قصة وقصيدة من الماضي
قصة وقصيدة
يقول الزناتي والزناتي خليفه
قيل ان بني هلال باديه كبيره في نجد تتابع عليها الجدب والدهور وارسلوا يبحثون عن بلاد خصبه صالحه لهم ولحلالهم واختاروا الفارس المشهور ابو زيد برفقة يوسف ومرعي وعندما وصلوا تونس استنكرهما التونسيين وحبسوهم عند زعيم البلاد الزناتي خليفه وكان له بنت يعتمد عليها فيها نوع من الكهانه تدعى صفيراء فعرفتهم البنت ولكنها احبت احدهم لجماله فاسرت لابي زيد بمعرفتها لهم وبرهنت على ذلك بمعرفتها لبلادهم واسمائهم وقالت تعاهدني ان تزوجني ابن اختك اذا جئتم وانا اتسبب لك في الافراج وعاهدها واوهمت والدها بان هذا عبد لانه اسمر اللون وليس براسه شعر لكثرة لبس الدروع في الحروب وقالت هذا ينقل الماء على راسه لعماته .
ولما اقتنع الزناتي بكلامها اطلق ابا زيد بصحبة مولى له شجاع يسمى العلام يحفظه وقال لهم العبوا امام هذا العبد على صهوات الخيل واتركوه يوقد النار على القدور فان انتبه للخيل خبروني ...
ولما تبادروا باللعب ترك ابو زيد القدور وانفعل ع الخيل _ مع ان بنت الزناتي قد انذرته بالحيله _ فقال العلام انت زعيم ولست بعبد ولكن عاهدني على ان تحضر فرسانا من قومك يشبعوني طرادا على الخيل وعلى ان لا تقتلني ولا اقتلك وساحتال في اطلاقك .
فلما تعاهدا على ذلك ضل ابو زيد يدخل وخرج على رفاقه في السجن وعندما غفل الزناتي هربوا ابا زيد مجهزا بزاد وراحله فعاد الى نجد واستجلب بني هلال ومعهم الفارس ذياب بن غانم صبي لم تظهر افعاله بعد التغربه
ويستدل الاخباريون على ان سبب رحيل بنو هلال الجدب والقحط بقول الشاعر الهلالي :
ثمان سنين ماهوى نجد قطره
ولا مزنة غرا ولا بذار
لك الله صبيان النشامى تغيروا
بنات ضحوك يعجب الخطار
فرحلوا ومروا بالخفاجي عامر ناحية العراق شيخ كريم وزعيم وقصره الاخيضر معروف بهذا الاسم وفيه ثعبان يسمى عربيد يظهر حينا ويختفي حينا الا ان الخفاجي عندما راى كثرة الجمال عند بني هلال تولع بهم وعاشرهم ولم يقدر على البقاء بعدهم فرحل معهم للحرب وقيل ان امه تتبعه وهو يعدها بالعوده وما معه غير فرسه واخوياه وخيامه وما معه من مال قد يحتاجه ومشى معهم وله عندهم اكبر قيمه ولما اقبلوا على تونس تركوا مواشيهم بالارض الخصبه معها ذياب بن غانم جنبا لها يحرسها وارسلوا للزناتي وفدا للمفاوضه وحينما سلموا قال لهم :
لا هلا فيكم ولا مرحبا بكم
منين جيتوا يا ضراب الشعابه
فقالوا :
نبى المرعى ونسكن عندكم
والكل منا واقف دون واجبه
فقال :
ترى وعدكم طلعة الشمس باكر
ومن ذل منا حسن الموس شاربه
فنزلوا بما معهم من العتاد والخيول الكثيره التي ذكروها في الاشعار مع انه رآهم بالرؤيا سابقا وتبين له خيانة ابنته الصفيرا فسالها عما يجري فقالت جميع الجنود لا تخف منهم وكان المولى بينه وبين ابو زيد عهد وابتدت المعارك كل يوم وطال الحرب بينهم .. وقيل ان الخفاجي حارب اكثر من شهر ثم قتل وقتل من بني هلال الكثير .
