العوامل الحيوية ونظرية التطور، اللذات والآلام .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العوامل الحيوية ونظرية التطور، اللذات والآلام .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    العوامل الحيوية ونظرية التطور، اللذات والآلام

    ٣ - العوامل الحيوية ونظرية التطور : قلنا إن علم النفس لا يكشف عن الميول كشفاً مباشراً بل يكشف عنها بواسطة اللذات والآلام الناشئة عنها . ولذلك كان علم الحياة أقرب إلى معرفة الميول من علم النفس ، لأنه يعلقها ببنية الجسد ، ويعلل بنية الجسد بتطور الأجناس الحية وطريقة علم الحياة ( البيولوجيا ( طريقة موضوعية على عكس علم النفس الذي لا يقرر وجود نزعة خفية إلا إذا دل عليها ألم أو لذة . أما . أما علم الحياة فيعين شروط البقاء بالنسبة إلى كل كائن حي ، ويستنبط منها جملة النزعات والميول ، ثم يفحص عن الصحة ، والمرض ، والكون والفساد ، ويطابق بين حاجات الجسد وبين آثارها في النفس ، فيجد اللذات مطابقة للأفعال النافعة ، والآلام مطابقة للأفعال الضارة ( ۱ ) .

    وهذه المطابقة بين اللذة والمنفعة ، وبين الألم والمضرة ، ناشئة عن قانون التكيف Adaptation
    لأن الحياة لا تبلغ غايتها إلا إذا حصل بين الجسد والبيئة تكيف و توازن . دع ان الكائن الحي يتغير بسبب هذا التكيف ، وينقل هذه التغيرات المكتسبة إلى أعقابه . والعامل الأساسي في هذا التبدل هو الاصطفاء الطبيعي ، وتنازع البقاء ، فلا يفوز إلا القوي ، ولا يبقى الا الأصلح . وهذا يقتضي مطابقة اللذة للمنفعة ، لانه لو وجد في الطبيعة حيوان يجد اللذة فيما يضره ، والالم فيما ينفعه هنك وانقرض . فبقاء الأنواع الحية دليل اذن على ان الحساسية واقية من الخطر .

    قال هربرت سبنسر : ( إذا استبدلنا بكلمة لذة قولنا انها حالة نسعى لاحداثها وابقائها في الشعور ، واستبدلنا بلفظ ألم قولنا انه حالة نسعى لابعادها عن الشعور وانتزاعها من النفس ، وكانت الحالات الشعورية التي يسعى الموجود الحي لابقائها مناسبة للأفعال الضارة وكانت الحالات التي يسعى لابعادها مناسبة للأفعال النافعة ، كان هذا الموجود الحي هالكا لا محالة . لانه لا يحتفظ الا بما يضره ، ولا يهرب إلا مما ينفعه ، وبعبارة أخرى لم يفز في معترك الحياة الا الأجناس الحيوانية التي تجد الأحوال الملائمة في الأفعال النافعة لبقاء الحياة ، والأحوال المنافية في الأفعال الباعثة على انحلال الحياة وفسادها ، ( ۱ ) فالتطور يقتضي إذن مطابقة اللذة للمنفعة ، والألم للمضرة .

    ب - تعليل بعض الشواذ : قد يقال ان المطابقة بين اللذة والألم والمنفعة والمضرة ليست تامة ، لأن بعض الحيوانات يأكل النبات السام ، فنقول : ( لا تتفق هداية اللذة والألم في الاصطفاء الطبيعي إلا مع شروط البيئة التي نشأ الحيوان فيها ، ولا يمكن أن يكون الحيوانات المستمرة في البقاء نزعات أو ميول متفقة مع شروط لم تحس بها بعد ، ولما كان كل نوع مضطراً عند ازدياد عدد أفراده ، إلى الانحدار إلى الأقاليم المجاورة ، كان لا بد له من أن يلقى في طريقه ، من وقت إلى آخر ، بعض النباتات ، والغنائم ، والأعداء ، والتأثيرات التي ليس له ولا لأجداده عهد بها ، فيقدم على هذه الأشياء غير المألوفة ، وهو غير عالم بنتائجها . إذا كان الاصطفاء الطبيعي يبعث الحيوان على المهاجرة إلى الأقاليم المجاورة ، كان لا بد له من ان يجد فيها أشياء يجهلها ، فلا غر وإذا أخطأ في التمييز بين النافع والضار .

