أول غاليري للفن الرقمي في بيروت يجمع شتات الفنانين
صاحبا المبادرة يريدان ألا تكون مجرد صالة عرض بل مساحة ديناميكية تشجّع على تجربة الفن الرقمي.
الأحد 2023/12/31
ShareWhatsAppTwitterFacebook
جمهور فن جديد في طور التشكّل
يسعى صاحبا أول صالة عرض متخصصة في الفن الرقمي ببيروت إلى توفير منصة تجمع شتات الفنانين الرقميين من لبنان ومختلف دول المنطقة العربية، في مبادرة منهما لاستعادة الثقة بهذا النمط من الفن بوصفه لا يعد مجرد سوق، بقدر ما يعبر عن طريقة جديدة لاقتناء القطع الفنية.
بيروت - يأمل مؤسِسا صالة عرض متخصصة في الفن الرقمي افتُتِحت في بيروت الخميس، هي الأولى بلبنان، في استقطاب الفنانين الرقميين في بلدهما والمنطقة العربية، من خلال توفير هذه المنصة لهم بعدما كان حضور هذا النوع يقتصر على عروض مشتتة.
ويطمح ألكسندر ريّس (31 عاما) وشريكته كاميّ حجّار (25 عاما) إلى أن يوفرا مساحة تثقيفية تقدّم الدعم والمساعدة للفنانين الناشئين في هذا المجال من خلال صالتهما "دي جن آرت"، وهو اختصار لعبارة "الفن المُوَلَّد رقميا". ويريد صاحبا المبادرة الشابان ألاّ تكون "مجرّد صالة عرض، بل كذلك مساحة ديناميكية… تشجّع على تجربة الفن الرقمي"، وتوفّر مكتبة عن الموضوع وتقيم نشاطات، من بينها محاضرات وورش عمل وبحوث.
وتعتزم "دي جن آرت" إقامة معرض بعد نحو ثلاثة أشهر يضم أعمالاً رقمية لفنانين من لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويقول ريّس لوكالة فرانس برس “أردنا أن نظهر أنه بدلاً من الفرشاة، توجد لوحة المفاتيح. وبدلاً من مختلف ألوان الطلاء وأنواعها، هناك الرموز التي بواسطتها يولد هذا الفن”. ويمتزج الفن بالتكنولوجيا في معرض “مرحبا بيروت” الذي تحتضنه الصالة، ويضمّ أعمالاً من مجموعة ريّس الخاصة تواكب حركة الفن الرقمي وتقنياته من سبعينات القرن العشرين حتى اليوم.
وتنتشر شاشات كبيرة مستطيلة ومربعة تضج بمشاهد متحركة، لكنها صامتة تتبدل كل عشر دقائق، يصفها ريّس بأنها "كالموسيقى التي تُعزَف في الحفلات"، وهي من توقيع الفنان الفرنسي بيار زاندروفيتش الذي جمع صورا عدة مستعينا بالذكاء الاصطناعي. وعلى شاشة أخرى يوجد عمل للإيرلندي كيفن أبوش بتقنية التحريك الرقمي.
◙ شباب شغوف بحب الاكتشاف وخصوصا ما تعلق بالفن الرقمي
وتُظهِر بطاقات بريدية عن بيروت نفذها ريّس بنفسه ما يمكن أن يبتكره الترميز والذكاء الاصطناعي. وتوجد أيضا ملصقات استوحاها الذكاء الاصطناعي من أعمال فنانين لبنانيين كإيتيل عدنان وإيلين الخال. وفي الطبقة الأولى يبرز عمل تفاعلي للفنان السويسري ليندر هيرزوغ الذي “باع لوحته في 48 ساعة لأربعة آلاف شخص بثمانية دولارات”، وفق ما يقوله ريّس، مضيفا “أصبح بإمكان أي شخص وفي أي مكان الوصول إلى أعمال الفن الرقمي، وأصبحت أسعاره في متناول جميع الفئات”.