وحينئذ اضطر الهلاليين الى ذياب بن غانم لان حضوره للحرب اهم من حراسة الماشيه فارسلوا له رجلا اسمه سعد وابتداء ذياب يساله عما حدث ويخص اعيان ربعه بالسؤال في هذه القصيده :
يا سعد خبرني ولا تكن ماجرى
عن الخيل والشبان من جا خيارها
انشدك عن سابق بدير بن وايل
هي من طوال الخيل او من قصارها
فقال سعد :
ياسيدي سابق بدير بن وايل
ضربت بسيف هد عالي فقارها
فقال ذياب :
انشدك عن عيال الزغابا الثلاثه
هم نقوتي يا سيدي من صغارها
فقال سعد :
ياسيدي كل الثلاثه ذبحوا
ماجيتك الا قد توافت عمارها
فقال ذياب :
انشدك عن ولد الخفاجي عامر
عساه سالم من بلاوي خطارها
فقال سعد :
ثلاثين ليله حامي الترك عامر
لك الله مادرى ليلها من نهارها
ومن ذبحته كل النساء زاد حزنها
يهلن على قبر الخفاجي عبارها
فقال ذياب :
لا حلكم لا بلكم وابل الحيا
يقطع نجوع ما ثنت دون جارها
ثم ضرب ذياب سعد بعقب الرمح من الغضب وعاد معه الى العرب وترك الماشيه فوجد قومه في غاية الذل من افعال الزناتي والعلام وكان والده كبيرا في السن ليس له غيره وهو المدعو غانم النواق فقال غانم لابنه يوصيه سرا ان يبتعد عن الزناتي ويخوفه فسمعت امه الجواب وهي اخت ابا زيد فقالت :
لا تردي ابني ياهداني مقصر
عساك عن برد الجنان تغيب
عساك يابني وان تداريت عنهم
شلفاه تخطيهم وفيك تصيب
ومن وصايا والده :
تباعد عنها ياذياب بن غانم
له حربة تدعي الوليد يشيب
له حربة ما ياقع الطل فوقه
عشاه من دم الرجال غصيب
اما الزناتي فقد راض حصانه على جاخور يمتد بامتداد قصره وفيه كلاليب يعرفها ويبتعد عنها وكثيرا ما تخطفت هذه الكلاليب الفرسان فيبقى الفارس معلقا وتمر فرسه من تحته فيعود اليه الزناتي ويقتله .
اما ذياب فكان يروع الخيل بصوته وفعله وكان يهجم على الفرسان من تحت القصر ويرعبهم وهم يتهربون عنه فرمقه المسجونون من جماعته الذين رافقوا ابا زيد ومرعي في الرحله الاولى وعندهم الصفيرا فطلبوا منها ان تعرف هذا الفارس
فناجته :
وقع نبي ننشدك يا شايع النبا
عن الخيل جتنا اليوم موم(ن) شليله
فقال :
ماغير فارس الدهما ذياب بن غانم
حامي سباق الخيل ملحق ثقيله
ولم يصدقوا بالخبر لانهم تركوا ذياب صغير ولم يظهر منه ادنى فعل وعند عودته سالته الصفيرا قائله :
وقع نبي ننشدك يا شايع النبا
عن الخيل جتنا بالعيال شرود
فقال :
ماغير فارس الدهما ذياب بن غانم
وترى الشوف خزر والكلام يكود
وفي الحال رجع الزناتي مع رفاقه من الكمين يظن ان الكلاليب اختطفت ذياب فتلقاه ذياب بضربة اجادته بعد ان لزم قصره اياما وقال قصيدته التي سوف نوردها بعد ايراد رؤيا الزناتي :
قيل ان الزناتي شيخ القيروان وقابس راى في المنام ان المزن يمشي من الشرق ويمطر شوك نيص ويسمونه البلانزا وما عرف تاويلها الا عند وصول بنو هلال وحربهم باسنة الرماح والسيوف وذكر في القصيده انه اشار على قومه بالنزوح قبل الحرب الطاحنه ثم ذكر اسفه على ابنته صفيراء وكان يعتمد على رايها حيث اشارت عليه باطلاق ابي زيد زعيم بني هلال كما ذكر ان ابا زيد اشجع منه وهذي قصيدته :
يقول الزناتي والزناتي خليفه
نفس الفتى لابدها من زوالها
حلمت الا ان ناشي من الشرق مزنه
يمطر كما شوك البلنزا خيالها
مشت خميس ومطرت يوم جمعه
هلت على قومي مقدو فعالها
مطرها الصبايا والسبايا وبرقها
سيوف تلظى في يماني رجالها
ياليتني ماصرت شيخ لقابس
واهني نفس لا عليها ولا لها
واهني نفس ماكلت مال مسلم
ولا خلطت مال اليتامى بمالها
نظرت بقومي نظرت ما تسرني
وجيه العذارى طلقوها رجالها
