حصاد سينما 2023 | إنجازات للأفلام الفلسطينية في المهرجانات الدولية
في يناير 2, 2024
«سينماتوغراف» ـ متابعات
يعدّ العام 2023 عاماً حافلاً بالإنجازات السينمائية على مستوى الجوائز في المهرجانات الدولية، خاصة المنعقدة في الدول العربية، ففي السابع من الشهر الجاري، حصل الفيلم الروائي الطويل “الأستاذ” للمخرجة الفلسطينية فرح النابلسي، على جائزة لجنة تحكيم مهرجان البحر الأحمر السينمائي، في دورته الثالثة بمدينة جدّة السعودية.
وتُوّج الفنان الفلسطيني صالح بكري بجائزة أفضل ممثل في المهرجان، عن دوره في فيلم “الأستاذ” أيضاً، ويجسّد فيه دور الأستاذ الفلسطيني “باسم”، الذي يكافح للتعامل مع تجربة شخصية مؤلمة بعد اعتقال ابنه في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعله يبدأ بعدها طريقاً مختلفة للمقاومة فتأخذ حياته منعطفاً غير متوقع، حيث يقوم بخطف جندي إسرائيلي، ويبدأ جيش الاحتلال مساعيه لاستعادته.
وقالت المخرجة الفلسطينية، فرح النابلسي، عند تسلمها جائزة أفضل ممثل بالنيابة عن بكري، قبل أن تصعد مجدداً إلى المسرح بعد إعلان فوز الفيلم بجائزة لجنة تحكيم المهرجان: “كمخرجة تهتم بشأن ممثليها، سعيدة جدا من أجل صالح بكري، وهو ممثل فلسطيني صريح جداً، عملت معه قبل فيلم (الأستاذ) وأرى أنه أعظم ممثل على كوكب الأرض، وصراحته قوة خارقة تجعله ممثلاً لا مثيل له، وأعلم أنه إذا كان هنا، لكان قال: أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة وتوقفوا عن قتل أشقائنا وأطفالنا في غزة.. شكرا لمهرجان البحر الأحمر ولجنة التحكيم على تكريمهم لموهبة وعمل صالح وأخيراً صراحته”. وقبل ذلك بخمسة أيام، فاز فيلم “باي باي طبريا” الوثائقي للفلسطينية لينا سويلم بجائزة لجنة التحكيم في الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم في مراكش، مطلع الشهر الجاري، وهو الفيلم الذي كانت رشحته فلسطين لتمثيلها في التنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي (غير ناطق بالإنكليزية)، إلا أن الحظ لما يحالفه بالوصول إلى القائمة الأولية التي أعلنت قبل نهاية العام، ويمكن وصفها بالقائمة الطويلة للأفلام المتنافسة على جوائز الأوسكار عن كافة الفئات.
وكان مشروع الفيلم الوثائقي “باي باي طبريا” للمخرجة لينا سويلم، فاز بجائزة “الجزيرة الوثائقية”، للمشاريع بصدد الإنتاج، وذلك في مهرجان “كان” السينمائي الدولي الخامس والسبعين، العام الماضي، وتقدر قيمة الجائزة بـ 15 ألف دولار مقابل حصول “الجزيرة الوثائقية” على حقوق بث هذا الفيلم لسنوات محددة.
وفي الشهر الأخير من العام 2023 أيضاً، فاز فيلم “بيت في القدس” للمخرج الفلسطيني مؤيد عليان، بجائزتين في مهرجان بوسفور الدولي للسينما، الذي أقيم في إسطنبول، بحيث تحصّل على جائزتي أفضل فيلم روائي طويل، وأفضل إخراج.
ومع انتصاف الشهر نفسه، اختتمت فعاليات “كرامة لأفلام حقوق الإنسان 14” (دورة فلسطين)، بالإعلان عن فوز فيلم “صارورة” للمخرج الإيطالي نيكولا زامبيلي بجائزة “أنهار” (الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان) وهو إنتاج إيطالي فلسطيني مشترك، وفيلم “يلّا غزة” للمخرج الفرنسي رولاند نورييه بجائزة الجمهور، وكان دشن قبلها، وتحديداً في الخامس والعشرين من تشرين الثاني، وبالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تظاهرة “يلّا غزة”، وهي فعالية سينمائية تضامنية لمخرجين أجانب في رام الله، نظمتها منصة فلسطين الثقافية ومسرح وسينماتك القصبة بالتعاون مع مؤسسة الفيلم الفلسطيني، واشتملت على سبعة عروض تواصلت حتى العشرين من الشهر الجاري.