    ج - مناقشة نظرية التطور :
    - لا جرم أن مطابقة اللذة للمنفعة والالم للمضرة مطابقة صحيحة بالجملة . ولا خلاف في أن نظرية التطور تريد أن توضح لنا ذلك بصورة علمية ، الا أن ( سبنسر ) أهمل بعض المسائل الاساسية ، التي يجب ضمها إلى نظريته .

    من ذلك أن نظرية التطور تعد اللذة دليلا على التكيف التام ، والالم دليلا على التكيف الناقص والحق عن ذلك بعيد . لأن التكيف التام كالعادة يؤدي إلى الاوتوماتيكية ، واللاشعور مثال ذلك أن بعض وظائف الجسد الداخلية ( كدوران الدم أو الافراز أو غير ذلك ) تقوم بعملها في نظام من غير أن نشعر بها . من منا يشعر بكبده وهو يفرز الفليكوجين ، أو بقلبه وهو يفتح سداداته ويغلقها ، أو بدمه ، وهو يجري في الشرايين والأوردة . اننا لا نشعر بهذه الحركات لانها متسقة اتساقاً تاماً . وكلما كان اتساقها أعظم كان التكيف أتم . فكأن اللذة والالم لا يوجدان إلا حيث لم تنتظم الحركات ، أي حيث لم يتم التكيف ، وهذا لم يخطر ببال ) سبنسر ( لانه ظن ان اللذة في التكيف التام ، مع ان التكيف التام ينتهي إلى اللاشعور .

    والكائنات التي لم تبلغ هذا التكيف التام هي الكائنات المتحركة ، لانها تنتقل من موضع إلى آخر ، ومن بيئة إلى أخرى ، فتلاقي في طريقها شروطاً ومؤثرات مختلفة عمـا تعودته . ولذلك كانت حساسية الحيوان ناشئة عن حركة كته ، أما النبات فلا حس ! له ، لانه ثابت لا يتحرك ، والخلية النباتية محصورة في قفص من السليلوز . فكأنها محبوسة في سجن لها الطبيعة حيلة التنقل ، ولا حرية الانتخاب ، ولا يفترض وجود للحساسية في لم تهب النبات الا عند اتصافه بالحركة ، مثال ذلك ان بعض النباتات يطبق أوراقه على فريسته وبعضها يغير وضع أوراقه و ازهاره دفاعاً عن نفسه . فالحساسية ملازمة اذن للفاعلية والحركة .

    ولكن أعضاء الجسد لا تتساوى في توزع الحساسية . فسطح البدن أكثر حساسية من داخله ، حتى لقد يفتك بعض الامراض في الاعضاء الداخلية فتكا ذريعا من غير أن يحس المريض به . مثال ذلك ان السل قد يفني الرئتين وتمزق القروح نسيج الكبد من غير ان يشعر المريض بشيء . على حين أن خماشة بسيطة لا تضر حياة الجسد قد تولد الما شديداً لا يتناسب مع خطورتها ، فلا يمكننا إذن اكمال تعليل اللذة والالم الا إذا أوضحنا توزع الحساسية .

    إن توزع الحساسية تابع لتوزع الأعصاب ، فسطح البدن الخارجي أكثر عصباً من داخله ، الا الجهاز الهضمي فهو أشبه بسطح البدن من حيث ملامسته للمواد الخارجية ، ولا يمكن تعليل توزع الأعصاب على هذه الصورة إلا إذا استندنا إلى تاريخ نشأة الأنواع الحيوانية ( الفيلوجنيا - Phylogenic ) . ولسنا هنا بصدد البحث في نشأة الأنواع ولا في تأثير التطور فيها . ولكننا نقول في ذلك قولاً عاما ، وهو أنه لا يفوز في معترك الحياة إلا الحيوان الذي يرى الخطر فيبتعد عنه . لأن في عدم الشعور بما تهددنا به الطبيعة ذلاً و هواناً . وهذا نتيجة طبيعية لغريزة حب البقاء . ولو قدر لبعض الحيوانات أن تكون أعصابه الداخلية أكثر من أعصابه الخارجية لهلك في معترك الحياة .

    وجملة القول ان علم الحياة يساعد علم النفس على تفسير حصول اللذات والآلام ، لأن التحليل النفسي لا يكشف لنا عن النزعات الخفية ، ولا يستدل عليها إلا باللذات والآلام المتصلة بها . أما علم الحياة فيبحث في النزعات بحثاً موضوعياً ، فيقارن بين شهوات الجسد وحاجاته ، وبين حاجاته ونزعاته . فإذا تم له ذلك كان تعليله للذات والآلام بالنزعات والميول تعليلا علمياً موافقاً .