كبار اللحى لابارك الله باللحى
صغار اللحى شبوا بقومي فعالها
الا وابلادي زينة الماء مريفه
مدعوجة بالنيل تندى جبالها
مساس عن الرمضاء دكاك عن الحصى
والبق والبرغوث ما جا بجالها
واشيب عيني من عريب تنزلوا
على مجنب البطحى وبنوا حلالها
بنو حلال من حلال قريبه
بنو حلال شاق عيني دلالها
ترى خيلنا تسعين الف نعدها
وتذكر لنا خيل الهلالي مثالها
ولو تجتمع خيل الهلالي وخيلنا
ابا زيد يركاها ويركا مثالها
خان الصفيرا يوم خانت ببوها
ولابنت الا فان ابوها دلالها
تشير بربط القوم واطلاق عبدهم
واثر عبيد القوم حامي ثقالها
اثر عبيد القوم زيزوم سربه
يجر القنا جر السواني حبالها
يشل الدمي شل الدلي يوم تمتلي
لا ماحها الزعاب ثم ارتكا لها
سيفه تعايوا عنه صناع دمشق
الى ولى جمجمة الراس شالها
لكن عوا شامان في طوس روسنا
عوا ذيبة تعوي لذيب عوالها
وانا شاهد للعبد في ربع هدته
ثمانين من قومي قلايع رجالها
هذا لو ان العبد قد هد مثلها
علي كان الترك تيتم عيالها
اثره امير ولد امير مجرب
لاهد تعطيه السبايا كفالها
ترى ابعد مايجي عني جدعة العصى
واسرع من لي الرحى باشتحالها
لولا بخط الرمل شيفت منيتي
بسيف ذياب قد لابا زيد زالها
يعني رؤيا بنته بقولها العرب مالك معهم من ينثر دمل الا ذياب بن غانم :
هو قدم قومه وانا قدم قومي
وهو فهد القناص وانا غزالها
حذرا عن اللي كفيت القدر وجهه
لا جا جنوب الخيل فايتوا شمالها
اللي قلع حدري ثمانين سابق
كبيشات مافي نجد ربي مثالها
واللي قلت حدره من الخيل تسع
والعاشره بالسيف ان زلت حالها
اليا عقر له سابقن جاه مثلها
وليا عقرلي سابقن جا مثالها
ان امهلت دنياي وادركت هقوتي
لازيل الصفيراء عن حياة تنالها
مهبول يا مهبول من يامن النساء
ومن يامن الحرمه الى اقفت بفالها
الى بغت درب الردى ما يكودها
تاطاه لو انه حماقى رجالها
وبعد موت الزناتي بقى العلام غلامه الفارس المشهور متزعما الحرب والمعارك ولم يقدر ابو زيد على قتله للعهد بينهما فاشارت عليه عجوز بقولها اعقر الفرس ويقتله غيرك وفعلا عقر الفرس وحينما سقط العلام قال :
ابا زيد بقت العهد بيني وبينك
تخون عهد الله يالغدار
فقال ابو زيد :
لك الله يالعلام ماني ببايق
ما بيننا والسابقات جوار
فقال العبد :
ابا زيد جرني سبق الخيل جني
عليها حماقى يدعون بثار
فقال ابو زيد :
لك الله يالعلام ماني بشيخهم
علينا كبار ومقتفين صغار
فقال العبد :
خذ السيف والدبوس مني هديه
من قبل انا اذبح يوخذن جهار
فقال ابو زيد :
اهب يالعلام ماقو باسك
لو هي بغيرك كان عقله طار
فقال العبد :
والله يالو به مدفع مالحقتني
لو رف مهرك بالجناح وطار
ولو دامت العباد تقرا مصاحف
يومن دنا مازودوه نهار
وهكذا انتصر بنو هلال
القصه من كتاب من آدابنا الشعبيه لمنديل الفهيد
قصة وقصيدة
يقول الزناتي والزناتي خليفه
قيل ان بني هلال باديه كبيره في نجد تتابع عليها الجدب والدهور وارسلوا يبحثون عن بلاد خصبه صالحه لهم ولحلالهم واختاروا الفارس المشهور ابو زيد برفقة يوسف ومرعي وعندما وصلوا تونس استنكرهما التونسيين وحبسوهم عند زعيم البلاد الزناتي خليفه وكان له بنت يعتمد عليها فيها نوع من الكهانه تدعى صفيراء فعرفتهم البنت ولكنها احبت احدهم لجماله فاسرت لابي زيد بمعرفتها لهم وبرهنت على ذلك بمعرفتها لبلادهم واسمائهم وقالت تعاهدني ان تزوجني ابن اختك اذا جئتم وانا اتسبب لك في الافراج وعاهدها واوهمت والدها بان هذا عبد لانه اسمر اللون وليس براسه شعر لكثرة لبس الدروع في الحروب وقالت هذا ينقل الماء على راسه لعماته .
