دراسة بعض الهيجانات .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دراسة بعض الهيجانات .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    دراسة بعض الهيجانات

    ٥ - دراسة بعض الهيجانات

    الخوف :
    - لغريزة الدفاع عن النفس مظهران مختلفان ؛ أحدهما سلبي يعبر الحيوان عنه بالخوف ، والثاني إيجابي يعبر عنه بالغضب . فالخوف اذن انفعال نفساني فطري يتجلى في الهرب من الأخطار ، والابتعاد عنها .

    وقد بين العلماء أن هناك خوفاً غريزياً متقدماً على كل تجربة فردية ، وخوفاً كسبيا متولداً من التجربة . أما الخوف الأول فيتجلى في هرب الحيوان من عدوه . وأما الخوف الثاني فينشأ عن تأثير التربية والتجربة .

    وأسباب الخوف عند الطفل كثيرة :
    ١ - إن ٩٢ في المئة من الأطفال يخافون من الظلام ، وهذا الخوف متصل بمخاوف أخرى ، كالخوف من اللصوص ، والأشباح ، والطيوف ، والجن .
    ۲ - ومن أسباب الخوف ؛ الضوضاء والأصوات العالية المفاجئة ، والرعد القاصف ، والبرق الخاطف ، العواصف الثائرة .
    ٣- ومنها المخاوف الناشئة عن غريزة النفور والتقزز ، كالخوف من الحيوانات الصغيرة ، والفيران ، والديدان ، والدم ، والجثث .
    ٤ - ومن مخاوف الأطفال ما ينشأ أيضاً عن خطر وهمي يتخيلونه ، فترتعد فرائصهم عند خروجهم من البيت خوفاً من سكران قد يصادفهم في الطريق ، أو لص مختبىء وراء الجدار .
    ه - أضف إلى ذلك أن بعض المخاوف تنشأ عن ذكريات بعض الحوادث أو المصائب القديمة .

    وقد بين ( الفرد بينه ) أن عدوى الخوف تتم بصورتين ؛ فاما أن تكون سريعة كانتقال الخوف من شخص إلى آخر عند مواجهة الخطر ، وإما أن تكون بطيئة كانتقال الخوف بطريق الأحاديث والروايات وغيرها .

    ويصحب الخوف كثير من الظواهر الفيسيولوجية كالهرب ، وحركات الدفاع عن النفس ، والصراخ ، والارتجاف ، وتوسع الحدقتين ، واضطراب التنفس ، واصفرار الوجه ، وخفقان القلب ، والبكاء ، وشلل الأرجل ، والجمود ، والإغماء ، واضطراب الجهاز الهضمي ، وتوقف إفراز اللعاب ، وإنقطاع إفراز العصارة المعدوية . وقد تنشط فيه بعض الإفرازات ؛ كالصفراء ، والبول ، والعرق البارد ، والأدرينالين . وقد يصل التأثير إلى الكبد فيرسل إلى الدم كمية عظيمة من السكر الحيواني .

    وللخوف تأثير شديد في وظائف النفس والجسد . وقد يسبب التأتأة ، والفأفأة ، و الخرس ، والفالج ، ويمنع الإنسان من توكيد ذاته ، لذلك كانت التربية المبنية على الخوف فاسدة وضارة ، ولذلك أيضاً كانت النظم الاجتماعية المستندة إلى الإرهاب مضادة لكرامة . الانسان ونمو شخصيته .

    الغضب :
    - إن الغضب هو الانفعال النفساني المقارن لغريزة الكفاح والمقاتلة ، وهو المظهر الايجابي لغريزة الدفاع عن النفس ، أو لغريزة حفظ البقاء الفردي .

    إن ظواهر الغضب كثيرة ، وهي الصراع ، والضرب باليدين أو القدمين ، والعض والصراخ . ويمكننا مشاهدة هذه الظواهر عند الطفل في مهده . إنك إذا ربطت يديه أو رجليه أو رأسه صرخ وأضطرب ، وقد يهم بضربك ، أو عضك ، أو يجهش بالبكاء . ومن مظاهر الغضب تقطع الصوت ، وخشونته ، وقسوته ، وشدة التنفس ، وإزدياد الحركات وتسمم الافرازات ، وإزدياد الدورة الدموية تحت الجلد ، وانتفاخ أوردة الوجه . تقول فلان منتفخ الوريد ، سيء الخلق ، غضوب .