    ٤ - العوامل الاجتماعية . على أن علم الحياة لا يبدد جميع الظلمات ولا يزيل كل الشبهات ، لانه إذا أراد تعليل بعض اللذات المكتسبة عسر عليه الامر وعز الملتمس ، هناك ميول أكسبنا اياها الاجتماع . فتعليلها على الطريقة الاجتماعية أقرب متناولا وأدنى ملتمسا ، وقد بينا لك سابقاً تأثير الهيئة الاجتماعية في حياة الافراد ، فما من نزعة مهما تكن أولية الا كان للهيئة الاجتماعية فيها أثر . وسنبين لك في المباحث التالية كيف تبعث الحياة الاجتماعية على كبت الميول وتحويلها وتصعيدها ( ١ ) .

    و كلما انتشرت ريح العمران ورسخت الحضارة تغيرت بيئة الانسان واختلفت نزعاته ولو أن رجلا من رجال العصر الحاضر كانت له نزعات العصر الحجري لما استفاد منها قوة ولا جمالا ، بل لربما بعثته هذه النزعات على الانخراط في عصابات اللصوص وقطاع الطريق .

    فالانسان مضطر إذن إلى تكييف حياته بحسب شروط البيئة . الا ان تغير البيئة قد يكون أسرع من التكيف ، وعند فقدان التكيف يتولد الالم ، لقد كان للانسان قبل التاريخ ضروب من الحس متفقة مع حياة الغزو والسلب ، ومناسبة للاوضاع الاجتماعية القديمة . فلما قل الصيد انصرف الناس إلى حياة الرعي والزرع ، وتكاثروا حق صاروا قبائل ، وطوائف مختلفة ، فأضاعوا بذلك نزعاتهم القديمة ، التي ورثوها عن أجدادهم ، وأرغموا على ضروب من الفعل ليس في سجاياهم الموروثة استعداد لها ( ١ ) . وكما تحول النزعات القديمة دون مؤآلفة المواقف الجديدة وتبعث على الالم ، فكذلك تولد الحياة الجديدة بؤساً وشقاء في نفس الذي لم يستطع ان يخلع ثوبه القديم . لقد كان العمل على نمط واحد مكروها في زمن البداوة ، فلما رسخ العمران أصبح هذا النمط من العمل مألوفاً عند الناس ، ومع ذلك فإن الانسان لا يزال يجد فيه ألماً ، لأنه لم يتعوده بعد ، ولم يؤالف شروطه مؤالفة تامة .

    وجملة القول ان لكل حياة اجتماعية احوالاً تؤثر في نفوس الأفراد وتولد فيهم نزعات مكتسبة ، فإذا وافق الفعل هذه النزعات وجد الانسان فيه لذة ، وإذا خالفها وجد فيه ألما . مثال ذلك ان التفاخر بزينة العيش ونعيمه ، والتفاني في طلب المجد ، والتناغي في المراتب الاجتماعية ، ونيل الشهادات والأوسمة ، كل ذلك إذا علل على الطريقة الاجتماعية كان أقرب انقياداً وأسهل مراماً .

    وقد جمعت الهيئة الاجتماعية رغائبنا الطبيعية وحاجاتنا المختلفة في مقولات وأجناس عامة ، فلو حللنا مثلا حاجتنا إلى المسكن لوجدناها مركبة من حاجات طبيعية مختلفة ، كالحاجة إلى الملجأ ، والاستدفاء ، والتأنق ، والانس والدعة والسكون ، وحسن المعاشرة والمكانة عند الناس . ولو حللنا أيضاً حبنا للتملك لوجدناه مؤلفاً من حبنا للرفاه والثروة وحبنا للسلطان والسيطرة . فحياتنا الاجتماعية هي التي جمعت هذه النزعات المختلفة مقولة واحدة ، أو جنس واحد .

