ما هو الفعل المعتدل، طبيعة اللذة والالم .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هو الفعل المعتدل، طبيعة اللذة والالم .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    ما هو الفعل المعتدل

    ج - ما هو الفعل المعتدل :
    - كيف يمكن تحديد هذا الفعل ؟

    قال ( ريبو ) ( ۲ ) :
    إذا كان معنى هذه الفاعلية كمية كبيرة من العمل الحاصل ، كانت اللذة ناشئة عن تناقص القدرة الموجودة في الجسد - كما قال ( لئون دومون ) أي عن الفقر ، وهذا مناقض للتجربة . فمعنى ازدياد هذه الفاعلية اذن هو أن لا يصرف العمل الحاصل قدرة لا تستطيع الأفعال العضوية توليدها » .
    " وبعبارة أخرى يجب أن تكون كمية الفاعلية المصروفة أقل من التعويضات التي يستطيع الجسد أن يوفرها في كل وقت . وقد قال ( لودانتك ) : ( ۳ ) الفرق بين الابدان والآلات أن فاعلية الابدان باعثة على النمو ، لأنها خاضعة لقانون ) التمثيل الوظيفي Assimilation fonctionnelle ) ، أما فاعلية الآلات فتبعث على ذوبانها وانتكالها بالحك والدلك . وعلى ذلك ، فإنه يجب تحديد الفعل المعتدل بالكمية المدخرة ، لا بالكمية المصروفة وحدها ، حق لقد قال ( غروت ) . لا تتولد اللذة إلا إذا وجد تعادل بين القوة المدخرة والقوة المصروفة . ومعنى ذلك أنه يجب أن لا تكون الكمية المصروفة أكثر من القدرة التي يستطيع الجسد أن يستغني عنها . وهذا يختلف بالنسبة إلى الاشخاص ، فقد تجد اللذة فيها يؤلمني وقد أتألم مما تتلذذ به أنت . وبعض الناس يتلذذ بالضجة ، والحركة ، والصيد ، والنور ، والأطعمة الحارة ، وبعضهم يتلذذ بالسكون والعزلة والراحة ، والظلام ، والاطعمة الباردة . فلكل انسان مقياس خاص به ، واللذة تختلف باختلاف طبائع الأشخاص .

    د - ملاحظة استوارت ميل :
    - وقد أضاف ( استوارت ميل ) إلى ما تقدم ملاحظة صحيحة قال فيها . إذا كانت اللذة تتولد من الفاعلية الحرة المعتدلة فلماذا يكون بعض المؤثرات ملائماً وبعضها منافياً في جميع درجاته ومقاديره ؟ إن من الأفعال ما هو ملائم بذاته لا سبيل فيه إلى الالم ، ومنها ما هو مناف بطبيعته لا سبيل فيه إلى اللذة . فحياة التأمل والتفكير لذيذة بذاتها ليس فيها افراط ولا تفريط ، فكلما حصلت على لذة بإرضاء احدى حاجاتك الفكرية تولد فيك ميل آخر وحاجة إلى لذة ثانية .
    إن الإنسان لا يمل التأمل ، ولا يؤلمه البحث عن الحقيقة ، ولا يقتنع بما انكشف له من بدائع الفن ، ولا بما فعله من الخير ، وإذن يجب علينا عند النظر في طبيعة اللذات والآلام أن نلاحظ كيفية المؤثر ونوعه لا كميته وحدها . ويمكن تعديل نظرية ارسطو على هذا الشكل : اللذة في الفعل
    المعتدل ، وهذا المقدار من الفعل المعتدل يختلف بحسب طبائع الأشخاص . و بحسب كيفية المؤثر ونوعه .

    ه - مناقشة هذه النظرية : - يقتصر هذا القول على وصف ما يجري في النفس من غير أن يوضحه ويعلله بأسباب محددة . يقول ( هاميلتون ) : اللذة في القدرة الكاملة ، ولكن ما هو مقياس القدرة الكاملة ، ولماذا تتولد اللذة من الاعتدال في الفعل . فإذا قيل إن من خواص المشاعر أن تدرك اللذة في الاعتدال ، وأن ذلك متعلق أيضاً بكيفية المؤثر ، قلنا هذا لا يزيد الأمر إلا شبهات على شبهات وظلمات فوق ظلمات . فالفكر لا يقتنع بتعليل يجعل اللذة متعلقة بخواص المشاعر وطبائع الأشياء ( ۱ ) ، لأن طبائع الأشياء مجهولة ، والتعليل العلمي الصحيح يوجب ربط المجهول بالمعلوم ( ص ٦- ٧ ) لا المجهول بالمجهول .