    إن كل ما يعاكس الانسان يثيره ويدفعه إلى القتال . ليس للانسان أعداء طبيعيون ، ولكن كل شيء في الطبيعة قد ينقلب إلى عدو له ، إذا خالف ميوله ، وحال دون حصوله على حاجاته .

    و للغضب درجات مختلفة أدناها العتب والموجدة ، وفوق ذلك السخط ، و الغيظ ، . والتلظي ، والتضرم والتلهب ، والفوران ، والهياج الشديد . وإذا استولى الغضب على الانسان وفار فائره لم تؤثر التربية والاعتبارات الاجتماعية في إيقافه عند حده ، ه ، وضبط نفسه ، والحكم عليها . بل قد تزول الرحمة من قلبه ، وتغلي فيه مراجل العداوة ، وتلتهب نار البغضاء ويظلم عقله ؛ ويفقد الشعور بالعدل .

    فإذا هاج هائج المرء ، ووجدته مغيظاً محنقاً زائراً محفظاً ، فاتركه وشأنه ، وتجنب ساعة الغليان . وخير وسيلة لاسكان الغيظ وإطفاء نار الغضب عند الطفل هي . مقابلته بالهدوء والاتزان ، وعدم الهزء به ، وتأجيل عقوبته . إن الغضب لا يعالج بالغضب ، بل يعالج بالحلم ، والهدوء ، والصبر ، وقوة الارادة ، « أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه ( 1 ) عداوة كأنه ولي حميم .

    الخجل :
    - الخجل هيجان مهدم ، مختلف عن الخرف . وهو يدل على صراع عميق بين الارادة والعوائق التي تعترضها .
    والسبب في حدوثه شعور المرء بمجزه عن بلوغ الغاية التي يتصورها ويهدف اليها . ولولا إدراكه لهذه الغاية وشعوره بنقص وسائله لما خجل ، ولولا رغبته في توكيد ذاته ما اضطرب من الحياء .
    والخجل يندر في زمن الطفولة ، ويكثر في زمن المراهقة ، ثم يبلغ منتهاه عند نمو شخصية المراهق وشعوره بالحاجة إلى إرضاء الناس أو التفوق عليهم .
    ومن صفات الخجل أنه اجتماعي بالذات لا يظهر إلا بين الانسان والانسان ، وهو يتبدل بتبدل الظروف ومواقف الحياة . فقد يضطرب الانسان في موقف ، ولا يضطرب في آخر وقد يجرؤ على فعل أمور في مكان يخجل من فعلها في غيره .

    و للخجل صور كثيرة تتبدل بتبدل المزاج ، والبيئة الاجتماعية ، ودرجة الثقافة ، أما سببه الحقيقي فهو الشعور بالنقص ، وهو مصحوب بالخوف ، وتبعثر النفس ، وتشتت القوى الفكرية ، وتبدد الارادة .
    ومن مظاهر الخجل الفيسيولوجية إضطراب الحواس ( كالسمع والبصر ) ، وإضطراب الحركات ، وإضطراب الأوعية الدموية ، وإضطراب الافراز ، وقد يؤدي الخجل إلى إصفرار الوجه عند بعضهم ، وإلى احمراره عند بعضهم الآخر . ويصحب ذلك كله إضطراب في التنفس ، وخفقان في القلب ، وفساد في جهاز الهضم ، وتلعثم في اللسان ، وشعور بفراغ الذهن .
    و أدنى درجات الخجل الحذر ، والحياء بعده ، وفوق ذلك الارتباك ، والارتجاج .

    قد يقال إن فساد طرق التربية يؤدي إلى توليد الخجل في نفوس الأطفال ، وأن الشدة عليهم تدعوهم إلى الاعتصام بالحياء . إلا أن التجربة تدل على أن خجل الأطفال لا يرجع إلى شدة المربين ، لأن بعض الوالدين و المعلمين لا يقصرون في الرفق بأطفالهم ، ومع ذلك فإن بعض هؤلاء يصبحون كثيري الخجل والارتباك ، لأن الخجل كما قلنا يتولد من الشعور بالنقص ، أو من تصور غاية بعيدة يجد الفتى نفسه عاجزاً عن بلوغها .

