هاد عيد ميلاد السيد المسيح
ملك السلام
مو عيد سنتا كلوز...
لمّا كنت صغير، كان عيد الميلاد مغارة بزاوية بيتنا وشلح سنديان عليه شرايط ملونة وشريط لمبات نصّو بيضوّي ونص التاني محروق، ونجمة ما عم تهدا ع راس الشجرة، والدني بألف عيد....
لمّا كنت صغير كان عيد الميلاد هوّي بابا نويل لي رح يجبلي فرقة عسكر من بلاستيك، أو بيانو خشب أزرق صغير، أو بيسكلات بأربع دواليب، ويمكن كلسات وبيجاما والدني بألف دفى...
لمّا كنت صغير كان عيد الميلاد عشا مع أهلي وخيّ يحوص وينقور الاكل بالسر عن الطاولة وأمّي تبتسم للعيد...
كان عيد الميلاد جرّب إسهر أكتر من إخواتي لحتّى روح ع قدّاس نص ليل، وإغفى ع كتف بيِّ بمقعد الكنيسة ويحملني بيّ بالرجعة، والدني بألف صحّة...
لمّا كنت صغير، كان عيد الميلاد ما نشيل الشجرة ولا يوم، وتبقى النجمة بنص البيت، والطفل بالمزود يضل دفيان، ويبقى بيانو الخشب الأزرق الصغير ع ركابي وطنطن، وأمّي مبسوطه بمايدة العيلة، والدني بألف خير...
لمّا كبرنا وكبّرونا بسرعة... الشجرة صارت أغلى وأكبر، والنجمة مغرورة، والطفل ضايع بين زينة الكريستال، وعيوني بطّلت تبرق قدّام ورق الهدايا لي بخربش... قدّام الكنيسة وبليلة الميلاد صار في ناس عم بتحجّر بعضا بالكره والجهل، صرت شوف حول بيتنا دخان مدافع الحروب، صرت أسمع أصوات النميمة والكذب وجرس بابا نويل دبلان ع عتبة البيت...لمّا كبرنا وكبّرونا بسرعة زرعو بعيوننا ع شاشات التلفزة إيحاءات جنسيّة وعنف وغسيل دماغ، وكيف بيبيعو الوطن بسوق دعارة الأمم العربية والاجنبية...وأقارب متخاصمين...صار العيد مشحتر، مجرّح، ع وجّو تواليل...
وقبل ما إكبر أكتر وإخسر، ركضت عالتتخيته وجبت شلح السنديان اليابس، وأشخاص العيد من جفصين، والنجمة من كرتون، وشريط لمبات نصّو ما بيضوي! وحملت طفل العيد ونفخت عنّو نشارة الخشب... وصلّيت لقلبي وقلبن... حطيت صاحب العيد ع دقّات قلبي ولمّا بلّش يسوع يسمع دقاتو: فاتت أمّي من المطبخ ومعها صينية الاكل، وإخواتي حول المايدة عم ينقورو الاكل، وناس تحط ببوز المدافع ورد، وناس تعترف بخطاياها بكرسي اعتراف، وناس تغيّر للأفضل... وناس ضوّت شمعة صغيرة بقلب كل العتمة...
وأنا هدّي إيد أمّي، وهدّي إيد بيّ الختيار ونتمشّى سوا بصقعة كانون عالكنيسة، والعيد للقلوب البسيطة، للقلوب لي ما بدّها تكبر ، للقلوب المتواضعة، للقلوب لي بتأمن بالحب لو صقعت القلوب.