وفي الدورة التاسعة والثلاثين لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، حصل الفيلم الوثائقي الفلسطيني “صمود” لامتياز المغربي على جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير.
وفي اغسطس 2023، فاز الفيلم الوثائقي الفلسطيني “اللد” بجائزتي أفضل فيلم وثائقي عربي طويل، وجائزة اتحاد النقاد السينمائيين الدولي (فيبريسي) لأفضلِ فيلم، في الدورة الرابعةِ من مهرجان عمّان السينمائيّ الدولي. ويحكي الفيلم، من إخراج رامي يونس وسارة إما فريدلاند، وشاركهما التأليف إياس سلمان، قصة مدينة اللد الفلسطينية التي احتلت في العام 1948، وكانت ذات يوم حلقة وصل بين فلسطين والعالم.
وفاز الفيلم الوثائقي الفلسطيني “اليد الخضراء” للمخرجة جمانة منّاع بجائزة النقاد للأفلام العربية من مهرجان كان السينمائي ضمن فعاليات الدورة 76، في أيار الماضي.
و”اليد الخضراء”، فيلم تسجيلي روائي من إنتاج فلسطين في العام 2022، ويصوّر الصراعات بين سلطة حماية الطبيعة الإسرائيلية، وقاطفي النبات الفلسطينيين بطريقة تتنقل بين الواقعية والخيالية، ولا تخلو من فكاهة ساخرة.
وحصل الفيلم الفلسطيني “أيار الأخير في فلسطين” من إخراج ربيع عيد بجائزة المخرج الناشئ في مهرجان “الأرض السينمائي” بدورته التاسعة عشرة للعام 2023 في جزيرة سردينيا بمدينة كالياري الإيطالية، وهو مهرجان تنظّمه “جمعيّة الصداقة سردينيا فلسطين”، ويعتبر من أقدم المهرجانات السينمائية الفلسطينية خارج فلسطين، فيما حصلت المخرجة الفلسطينية محاسن ناصر الدين على تنويه خاص عن فيلمها الوثائقي القصير “المظاهرة الصامتة: القدس 1929″، فيما فاز فيلم “إيراسموس في غزّة” إخراج الإيطاليين كيارا أفيساني وماتيو ديلبو بجائزة أفضل فيلم عن فلسطين، وهو الذي اختتم فعالية “يلّا غزة” السينمائية.
وبعيداً عن الأفلام الفلسطينية، وفي إطار ما حققته مشاركات الفنانين الفلسطينيين في أفلام عربية أو دولية من إنجازات، فازت الفنانة الفلسطينية منى حوّا بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، عن دورها في الفيلم الأردني “إن شاء الله ولد”.
واختتمت فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان القدس للسينما العربية، بالإعلان من قاعة المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) في القدس، عن الأفلام الفائزة في مسابقات المهرجان، ففي فئة الأفلام الروائية الطويلة، حصد الفيلم اللبناني “بِركة العروس” للمخرج باسم بريش جائزة أفضل فيلم روائي، في حين نال الفيلم المصري “١٩ ب” للمخرج أحمد عبد الله جائزة لجنة التحكيم، أما في فئة الأفلام الوثائقية (جائزة الشهيدة شيرين أبو عاقلة)، فحاز الفيلم السوداني “أجساد بطولية” للمخرجة سارة سليمان على جائزة أفضل فيلم وثائقي، أما جائزة لجنة التحكيم للفيلم الوثائقي فكانت من نصيب فيلم “فلسطين الصغرى: يوميات حصار” للمخرج الفلسطيني عبد الله الخطيب، فيما حاز الفيلم العراقي “خذني إلى السينما” للمخرج الباقر جعفر على تنويه خاص.. وفي فئة الأفلام القصيرة، حصل الفيلم الفلسطيني “فلسطين 87” للمخرج بلال الخطيب، على جائزة أفضل فيلم قصير، أما الفيلم المصري “هو ميت الآن” للمخرج طارق الشربيني فحاز على جائزة لجنة التحكيم للفيلم القصير، فيما حاز الفيلم العراقي “ترانزيت” للمخرج باقر الرباعي على تنويه خاص.