ولما اقتنع الزناتي بكلامها اطلق ابا زيد بصحبة مولى له شجاع يسمى العلام يحفظه وقال لهم العبوا امام هذا العبد على صهوات الخيل واتركوه يوقد النار على القدور فان انتبه للخيل خبروني ...
ولما تبادروا باللعب ترك ابو زيد القدور وانفعل ع الخيل _ مع ان بنت الزناتي قد انذرته بالحيله _ فقال العلام انت زعيم ولست بعبد ولكن عاهدني على ان تحضر فرسانا من قومك يشبعوني طرادا على الخيل وعلى ان لا تقتلني ولا اقتلك وساحتال في اطلاقك .
فلما تعاهدا على ذلك ضل ابو زيد يدخل وخرج على رفاقه في السجن وعندما غفل الزناتي هربوا ابا زيد مجهزا بزاد وراحله فعاد الى نجد واستجلب بني هلال ومعهم الفارس ذياب بن غانم صبي لم تظهر افعاله بعد التغربه
ويستدل الاخباريون على ان سبب رحيل بنو هلال الجدب والقحط بقول الشاعر الهلالي :
ثمان سنين ماهوى نجد قطره
ولا مزنة غرا ولا بذار
لك الله صبيان النشامى تغيروا
بنات ضحوك يعجب الخطار
فرحلوا ومروا بالخفاجي عامر ناحية العراق شيخ كريم وزعيم وقصره الاخيضر معروف بهذا الاسم وفيه ثعبان يسمى عربيد يظهر حينا ويختفي حينا الا ان الخفاجي عندما راى كثرة الجمال عند بني هلال تولع بهم وعاشرهم ولم يقدر على البقاء بعدهم فرحل معهم للحرب وقيل ان امه تتبعه وهو يعدها بالعوده وما معه غير فرسه واخوياه وخيامه وما معه من مال قد يحتاجه ومشى معهم وله عندهم اكبر قيمه ولما اقبلوا على تونس تركوا مواشيهم بالارض الخصبه معها ذياب بن غانم جنبا لها يحرسها وارسلوا للزناتي وفدا للمفاوضه وحينما سلموا قال لهم :
لا هلا فيكم ولا مرحبا بكم
منين جيتوا يا ضراب الشعابه
فقالوا :
نبى المرعى ونسكن عندكم
والكل منا واقف دون واجبه
فقال :
ترى وعدكم طلعة الشمس باكر
ومن ذل منا حسن الموس شاربه
فنزلوا بما معهم من العتاد والخيول الكثيره التي ذكروها في الاشعار مع انه رآهم بالرؤيا سابقا وتبين له خيانة ابنته الصفيرا فسالها عما يجري فقالت جميع الجنود لا تخف منهم وكان المولى بينه وبين ابو زيد عهد وابتدت المعارك كل يوم وطال الحرب بينهم .. وقيل ان الخفاجي حارب اكثر من شهر ثم قتل وقتل من بني هلال الكثير .
