العنصر الذهني ، طبيعة الهيجان .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العنصر الذهني ، طبيعة الهيجان .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    العنصر الذهني ، طبيعة الهيجان

    ٢ - طبيعة الهيجان
    قلنا ان الهيجان حالة انفعالية :
    ١ - متولدة من فكرة ،
    ٢ - ومصحوبة بتبدلات فيسيولوجية . ونريد الآن ان نبحث في كل من هذين المنصرين .

    ١ - العنصر الذهني
    تبين لك ان الهيجان لا يخلو من العناصر الفكرية ، مثال ذلك الخوف ، فهو لا يخلو من ادراك الخطر ، وكذلك الغضب ، فهو لا يخلو من ذكرى المعايب والمشاين والمعاير التي اصابتنا . وكلما كان الهيجان أشد كان العنصر الذهني الموجود فيه أغنى . مثال ذلك العاطفة الدينية والعاطفة الأدبية ، والعاطفة الفنية ، وغيرها من العواطف المركبة ، فهي تشتمل على كثير من العناصر الفكرية .

    هذا الذي حمل أصحاب المذهب الذهني على القول ان الهيجان متولد من الفاعلية العقلية . وقدرأيت كيف كان ( ديكارت ) يعلل اللذات والآلام النفسانية بالآراء والأحكام . أما ( هربارت ( فقد زعم ان السيكولوجيا هي ( ميكانيكا الروح ، ، وان التصورات هي القوى الوحيدة التي تحرك النفس ، وأن الحساسية تتولد من تأثير التصورات بعضها في بعض ، فيجد الانسان لذة في توافق التصورات ، وألماً في تباينها وتخالفها . لأن كل تصور قوة ، فاذا اتجهت هذه القوى إلى جهة واحدة انضم بعضها إلى بعض و ازدادت فاعليتها وإذا تخالفت عاق بعضها بعضاً وتأخرت سرعتها . فاللذة تتولد من اتساق القوى المتحدة و انسجامها ، والألم ينشأ عن تخالفها وتوقفها ( Hemmung ) . ولنوضح ما تقدم بمثال : هبني انتظرت مجيء صديق لي مدة طويلة ، فعللت نفسي بلقائه ، وأعددت له ما بوسعي من أسباب الحفاوة ووسائل التسلية ، ووضعت خطة للمتنزهات التي سنؤمها معا . فاذا جاءني نبأ بوصوله فرحت ، وإذا ذهبت إلى المحطة استقبله زاد سروري به ، لأن وصوله يحدث في نفسي
    تصوراً موافقاً للتصورات الأولى ، فيتحد بها وينسجم معها . ولكني إذا انتظرته طويلا ثم عدت بخفي حنين آلمني تأخره ، أو عدم مجيئه ، لأن هذا التصور الأخير مخالف لجميع تصوراتي السابقة .

    ومع أن ظاهر هذه النظرية يدل على أنها مخالفة لنظرية أرسطو ، فإن العلماء وجدوا بين النظريتين تشابها ، لأن التصور في زعم ) هربارت ( ليس حالة ساكنة ، وإنما هو قوة محركة ، ولذلك كان اتفاق القومى باعثاً على ازدياد الفاعلية ، وتخالفها داعياً إلى نقصانها . قال ( نهلوسكي Nahlowsky ) أحد تلاميذ ( هربارت ) :

    يمكننا تعريف العاطفة بقولنا انها إدراك مباشر لتوقف حركة التصورات الموجودة في النفس أو لازديادها . ولكن ، لما كانت التصورات هي القوى الفاعلة في النفس ، كان كل توقف أو ازدياد في حركتها باعثاً على التوقف أو الازدياد في فاعلية النفس . فيمكننا التعبير إذن عن المعنى السابق بقولنا : العاطفة . الشعور بازدياد فاعلية النفس أو بتناقصها ، ( ۱ )

    ولذلك قال جورج دوماس : ان نظرية ( هربارت ( تفسر الإنفعالي بالعقلي ( راجع كتاب الحزن والسرور ص - ٤٠٣ )

    وجملة القول أن عناصر الهيجان الثلاثة يتلو بعضها بعضاً في المذهب الذهني على الوجه التالي : ١ - الفكرة ، ٢ - الإنفعال ، ٣ - الظواهر الفيسيولوجية . مثال ذلك : اني ادرك الخطر ، فأخاف ، ثم ارتجف ؛ وأطلع على الرزية التي أصابتني ، فأحزن ، ثم أبكي .

    نقد هذه النظرية . - ليس غرض أصحاب المذهب الذهني تعليل اللذات والآلام الجسمانية بالأفكار والتصورات ، لأنه لا أثر للتصور الواضح في علاقة طعم التفاح بالغدد اللعابية ولكن غرضهم إيضاح اللذات والآلام النفسانية ) أي الهيجانات أو الإنفعالات ) ونريد الآن أن ننقد نظريتهم ضمن هذه الحدود .