ويقول خبير الفن التشكيلي صالح بركات، أحد أبرز أصحاب صالات عرض الأعمال الفنية في لبنان، إن "ميزة هذا الفن أنه من غير الضروري أن يكون زبائنه موجودين جسديا في لبنان بل يمكن أن يكونوا في أي مكان من العالم". ويؤكد بركات أن جمهور هذا النوع من الأعمال “ليس موجودا في لبنان ولا في أي مكان من العالم، إذ هو جمهور فن جديد في طور التشكّل ويحتاج إلى وقت لينمو ويكبر”.
وإذ يرى أن تأسيس هذه الصالة “مبادرة جيدة جدا تثبت أن لبنان كان وسيبقى سبّاقا ومواكبا للعصر”، فإنه يرجّح أن الفن الرقمي في لبنان يحتاج “إلى ما بين خمس وعشر سنوات لكي يترسخ، إذ إن من قد يشتري أعمالاً رقمية ليس ربما جيل من هم راهنا في الستين أو السبعين، بل هو الجيل الشاب، وأبناء هذا الجيل يصبحون قادرين على شراء الأعمال وجمعها عندما يبلغون الثلاثين أو الأربعين ويصبحون مقتدرين ماليا”.
ويلفت ريّس الذي درس الهندسة المعمارية إلى أن الفن الرقمي "يمكن أن يشمل الأعمال الفنية التي يتم ابتكارها باستخدام برامج مثل فوتوشوب وإيلوسترايتور.. وصولا إلى الفن المشفر والذكاء الاصطناعي". ويلاحظ أن “ثمة الكثير من الحركات أو الاتجاهات أو الأساليب الجديدة التي يتم إنشاؤها ضمن الفن الرقمي. وهي ليست مجرد سوق جديدة، بل حركات فنية وطريقة جديدة لاقتناء القطع الفنية”.
◙ الفن يمتزج بالتكنولوجيا في معرض "مرحبا بيروت" الذي تحتضنه الصالة ويضمّ أعمالا من مجموعة ريّس الخاصة تواكب حركة الفن الرقمي وتقنياته
وبعدما كان الفنان الرقمي يطبع أعماله محددا عدد النسخ، باتت اليوم تباع في شكل ملفات رقمية. وتشرح كامِيّ حجّار المتخصصة في الأسواق الفنية أن تقنية “إن إف تي” (رموز غير قابلة للاستبدال) “تتيح إثبات ملكية الملف الرقمي للحفاظ عليه باسم الشخص الذي اقتناه”. وتضيف حجّار أن “العقد الرقمي الذي يطلق عليه اسم العقد الذكي يحدد بوضوح شروط وأحكام عملية الشراء والحصول على الحقوق وإمكان إعادة بيعه عبر منصات أو بواسطة صالة عرض”.
ويوضح ريّس “عندما نشتري عملا نشتري توقيع الفنان الرقمي تماما كما في صالة عرض عادية عندما نشتري لوحة فنية، نحصل على إفادة بأنها لوحة أصلية”. ويطرح الفنان الرقمي عمله في شكل ملف رقمي باستخدام تقنية الـ”بلوكتشاين” (سلسلة الكتل) التي تقوم عليها العملات المشفرة، والتي لا يمكن اختراقها إلكترونيا.
ويعتبر ريّس أن الفن الرقمي يتعايش مع الفن التقليدي ويتفاعل معه. وتصفه حجّار بـ”الفن الذي يتطور باستمرار مقدما موضوعات جديدة، بتقنيات جديدة، ويحاكي عصرنا”. ويؤكد صالح بركات أن “لا شيء يحل محلّ شيء آخر” في هذا المجال.
وتقول صاحبة غاليري “تانيت” نايلة كتانة، التي أقامت معرضا للفن الرقمي عام 2016، لوكالة فرانس برس إن اهتمامها بهذه الأعمال “لا يعتمد على شكلها بل على المادة التي تحملها، سواء أكانت جمالية أم سياسية أم اجتماعية”. ووجدت المصورة الفوتوغرافية أنا بوندافالي ورد في صالة العرض الجديدة مبادرة رائدة تستعيد بمرور الوقت الثقة بهذا النمط من الفن.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
صاحبا المبادرة يريدان ألا تكون مجرد صالة عرض بل مساحة ديناميكية تشجّع على تجربة الفن الرقمي.
