هل صحيح ان اللحوم تؤذي اكثر من السيجارة
أثارت دراسة جديدة الجدل بعدما أكدت أن اتباع نظام غذائي غني باللحوم والبيض والحليب أو الجبن يمكن أن يكون ضاراً، تماماً مثل التدخين.
وقد نشرت استناداً إلى عينة تمثيلية من 6381 شخصاً راوحت أعمارهم ما بين 50 عاماً وما فوق، في مجلة Cell Metabolism.
وتشير الدراسة إلى ان الذين يكون عمرهم أقل من 65 عاماً ويستهلكون الكثير من البروتين الحيواني، يكونون 4 مرات أكثر عرضة للوفاة بسبب إصابتهم بالسرطان أو مرض السكري، كما وأن خطر تطوير أو الإصابة بأي مرض آخر يتضاعف لديهم.
وقد تختفي هذه الآثار السلبية حين يكون مصدر البروتينات التي يتناولها الشخص من أصل نباتي (أي تلك الموجودة في الخضر والفاكهة على سبيل المثال). وعند كبار السن، يختلف الأمر والعكس هو الصحيح، حيث أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتينات يقلل من خطر الوفاة والإصابة بأمراض مثل السرطان أو السكري.
من جهة أخرى، يتناقض ذلك مع آراء بعض الخبراء الآخرين الذين يؤكدون انه حتى الآن، لا يوجد أي دليل يؤكد بأن تناول الكثير من البروتينات يقتل.
فتحليل آثار النظام الغذائي على الصحة ليس بأمر سهل حيث أن الآثار السلبية لتناول العديد من البروتينات ليست بالضرورة ناجمة عن تناول البروتينات بحد ذاته، بقدر ما يمكن أن تكون ناتجة من العوامل المتصلة بنمط الحياة الخاص بالذين يتناولون اللحوم الحمراء والنباتيين.
ويقول خبير تغذية إن تشبيه "أكل اللحوم" بـ"التدخين" لمقارنة آثار التدخين على الصحة مع آثار اللحوم والجبن هو أمر خطير جداً. ونشر هذا النوع من الدراسات يمكن أن يؤثر على فعالية الرسائل الصحية العمومية المهمة التي يتم توجيهها للمدخنين.
وقد اكد طبيب القلب الدكتور بول ديليفار لـ"النهار"، ان نتائج هذه الدراسة ليست بأمرٍ جديد، "إذ من المعروف أن البروتينات التي يكون مصدرها حيواني لها آثار سلبية أكثر من التي يكون مصدرها نباتي، وهذا البحث يلتقي مع بقية البحوث التي اعدت مسبقاً. كما ومن المعروف أيضاً أن حاجات الجسم تختلف مع التقدم بالعمر حيث أن كبار السن بحاجة أكبر للبروتينات، خصوصاً التي يكون مصدرها حيواني أي التي نحصل عليها من اللحوم والجبن وغيرها، وذلك لأن النظام الغذائي يتبدل مع التقدم في السن، تماماً مثل الحاجة إلى السعرات الحرارية. فحاجات شاب عمره 20 سنة تختلف عن حاجات مسن عمره 70 سنة، والمصدر الوحيد الذي يمكن أن يوفر عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم في عمر متقدم هو البروتينات التي يكون مصدرها اللحوم".
إلا وأن مقارنة آثار البروتينات بآثار التدخين هو أمرٌ "مبالغ فيه" إلى حد ما، بحسب قول الدكتور ديليفار، فالتدخين يؤثر سلباً على الصحة، إنما ليس بقدر ما تصفه هذه الدراسة.
أما ربى أسمر، أخصائية التغذية، فكان رأيها مثل الدكتور بول بحيث قالت إن دراسة حديثة أكدت أن اللحوم، خاصةً الحمراء، تحتوي على مادة L-carnitine التي تؤثر على القلب والتي قد تسبب سكتة قلبية إلا أن ذلك لا يعني بأنه لا ينبغي تناول اللحوم. ففي الإجمال، ينصح تناول اللحوم مرة في الأسبوع ويفضل دائماً اللجوء إلى الحبوب في المركز الأول كمصدر للبروتينات ثم الخضار والسمك فالدجاج واللحوم.
وفيما يخص تشبيه آثار التدخين بآثار تناول اللحوم، تعتبر ربى أن هذا الأمر لا يزال غير واضح إذ أن الطب لا يستند على دراسة واحدة، إنما يحتاج إلى عدة دراسات تثبت النظرية نفسها (نحو 25 دراسة على الأقل) لإعطاء نتائج مضمنة إلى حد ما.
وفيما يخص كبار السن، تقول ربى بأنهم غالباً ما "يبتعدون" من دون وعي عن اللحوم لأسبابٍ "إجتماعية" أو "صحية" إذ أن أغلبية كبار السن يعانون من مشاكل في مضع الأكل، ما يجعلهم يبتدعون من المأكولات صعبة المضع، لذا ينصحون دائماً باللجوء إليها للحصول على البروتينات خاصةً وأن نظامهم الغذائي وجهازهم الهضمي يتغير مع تقدمهم في السن.