وكان الفيلم الوثائقي الفلسطيني “جسر العودة” للمخرج عصام بلّان، فاز بالجائزة الأولى في مهرجان العودة السينمائي الدولي في دورته السابعة، وانتظمت في قطاع غزة،
وفي وقت تم تأجيل الدورة العاشرة من مهرجان أيام فلسطين السينمائية الدولي، بسبب الحرب المتواصلة على قطاع غزة، استعاضت مؤسسة “فيلم لاب فلسطين”، الجهة المنظمة للحدث، بتنظيم “أيام فلسطين السينمائية حول العالم”، بمبادرة وشراكة محورية مع مؤسسة “أفلامنا” في العاصمة اللبنانية بيروت، و”أفلام س” في مصر، وبالتزامن مع ذكرى وعد بلفور المشؤوم.
وتضمنت صيغة المهرجان هذه، عروضاً لأفلام فلسطينية في مختلف قارات العالم، وفي عشرات المواقع، بواقع 171 عرضاً في 41 دولة، من بينها مواقع عدّة في: ألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وكندا، وبريطانيا، والنرويج، وهولندا، وإسبانيا واسكتلندا، واليونان، وجمهورية التشيك، وسلوفينيا، والبرازيل، وبيرو، وتشيلي، وكولومبيا، وجمهورية الدومينيكان، والهند، وتركيا، وأندونيسيا، وبنغلاديش، ولبنان، والأردن، ومصر، والجزائر، وتونس، والمغرب، وقطر، وليبيا، وموريتانيا، والإمارات، وسورية، واليمن، وغيرها.
ونشرت مؤسسة “فيلم لاب فلسطين” عبر موقعها الإلكتروني: بينما نتعرض للإبادة الجماعية في غزة، وتشوه وسائل إعلام عالمية الرواية الفلسطينية، عبر منهجية يحاول مسؤولون رسميون من خلاها نزع سمات الإنسانية عن شعبنا، ومحو معاناته، وفي ظل جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في حق شعبنا في غزة، ارتأينا أن ننقل قصتنا وصوتنا إلى ما وراء الحدود، بحيث ينظّم أصدقاؤنا وشركاؤنا حول العالم عروضاً لأفلام من فلسطين وعنها، يصنعون من خلالها مساحة لتمثيلنا وإيصال روايتنا.
ومن بين الأفلام الروائية والوثائقية التي وقع الاختيار عليها لعرضها في المواقع المختلفة: “حكاية الجواهر الثلاث” للمخرج الفلسطيني ميشيل خليفي، وفيلم “نادي غزة لركوب الأمواج” للمخرجين فيليب جنات وميكي يمين، وفيلم “فرحة” للمخرجة الأردنية دارين سلام، و”اصطياد الأشباح” للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني، و”حتى إشعار آخر” للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، و”خيوط السرد” للمخرجة الفلسطينية اللبنانية كارول منصور، و”الزمن الباقي” للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان.
وتحت عنوان “سرديّات رغم التبرير”، أطلقت منصة الفيلم الفلسطيني، التابعة لمؤسسة الفيلم الفلسطيني، في منتصف أكتوبر 2023، وعبر موقعها الإلكتروني، “سلسلة أفلام تحتفي بجمال غزة وشعبها، وكفاحها وبقائها، بهدف الوقوف في وجه شيطنة هذا المكان الجميل”.
أُنتجت الأفلام في فترات مختلفة، منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي وحتى العام 2019، في أحد عشر فيلماً لمخرجين فلسطينيين من غزة وجغرافيات أخرى داخل وخارج فلسطين، ولمخرجين من جنسيات مختلفة.
وقالت المنتجة والمخرجة مي عودة، منسقة منصة الفيلم الفلسطيني: “مع ارتفاع وتيرة الهجمة الإعلامية الغربية الشرسة ضد الشعب الفلسطيني عامة، وغزة على وجه التحديد، وحملة التشويه بحق القطاع وأهله، شعرنا أننا كسينمائيين علينا التحرك لمواجهة هذه الأكاذيب، ونقل الصورة الحقيقية لغزة عبر أفلام تتحدث عنها في أزمنة مختلفة، ومن جوانب مختلفة”.
ولفتت عودة إلى أنه اختير أحد عشر فيلماً لمخرجين من فلسطين ومن مختلف أنحاء العالم، ما يتيح مشاهدة غزة على مدار عقود، وبأكثر من زاوية.