    وقد كنا لا نعرف مقياس رغائبنا الطبيعية فأصبحت رغائبنا بتأثير الهيئة الاجتماعية كميات معينة ، لاننا نقارن بين ثمن الحاجات وشدة الرغائب ( ۲ ) ، ونزنها بميزان المصلحة ، ونفضلها بعضها على بعض .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٨-١٢-٢٠٢٣ ١٣.٠٩_1.jpg 
مشاهدات:	20 
الحجم:	131.3 كيلوبايت 
الهوية:	183832 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٨-١٢-٢٠٢٣ ١٣.١١_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	118.4 كيلوبايت 
الهوية:	183833 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٨-١٢-٢٠٢٣ ١٣.١٦_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	124.5 كيلوبايت 
الهوية:	183834 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٨-١٢-٢٠٢٣ ١٣.١٨_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	123.9 كيلوبايت 
الهوية:	183835 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٨-١٢-٢٠٢٣ ١٣.١٩_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	122.7 كيلوبايت 
الهوية:	183836

  • #2
    Biological factors and the theory of evolution, pleasures and pains

    3 - Biological factors and the theory of evolution: We said that psychology does not reveal tendencies directly, but rather reveals them through the pleasures and pains arising from them. Therefore, the science of life was closer to knowing inclinations than psychology, because it linked them to the structure of the body, and explained the structure of the body by the development of living species, and the method of the science of life (biology) is an objective method, unlike psychology, which does not determine the existence of a hidden inclination unless it is indicated by pain or pleasure. As for As for the science of life, it determines the conditions of survival for every living being, and deduces from them a set of tendencies and inclinations, then it examines health, illness, the universe, and corruption, and matches the needs of the body with their effects on the soul, and finds pleasures corresponding to beneficial actions, and pains corresponding to harmful actions (1). ).

    This correspondence between pleasure and benefit, and between pain and harm, arises from the law of adaptation
    Because life does not reach its goal unless there is adaptation and balance between the body and the environment. Let the organism change because of this adaptation, and transmit these acquired changes to its successors. The main factor in this change is natural selection and the struggle for survival. Only the strong win, and only the fittest survive. This requires matching pleasure with benefit, because if there were an animal in nature, it would find pleasure in what harms it, and pain in what benefits it, then it would become extinct. The survival of living species is therefore evidence that sensitivity is a protection against danger.

    Herbert Spencer said: (If we replace the word pleasure with the word “pleasure,” we say that it is a state that we seek to create and keep in feeling, and we replace it with the word “pain,” we say that it is a state that we seek to remove from feeling and extract from the soul. The emotional states that the living entity seeks to maintain are appropriate for harmful actions, and the states that it seeks to remove are appropriate for actions. This living entity would inevitably perish, because it keeps only what harms it and runs away only from what benefits it. In other words, only the animal species that find appropriate conditions in actions that are beneficial for the maintenance of life, and incompatible conditions in actions that encourage dissolution, have won in the arena of life. Life and its corruption, (1) Development therefore requires matching pleasure to benefit, and pain to harm.

    B - Explanation for some abnormalities: It may be said that the correspondence between pleasure and pain and benefit and harm is not complete, because some animals eat poisonous plants, so we say: (The guidance of pleasure and pain in natural selection only agrees with the conditions of the environment in which the animal grew up, and animals cannot be Continuing to survive tendencies or inclinations consistent with conditions that have not yet been observed, and since every species, when the number of its individuals increases, is forced to descend into neighboring regions, it is inevitable for it to encounter on its way, from time to time, some plants, spoils, And enemies, and influences that neither he nor his ancestors are familiar with, so he undertakes these unfamiliar things, not knowing their consequences. If natural selection sends the animal to migrate to neighboring regions, then it is inevitable for him to find things in them that he is ignorant of, so there is no blame, and if he makes a mistake In distinguishing between beneficial and harmful.

    C - Discussing the theory of evolution:
    - There is no doubt that matching pleasure to benefit and pain to harm is correct in general. There is no dispute that the theory of evolution wants to explain this to us in a scientific manner, but Spencer neglected some basic issues that must be included in his theory.

    Thus, the theory of evolution considers pleasure as evidence of complete adaptation, and pain as evidence of incomplete adaptation, but the truth is far from that. Because complete adaptation, as usual, leads to automation, and subconsciousness is an example of this, as some of the body’s internal functions (such as blood circulation, secretion, etc.) carry out their work in an orderly manner without us realizing them. Who among us feels his liver as it secretes phyllogen, or his heart as it opens and closes its plugs, or his blood as it flows through the arteries and veins? We do not feel these movements because they are completely consistent. The greater its consistency, the more complete the adaptation. It is as if pleasure and pain only exist where movements are not regulated, that is, where adaptation is not complete, and this did not occur to Spencer, because he thought that pleasure lies in complete adaptation, even though complete adaptation ends in unconsciousness.