    ثم إن هذه النظرية تعلل كل شيء بلغة الميول والنزعات : لماذا وجدت في شرب هذا النبيذ لذة ؟ - لأنه وافق طبيعة حاسة الذوق - لماذا وجدت في كثرة المشي ألما ؟ ـ لأن كثرة المشي مضادة لراحة الجسد - لماذا ينقلب بعض اللذات إلى ألم بعد استمرار الفعل ؟

    لأن الملكات الإنسانية عاجزة عن الفعل باستمرار - لماذا لا تكون اللذة واحدة بالنسبة إلى جميع الناس ـ لأن اللذة تختلف باختلاف طبائع الاشخاص وتباين نزعاتهم .

    وعلى ذلك فإن وراء كل لذة نزعة . فالعطش حاجة يلتهب بها الجسد ، فلا تسكن إلا بشرب الماء ، فتحس النفس عند التهاب حرارة العطش ألما ، وعند سكونها راحة ، والنفوس تجد لذة عند تناول الغذاء ، وهو نزعة طبيعية تحث الانسان على طلب ما يصلح للجسد حفظاً لمادة بقائه .

    إلا أن هذا التعليل ناقص ، لأن الإنسان لا يطلع على ميوله ونزعاته إلا بوساطة اللذات والآلام . فكيف أعلم أني أميل إلى هذا الأمر إذا كنت لا أجد فيه لذة . إن الميول والنزعات أكثر غموضاً من اللذات والآلام ، ولولا ذلك لكان في تعليق الثانية بالأولى شيء من العلم ، لأن التعليل العلمي هو ربط الحوادث الغامضة بالحوادث الواضحة ، إلا أن النزعات خفية لا يمكن الإطلاع عليها مباشرة ، فتعليل اللذات والآلام الواضحة بهذه النزعات الخفية الغامضة لا ينفعنا .

    نحن لا ننكر الميول بل نعتقد أن الإنسان مؤلف من أضغاث ميول ونزعات ملازمة لكيانه النفسي والفيسيولوجي معاً . إلا أننا كما ذكرنا لا ندركها مباشرة ، بل نستدل عليها باللذات والآلام ، فهي اذن غير ظاهرة . ولولا ذلك لكان تعليلنا علميا . نعم إن اللذات تنشأ عن النزعات الراضية المرضية ، والآلام عن النزعات الساخطة . إلا أن تعليل الأحوال الانفعالية الظاهرة بالعوامل الخفية لا ينفعنا إلا إذا أصبح هذا الخفي واضحاً عندنا .

    ولكن ما هي الوسيلة لمعرفة النزعات ؟ لا يمكن تحديد النزعات ومعرفتها معرفة تامة إلا إذا استبدلنا بالطريقة الذاتية طريقة موضوعية ، وبالملاحظة الداخلية ملاحظة خارجية وسبيل ذلك أن ننهج في تعريف النزعات طريقاً شبيهاً بالطريق الذي سلكه فلاسفة التطور .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٨-١٢-٢٠٢٣ ١٢.٣٩.jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	132.0 كيلوبايت 
الهوية:	183827 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٨-١٢-٢٠٢٣ ١٢.٥١_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	131.5 كيلوبايت 
الهوية:	183828 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٨-١٢-٢٠٢٣ ١٢.٥٣.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	145.3 كيلوبايت 
الهوية:	183829

  • #2
    What is moderate action, the nature of pleasure and pain

    C - What is a moderate verb:
    - How can this verb be defined?