“سرديّات رغم التبرير”، وفق عودة “عبارة عن احتفائية سينمائية بغزة التي نعرف، ويحاول كثيرون حول العالم تشويه صورتها بتزييف الحقائق حولها. لذا، فعبر هذه الأفلام ننهض بالسينما للتصدي للبروباغاندا الجائرة والكاذبة. هناك أهمية لتلك الأفلام التي أخرجها مبدعون من خارج فلسطين، لكونها تكتسب مصداقية أكثر عالمياً، باعتبار أن صنّاعها ليسوا من الفلسطينيين”.
جدير بالذكر أن العديد من المهرجانات أعلنت عن تأجيل انطلاقها أكثر من مرّة، “تضامناً مع غزة”، كمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان قرطاج السينمائي الدولي، ومهرجان الجونة السينمائي الدولي الذي استحدث منصة للعروض الفلسطينية، وألغى المظاهر الاحتفائية بعد تأجيل انطلاقه لمرتين، ومهرجان أجيال السينمائي في الدوحة، وغيرها من المهرجانات السينمائية الدولية المنعقدة في بعض دول عربية، فيما أقيمت أسابيع للفيلم الفلسطيني من بينها ذلك الذي نظمته الهيئة الملكية للأفلام في العاصمة الأردنية عمّان، في تشرين الثاني الماضي، والمكتبة السينمائية التونسية في تشرين الأول 2023.
يُشار إلى أن مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية، وفي دورته السادسة والثلاثين، ورغم اتهامه من جهات سينمائية فلسطينية وعربية ودولية بالانحياز إلى الاحتلال الإسرائيلي، ومقاطعة عديد السينمائيين له، منح المخرج الفلسطيني محمد الجبالي، ابن قطاع غزة، جائزة أفضل إخراج عن فيلمه “الحياة حلوة”، هو الذي اشتهر بفيلمه “إسعاف” (2016)، واستثمر اعتلاءه المنصة لاستلام الجائزة للحديث عن معاناة أبناء شعبه المتواصلة منذ خمسة وسبعين عاماً، وبخاصة ما يحدث الآن في قطاع غزة، حيث إن “الدماء هناك أكثر من الماء”.
في يناير 2, 2024
«سينماتوغراف» ـ متابعات
يعدّ العام 2023 عاماً حافلاً بالإنجازات السينمائية على مستوى الجوائز في المهرجانات الدولية، خاصة المنعقدة في الدول العربية، ففي السابع من الشهر الجاري، حصل الفيلم الروائي الطويل “الأستاذ” للمخرجة الفلسطينية فرح النابلسي، على جائزة لجنة تحكيم مهرجان البحر الأحمر السينمائي، في دورته الثالثة بمدينة جدّة السعودية.
وتُوّج الفنان الفلسطيني صالح بكري بجائزة أفضل ممثل في المهرجان، عن دوره في فيلم “الأستاذ” أيضاً، ويجسّد فيه دور الأستاذ الفلسطيني “باسم”، الذي يكافح للتعامل مع تجربة شخصية مؤلمة بعد اعتقال ابنه في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعله يبدأ بعدها طريقاً مختلفة للمقاومة فتأخذ حياته منعطفاً غير متوقع، حيث يقوم بخطف جندي إسرائيلي، ويبدأ جيش الاحتلال مساعيه لاستعادته.
وقالت المخرجة الفلسطينية، فرح النابلسي، عند تسلمها جائزة أفضل ممثل بالنيابة عن بكري، قبل أن تصعد مجدداً إلى المسرح بعد إعلان فوز الفيلم بجائزة لجنة تحكيم المهرجان: “كمخرجة تهتم بشأن ممثليها، سعيدة جدا من أجل صالح بكري، وهو ممثل فلسطيني صريح جداً، عملت معه قبل فيلم (الأستاذ) وأرى أنه أعظم ممثل على كوكب الأرض، وصراحته قوة خارقة تجعله ممثلاً لا مثيل له، وأعلم أنه إذا كان هنا، لكان قال: أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة وتوقفوا عن قتل أشقائنا وأطفالنا في غزة.. شكرا لمهرجان البحر الأحمر ولجنة التحكيم على تكريمهم لموهبة وعمل صالح وأخيراً صراحته”. وقبل ذلك بخمسة أيام، فاز فيلم “باي باي طبريا” الوثائقي للفلسطينية لينا سويلم بجائزة لجنة التحكيم في الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم في مراكش، مطلع الشهر الجاري، وهو الفيلم الذي كانت رشحته فلسطين لتمثيلها في التنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي (غير ناطق بالإنكليزية)، إلا أن الحظ لما يحالفه بالوصول إلى القائمة الأولية التي أعلنت قبل نهاية العام، ويمكن وصفها بالقائمة الطويلة للأفلام المتنافسة على جوائز الأوسكار عن كافة الفئات.