الأحد 2023/12/31
ShareWhatsAppTwitterFacebook
جمهور فن جديد في طور التشكّل
يسعى صاحبا أول صالة عرض متخصصة في الفن الرقمي ببيروت إلى توفير منصة تجمع شتات الفنانين الرقميين من لبنان ومختلف دول المنطقة العربية، في مبادرة منهما لاستعادة الثقة بهذا النمط من الفن بوصفه لا يعد مجرد سوق، بقدر ما يعبر عن طريقة جديدة لاقتناء القطع الفنية.
بيروت - يأمل مؤسِسا صالة عرض متخصصة في الفن الرقمي افتُتِحت في بيروت الخميس، هي الأولى بلبنان، في استقطاب الفنانين الرقميين في بلدهما والمنطقة العربية، من خلال توفير هذه المنصة لهم بعدما كان حضور هذا النوع يقتصر على عروض مشتتة.
ويطمح ألكسندر ريّس (31 عاما) وشريكته كاميّ حجّار (25 عاما) إلى أن يوفرا مساحة تثقيفية تقدّم الدعم والمساعدة للفنانين الناشئين في هذا المجال من خلال صالتهما "دي جن آرت"، وهو اختصار لعبارة "الفن المُوَلَّد رقميا". ويريد صاحبا المبادرة الشابان ألاّ تكون "مجرّد صالة عرض، بل كذلك مساحة ديناميكية… تشجّع على تجربة الفن الرقمي"، وتوفّر مكتبة عن الموضوع وتقيم نشاطات، من بينها محاضرات وورش عمل وبحوث.
وتعتزم "دي جن آرت" إقامة معرض بعد نحو ثلاثة أشهر يضم أعمالاً رقمية لفنانين من لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويقول ريّس لوكالة فرانس برس “أردنا أن نظهر أنه بدلاً من الفرشاة، توجد لوحة المفاتيح. وبدلاً من مختلف ألوان الطلاء وأنواعها، هناك الرموز التي بواسطتها يولد هذا الفن”. ويمتزج الفن بالتكنولوجيا في معرض “مرحبا بيروت” الذي تحتضنه الصالة، ويضمّ أعمالاً من مجموعة ريّس الخاصة تواكب حركة الفن الرقمي وتقنياته من سبعينات القرن العشرين حتى اليوم.
وتنتشر شاشات كبيرة مستطيلة ومربعة تضج بمشاهد متحركة، لكنها صامتة تتبدل كل عشر دقائق، يصفها ريّس بأنها "كالموسيقى التي تُعزَف في الحفلات"، وهي من توقيع الفنان الفرنسي بيار زاندروفيتش الذي جمع صورا عدة مستعينا بالذكاء الاصطناعي. وعلى شاشة أخرى يوجد عمل للإيرلندي كيفن أبوش بتقنية التحريك الرقمي.
◙ شباب شغوف بحب الاكتشاف وخصوصا ما تعلق بالفن الرقمي
وتُظهِر بطاقات بريدية عن بيروت نفذها ريّس بنفسه ما يمكن أن يبتكره الترميز والذكاء الاصطناعي. وتوجد أيضا ملصقات استوحاها الذكاء الاصطناعي من أعمال فنانين لبنانيين كإيتيل عدنان وإيلين الخال. وفي الطبقة الأولى يبرز عمل تفاعلي للفنان السويسري ليندر هيرزوغ الذي “باع لوحته في 48 ساعة لأربعة آلاف شخص بثمانية دولارات”، وفق ما يقوله ريّس، مضيفا “أصبح بإمكان أي شخص وفي أي مكان الوصول إلى أعمال الفن الرقمي، وأصبحت أسعاره في متناول جميع الفئات”.