    Ribo said (2):
    If the meaning of this activity is a large amount of work done, then the pleasure arises from the decrease in the ability present in the body - as Leon Dumont said - that is, from poverty, and this contradicts the experience. The meaning of this increase in effectiveness, then, is that the work being done does not deplete an ability that organic actions cannot generate.”
    In other words, the amount of activity expended must be less than the compensation that the body can provide at all times. Ludantic said: (3) The difference between bodies and machines is that the activity of bodies is conducive to growth, because it is subject to the law of (functional representation). As for the effectiveness of machines, it causes them to melt and become destroyed by rubbing and rubbing. Accordingly, the moderate action must be determined by the amount saved, not by the amount spent alone. It is true that Grote said. Pleasure is not generated unless there is a balance between the power saved and the power spent. What this means is that The amount spent should not be more than what the body can dispense with. This varies with people. You may find pleasure in it because it hurts me, or I may feel pain in what you enjoy. Some people enjoy noise, movement, hunting, light, and spicy foods, and some people enjoy With stillness, isolation, rest, darkness, and cold foods, each person has his own standard, and pleasure varies according to people’s natures.

    D - Stuart Mill's note:
    Stuart Mill added a correct observation to the above in which he said: If pleasure is generated from free and moderate activity, then why are some influences appropriate and others inappropriate in all their degrees and amounts? Some actions are appropriate in and of themselves and do not lead to pain, while others are incompatible by nature and do not lead to pleasure. The life of contemplation and thinking is delicious in itself, with no excess or negligence. Whenever you get pleasure by satisfying one of your intellectual needs, another inclination and need for a second pleasure is born in you.
    Man does not tire of contemplating, nor does he feel pain in searching for the truth, nor is he convinced by the masterpieces of art that have been revealed to him, nor by the goodness he has done. Therefore, when considering the nature of pleasures and pains, we must notice the quality and type of the effect, not its quantity alone. Aristotle's theory can be modified in this way: pleasure in action
    Moderate, and this amount of moderate action varies according to the nature of the people. Depending on the nature and type of influence.

    E - Discussing this theory: - This statement is limited to describing what is happening in the soul without clarifying it or explaining it with specific reasons. Hamilton says: Pleasure is in perfect power, but what is the measure of perfect power, and why does pleasure arise from moderation in action? If it is said that one of the properties of feelings is that they perceive pleasure in moderation, and that this is also related to the manner of the effect, then we say that this only adds doubts upon doubts and injustices upon injustices. The mind is not convinced by an explanation that makes pleasure related to the properties of feelings and the natures of things (1), because the natures of things are unknown, and the correct scientific explanation requires linking the unknown with the known (pp. 6-7), not the unknown with the unknown.

    Then this theory explains everything in the language of inclinations and inclinations: Why did you find pleasure in drinking this wine? - Because it corresponds to the nature of the sense of taste. - Why did you find pain in frequent walking? - Because a lot of walking is contrary to the comfort of the body - Why do some pleasures turn into pain after the action continues?

    Because human faculties are incapable of acting continuously - why is pleasure not the same for all people - because pleasure varies according to people’s natures and their inclinations.

    Therefore, behind every pleasure there is a tendency. Thirst is a need that inflames the body, and it cannot be relieved except by drinking water. When the soul is inflamed by the heat of thirst, it feels pain, and when it is satisfied, relief. Souls find pleasure when eating food. It is a natural tendency that urges a person to seek what is suitable for the body in order to preserve the substance for its survival.

    However, this explanation is incomplete, because a person does not become aware of his inclinations and inclinations except through the mediation of pleasures and pains. How do I know that I am inclined towards this matter if I do not find pleasure in it? Inclinations and inclinations are more ambiguous than pleasures and pains, and were it not for that, there would be some knowledge in attaching the latter to the first, because scientific explanation is linking ambiguous events with clear ones. However, inclinations are hidden and cannot be discovered directly, so explaining obvious pleasures and pains with these hidden, ambiguous inclinations is of no use to us. .

    We do not deny the tendencies, but rather we believe that the human being is composed of many inclinations and tendencies inherent in both his psychological and physiological being. However, as we mentioned, we do not perceive it directly, but rather we infer it through pleasures and pains, so they are not apparent. If it were not for that, our explanation would be scientific. Yes, pleasures arise from satisfied and satisfactory inclinations, and pains arise from dissatisfied inclinations. However, explaining apparent emotional states with hidden factors does not benefit us unless this hidden factor becomes clear to us.

    But what is the way to know trends? It is not possible to identify tendencies and know them completely unless we replace the subjective method with an objective method, and internal observation with external observation. The way to do this is to approach defining tendencies in a way similar to the path taken by evolutionary philosophers.

    تعليق

    يعمل...
    X