وكان مشروع الفيلم الوثائقي “باي باي طبريا” للمخرجة لينا سويلم، فاز بجائزة “الجزيرة الوثائقية”، للمشاريع بصدد الإنتاج، وذلك في مهرجان “كان” السينمائي الدولي الخامس والسبعين، العام الماضي، وتقدر قيمة الجائزة بـ 15 ألف دولار مقابل حصول “الجزيرة الوثائقية” على حقوق بث هذا الفيلم لسنوات محددة.
وفي الشهر الأخير من العام 2023 أيضاً، فاز فيلم “بيت في القدس” للمخرج الفلسطيني مؤيد عليان، بجائزتين في مهرجان بوسفور الدولي للسينما، الذي أقيم في إسطنبول، بحيث تحصّل على جائزتي أفضل فيلم روائي طويل، وأفضل إخراج.
ومع انتصاف الشهر نفسه، اختتمت فعاليات “كرامة لأفلام حقوق الإنسان 14” (دورة فلسطين)، بالإعلان عن فوز فيلم “صارورة” للمخرج الإيطالي نيكولا زامبيلي بجائزة “أنهار” (الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان) وهو إنتاج إيطالي فلسطيني مشترك، وفيلم “يلّا غزة” للمخرج الفرنسي رولاند نورييه بجائزة الجمهور، وكان دشن قبلها، وتحديداً في الخامس والعشرين من تشرين الثاني، وبالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تظاهرة “يلّا غزة”، وهي فعالية سينمائية تضامنية لمخرجين أجانب في رام الله، نظمتها منصة فلسطين الثقافية ومسرح وسينماتك القصبة بالتعاون مع مؤسسة الفيلم الفلسطيني، واشتملت على سبعة عروض تواصلت حتى العشرين من الشهر الجاري.
وفي الدورة التاسعة والثلاثين لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، حصل الفيلم الوثائقي الفلسطيني “صمود” لامتياز المغربي على جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير.
وفي اغسطس 2023، فاز الفيلم الوثائقي الفلسطيني “اللد” بجائزتي أفضل فيلم وثائقي عربي طويل، وجائزة اتحاد النقاد السينمائيين الدولي (فيبريسي) لأفضلِ فيلم، في الدورة الرابعةِ من مهرجان عمّان السينمائيّ الدولي. ويحكي الفيلم، من إخراج رامي يونس وسارة إما فريدلاند، وشاركهما التأليف إياس سلمان، قصة مدينة اللد الفلسطينية التي احتلت في العام 1948، وكانت ذات يوم حلقة وصل بين فلسطين والعالم.
وفاز الفيلم الوثائقي الفلسطيني “اليد الخضراء” للمخرجة جمانة منّاع بجائزة النقاد للأفلام العربية من مهرجان كان السينمائي ضمن فعاليات الدورة 76، في أيار الماضي.
و”اليد الخضراء”، فيلم تسجيلي روائي من إنتاج فلسطين في العام 2022، ويصوّر الصراعات بين سلطة حماية الطبيعة الإسرائيلية، وقاطفي النبات الفلسطينيين بطريقة تتنقل بين الواقعية والخيالية، ولا تخلو من فكاهة ساخرة.
وحصل الفيلم الفلسطيني “أيار الأخير في فلسطين” من إخراج ربيع عيد بجائزة المخرج الناشئ في مهرجان “الأرض السينمائي” بدورته التاسعة عشرة للعام 2023 في جزيرة سردينيا بمدينة كالياري الإيطالية، وهو مهرجان تنظّمه “جمعيّة الصداقة سردينيا فلسطين”، ويعتبر من أقدم المهرجانات السينمائية الفلسطينية خارج فلسطين، فيما حصلت المخرجة الفلسطينية محاسن ناصر الدين على تنويه خاص عن فيلمها الوثائقي القصير “المظاهرة الصامتة: القدس 1929″، فيما فاز فيلم “إيراسموس في غزّة” إخراج الإيطاليين كيارا أفيساني وماتيو ديلبو بجائزة أفضل فيلم عن فلسطين، وهو الذي اختتم فعالية “يلّا غزة” السينمائية.