ويقول خبير الفن التشكيلي صالح بركات، أحد أبرز أصحاب صالات عرض الأعمال الفنية في لبنان، إن "ميزة هذا الفن أنه من غير الضروري أن يكون زبائنه موجودين جسديا في لبنان بل يمكن أن يكونوا في أي مكان من العالم". ويؤكد بركات أن جمهور هذا النوع من الأعمال “ليس موجودا في لبنان ولا في أي مكان من العالم، إذ هو جمهور فن جديد في طور التشكّل ويحتاج إلى وقت لينمو ويكبر”.
وإذ يرى أن تأسيس هذه الصالة “مبادرة جيدة جدا تثبت أن لبنان كان وسيبقى سبّاقا ومواكبا للعصر”، فإنه يرجّح أن الفن الرقمي في لبنان يحتاج “إلى ما بين خمس وعشر سنوات لكي يترسخ، إذ إن من قد يشتري أعمالاً رقمية ليس ربما جيل من هم راهنا في الستين أو السبعين، بل هو الجيل الشاب، وأبناء هذا الجيل يصبحون قادرين على شراء الأعمال وجمعها عندما يبلغون الثلاثين أو الأربعين ويصبحون مقتدرين ماليا”.
ويلفت ريّس الذي درس الهندسة المعمارية إلى أن الفن الرقمي "يمكن أن يشمل الأعمال الفنية التي يتم ابتكارها باستخدام برامج مثل فوتوشوب وإيلوسترايتور.. وصولا إلى الفن المشفر والذكاء الاصطناعي". ويلاحظ أن “ثمة الكثير من الحركات أو الاتجاهات أو الأساليب الجديدة التي يتم إنشاؤها ضمن الفن الرقمي. وهي ليست مجرد سوق جديدة، بل حركات فنية وطريقة جديدة لاقتناء القطع الفنية”.
◙ الفن يمتزج بالتكنولوجيا في معرض "مرحبا بيروت" الذي تحتضنه الصالة ويضمّ أعمالا من مجموعة ريّس الخاصة تواكب حركة الفن الرقمي وتقنياته
وبعدما كان الفنان الرقمي يطبع أعماله محددا عدد النسخ، باتت اليوم تباع في شكل ملفات رقمية. وتشرح كامِيّ حجّار المتخصصة في الأسواق الفنية أن تقنية “إن إف تي” (رموز غير قابلة للاستبدال) “تتيح إثبات ملكية الملف الرقمي للحفاظ عليه باسم الشخص الذي اقتناه”. وتضيف حجّار أن “العقد الرقمي الذي يطلق عليه اسم العقد الذكي يحدد بوضوح شروط وأحكام عملية الشراء والحصول على الحقوق وإمكان إعادة بيعه عبر منصات أو بواسطة صالة عرض”.
ويوضح ريّس “عندما نشتري عملا نشتري توقيع الفنان الرقمي تماما كما في صالة عرض عادية عندما نشتري لوحة فنية، نحصل على إفادة بأنها لوحة أصلية”. ويطرح الفنان الرقمي عمله في شكل ملف رقمي باستخدام تقنية الـ”بلوكتشاين” (سلسلة الكتل) التي تقوم عليها العملات المشفرة، والتي لا يمكن اختراقها إلكترونيا.
ويعتبر ريّس أن الفن الرقمي يتعايش مع الفن التقليدي ويتفاعل معه. وتصفه حجّار بـ”الفن الذي يتطور باستمرار مقدما موضوعات جديدة، بتقنيات جديدة، ويحاكي عصرنا”. ويؤكد صالح بركات أن “لا شيء يحل محلّ شيء آخر” في هذا المجال.
وتقول صاحبة غاليري “تانيت” نايلة كتانة، التي أقامت معرضا للفن الرقمي عام 2016، لوكالة فرانس برس إن اهتمامها بهذه الأعمال “لا يعتمد على شكلها بل على المادة التي تحملها، سواء أكانت جمالية أم سياسية أم اجتماعية”. ووجدت المصورة الفوتوغرافية أنا بوندافالي ورد في صالة العرض الجديدة مبادرة رائدة تستعيد بمرور الوقت الثقة بهذا النمط من الفن.
ShareWhatsAppTwitterFacebook