    كيف نعالج الخجل ؟ يجب معاملة الخجول بالرفق ، والحكمة ، والهدوء ، والاتزان ، كما يجب إعادة الاطمئنان إلى قلبه ، وإشعاره بثقتنا به ، وثقته بنفسه . وسواء أكان الخجل مقارناً للافراط في حب الذات ، أم للافراط في التواضع ، فإن الوسيلة التي يجب الأخذ بها في معالجته هيا الثقة . فالثقة تدعو إلى الثقة ، والاطمئنان يدعو إلى الاطمئنان •

    إن الخجل الناشيء عن الافراط في حب الذات يدفع صاحبه إلى عدم ا الثقة بالناس ، لأنه يشعر بأنهم يهملونه ، وينكرون فضله ، ويبخسونه حقه . والخجل الناشيء عن الافراط في التواضع يدعو صاحبه إلى الشعور بنقصه وعدم كفايته ، وكثرة حذره ، وخوفه من عدم إرضاء رؤسائه ، فإذا حاربنا الافراط في حب الذات والافراط في التواضع برفـــــق وهوادة أمكننا التغلب على الخجل .

    ومن الوسائل التي يجب الأخذ بها في معالجة خجل الأطفال إشراكهم في الألعاب الرياضية والندوات والحفلات العامة ، والمحاضرات ، والجمعيات ، والنوادي ، والخدمات الاجتماعية وغيرها .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠١-٠١-٢٠٢٤ ١٥.٤٨_1(2).jpg 
مشاهدات:	17 
الحجم:	107.3 كيلوبايت 
الهوية:	184495 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠١-٠١-٢٠٢٤ ١٥.٥٠_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	121.2 كيلوبايت 
الهوية:	184496 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠١-٠١-٢٠٢٤ ١٥.٥١_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	112.7 كيلوبايت 
الهوية:	184497 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠١-٠١-٢٠٢٤ ١٥.٥٢.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	113.5 كيلوبايت 
الهوية:	184498

  • #2
    Study some outbursts

    5- Study of some agitations

    the fear :
    The self-defense instinct has two different manifestations: One is negative, expressed by the animal as fear, and the second is positive, expressed as anger. Fear is therefore an innate psychological emotion that manifests itself in fleeing from dangers and staying away from them.

    Scientists have shown that there is an instinctive fear that precedes every individual experience, and an acquired fear generated from the experience. The first fear is manifested in the animal’s flight from its enemy. The second fear arises from the influence of education and experience.

    There are many reasons for fear in children:
    1 - 92 percent of children are afraid of the dark, and this fear is connected to other fears, such as fear of thieves, ghosts, ghosts, and jinn.
    2- Among the causes of fear are: Sudden loud noises and sounds, thundering thunder, flashing lightning, raging storms.
    3- Among them are fears arising from the instinct of repulsion and disgust, such as fear of small animals, mice, worms, blood, and corpses.
    4 - Among the fears of children also arise from an imaginary danger that they imagine, so they tremble when they leave the house for fear of a drunk person who may encounter them on the road, or a thief hiding behind the wall.
    E - In addition, some fears arise from memories of some old incidents or misfortunes.

    He (the individual explained) explained that the infection of fear occurs in two forms: Either it is quick, such as the transmission of fear from one person to another when facing danger, or it is slow, such as the transmission of fear through hadiths, narrations, and other things.

    Fear is accompanied by many physiological phenomena, such as flight, self-defense movements, screaming, trembling, dilated pupils, breathing disorder, yellowing of the face, heart palpitations, crying, paralysis of the legs, immobility, fainting, digestive system disturbance, cessation of saliva secretion, and cessation of gastric juice secretion. . Some secretions may be active in it; Such as bile, urine, cold sweat, and adrenaline. The effect may reach the liver, sending a large amount of animal sugar into the blood.

    Fear has a severe impact on the functions of the soul and body. It may cause stuttering, aphasia, mutism, and paralysis, and prevent a person from asserting himself. This is why education based on fear is corrupt and harmful, and this is also why social systems based on terrorism are anti-dignity. Man and his personality development.

    Anger:
    Anger is the psychological emotion compared to the instinct to struggle and fight, and it is the positive manifestation of the self-defense instinct, or the instinct to preserve individual survival.