وبعيداً عن الأفلام الفلسطينية، وفي إطار ما حققته مشاركات الفنانين الفلسطينيين في أفلام عربية أو دولية من إنجازات، فازت الفنانة الفلسطينية منى حوّا بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، عن دورها في الفيلم الأردني “إن شاء الله ولد”.
واختتمت فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان القدس للسينما العربية، بالإعلان من قاعة المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) في القدس، عن الأفلام الفائزة في مسابقات المهرجان، ففي فئة الأفلام الروائية الطويلة، حصد الفيلم اللبناني “بِركة العروس” للمخرج باسم بريش جائزة أفضل فيلم روائي، في حين نال الفيلم المصري “١٩ ب” للمخرج أحمد عبد الله جائزة لجنة التحكيم، أما في فئة الأفلام الوثائقية (جائزة الشهيدة شيرين أبو عاقلة)، فحاز الفيلم السوداني “أجساد بطولية” للمخرجة سارة سليمان على جائزة أفضل فيلم وثائقي، أما جائزة لجنة التحكيم للفيلم الوثائقي فكانت من نصيب فيلم “فلسطين الصغرى: يوميات حصار” للمخرج الفلسطيني عبد الله الخطيب، فيما حاز الفيلم العراقي “خذني إلى السينما” للمخرج الباقر جعفر على تنويه خاص.. وفي فئة الأفلام القصيرة، حصل الفيلم الفلسطيني “فلسطين 87” للمخرج بلال الخطيب، على جائزة أفضل فيلم قصير، أما الفيلم المصري “هو ميت الآن” للمخرج طارق الشربيني فحاز على جائزة لجنة التحكيم للفيلم القصير، فيما حاز الفيلم العراقي “ترانزيت” للمخرج باقر الرباعي على تنويه خاص.
وكان الفيلم الوثائقي الفلسطيني “جسر العودة” للمخرج عصام بلّان، فاز بالجائزة الأولى في مهرجان العودة السينمائي الدولي في دورته السابعة، وانتظمت في قطاع غزة،
وفي وقت تم تأجيل الدورة العاشرة من مهرجان أيام فلسطين السينمائية الدولي، بسبب الحرب المتواصلة على قطاع غزة، استعاضت مؤسسة “فيلم لاب فلسطين”، الجهة المنظمة للحدث، بتنظيم “أيام فلسطين السينمائية حول العالم”، بمبادرة وشراكة محورية مع مؤسسة “أفلامنا” في العاصمة اللبنانية بيروت، و”أفلام س” في مصر، وبالتزامن مع ذكرى وعد بلفور المشؤوم.
وتضمنت صيغة المهرجان هذه، عروضاً لأفلام فلسطينية في مختلف قارات العالم، وفي عشرات المواقع، بواقع 171 عرضاً في 41 دولة، من بينها مواقع عدّة في: ألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وكندا، وبريطانيا، والنرويج، وهولندا، وإسبانيا واسكتلندا، واليونان، وجمهورية التشيك، وسلوفينيا، والبرازيل، وبيرو، وتشيلي، وكولومبيا، وجمهورية الدومينيكان، والهند، وتركيا، وأندونيسيا، وبنغلاديش، ولبنان، والأردن، ومصر، والجزائر، وتونس، والمغرب، وقطر، وليبيا، وموريتانيا، والإمارات، وسورية، واليمن، وغيرها.
ونشرت مؤسسة “فيلم لاب فلسطين” عبر موقعها الإلكتروني: بينما نتعرض للإبادة الجماعية في غزة، وتشوه وسائل إعلام عالمية الرواية الفلسطينية، عبر منهجية يحاول مسؤولون رسميون من خلاها نزع سمات الإنسانية عن شعبنا، ومحو معاناته، وفي ظل جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في حق شعبنا في غزة، ارتأينا أن ننقل قصتنا وصوتنا إلى ما وراء الحدود، بحيث ينظّم أصدقاؤنا وشركاؤنا حول العالم عروضاً لأفلام من فلسطين وعنها، يصنعون من خلالها مساحة لتمثيلنا وإيصال روايتنا.
