صورة تخيلية للإمام الغزالي بالذكاء الاصطناعي (ميدجورني-الجزيرة)24/12/2023
أبو حامد الغزالي.. "الشيخ الإمام البحر" الذي اعتزل سنوات لمحاسبة النفس
أبو حامد الغزالي عالم مسلم صوفي شافعي، يعد جهبذا من جهابذة علماء المسلمين، ولد عام 450 هجرية في خراسان، وعاصر السلاجقة والحروب الصليبية، بدأ طلب العلم في سن صغيرة، وسرعان ما تبحر في علوم ومجالات كثيرة، وكان له منهج إصلاحي متفرد من خلال تشخيصه لأمراض المجتمع ووضع منهاج للتربية والتعليم وبناء العقيدة الإسلامية ومحاربة التيارات الفكرية المنحرفة، وإصلاح الفكر فلقب بـ"حجة الإسلام".
المولد والنشأة:
ولد أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الغزالي عام 450 هجرية في طوس، وهي ثاني كبرى مدن خراسان حينذاك بعد نيسابور، وكانت عامرة صاخبة بالنقاشات الدينية لكثرة المسلمين والمسيحيين فيها، وتعدد المذاهب بين ساكنيها، وقد بقيت على حالها حتى هدمها المغول فلم ترجع من يومها إلى ما كانت عليه، ولم يبق منها إلا أطلال وآثار على مسافة 24 كيلومترا من مدينة مشهد الحالية في شرق إيران.
وللقبه الغزالي في روايات كتاب ترجمته تفسيران، أحدهما أنه بتحفيف الزاي نسبة إلى قرية غزالة، وهو قول يرويه عنه غير واحد، والثاني بتشديد الزاي نسبة إلى عمل والده في غزل الصوف.
كان والده متنسكا يأكل من عمل يده متجنبا مواطن الشبهات مقبلا على مجالس المتفقهة وخدمة أهل العلم، روي أنه كان يتضرع لربه أن يرزقه ولدا فقيها واعظا، ولكن أجله انقضى حين كان ولداه محمد وأحمد في سن الطفولة المبكرة، بعدما أوصى وهو في مرضه صديقا متصوفا متجردا للعبادة بتعهدهما وتعليمهما الخط وإنفاق ميراثه القليل في ذلك وإن نفد، فلما عمل صاحبه بالوصية وذهب المال نصح الولدين اليتيمين بالنزول في مدرسة تكفلهما ويتعلمان فيها.
في طوس بدأ محمد طلب العلم في سن مبكرة مع عناية بتعلم الفارسية والعربية، فأخذ شيئا من الفقه على أحمد بن محمد الراذكاني الطوسي وطرفا من التصوف على يد يوسف النساج.
"إحياء علوم الدين" أشهر كتب الإمام الغزالي (الجزيرة)
تعليق