    ان هذه النظرية لا تستطيع تعليل السرور المفاجيء ، فقد أصادف صديقاً لم أفكر أبداً في
    لقائه ، فأفرح بهذا اللقاء من غير أن يكون هناك توافق في التصورات ، فما كل توافق بباعث على اللذة ، ولا كل تخالف بباعث على الألم . مثال ذلك أني أحزن لموت صديقي رغم علمي بأنه سيموت ، وأفرح بشفائه رغم يأسي منه . فالهيجانات الملائمة تتولد من توافق الميول والنزعات ، لا من توافق التصورات . والهيجانات المنافية تتولد من عدم موافقة النزعات للظروف الواقعية . أضف إلى ذلك أن أصحاب هذا المذهب يهملون تأثير العوامل الفيسيولوجية ، وهي ضرورية ، لأنه لا يخلوتهيج نفسي منها . وسيتضح لك ذلك بعد قراءة الفقرات التالية ؟

    ( شكل - ۱۹ ) ظواهر الهيجانات عند الشمبانزي
    من اليمين إلى اليسار ومن فوق إلى تحت : ( ١ ) الهدوه ( ۲ ) الحزن ( ۳ ) الضحك ( ٤ ) الفم ( ٥ ) الغضب ( ٦ ) الهياج .
    ( نقلا عن ن . كوهتس )

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٨-١٢-٢٠٢٣ ١٧.٠٨.jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	109.7 كيلوبايت 
الهوية:	184207 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠١-٠١-٢٠٢٤ ١٤.١١_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	108.6 كيلوبايت 
الهوية:	184208 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠١-٠١-٢٠٢٤ ١٤.١٤_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	80.4 كيلوبايت 
الهوية:	184209 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠١-٠١-٢٠٢٤ ١٥.٠١_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	155.9 كيلوبايت 
الهوية:	184210

  • #2
    The mental element, the nature of frenzy

    2- The nature of the excitement
    We said that agitation is an emotional state:
    1 - Generated from an idea,
    2- It is accompanied by physiological changes. We now want to look into each of these two missionaries.

    1 - The mental element
    It has become clear to you that agitation is not devoid of intellectual elements, for example fear, which is not devoid of awareness of danger, and likewise anger, which is not devoid of memory of the faults, disgraces, and standards that have befallen us. The more intense the agitation, the richer the mental element present in it. An example of this is religious emotion, literary emotion, artistic emotion, and other complex emotions, as they include many intellectual elements.

    This is what led the rationalists to say that agitation is generated by mental activity. I saw how Descartes explained psychological pleasures and pains with opinions and judgments. As for Herbart, he claimed that psychology is the mechanics of the soul, and that perceptions are the only forces that move the soul, and that sensitivity is generated from the influence of perceptions on one another, so that a person finds pleasure in the agreement of perceptions, and pain in their discrepancy and disagreement. Because every perception is a force, If these forces are directed in one direction, they join together and their effectiveness increases, and if they contradict each other, they hinder each other and their speed is delayed. Pleasure is generated from the consistency and harmony of the united forces, and pain results from their discrepancy and cessation (Hemmung). Let us illustrate the above with an example: Suppose I waited for a friend of mine to come. For a long time, I entertained myself with meeting him, prepared for him all the means of hospitality and entertainment I could, and made a plan for the parks that we would go together. So if I received news of his arrival, I was happy, and if I went to the station to receive him, my joy for him increased, because his arrival resonated with me.
    A perception that is compatible with the first perceptions, thus uniting with them and harmonizing with them. But if I waited for him for a long time and then returned with hidden longing, his delay, or his not coming, would pain me, because this last perception contradicts all my previous perceptions.

    Although the apparent appearance of this theory indicates that it contradicts Aristotle’s theory, scholars have found similarities between the two theories, because perception, according to Herbart’s claim, is not a static state, but rather a driving force, and therefore the agreement of the nationalists was a reason for an increase in effectiveness, while its disagreement led to its decrease. He said. Nahlowsky, one of Herbart’s students:

    We can define emotion by saying that it is a direct awareness of the cessation or increase of the movement of perceptions in the soul. However, since perceptions are the active forces in the soul, every cessation or increase in their movement causes a cessation or increase in the effectiveness of the soul. We can then express the previous meaning by saying: emotion. Feeling of increased or decreased self-efficiency (1)

    Therefore, Georges Dumas said: Herbart’s theory explains the emotional with the rational (see the book Sadness and Pleasure, p. 403).

    In summary, the three elements of agitation follow each other in the mentalist doctrine in the following manner: 1 - Idea, 2 - Emotion, 3 - Physiological phenomena. For example: I realize danger, so I become afraid, then I tremble. I see the calamity that has befallen me, and I feel sad, then I cry.

    Criticism of this theory. - The goal of those of the mentalist doctrine is not to explain physical pleasures and pains with thoughts and perceptions, because there is no trace of clear perception in the relationship of the taste of apples to the salivary glands. Rather, their goal is to explain psychological pleasures and pains (i.e. agitations or emotions), and we now want to criticize their theory within these limits.

    This theory cannot explain the sudden joy. I might meet a friend I had never thought about
    Meeting him, and rejoicing in this meeting without there being a consensus in perceptions, for not every agreement is a cause of pleasure, nor is every disagreement a cause of pain. For example, I am saddened by the death of my friend even though I know that he will die, and I rejoice in his recovery despite my despair over him. Appropriate agitations are born from the compatibility of inclinations and inclinations, not from the compatibility of perceptions. Contrary agitations arise from the incompatibility of tendencies with real circumstances. In addition, the followers of this doctrine neglect the influence of physiological factors, which are necessary, because no psychological irritation is free from them. This will become clear to you after reading the following paragraphs?

    (Figure - 19) Phenomena of agitation in chimpanzees
    From right to left and from top to bottom: (1) Calmness (2) Sadness (3) Laughter (4) Mouth (5) Anger (6) Agitation.
    (Quoted by N. Kohts)

    تعليق

    يعمل...
    X