    There are many manifestations of anger, such as fighting, hitting with the hands or feet, biting, and screaming. We can see these phenomena in a child in his cradle. If you tie his hands, legs, or head, he will scream and become agitated, and he may try to hit you, bite you, or burst into tears. Among the manifestations of anger are the interruption of the voice, its harshness, its harshness, the intensity of breathing, the increase in movements, the poisoning of secretions, the increase in blood circulation under the skin, and the swelling of facial veins. You say that so-and-so has a swollen vein, has a bad disposition, and is angry.

    Everything that opposes a person excites him and pushes him to fight. Man has no natural enemies, but everything in nature may turn into his enemy if it contradicts his inclinations and prevents him from obtaining his needs.

    Anger has different levels, the lowest of which is reproach and anger, and the highest of which is anger and rage. Inflammation, eruption, eruption, and extreme agitation. If anger takes over a person and he runs wild, education and social considerations do not have any effect on stopping him, controlling himself, or judging him. Rather, mercy may disappear from his heart, the cauldrons of hostility boil within him, the fire of hatred ignites, and his mind becomes darkened. He loses the sense of justice.

    If a person becomes agitated, and you find him angry, irritated, angry, and agitated, then leave him alone and avoid the hour of boiling. The best way to calm anger and extinguish the fire of anger in a child is. Treat him with calm and poise, do not mock him, and postpone his punishment. Anger is not treated with anger, but rather with forbearance, calmness, patience, and willpower. “Repel with what is best, and then the one between whom and you has (1) enmity is as if he were a close friend.

    Shy :
    Shyness is a destructive agitation, different from dementia. It indicates a deep conflict between the will and the obstacles that obstruct it.
    The reason for its occurrence is a person's feeling that he is rewarded with achieving the goal that he envisions and aims for. Had he not realized this goal and felt the lack of his means, he would not have been ashamed, and had it not been for his desire to assert himself, he would not have been disturbed by shyness.
    Shyness is rare during childhood, increases during adolescence, and then reaches its peak when the teenager’s personality develops and he feels the need to please people or excel at them.
    One of the characteristics of shyness is that it is social in itself and only appears between man and man, and it changes with changes in circumstances and life situations. A person may be disturbed in one situation, but not in another, and he may dare to do things in one place that he would be ashamed to do in another.

    Shyness has many forms that change with changes in mood, social environment, and level of culture, but its real cause is the feeling of inferiority, and it is accompanied by fear, dispersion of the soul, dispersion of intellectual powers, and dissipation of the will.
    The physiological manifestations of shyness include disturbance of the senses (such as hearing and sight), disturbance of movements, disturbance of blood vessels, and disturbance of secretion. Shyness may lead to a yellowing of the face in some people, and to redness in others. All of this is accompanied by breathing disorder, heart palpitations, disturbances in the digestive system, stuttering of the tongue, and a feeling of emptiness in the mind.
    The lowest level of shyness is caution, followed by modesty, and above that is confusion and trembling.

    It may be said that the corruption of upbringing methods leads to the generation of shame in the souls of children, and that severity on them prompts them to adhere to modesty. However, experience indicates that children's shyness is not due to the harshness of educators, because some parents and teachers do not fail to be gentle with their children. However, some of these people become very shy and confused, because shyness, as we said, is born from a feeling of inferiority, or from imagining a distant goal that will be found. The boy himself is unable to reach it.

    How do we treat shyness? The shy person must be treated with kindness, wisdom, calm, and balance. He must also restore reassurance to his heart, and make him feel our confidence in him and his self-confidence. Whether shyness is compared to excessive self-love, or excessive humility, the method that must be used in dealing with it is confidence. Confidence calls for confidence, and reassurance calls for reassurance.

    The shyness resulting from excessive self-love leads the person to not trust people, because he feels that they neglect him, deny his virtue, and deprive him of his rights. The shyness that results from excessive humility causes the person to feel his own deficiency and inadequacy, to be extremely cautious, and to be afraid of not pleasing his superiors. If we fight excessive self-love and excessive humility gently and calmly, we will be able to overcome shyness.

    One of the methods that must be taken to treat children's shyness is involving them in sports, seminars, public parties, lectures, associations, clubs, social services, and others.

    تعليق

    يعمل...
    X