ومن بين الأفلام الروائية والوثائقية التي وقع الاختيار عليها لعرضها في المواقع المختلفة: “حكاية الجواهر الثلاث” للمخرج الفلسطيني ميشيل خليفي، وفيلم “نادي غزة لركوب الأمواج” للمخرجين فيليب جنات وميكي يمين، وفيلم “فرحة” للمخرجة الأردنية دارين سلام، و”اصطياد الأشباح” للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني، و”حتى إشعار آخر” للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، و”خيوط السرد” للمخرجة الفلسطينية اللبنانية كارول منصور، و”الزمن الباقي” للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان.
وتحت عنوان “سرديّات رغم التبرير”، أطلقت منصة الفيلم الفلسطيني، التابعة لمؤسسة الفيلم الفلسطيني، في منتصف أكتوبر 2023، وعبر موقعها الإلكتروني، “سلسلة أفلام تحتفي بجمال غزة وشعبها، وكفاحها وبقائها، بهدف الوقوف في وجه شيطنة هذا المكان الجميل”.
أُنتجت الأفلام في فترات مختلفة، منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي وحتى العام 2019، في أحد عشر فيلماً لمخرجين فلسطينيين من غزة وجغرافيات أخرى داخل وخارج فلسطين، ولمخرجين من جنسيات مختلفة.
وقالت المنتجة والمخرجة مي عودة، منسقة منصة الفيلم الفلسطيني: “مع ارتفاع وتيرة الهجمة الإعلامية الغربية الشرسة ضد الشعب الفلسطيني عامة، وغزة على وجه التحديد، وحملة التشويه بحق القطاع وأهله، شعرنا أننا كسينمائيين علينا التحرك لمواجهة هذه الأكاذيب، ونقل الصورة الحقيقية لغزة عبر أفلام تتحدث عنها في أزمنة مختلفة، ومن جوانب مختلفة”.
ولفتت عودة إلى أنه اختير أحد عشر فيلماً لمخرجين من فلسطين ومن مختلف أنحاء العالم، ما يتيح مشاهدة غزة على مدار عقود، وبأكثر من زاوية.
“سرديّات رغم التبرير”، وفق عودة “عبارة عن احتفائية سينمائية بغزة التي نعرف، ويحاول كثيرون حول العالم تشويه صورتها بتزييف الحقائق حولها. لذا، فعبر هذه الأفلام ننهض بالسينما للتصدي للبروباغاندا الجائرة والكاذبة. هناك أهمية لتلك الأفلام التي أخرجها مبدعون من خارج فلسطين، لكونها تكتسب مصداقية أكثر عالمياً، باعتبار أن صنّاعها ليسوا من الفلسطينيين”.
جدير بالذكر أن العديد من المهرجانات أعلنت عن تأجيل انطلاقها أكثر من مرّة، “تضامناً مع غزة”، كمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان قرطاج السينمائي الدولي، ومهرجان الجونة السينمائي الدولي الذي استحدث منصة للعروض الفلسطينية، وألغى المظاهر الاحتفائية بعد تأجيل انطلاقه لمرتين، ومهرجان أجيال السينمائي في الدوحة، وغيرها من المهرجانات السينمائية الدولية المنعقدة في بعض دول عربية، فيما أقيمت أسابيع للفيلم الفلسطيني من بينها ذلك الذي نظمته الهيئة الملكية للأفلام في العاصمة الأردنية عمّان، في تشرين الثاني الماضي، والمكتبة السينمائية التونسية في تشرين الأول 2023.
يُشار إلى أن مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية، وفي دورته السادسة والثلاثين، ورغم اتهامه من جهات سينمائية فلسطينية وعربية ودولية بالانحياز إلى الاحتلال الإسرائيلي، ومقاطعة عديد السينمائيين له، منح المخرج الفلسطيني محمد الجبالي، ابن قطاع غزة، جائزة أفضل إخراج عن فيلمه “الحياة حلوة”، هو الذي اشتهر بفيلمه “إسعاف” (2016)، واستثمر اعتلاءه المنصة لاستلام الجائزة للحديث عن معاناة أبناء شعبه المتواصلة منذ خمسة وسبعين عاماً، وبخاصة ما يحدث الآن في قطاع غزة، حيث إن “الدماء هناك أكثر من الماء”.