    The organisms that have not achieved this complete adaptation are the mobile organisms, because they move from one place to another, and from one environment to another, encountering conditions and influences on their way that are different from what they are accustomed to. Therefore, the animal's sensitivity resulted from the movement of its knuckles, while the plant had no sense! Because it is fixed and does not move, the plant cell is confined in a cage of cellulose. It is as if they are imprisoned in a prison that by nature has the ability to move, and there is no freedom to choose, and it is not assumed that there is any sensitivity in the plant’s ability to move except when it is characterized by movement. For example, some plants apply their leaves to their prey, and some change the position of their leaves and flowers in defense of themselves. Sensitivity is therefore inherent to effectiveness and movement.

    But the body's organs are not equal in the distribution of sensitivity. The surface of the body is more sensitive than its interior, to the point that some diseases can cause catastrophic death in the internal organs without the patient even realizing it. For example, tuberculosis may destroy the lungs and ulcers tear through the liver tissue without the patient feeling anything. While a simple prick that does not harm the life of the body may generate severe pain that is disproportionate to its seriousness, we cannot therefore complete the explanation of pleasure and pain unless we explain the distribution of sensitivity.

    The distribution of sensitivity is dependent on the distribution of nerves. The outer surface of the body is more nerve-wracked than its interior, except for the digestive system, which is more like the surface of the body in terms of its contact with external materials. The distribution of nerves in this way cannot be explained unless we rely on the history of the emergence of animal species (phylogenia). We are not here to investigate the origin of species or the impact of evolution on them. But we say a general statement about this, which is that only the animal that sees danger and stays away from it wins in the battle of life. Because not feeling what nature threatens us with is humiliation and humiliation. This is a natural result of the survival instinct. If some animals were to have more internal nerves than their external nerves, they would perish in the battlefield of life.

    In short, the science of life helps psychology explain the occurrence of pleasures and pains, because psychoanalysis does not reveal hidden tendencies to us, and it is only inferred by the pleasures and pains related to them. As for the science of life, it examines inclinations objectively, comparing the body’s desires and needs, and its needs and inclinations. If this was achieved for him, his explanation of the self and the pains through inclinations and inclinations would be an appropriate scientific explanation.

    4- Social factors. However, the science of life does not dispel all darkness and does not remove all doubts, because if it wants to explain some of the acquired pleasures, the matter will be difficult for him and the seeker will be proud. There are tendencies that the meeting has gained. Its explanation based on the social method is more accessible and less sought, and we have previously shown you the influence of the social organization on the lives of individuals. There is no tendency, no matter how elementary, without the social organization having an effect on it. In the following sections, we will show you how social life encourages the repression, transformation, and escalation of inclinations (1).

    Whenever the wind of urbanization spread and civilization took hold, man’s environment changed and his tendencies differed. If a man from the present era had the tendencies of the Stone Age, he would not have benefited from them in strength or beauty. Rather, these tendencies might have sent him to join gangs of thieves and bandits.

    Man is therefore forced to adapt his life to the conditions of the environment. However, environmental change may be faster than adaptation, and when adaptation is lost, pain is generated. Prehistoric man had types of senses consistent with a life of conquest and plunder, and appropriate to ancient social conditions. When hunting decreased, people turned to the life of herding and farming, and they multiplied and became different tribes and sects. Thus, they lost their ancient tendencies, which they had inherited from their ancestors, and they were forced to perform types of actions for which their inherited characteristics were not prepared (1). Just as old tendencies prevent familiarity with new situations and cause pain, so the new life generates misery and misery in the soul of the one who was unable to take off his old garment. Working in a single style was disliked in the time of nomadism. When urbanization became established, this style of work became familiar to people. However, man still finds it painful, because he is not yet accustomed to it, and is not completely accustomed to its conditions.

    In short, every social life has conditions that affect the souls of individuals and generate acquired tendencies in them. If an action conforms to these tendencies, a person finds pleasure in it, and if it contradicts them, he finds pain in it. An example of this is that boasting about the adornment and bliss of living, being devoted to the pursuit of glory, rising in social ranks, and obtaining certificates and medals - all of this, if explained in a social way, will be more amenable to submission and easier to achieve.

    The social organization has combined our natural desires and our various needs into general categories and categories. If we analyze, for example, our need for housing, we will find that it is composed of various natural needs, such as the need for shelter, warmth, elegance, sociability, serenity, and tranquility, and good company and status among people. If we also analyze our love of possession, we will find it composed of our love of luxury and wealth and our love of power and control. Our social life is what brought together these different tendencies into one category, or one gender.

    We did not know the measure of our natural desires, so our desires, under the influence of the social organization, became certain quantities, because we compare the price of needs and the severity of desires (2), and we weigh them on the scale of interest, and we prefer them to each other.

    تعليق

    يعمل...
    X