وحينئذ اضطر الهلاليين الى ذياب بن غانم لان حضوره للحرب اهم من حراسة الماشيه فارسلوا له رجلا اسمه سعد وابتداء ذياب يساله عما حدث ويخص اعيان ربعه بالسؤال في هذه القصيده :
يا سعد خبرني ولا تكن ماجرى
عن الخيل والشبان من جا خيارها
انشدك عن سابق بدير بن وايل
هي من طوال الخيل او من قصارها
فقال سعد :
ياسيدي سابق بدير بن وايل
ضربت بسيف هد عالي فقارها
فقال ذياب :
انشدك عن عيال الزغابا الثلاثه
هم نقوتي يا سيدي من صغارها
فقال سعد :
ياسيدي كل الثلاثه ذبحوا
ماجيتك الا قد توافت عمارها
فقال ذياب :
انشدك عن ولد الخفاجي عامر
عساه سالم من بلاوي خطارها
فقال سعد :
ثلاثين ليله حامي الترك عامر
لك الله مادرى ليلها من نهارها
ومن ذبحته كل النساء زاد حزنها
يهلن على قبر الخفاجي عبارها
فقال ذياب :
لا حلكم لا بلكم وابل الحيا
يقطع نجوع ما ثنت دون جارها
ثم ضرب ذياب سعد بعقب الرمح من الغضب وعاد معه الى العرب وترك الماشيه فوجد قومه في غاية الذل من افعال الزناتي والعلام وكان والده كبيرا في السن ليس له غيره وهو المدعو غانم النواق فقال غانم لابنه يوصيه سرا ان يبتعد عن الزناتي ويخوفه فسمعت امه الجواب وهي اخت ابا زيد فقالت :
لا تردي ابني ياهداني مقصر
عساك عن برد الجنان تغيب
عساك يابني وان تداريت عنهم
شلفاه تخطيهم وفيك تصيب
ومن وصايا والده :
تباعد عنها ياذياب بن غانم
له حربة تدعي الوليد يشيب
له حربة ما ياقع الطل فوقه
عشاه من دم الرجال غصيب
اما الزناتي فقد راض حصانه على جاخور يمتد بامتداد قصره وفيه كلاليب يعرفها ويبتعد عنها وكثيرا ما تخطفت هذه الكلاليب الفرسان فيبقى الفارس معلقا وتمر فرسه من تحته فيعود اليه الزناتي ويقتله .
اما ذياب فكان يروع الخيل بصوته وفعله وكان يهجم على الفرسان من تحت القصر ويرعبهم وهم يتهربون عنه فرمقه المسجونون من جماعته الذين رافقوا ابا زيد ومرعي في الرحله الاولى وعندهم الصفيرا فطلبوا منها ان تعرف هذا الفارس
فناجته :
وقع نبي ننشدك يا شايع النبا
عن الخيل جتنا اليوم موم(ن) شليله
فقال :
ماغير فارس الدهما ذياب بن غانم
حامي سباق الخيل ملحق ثقيله
ولم يصدقوا بالخبر لانهم تركوا ذياب صغير ولم يظهر منه ادنى فعل وعند عودته سالته الصفيرا قائله :
وقع نبي ننشدك يا شايع النبا
عن الخيل جتنا بالعيال شرود
فقال :
ماغير فارس الدهما ذياب بن غانم
وترى الشوف خزر والكلام يكود
وفي الحال رجع الزناتي مع رفاقه من الكمين يظن ان الكلاليب اختطفت ذياب فتلقاه ذياب بضربة اجادته بعد ان لزم قصره اياما وقال قصيدته التي سوف نوردها بعد ايراد رؤيا الزناتي :
قيل ان الزناتي شيخ القيروان وقابس راى في المنام ان المزن يمشي من الشرق ويمطر شوك نيص ويسمونه البلانزا وما عرف تاويلها الا عند وصول بنو هلال وحربهم باسنة الرماح والسيوف وذكر في القصيده انه اشار على قومه بالنزوح قبل الحرب الطاحنه ثم ذكر اسفه على ابنته صفيراء وكان يعتمد على رايها حيث اشارت عليه باطلاق ابي زيد زعيم بني هلال كما ذكر ان ابا زيد اشجع منه وهذي قصيدته :
يقول الزناتي والزناتي خليفه
نفس الفتى لابدها من زوالها