شاهد المحتوى الأصلي علي بوابة الفجر الاليكترونية - هل صحيح ان اللحوم تؤذي اكثر من السيجارة ؟
أثارت دراسة جديدة الجدل بعدما أكدت أن اتباع نظام غذائي غني باللحوم والبيض والحليب أو الجبن يمكن أن يكون ضاراً، تماماً مثل التدخين.
وقد نشرت استناداً إلى عينة تمثيلية من 6381 شخصاً راوحت أعمارهم ما بين 50 عاماً وما فوق، في مجلة Cell Metabolism.
وتشير الدراسة إلى ان الذين يكون عمرهم أقل من 65 عاماً ويستهلكون الكثير من البروتين الحيواني، يكونون 4 مرات أكثر عرضة للوفاة بسبب إصابتهم بالسرطان أو مرض السكري، كما وأن خطر تطوير أو الإصابة بأي مرض آخر يتضاعف لديهم.
وقد تختفي هذه الآثار السلبية حين يكون مصدر البروتينات التي يتناولها الشخص من أصل نباتي (أي تلك الموجودة في الخضر والفاكهة على سبيل المثال). وعند كبار السن، يختلف الأمر والعكس هو الصحيح، حيث أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتينات يقلل من خطر الوفاة والإصابة بأمراض مثل السرطان أو السكري.
من جهة أخرى، يتناقض ذلك مع آراء بعض الخبراء الآخرين الذين يؤكدون انه حتى الآن، لا يوجد أي دليل يؤكد بأن تناول الكثير من البروتينات يقتل.
فتحليل آثار النظام الغذائي على الصحة ليس بأمر سهل حيث أن الآثار السلبية لتناول العديد من البروتينات ليست بالضرورة ناجمة عن تناول البروتينات بحد ذاته، بقدر ما يمكن أن تكون ناتجة من العوامل المتصلة بنمط الحياة الخاص بالذين يتناولون اللحوم الحمراء والنباتيين.
ويقول خبير تغذية إن تشبيه "أكل اللحوم" بـ"التدخين" لمقارنة آثار التدخين على الصحة مع آثار اللحوم والجبن هو أمر خطير جداً. ونشر هذا النوع من الدراسات يمكن أن يؤثر على فعالية الرسائل الصحية العمومية المهمة التي يتم توجيهها للمدخنين.
وقد اكد طبيب القلب الدكتور بول ديليفار لـ"النهار"، ان نتائج هذه الدراسة ليست بأمرٍ جديد، "إذ من المعروف أن البروتينات التي يكون مصدرها حيواني لها آثار سلبية أكثر من التي يكون مصدرها نباتي، وهذا البحث يلتقي مع بقية البحوث التي اعدت مسبقاً. كما ومن المعروف أيضاً أن حاجات الجسم تختلف مع التقدم بالعمر حيث أن كبار السن بحاجة أكبر للبروتينات، خصوصاً التي يكون مصدرها حيواني أي التي نحصل عليها من اللحوم والجبن وغيرها، وذلك لأن النظام الغذائي يتبدل مع التقدم في السن، تماماً مثل الحاجة إلى السعرات الحرارية. فحاجات شاب عمره 20 سنة تختلف عن حاجات مسن عمره 70 سنة، والمصدر الوحيد الذي يمكن أن يوفر عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم في عمر متقدم هو البروتينات التي يكون مصدرها اللحوم".
إلا وأن مقارنة آثار البروتينات بآثار التدخين هو أمرٌ "مبالغ فيه" إلى حد ما، بحسب قول الدكتور ديليفار، فالتدخين يؤثر سلباً على الصحة، إنما ليس بقدر ما تصفه هذه الدراسة.
أما ربى أسمر، أخصائية التغذية، فكان رأيها مثل الدكتور بول بحيث قالت إن دراسة حديثة أكدت أن اللحوم، خاصةً الحمراء، تحتوي على مادة L-carnitine التي تؤثر على القلب والتي قد تسبب سكتة قلبية إلا أن ذلك لا يعني بأنه لا ينبغي تناول اللحوم. ففي الإجمال، ينصح تناول اللحوم مرة في الأسبوع ويفضل دائماً اللجوء إلى الحبوب في المركز الأول كمصدر للبروتينات ثم الخضار والسمك فالدجاج واللحوم.
وفيما يخص تشبيه آثار التدخين بآثار تناول اللحوم، تعتبر ربى أن هذا الأمر لا يزال غير واضح إذ أن الطب لا يستند على دراسة واحدة، إنما يحتاج إلى عدة دراسات تثبت النظرية نفسها (نحو 25 دراسة على الأقل) لإعطاء نتائج مضمنة إلى حد ما.
وفيما يخص كبار السن، تقول ربى بأنهم غالباً ما "يبتعدون" من دون وعي عن اللحوم لأسبابٍ "إجتماعية" أو "صحية" إذ أن أغلبية كبار السن يعانون من مشاكل في مضع الأكل، ما يجعلهم يبتدعون من المأكولات صعبة المضع، لذا ينصحون دائماً باللجوء إليها للحصول على البروتينات خاصةً وأن نظامهم الغذائي وجهازهم الهضمي يتغير مع تقدمهم في السن.
شاهد المحتوى الأصلي علي بوابة الفجر الاليكترونية - هل صحيح ان اللحوم تؤذي اكثر من السيجارة ؟