النفسية .
ولكن الميول كما بينا سابقاً حالات لا شعورية فكيف ندركها ؟ قلنا إنا نعرفها بآثارها كما نعرف القوى الكهربائية بظواهرها . فالميول غائبة عن العيان ، اما اللذات والآلام فهي دلالات صادقة ، واشارات ظاهرة تهدينا اليها . وكذلك الرغائب فهي احسن الظواهر النفسية دلالة على الميول ، لأنها تنشأ عن حاجة وشهوة ، فتدفع الإنسان إلى الفعل مثال ذلك ان الإنسان السوي لا يرغب في الطعام إلا عندما يشعر بالجوع . ومن منا يستطيع أن يعرف . أسباب رغائبه كلها ؟ ان في نفوسنا كثيراً من الرغائب التي لا نجد لها سبباً . الرغبة كما قال افلاطون ابنة ( فورس ) و ( فينيا ) ، أي ابنة الترف والفاقة ، فالترف أبوها والفاقة أمها . هذه تورثها الإحتياج ، وذاك يعللها بالآمال . ومع ذلك فإن الرغبة لا تدل دائماً على وجود ميل خفي وراءها ، وإذا دلت عليه لم يكن بينها وبينه نسبة صحيحة . فقد تكون الرغائب مبهمة ، وقد تكون وهمية كاذبة لا تنطبق على حقيقة ما تنطوي عليه النفس . وكثيراً ما يجهل الإنسان ما يرغب فيه ، وعلى الأخص في أيام الصبا ، حيث تشتبك الأماني وتختلط الأحلام . ومع أن الرغائب قد تكون واضحة ، فالخيال يبعثها على تغيير حقائق موضوعاتها . فالرغائب قد تكون إذن واضحة ، وتكون مع ذلك وهمية كاذبة ، وكثيراً ما يخيل إلى الإنسان ان الشيء الذي يرغب فيه شريف وسام ، ولكنه متى ظفر به ، وأدرك المني ، استولى عليه اليأس ، وساوره الغم ، وتساقطت آماله كأوراق الخريف ، لأنه يجد المثل الأعلى الذي كان يحلم به مخالفاً الواقع ، بعيداً عن الحقيقة ، فتؤلمه تلك السعادة الخيالية التي توهم وجودها وراء أحلامه .
تعليق