حلمت الا ان ناشي من الشرق مزنه
يمطر كما شوك البلنزا خيالها
مشت خميس ومطرت يوم جمعه
هلت على قومي مقدو فعالها
مطرها الصبايا والسبايا وبرقها
سيوف تلظى في يماني رجالها
ياليتني ماصرت شيخ لقابس
واهني نفس لا عليها ولا لها
واهني نفس ماكلت مال مسلم
ولا خلطت مال اليتامى بمالها
نظرت بقومي نظرت ما تسرني
وجيه العذارى طلقوها رجالها
كبار اللحى لابارك الله باللحى
صغار اللحى شبوا بقومي فعالها
الا وابلادي زينة الماء مريفه
مدعوجة بالنيل تندى جبالها
مساس عن الرمضاء دكاك عن الحصى
والبق والبرغوث ما جا بجالها
واشيب عيني من عريب تنزلوا
على مجنب البطحى وبنوا حلالها
بنو حلال من حلال قريبه
بنو حلال شاق عيني دلالها
ترى خيلنا تسعين الف نعدها
وتذكر لنا خيل الهلالي مثالها
ولو تجتمع خيل الهلالي وخيلنا
ابا زيد يركاها ويركا مثالها
خان الصفيرا يوم خانت ببوها
ولابنت الا فان ابوها دلالها
تشير بربط القوم واطلاق عبدهم
واثر عبيد القوم حامي ثقالها
اثر عبيد القوم زيزوم سربه
يجر القنا جر السواني حبالها
يشل الدمي شل الدلي يوم تمتلي
لا ماحها الزعاب ثم ارتكا لها
سيفه تعايوا عنه صناع دمشق
الى ولى جمجمة الراس شالها
لكن عوا شامان في طوس روسنا
عوا ذيبة تعوي لذيب عوالها
وانا شاهد للعبد في ربع هدته
ثمانين من قومي قلايع رجالها
هذا لو ان العبد قد هد مثلها
علي كان الترك تيتم عيالها
اثره امير ولد امير مجرب
لاهد تعطيه السبايا كفالها
ترى ابعد مايجي عني جدعة العصى
واسرع من لي الرحى باشتحالها
لولا بخط الرمل شيفت منيتي
بسيف ذياب قد لابا زيد زالها
يعني رؤيا بنته بقولها العرب مالك معهم من ينثر دمل الا ذياب بن غانم :
هو قدم قومه وانا قدم قومي
وهو فهد القناص وانا غزالها
حذرا عن اللي كفيت القدر وجهه
لا جا جنوب الخيل فايتوا شمالها
اللي قلع حدري ثمانين سابق
كبيشات مافي نجد ربي مثالها
واللي قلت حدره من الخيل تسع
والعاشره بالسيف ان زلت حالها
اليا عقر له سابقن جاه مثلها
وليا عقرلي سابقن جا مثالها
ان امهلت دنياي وادركت هقوتي
لازيل الصفيراء عن حياة تنالها
مهبول يا مهبول من يامن النساء
ومن يامن الحرمه الى اقفت بفالها
الى بغت درب الردى ما يكودها
تاطاه لو انه حماقى رجالها
وبعد موت الزناتي بقى العلام غلامه الفارس المشهور متزعما الحرب والمعارك ولم يقدر ابو زيد على قتله للعهد بينهما فاشارت عليه عجوز بقولها اعقر الفرس ويقتله غيرك وفعلا عقر الفرس وحينما سقط العلام قال :
ابا زيد بقت العهد بيني وبينك
تخون عهد الله يالغدار
فقال ابو زيد :
لك الله يالعلام ماني ببايق
ما بيننا والسابقات جوار
فقال العبد :
ابا زيد جرني سبق الخيل جني
عليها حماقى يدعون بثار
فقال ابو زيد :
لك الله يالعلام ماني بشيخهم
علينا كبار ومقتفين صغار
فقال العبد :
خذ السيف والدبوس مني هديه
من قبل انا اذبح يوخذن جهار
فقال ابو زيد :
اهب يالعلام ماقو باسك
لو هي بغيرك كان عقله طار
فقال العبد :
والله يالو به مدفع مالحقتني
لو رف مهرك بالجناح وطار
ولو دامت العباد تقرا مصاحف
يومن دنا مازودوه نهار
وهكذا انتصر بنو هلال
القصه من كتاب من آدابنا الشعبيه لمنديل الفهيد